طاقه الفرح و فائض الإحتمال : هام جداً
أي مشاعر بإفراط تنقلب عليك بالسلب, الفرح بشكل زائد يخلق طاقه فائضه تلف تلف و ترجع تترد عليك بمشاكل لذلك المصريين عندما يضحكون كثيراً يقولون ( خير اللهم ما إجعله خير ) لأن دائماً بعد الضحك المبالغ فيه تحدث مشاكل. لماذا ؟ لأن للأسف الطاقه لا تفنى و لا تستحدث من عدم
و ماذا يعنى ذلك ؟
يعنى إن الطاقه طالما نتجت منك بشكل كبير يلزم لها شكل أخر لكى تتحول اليه لانها زائده عن الحد المسموح و لا تعرف أين تذهب و ليس لها طريق للتصريف الا انها تتحول لشئ سلبي
طيب و لماذا لا تتحول الى شئ إيجابي ؟
لأنها ناتجه عن عدم توازن في المشاعر و أى مشاعر بدون توازن هى عباره عن طاقه سلبيه و رد فعلها لازم بيكون مثلها سلبي
والحل ؟
انك اول ما تسمع خبر مفرح مفاجئ ردد ( الله أكبر ، الله أكبر ) بالعدد اللى يريحك. كلمه ( الله اكبر) لها قدره رهيبه على إمتصاص الطاقه الزائدة و تحول إلى طاقه مفيده, لذلك ردد الله اكبر مع كل خبر حلو تسمعه ثم بعد ذلك ردد
اللهم لك الحمد والشكر كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك و علو مكانك. الحمد لله الّذي بعزّته و جلاله تتمّ الصالحات
﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا ﴾ [البقرة: 143]
هناك أكثر من نوع للفرح
منها الفرح عندما تسمع خبر مفرح أو تشاهد شخص غائب فإذا كان فرحك غير متوازن و لا تستطيع أن تسيطر على نفسك ستنتج طاقه تنتشر في جسمك و دمك و هرموناتك و ممكن ان تصيب القلب بجلطه أو تصيب المخ و أبسط اشكال الفرح الزائد هو الصداع و تيبس العضلات
و هناك فرح بإنجاز نجاح معين أو الوصول الى ماتتمناه و هذا لا يصيب الجسد لكن يصيب النفس و يغذى الأيجو فتجد نفسك تشعر بنوع من الكبر قليلاً و تسميه فخر او تسميه انتصار و تجد حالك ليس مثل ما قبل تحقيق هذا النجاح
﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ ﴾ [القصص: ٧٦]
هذا كان قول قوم قارون يقدمون له النصيحة و فيما معناه لا تفرح بكثرة المال في الدنيا و لكن قارون لم يستمع الى النصيحه و من شده فرحته انخسف بيه الأرض. ولقد كان فرح قارون من النوع السلبي المذموم، و سار به الفرحُ لمنزلقٍ خطير، هو منزلق الكبر و الفخر و العجب، فوقع في براثن هذه الآفات فخسر محبة الله – جل جلاله – و لم تسعفه قرابته من موسى عليه السلام، و لم يسعفه كثرة تلاوته للتوراة، لقد ذهب كل ذلك هباءً عندما فرح قارون فرح المغرور المخدوع، فخرج من نطاق محبة الله – جل جلاله – فخسر كل شيء
الفرح و السرور المفرط بمتاع الدنيا فإنه لا يخلو من تعلق شديد بالدنيا ينسى الآخرة و يورث البطر و الأشر، و لذا قال تعالى: (ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور) الحديد: ٢٣
أن المقصود بالفرح، ليس الحالة النفسية الهادئة من السرور الطبيعي الذي يحصل للإنسان عند أية حالة من حالات الانسجام مع ما حوله أو مع من حوله، لأن هذا ليس أمراً سيئاً، من خلال القيمة الإنسانية للمشاعر الخاصة، بل المراد به البطر الذي يمثل شدّة الفرح في ما يصل به الشعور إلى مستوى الإفراط في الانفعال و التعلق بمتاع الحياة الدنيا، بحيث يتحول إلى هزّةٍ ذاتية في تعبيراتها الكلامية والسلوكية وفي انتفاخ الشخصية بشكل غير طبيعى. و هذا المعنى هو ما نستوحيه من قوله تعالى في آية أخرى: {وَلاَ تَفْرَحُواْ بِمَآ آتاكُمْ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [الحديد: ٢٣]
فأن المقصود بالفرح هو إرادة الحالة الانفعالية من السرور الداخلي الذي يتحول إلى أجواء الخيلاء و الفخر و هذا ما يبغضه الله في الإنسان، الذي يريد له أن يكون متوازناً في انفعالاته، متواضعاً في علاقاته، هادئاً في تأثره بالأشياء المحيطة به ممّا يُفرح أو يحزن، فإذا كان متكبراً مختالاً متعالياً على الناس، كان عبثاً على الناس من حوله بما يثيره من انفعالات مضادّة لحريتهم وكرامتهم و إنسانيتهم
إقرأ أيضاً
هل الطاقه فعلا وهم؟ شرح رائع
كيفية التعامل مع الأشخاص السلبيين؟ بما فيهم الأقارب و الأصدقاء
تحميل كتاب جسد لا يشيخ وعقل لا يحده زمن : ديباك شوبرا
اسرار فتح شاكرا القلب مع طرق لفتحها
يعطيك العافيه