الإرشاد الذاتي الحدسي : مفهوم التسليم

الإرشاد الذاتي الحدسي : مفهوم التسليم

 

تعلمنا في مناهج تربيتنا الإيمانية أن نقول: إني متكلٌ على الله مسلّم لله في كل أموري، فهل سأكون سعيداً، فلماذا الآلاف يعتمدون الاتكال والتسليم ولا تصلهم السعادة ؟ إن منحى الاتكال والتسليم هنا يعتمد مبدأ الانفصال عن الله باعتبار النفس كائن منفصل عنه، تتكل عليه وتسلم الأمر والنهي له، وهذا مبدأ إيماني صحيح كواقع اتبعته الناس خارجاً

بالوقت نفسه هو مبدأ غير صحيح إن اتبعت دراسة علم التنوير الذاتي لطبيعة اتصالك الباطني مع الله في نفسك كروح ومع الوجود ككل. إن اتبعت مسار الوعي التأملي التنويري وخضت تجربتك ستدرك أن الذي يتحكم بك خلالها هي 

أنا الكون الإرادة الإلهية، أصبحت المتصرفة بك، وحررتك من طبيعة الأنا الدنيوية التي تحكمت بك في عالمك الظاهري وجعلتك في التواكل ضمن مفهوم الانفصال عن الله

ثمّ غابت حينما اتصلت وتناغمت مع عالمك الباطني، وأصبحت الرياضة التأملية التنويرية هي نظام حياة لك, فأسقط ذلك الأنا الدنيوية التي كنت تحت سيطرتها ضمن تصرف أنا الكون وأصبحت حركتها ضمن التوجيه والهداية

هنا وفي هذا الجانب من الوعي أنت صرت في تسليم واع للغاية بكامل طاقتك لله كإرادة حرة منبثقة من أعماقك موجهة لك، من خلال حاسة تجاوزية،  تسمى

الإرشاد الذاتي الحدسي Intuitive routing

هذا الإرشاد مصدره طاقة الله فيك، أنا الكون أو المصدر أو الأنا الكُلية وأنت أداة الفعل التي تلبي وتنفذ الإرشاد الذي يوجهك من خلال الشعور، لتفعل كذا وكذا

فإن فعلت ما تمّ توجيهك إليه باعتناء وإيمان وضعت نفسك في الجانب المضيء من السعادة التي تشرق بك أضعافاً تصلك كعطاء و وفرات مضاعفة من أنا الكون

أصبحت تقوم بالفعل الموجه إليك من إرشادك الذاتي الحدسي على أتم وجه، وتترك النتيجة كاستحقاق يصلك من الله يكافئ إنجازك

إنك

مؤمن بنفسك

مؤمن في اعماق نفسك بتوجيه أنا الكون لك

مؤمن بنتيجة استحقاق فعلك

مؤمن أنك كائن متصل شعورياً ونفسياً وجسدياً وذهنياً مع الله

مؤمن أنك أداة الفعل لهذا التوجيه والفعل دافعه الحب ومصبه الحب وفحواه البركة والقوة وليس التواكل والانفصال والاستجداء والضعف

كما هو في الشق الأول من الشرح, فإن عملية التسليم فيه والتواكل المبني على عملية الانفصال والضعف والاستجداء والرجاء فهو ينحدر بطاقة النفس إلى الوهم والانتظار والانعزال والخلو من إرادة الفعل

بينما في الشق الثاني, أنت متصل باطنياً مع الله تحركك أنا الكون من اعماق نفسك مانحة إياك الإرشاد الذاتي الحدسي، وأنت بدورك كأداة فعل تقوم بتلبية التوجيه بقوة وإيمان عظيم وثقة لا تشبها شائبة بنجاحك واعتناء طاقتك الإلهية الكونية بك.

اقول

إني مسلّم لأنا الكون المنبثقة من داخلي الحاضنة لأناي الدنيوية الموجهة لها والداعمة لي ولسعادتي في سلوكي الظاهري وتعاملي مع مجتمعي

 

إقرأ ايضا

طريق الوصول للجوهر الروحي – الأجنحة الملكيّة وحقيقة النفس
هل تبحث عن الأرتقاء الروحي و الشفاء ؟
علامات التواصل الروحي
عشرة أشياء لا تدرك أنك تفعلها لأنك مستيقظ روحيا
تحرير المسار الرّوحيّ

 

 

الأمانة الروحية لعلم الشفاء الأثيري

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *