العلاقات السامة : الفهم الشامل

العلاقات السامة : الفهم الشامل

 

العلاقات السامة تشبه الهروين تمنحك شعور قوي بالنشوة المرضية و لكنها تسمم حياتك. رغم ذلك قد تظل تسعى للمخدر السام بقوة تحت تأثير الادمان رغم يقينك انه سيدمر حياتك. و العلاج من الادمان قد يحتاج لشهور و قد تمتد سنوات ان كان الادمان عميق و تغلغلت سمومه في الاعماق لكي تتعافى من تأثيره المدمر

اول خطوة تدرك ان النشوة التي تحصل عليها هي نشوة مرضية و اكبر دليل ان عدم حصولك عليها يشعرك بالالم و المعاناة فتفعل المستحيل لتصل إليها و لو بعت نفسك في سوق النخاسة. للاسف لايدرك المدمنين للاشياء و الاشخاص ان الادمان او التعلق المرضي انعكاس لاضطراب او مرض او مشاكل نفسية في الطفولة و غالبا هو تربية غير متزنة اما تدليل زائد او إهمال زائدة و كلاهما يحدث خلل في التوازن, فهذا الذي تلقى تدليل زائد سيتعلق و يعلق و يدمن من يعذبه.و هذا الذي تلقى اهمال زائد سيعلق و يتعلق و يدمن من يدلله, و كل طرف سيتلقى ضربة عكسية لانه سيجذب تردده العكسي ( تطرفه العكسي). و الغاية في العمق هي التوازن فجذبت وسيلة التطرف العكسي لاحداث زلزال يزلزل الكيان كي تتوازن الشخصية. فشديد الحنان سيجذب شديد القسوة ليصطدم كل منهما بالاخر كي يتوازن الطرفان

هل لاحظت ان السيارة المتباطئة جدا تصطدم بها السيارة المسرعة جدا. هل لاحظت ان المتطرف في التهور كالبلطجي نفسيا او المجرم او اللص او النصاب او الجلاد يجذب و ينجذب إليه المتطرف في الخوف منه ( الجبان او الضحية ) كرسالة للخائف كن شجاع ( متوازن نفسياً) و لن يتجلى البلطجي او المجرم او النصاب او الجلاد او حتى الظالم او اي طاقة متطرفة في اقصى اليمين او اقصى اليسار في عالمك لان الطاقات المتطرفة لن تكون داخل مجال شبكتك الطاقية اي خارج التغطية

فعندما تكون متوازن لن تجذب و لن تنجذب لمضطربين او مختلين او منحرفين او مستغلين او متلاعبين ( شفاهم الله جميعا وشفانا من كل تطرف لازال فينا ) لانهم سيكونوا خارج شبكتك النفسية فيفقدون الاتصال بك كما انت كذلك تفقد الاتصال بهم. و هذا لا يمنع ان يكونوا في عالمك فتراهم بعينك و لكن لن تعد تدركهم بوعيك لانعدام طاقة الخلل التي كانت تجعلك تدركهم فتشتبك معهم ويشتبكون معك, كرسالة من القدر انهم مرآة الخلل فأصلحه و لن تعكسهم لك مرآة القدر مجددا لانعدام الخلل الماثل امام المرآة

الخلاصة الادمان لشخص او لشيء ليس هو المرض المرض الحقيقي في الخلل الداخلي ( الحرمان من مشاعر الامان و الاطمئنان الفطرية بسبب خلل في التوازن). فقد نستطع ان نعالج المادة المدمنة ان كانت بشخص او بشيء و لكن ستتجسد في ادمان اخر لان الخلل لازال موجود

انا لا اسعى لكي أعالج التعلق او الادمان بفصله عن المادة المتعلق بها. انا اسعى لكي انظف له عالمه الداخلي من خلاله و بيديه من اي تطرف نتج بسبب حرمان عميق بسبب تدليل زائد او اهمال زائد جعله يفقد التوازن فجذب نسخة متطرفة ليتعلق فيدمن النسخة العكسية المتطرفة منه, ظنا منه انها ستمنحه الحب و الامان الذي ضاع منه بسبب تربيته المتطرفة اقصى اليمين او اقصى اليسار. و لكن لايدرك ان تلك العلاقة قد تكون فخ ليصبح اكثر اضطرابا و خللا ان لم يعي انها اعدت لجعله اكثر توازن فأخذ منها رسالة التوازن وتركها ترحل في سلام. اما ان يظل يعلق فيها و يتعلق بها فيدمنها فيكرهها كره العمى ويعشقها حد الموت و يصبح كالمريض النفسي الذي يستمتع بطعنات الغدر و الالم الذي يشعره بالخشوع و الذل و الاهانة لانه في العمق يعيش في مشاعر الضحية بسبب انخفاض وعيه و تلك العلاقت المدمرة و الاحداث المؤلمة تشبه رسالة البطارية منخفضة. و لكنه للاسف من شدة انخفاض البطارية لم يعد يرى ما هو مكتوب من رسائل على شاشة بصيرته المظلمة) و للاسف من في هذا الوعي المنخفض جدا ستجده يدمن من يجلده و يعادي من يحاول ان يرشده في دائرة مدمرة ستدمر حياته الى ان تنتهي الكارما فيتجلى له المُخلِص و الُمخَلص الذي يرشده ليتخلص من مغاناته او يرشده الله في رؤية او حلم او كتاب او منشور او حتى حوار بين شخصين يلتقطه الردار الداخلي فتبدأ عملية الاصلاح و العودة للتوازن فتتلاشى كل الغلاقات المختلة ( المتطرفة ) لانعدام التطرف الداخلي الجاذب إليها. و هنا اهلا بكل من اصبح متوازنا بعيدا عن اغاني ومسلسلات و افلام التعلق المرضي و الادمان المدمر للاشخاص والاشياء

نصيحة اخيرة من شخص عاش كل العلاقات الانسانية لم اجد متعلق او مدمن الا وكان يعاني من عقد نقص عميقه ( تضخم الانا و المؤشر مشاعر السوء كالسخط و الغضب و الحقد و الغل و الكراهية و الغيرة و الحسد و الفوقية و العنصرية و الطائفية و الطمع و الجشع و الكيد و الشماتة و التشفي و الانتقام الى اخره ) استدرجته لاحداث و ظروف و مواقف و اشخاص اكثر نقصاً في دائرة صراع و صراع مضاد تعكس لك قدر نقص كل منهما و كلما كان النقص عميق كان التدمير خطير فيتم اصطياده بهواه كي يرتد إليه بصيرته بعد عملية الاصطياد بعد ان يدرك ان هواه كان فخ لاحداث التوازن ( الشبع النفسي) فيتلاشى التلاعب و المتلاعبين لانعدام الخلل النفسي ( الجوع النفسي) الجاذب لهما

فالشبعان لا يغريه و لا يتلاعب به الطعام لذلك لن يصطاده طعم الجوع للناقصين مجددا او للاسف ان لم يدرك هذا العمق سيظل يلعب دور الضحية فترمى عليه شباك الناقصين و النرجسيين و السيكوباتيين فتصطاده طوال عمره

دمتم بوعي فالوعي كالماء يحي كل شيء كان يبدو انه على قيد الحياة

 

إقرأ أيضاً

كيف تنهي علاقة سامة و غير صحية

لماذا تسجننا العلاقات السامة

كارما العلاقات

سايكلوجية العلاقات ( شرح و حلول )

الشخصيات السامة – 7 أنواع من الشخصيات التي يجب عليك تجنبها حتى تكون سعيدًا

العلاقات الروحية : لماذا لا تستمر، أو تتعطل أو تتكرر

ما الذي يجعلنا نسقط في العلاقات المؤذية ؟

 

 

عبد الحكيم العجمي

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *