علم الغفران السماوي : القانون المبجل الذي يحكم كل شيء
لطالما حدثتنا عن التسامح, كيف يمكن أن نسامح أشخاصاً يتسببون في ضرر كبير لنا ؟و هل من الصواب أن نسامح أو لا ندافع أن انفسنا ؟
الغفران نعمة مبجلة من النعمات السماوية العظيمة، التي تمنحنا شرف البقاء في النعمة المباركة من السلام والوفرة والتمركز والثبات والقوة. هؤلاء ممن لم يتفعل فيهم الغفران ولا يعرفون له وصولاً ما زالوا عالقين في المستوى الأسفل من المقام الدنيوي السحيق، حيث لا ترقي ولا عبور لمستويات باطنية تنويرية متقدمة، سيما من هزت أركانهم مواقف صغيرة ساذجة وعليها ظهرت حقيقتهم، وظهر مستوى الحب الناضج الذي تربوا فيه
الغفران من أبلغ منازل الاخلاق الفاضلة وهو ميزان إنسان العلم الباطني الكوني المتحرر مما أدمنته البشر من مستويات سلوكية وأخلاقية فيما بينها
الغفران علم تأملي عريق يتطلب منك المواصلة والاجتهاد طويلاً في فهم كيمياء تفاعله كوعي دافق منهمر في شخصك، بالوقت الذي يتفعل فيك وعي الغفران السماوي بلا شك ستصبح ملاكاً يسير في الأرض
الغفران مرتبط بالامتنان، مرتبط بالسلام، مرتبط بالحب اللامشروط، مرتبط بفهم معاني الإنسان الكوني النبيل المتمع بكل معاني الإنسانية
أنت تتوسط نبضتين شهيق وزفير، ولا يمكنك العيش في نبضة أحادية القطبية كالشهيق فقط ستختنق حتماً أو تعيش في الزفير فقط، أنت تعيش في الفاصل الفعلي بينهما، الفاصل ما بين الشهيق والزفير، إنه الآن والغفران السماوي هو الآن
كما تعرفت على منزلة الحب المشروط ومنه ترفعت إلى منزلة الحب اللامشروط
كما تعرفت إلى منزلة التعلق ومنه انتقلت إلى منزلة اللاتعلق
كما تعرفت على منزلة التطرف الشعوري والسلوكي ومنه انتقلت إلى منزلة اللاتطرف
فإنك اليوم تعرفت إلى منزلة اللاغفران التي تضم في عوالمها ردات الفعل النفسية السلوكية المتطرفة مثل الحقد والكراهية والانتقام، ومنها انتقالك إلى منزلة الغفران السماوي الذي يحتوي في معادلته كلمة واحدة لا يزيزل كيانها شيء وهي الحب الحقيقي اللامشروط
اللاغفران فقط منزلة تجتمع قوتها وطاقتها لتكون اتحاد متكاثف لصفع هؤلاء ممن انتهكوا حرمات وطنك وعاثوا فيه تخريباً وفساداً وقتلاً، اللاغفران هو علم رد عملاء الشر وكسر ساديتهم التي اغتصبت الإنسانية بالوحشية وإراقة الدم، إنه علم النصر، نصر الحق واللاغفران جسدته القيامة
الغفران السماوي تفعيله فيك يحولك لكائن مذهل مهما كانت العقبات الملحقة أو الطارئة عليك ضمن وقع عالمك الخاص تبقى أنت في منزلة الاستيعاب والتروي وتقديم التسامح قبل كل شيء بحيث أن ردات أفعالك لن يتجاوز استمرارها دقائق
المواقف الصغيرة، والكلمات الصادة المؤذية، والسلوكيات الطارئة من الغير بحقي ليست في حاضري أقوى من سلامي الداخلي وليست أقوى من غفراني لتجعلني أنزل لضفة اللاغفران و تثبط مستوى رقي وعيي واتزاني
الغفران السماوي قانون رباني عظيم كل شيء في هذا الوجود يسير فيه، إنه قوة خلق لامتناهية للسعادة والهبات العظيمة، ولا يخرج عنه سوى عملاء الدم الذين تخلوا عن وعي الخالق فيهم، واتخذوا لأنفسهم إلهاَ آخر وهو الشيطان وساروا في نهجه
بارك لاعنيك بالحب والغفران، وإنما بالغفران يُغفر لنا
بارك بالغفران والحب وكن بعيداً إن لم تعد تريد التواصل مع هؤلاء ممن آلموك بالوقت نفسه إن وجدتهم يوماً في ظروف تتطلب وجودك كن الحاضر لمساعدتهم وكأن شيئاً لم يكن
تذكر جيداً: حينما تصبح أنت نفسك الغفران لن تجد أناساً يؤذونك، هل تعلم لماذا ؟ لأنك أصبحت وطناً للحب و أصبحت الأخطاء منك فضائل تتحدث عنها الجموع
انطلق بمشاعر الغفران لنفسك
لكلماتك لسلوكياتك لنوياك لأناسك
لأعمالك لماضيك لحاضرك
إقرأ أيضاً طاقة التسامح مع تمرين للمسامحة بالظغط هنا
إقرأ أيضاً قوة الحُب و التسامح بالظغط هنا