طـريـقـة تـطـويـر الـوعـي : الإنتباه مثالاً ( مهم جداً جداً )

طـريـقـة تـطـويـر الـوعـي : الإنتباه مثالاً ( مهم جداً جداً )

ان أفضل طريقة لتطوير الوعي هي: الانتباه. فالمزيد من تركيز الانتباه على كل ما نقوم به سوف يعطي نتائج مدهشة وهناك عدة درجات لنوعية الانتباه

١- أدنى درجات الانتباه، من حيث النوعية، هو الانتباه الآلي. وهذا النوع يخلو من الانتباه أصلا، ويفتقر الى التركيز. أحيانا يكون هذا النوع مفيدا، على سبيل المثال، عندما تقود سيارة فلا يمكن ان تكون منتبها لكل حركاتك أو قراراتك ( كتغيير وضعية ناقل الحركة، والضغط على الكابح، وزيادة السرعة )، لان ذلك سيؤثر سلبا على كفاءتك في القيادة ويعرضك للخطر. رغم ذلك، فان الانتباه الآلي الى مراكز الطاقة النفسية والفكرية ( شاكرات الجسد النفسي والفكري ) مُضر بعملية تطوير الوعي

٢- يتجلى الانتباه من النوعية الثانية في الانجذاب أو الإعجاب، عندما يعجبك فلم على التلفاز مثلا. هذا النوع يسمى التركيز، لكنه يحدث بفعل مؤثر خارجي وليس داخلي؛ وهذا يعني انه يفتقر الى الجهد الذاتي، ويمكن ان يستمر لفترة طويلة. والأطفال يصبحون خبراء في هذا الفن حالما يتعلمون مشاهدة التلفاز. ولا حاجة للقول بان هذا النوع من الانتباه لا ينفع كثيرا قدر تعلق الأمر بتطور الوعي. من هنا فان النوعين الثالث والرابع من الانتباه فحسب مفيدان لتطوير الوعي

٣- النوع الثالث هو الانتباه المُوجّه، أي الانتباه الذي تُوجّهه بنفسك وبدافع ذاتي، على سبيل المثال عندما تركز على عمل دقيق، أو إبداع فني، أو عندما تقرأ نصا صعبا. هذا النوع يتطلب جهدا طوال الوقت، وعندما يتراخى الجهد فان نوعية الانتباه تهبط الى مستوى أدنى. ان الفترات الطويلة من الانتباه الموجه تساعد على إضعاف العواطف السلبية

٤- النوع الرابع هو النوع الثالث زائدا الوعي بالنفس، ويُطلق عليه كذلك الحضور. هذا هو أرقى الأنواع، وهو في الحقيقة أدنى أنواع الوعي السببي. في هذا النوع من المستحيل ان تنتابك العواطف السلبية كالغضب والامتعاض والكراهية والخوف ونزعة الانتقام والإحساس بالمرارة ورثاء الذات، وغيرها. على العكس، فان هذا النوع من الانتباه غالبا ما يرافقه إحساس بالسلام الداخلي، والهدوء، والسكينة، وضبط النفس، والتفاؤل. إذن، كلما كنت قادرا على بلوغ النوع الثالث، والانتقال من هناك الى النوع الرابع، فهذا أفضل لك. وكلما استطعت البقاء في الحالة الرابعة لفترة أطول فهذا أفضل لك. ان بلوغ النوع الرابع عن طريق الجهد الواعي يُسمّى تذكر النفس. ومن اجل ان يكون للعمل على تطوير الوعي أي تأثير فلا بد للإنسان ان يتذكر نفسه عدة مرات في اليوم. ومن الأفضل البدء ببرنامج يتضمن تذكر النفس ثلاث مرات في اليوم. وإذا لم تستطع تحقيق هذا الهدف فلا تقلل العدد بل زده بدلا عن ذلك الى خمس مرات في اليوم. ولتقليل الغباء في حياتك حاول عدم اتخاذ قرارات مهمة إلا عندما تكون في الحالة الرابعة من الانتباه. وقم بتأجيل القرارات المهمة الى ان تكون حالة وعيك جيدة

لا بد ان نعلم ان تركيب الإنسان العرفاني يتكون مبدئيا من

١- الجوهر ( موناد )

٢- الأجساد: الجسد المادي والنفسي والفكري وجسد الشخصية. ويسمى جسد الشخصية ( النفس الأولى )، ويكون الجوهر حاضرا فيه

يجب التمييز بين حالتين، الأولى هي الانتباه الموجه دون وعي بالنفس ( وهو ما يشكل 99% من الحالات )، والثانية هي الانتباه الموجه الذي يرافقه وعي النفس ( وهو ما يشكل حالات نادرة )

لا بد ان يعلم الناس أنهم نادرا ما يكونون واعين بأنفسهم، وان غالبية نشاطاتهم نمطية وآلية؛ أي غير واعية. وهذا يعني ان انتباههم في حالة نوم في اغلب الأحيان، وبالتالي فان النفس ( مع الجوهر الذي بداخلها ) في حالة نوم.
إما ان تكون النفس حاضرة أو تكون أجساد الإنسان حاضرة. فعندما يتصرف الإنسان بشكل تلقائي آلي فهذا يعني ان واحدا من أجساده هو المسيطر, لان فعاليات الأجساد تلقائية وآلية. تكون النفس في بعض الأحيان حاضرة عندما نكون في حالة انتباه مُوجّه. فإذا كان هناك، بالإضافة الى الانتباه الموجه، وعي بحضور النفس ( أنا هنا الآن )، عندئذ فقط يكون الجوهر واعيا. ان واحدة من أوضح مميزات حضور النفس، عندما يكون الجوهر واعيا، هي راحة البال؛ الغياب الكامل للعواطف السلبية. وذلك لان العواطف السلبية موجودة ضمن الطبقات السفلى للجسد النفسي

إذا كان الإنسان حاضرا بوعيه فلن تكون تصرفاته في هذه الحالة آليّة. وعندما تكون تصرفاته آلية فهو يفتقد لحضور الوعي بالنفس. فوعيه إما ان يكون في النفس أو يكون في الأجساد

ان وعي النفس، كما تم وصفه هنا، والممكن بلوغه من قبل الإنسان، هو الطبقة الثالثة من الجسد السببي، وهو أدنى أنواع الوعي السببي. لذلك فهو صعب التحقيق، ونادرا ما يدوم لأكثر من بضعة ثواني. ورغم ذلك، فيمكن إطالة مدته بعد فترة طويلة من التدريب، وذلك باستخدام المناهج الصحيحة

عندما ننسى أنفسنا فنحن نيام، وهذا يعني إننا غير واعين بأنفسنا. في هذه الحالة تكون النفس نائمة والجوهر نائم، والأجساد هي المُسيطرة. وهذا ما يُسمى بغياب الوعي أو اللاوعي

الثّيوصوفيا | بقلم خزامى أبو سعدى

3 réflexions sur “طـريـقـة تـطـويـر الـوعـي : الإنتباه مثالاً ( مهم جداً جداً )”

    1. مقال رائع نرجوا التوسع في هذا الموضوع ممتنة لكم على هذا العطاء المتميز ،لطالما أعجبني محتوى قاتلتكم.

    2. مقال رائع نرجوا التوسع في هذا الموضوع ممتنة لكم على هذا العطاء المتميز ،لطالما أعجبني محتوى قاتلتكم.

Répondre à Sihem Annuler la réponse

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *