ماذا تقول عنك إختياراتك ؟
إذا أردت أن تعرف علاقة الإنسان بنفسه، فانظر إلى اختياراته في علاقاته. إذا أردت أن تعرف طبيعة علاقة المرأة بنفسها، فراقب من تحب؟ من تقرّب إليها؟ مع من تختار أن تستمر؟
إن اختياراتنا، وخاصة تلك التي نستمر فيها أو نكررها، تعدُّ – من وجهة نظري – أصدق مرآة تعكس علاقتنا بذواتنا. فهي مؤشر دقيق على مدى نضجنا وتطور وعينا أو تحوّلنا النفسي
قد يكون الإنسان ناجحاً، ذكياً، موهوباً، وإبداعياً، ولكنه يختار الارتباط بأكثر الأشخاص تعقيداً، شخص يُتعِبه ويكفّر عن سيئاته. ليس ذلك فحسب، بل يستمر في تلك العلاقة رغم شكواه المستمرة، ورغم أنه يمتلك القدرة على إنهائها في أي وقت
وبالمثل، قد تكون المرأة طيبة، عطوفة، ولطيفة، لكنها تختار – من بين الكثيرين – أكثر الرجال نرجسيةً وتعقيداً. يهينها ويؤذيها، ومع ذلك تختار الاستمرار معه، على الرغم من أنها تشتكي منه باستمرار، ورغم قدرتها على إنهاء العلاقة في أي لحظة
هذا الشخص لا يحب نفسه، وتلك المرأة أيضاً لا تحب نفسها. فمن يحب نفسه لا يقبل أن يتعرض للأذى. الشخص الذي يحب نفسه حقاً يقدّرها ويحترمها، ولا يسمح لأحد أن يقلل من شأنه أو يهينه
الذي يحب نفسه يتعامل معها كما تستحق، ولا يقبل أن يعاملها الآخرون كما لو أنها لا تستحق. أعلم أن هناك حالات معقدة، ومواقف حياتية صعبة قد تبدو مستحيلة، ولكنني هنا أتحدث عن المبدأ العام والقاعدة الأساسية
قد تجلس مع أشخاص وتسمع منهم أجمل الكلام، ولكن اختياراتهم في الحياة تكشف أنهم يكرهون أنفسهم. قد ترى أشخاصاً يبدون متألقين ويشعون بالنور، ولكن علاقاتهم تشير إلى أنهم ينتقمون من أنفسهم بشدة
تجد أناساً حضروا العديد من الدورات وورش العمل، وخاضوا جلسات العلاج النفسي، ولكن كل هذا يتهاوى عند أول احتكاك حقيقي مع الحياة والناس. يفشلون عند أول اختبار حقيقي في الحب والارتباط
إذا أردت أن تفهم علاقتك بنفسك، انظر إلى ما اخترته واستمررت فيه، أو إلى ما لم تختره وتوقفت عنده
إقرأ أيضاً
تحمل المسؤولية عن اختياراتك : طريقي في النمو الشخصي
كيف تصبح اختياراتك (قراراتك) الفورية صحيحة فلا تندم عليها لاحقاً