الوعي هو عملية ذات شقين المعرفة والتجربة .. واللذان ينتجان الشعور فالوعي إذن هو الشعور بما عرفته وقمت بتجربته فمعرفة الشيء تختلف عن تجربته ، كما أن الشعور به شيء آخر .. فقط الشعور هو الذي ينتج الوعي الكامل . المعرفة تنتج وعيا جزئياً .. وكذلك التجربة يمكن لها أن تنتج وعيا جزئياً فقط
تستطيع أن تعرف أن الروح الإلهية بداخلك ، ولكن عندما تجرب الشعور بذاتك ، أي يصبح لديك المعرفة والتجربة لذاتك ، فإن وعيك يصبح كاملاً من خلال العيش بهذا الشعور على سبيل المثال … يمكنك أن تعرف أنك عطوف ، ولكن عندما تجرب نفسك على أنك عطوف وتحيا بتلك التجربة ، عندها يكتمل وعيك من خلال العيش بهذا الإحساس .. وينطبق هذا مع الحب ، الكرم ، التسامح … إلخ الشعور هو لغة الروح .. الوعي بالذات يتم من خلال الشعور الكامل بمن تكون حقا, وبما أن الوعي هو عملية ذات شقين ، لذا يوجد مسارين للوصول إليه … تصل الروح إلى المعرفة الكاملة خلال وجودها في العالم الروحي ( بين الحيوات الأرضية ) ، وتصل إلى التجربة الكاملة من خلال وجودها في العالم المادي
كلا المساران ضروريان ، وهذا هو سبب وجود عالمين : العالم الروحي والعالم المادي … ضعهم معا جنبا إلى جنب وسوف يكون لديك البيئة المثالية لخلق الشعور الكامل .. وهذا الشعور الكامل ينتج الوعي الكامل …لذلك يتطلب الأمر رحلات لا حصر لها ذهاباً وإيابا بين العالمين الروحي والمادي … هذا ما نسميه بالتناسخ أو تعدد الحيوات
لا يمكن الوصول إلى الوعي الالهي الكامل في حياة واحدة على الأرض .. فحياتك والتي قد تصل إلى ١٠٠ عام ، ماهي إلا نقطة في بحر الخلود … كل الأرواح تجد السلام بعد الموت ، وليس كل الأرواح تجد السلام قبل الموت
الوصول إلى نقطة الوعي المطلق – أي المعرفة والتجربة والشعور بمن أنت بالكامل يتم على مراحل أو خطوات .. يمكن اعتبار كل حياة أرضية تعيشها إحدى هذه الخطوات …لا يمكن أن تصل الروح لذلك الوعي المطلق في حياة أرضية واحدة .. إنه التأثير التراكمي الناتج عن الممرات الكثيرة خلال دورة الحياة
كل ممر أو تجربة تنتهي عندما تكتمل المهمة الخاصة بهذا الممر بشكل كامل … تنتهي حياتك ( تموت ) عندما تكون مهمتك التي أتيت من أجلها إلى هذا العالم المادي قد اكتملت هذه المرة … ثم تضيف ما أكملته هنا إلى ما أكملته في رحلات سابقة ، حتى تحصل في النهاية على ( كل شيء معا ) ، عندها يتحقق الوعي المطلق
كل المشاعر التي مررت بها في حيواتك السابقه مخزنة في ذاكرة الروح .. هذا هو سبب الخوف من الأماكن المرتفعة او الظلام او الفوبيا او الخوف الغير مبرر عموما … أنا فقط أعطيك مثال …عندها تكون العملية قد اكتملت بالكامل .. عندما تعرف من أنت بشكل كامل ، وتجرب ذلك بشكل كامل ، وتشعر بذلك بشكل كامل
لذا كل المسارات تؤدي في النهاية إلى نفس المصير .. ولكن الخبر السار الذي أحمله إليك هنا هو أن بإمكانك أن تخلق مسار أسهل وبمعوقات أقل
