مرض العدم – التكور الحلزوني و علاجه : تأمل مراقبة الصمت
تشعر أنك لا شيء، لم يعد لك وجود أو تأثير، تشعر أنك صفر أو كائن من العدم، لحظات تمر أنت لا تستطيع فعل شيء لنفسك، تنظر للآخرين تجدهم غرباء عنك، فتسأل من هؤلاء ؟ حتى عن أسرتك تشعر أنك غريب، دماغك خالٍ من المعلومات، حتى كلامك قليل قياساً بحركتك، و صمتك طويل، و فرحك أصبح محدوداً، أصبحت منطوياً على نفسك متكوراً على جسمك كما يتكور الحلزون داخل قوقعته، فما الذي أصابك ؟
إنه عارض مرضي نفسي خارج عن كل مسميات العلم التي وصفت الأمراض النفسية، إنه عارض متصل مع روحك، مع طاقتك مع منبتك الكوني، مع جذورك الأرضية، هذا العارض يسمى : العدم – مرض العدم و فيه يسود جسمك الخمول و فقد الشعور بقيمة الحياة, يسودك الصمت العميق، و عدم القوة على الاحتكاك مع أحد, يسودك شعور غامض لا هو فرح و لا هو حزن
ليس في صدرك أي مشاعر نحو الآخرين لا حب و لا احتفاء و لا شغف, لا كره و لا حقد و لا ردات فعل، لاشيء، مثلك مثل الجدران التي تحيطك. لا فرق بينك و بينها سوى بالشكل، هي جامدة وأنت تتحرك، ولكن حركتك ضمن قوقعتك فقط
هذا النوع من الأمراض لا حلول له، ولا علاج طبي له، يتشكل هذا النوع النادر من الأمراض النفسية تلقائياً بعد سلسلة إخفاقات تمر بها، و بعد صدمتك بنفسك خلال مشاريع و خطوات قمت بها و لم تحقق أي نتائج تذكر، فتصاب مع الوقت و ضمن الفراغ الذي تعيشه بفقد الثقة بنفسك و بمؤهلاتك، و تبدأ طاقتك بالتكور الحلزوني حول نفسها و في ذاتها، حيث لا حلول و لا علاج طبي، لقد ماتت فيك حاسة إدارك قيمة النفس وقيمة الدنيا و قيمة الواقع و قيمة المنجز، و قيمة الفرح و قيمة العمل، و قيمة الاختلاط مع الناس و قيمة التوجه لأي خطوة تخطوها، لقد أصبت بفعل ذاتي اسمه الدمار البنياني لنظامك التعايشي السيكلوجي الذاتي و المجتمعي
لن ينقذك من مشاعر العدم سوى خيار وحيد، هو تأمل مراقبة الصمت وإحياء حاسة الطفل التي ماتت فيك، أن تشعر أنك طفل خلق الآن بلا أبوين أو أشقاء أو أصدقاء، خلقت هكذا، هذا أنت و هذا شكلك و هذه صورتك، ثم تبدأ بممارسة تأمل مراقبة الصمت
اجلس مع نفسك
أغمض عينيك
استرخي في صمتك
سكون حيث لا حراك
راقب بخيالك كل شيء فيك من الأعلى للأسفل
راقب رأسك شعرك ثم أذنيك ثم عينيك
ثم وجهك ثم أنفك ثم شفتيك
ثم لسانك، ثم دماغك
ثم راقب عنقك وصدرك
ثم راقب قلبك ورئتيك
ثم راقب معدتك وبطنك وسرتك
ثم راقب أمعاءك وأعضاءك التناسلية
ثم راقب فخذيك وركبتيك وساقيك وقدميك وأصابع قدميك وأسفل قدميك
ثم راقب كتفيك وعظديك وساعديك وكفيك وأصابع كفيك
ثم راقب تنفسك
راقب الهواء كيف يدخل لرئتيك وبطنك ويخرج من أنفك
راقب ظهرك وعمودك الفقري
راقب نهاية عمودك الفقري – العظم العصعصي
ثم راقب جسمك من الخلف
ثم راقب جسمك بكله
الآن و بعد المراقبة التأملية الواعية منك لكونك الصغير و هو جسمك, تأمل في سلوكك و مشاعرك و أفكارك و كلماتك
أنت تشعر بموج يحيط بك إنه موج طاقتك المتكورة في قوقعة الصمت و العزلة
الآن وجه نحو جسمك ببطء و بعمق مانترا أوم تسع مرات ثم وجه مانترا أمين تسع مرات : ( يعني كرر كلمة أوم و آمين )
الآن توقف عن المراقبة و تابع مع الاهتزاز الذي صرت فيه
اشعر أنك تكورت على نفسك ببطء و حجمك يصغر و يصغر إلى أن تعود جنيناً للرحم حيث تكونت
تابع تأملك و اشعر أن الجنين يصغر و يصغر داخل الرحم حتى يعود قطرة ماء ذهبية وكأنها نزلت من ضوء الشمس
الآن أعد ترديد مانترا أوم ببطء تسع مرات ثم مانترا أمين ببطء تسع مرات
ثم تخل أنك تتكون من قطرة ماء إلى جنين إلى طفل إلى شاب إلى حيث أنت
ليكن تخيلك بطيئاً
أشعر أنك تخلق الآن مع مشاعر نظيفة و طاقة نظيفة خالية من اي شوائب وفيك كامل منظومة الإرادة و التفاعل و القوة الربانية
تخيل جسمك الآن مضيئ واهج بنور الشمس الذهبي
إفتح عينيك ببطء و ألقي التحية على نفسك
نفسي منك السلام و إليك السلام.. شكراً لك .. شكراً لوجودك في هذا العالم..منك البركة وفيك البركة .. أمين
تلمس رأسك برفق
تلمس عينيك و أذنيك و أنفك و وجهك و شفتيك و عنقك
تلمس جسمك و أطرافك كأنك تتعرف عليها لأول مرة
ثم قف ببطء و قل بصوت مسموع لأذنيك : ابارك لنفسي مولدها الآن، و مستعد لاستقبال حياتي و تدفقي الجديد أمين
طبق تأمل مراقبة الصمت كل يوم حتى 15 يوماً و ستكون بأفضل تغيير و اندفاع لم تختبره من قبل. التكور الحلزوني ينتج من حالة الاختناق الشديد و رغبة الجسم بالعودة للرحم حيث بدأ
إقرأ أيضاً
ماهي الرسالة الروحية وراء آلام العظام و الظهر ؟
السبب النفسي و الروحي وراء مرض الروماتيزم
حان وقت الصُلح..مع نفسك : شرح و خطوات عملية
كيف تشفي نفسك من أي مرض : لويس هاي
الرسائل الروحية وراء مرض الرحم و علاقتها بتأخر الدورة الشهرية : هام جداً