عقلية التوفير : نافعة أم ضارة ؟
على مدار الفتره الماضيه حصلت معي بعض المواقف نبهتني لشيء خاطئ خطير إعتدنا فعله شبه يوميا فأصبح نمط و إسلوب حياه و مستمر في جلب الألم و العسر
١- الموقف الأول
بالأمس قال لي قريبي, لماذا تجلس في كافيه عالبحر الأسعار فيه غاليه
قلت له لأن فيه مميزات مختلفه
هواء نقي طبيعي مستمر، لا يوجد بعوض او ذباب، و خدمه أفضل
قال و لكنك تقدر توفر لو جلست في كافيه عادي
قلت له كل شيء له ثمن
الهواء الطلق و عدم وجود حشرات و الهدوء
نحن نتحمل الحر و نتحمل لسعات الحشرات و الازعاج ونقايض صحتنا و راحتنا بالمال
٢- الموقف الثاني
قررت شراء أكل جاهز لان عندنا ضيوف
فقالت أمي
و لماذا لا تطبخوا في البيت و توفر ما تدفعه
قلت لها وكم سيكون الفارق مقابل راحه زوجتي و تعب شراء الطلبات و وقت التجهيز و عدم الاستمتاع بوقتي مع اقاربي الذين يزورونني من السنه للسنه
كل ذلك له ثمن و انا اشتري الراحه و الوقت و المتعه بالمال و ليس العكس
٣- الموقف الثالث
أخبرت قريبي بأني اشتركت في باقه ديزني للأفلام لأولادي
فقال و لماذا لم تقوم بتنزيلهم من عالانترنت
قلت له تخيل ان تكلفه الاشتراك الشهري لا تتعدى 3 دولارات
وقتي له ثمن و تنزيل المحتوى له ثمن كما أنه يعد سرقه
قيسو على ذلك العديد من المواقف التي تقوم بها بداعي التوفير
تمشي مسافه و تقايض وقتك و جهدك لتوفير المال
تأكل أكل بائت او لا ترغب به وقد يتعبك لتوفير المال
تتحمل الحر والضيق في سيارتك ولا تشغل التكييف للتوفير
تشتري الملابس الرخيصه التي قد تضر جلدك للتوفير
تضيع طاقتك لتفاصل البائع في السعر رغم معرفتك ان أسعاره ثابته لتوفر بعض المال
تأخذ معلومه من هنا ومن هنا وتبحث عن المجاني لتوفر المال بدل شراء الكورسات رغم ان معلوماتها مركزه وقيمه ومرتبه
الخلاصه
انك أصبحت تقايض أي شيء مقابل المال
صحتك راحتك سلامك الداخلي جهدك وقتك
إعتقادا ان كل ذلك تملكه مجانا فتضحي به نظير المال
و لكن المفاجأه ان ما تعتقد انك توفره
أنت تبخل به
أنت تعطي لعقلك الباطن صوره ذهنيه أنك فقير
لا تملك ثمن الراحه والرفاهيه
وهذا يقود للبخل
نعم يا اخي
كل ما ظننت انك توفره انت تبخل به
وهذا الكون قائم على السريان والدوران
كل ما تنفقه يرتد إليك بشكل أكبر
ولكنك وقفت السريان فإستحقيت القله والندره والعسر
المال يحتاج للدوران ليرتد إليك
لو فرضنا انك تاجر أحذيه
انت تركب التاكسي وتنفق للسائق بدل من المشي
والسائق يشتري الحلويات من محل الحلويات بدل من عملها في بيته
وصاحب محل الحلويات ذهب للنجار لتصليح الباب بدل من عمله بنفسه
والنجار قرر يشتري حذاء جديد بدلا من أنه يمشي أموره بالحذاء القديم
فيشتري من محلك وبذلك يعود المال إليك
لكن عندما تبخل بداعي التوفير
انت أوقفت عجله السريان
طبعا هذا الكلام ينطبق على من يملك القدره على الإنفاق والزياده
اما من وضعه المادي لا يفي بالمتطلبات الاساسيه فلا ينطبق عليه
في النهايه أحب أوجه سؤال لمن تبني عقليه التوفير ومقايضه الصحه والوقت والجهد مقابل المال
ماذا صنعت بأفكارك هذه
هل بنيت العمارات وأصبح رصيدك بالملايين
أم مازال وضعك كما هو بل أسوأ
وضيعت صحتك ووقتك الثمين وجهدك
إعتبرها فكره غريبه وجرب لفتره
اشتري راحتك وجهدك ووقتك بالمال
وليس العكس
قم بذلك بنيه التيسير على نفسك وعلى غيرك
وستلمس الفرق في حياتك
بقدر عطائك لنفسك وغيرك
سيرتد لك الأفضل
إقرأ أيضاً عوالم المال : من منا لا يحب أن يعيش حياة مليئة بالوفرة و الثراء ؟ بالضغط هنا
إقرأ أيضاً كيف يفكر الأثرياء و الفقراء بالضغط هنا
إقرأ أيضاً كيف تجذب و تخلق وعي ثروة إيجابي بالضغط هنا
إقرأ أيضاً أيها الفقير لماذا… لا تكون غنياً بالضغط هنا