إلى حبيبي السابق، شكرًا لك لأنك أظهرت لي : حقيقة الحب
ينمو كل منا على طريقته الخاصة، وبعضنا يجد في فهم الحياة والحب سهولة، لكن هذا ليس حال الجميع. عندما يتعلق الأمر بالنضج، الكثير منا يمر بالتجارب السيئة قبل أن يجد الخير
صحيح أن حبيبي السابق آذاني بطرق لا يجب أن يتأذى بها أي شخص، لكن في جوانب كثيرة، ساهم في تشكيل شخصيتي وما أقبله أو لا أقبله فيما بعد. بالطبع، لا أشكره على الألم الذي سببه لي، لكن أشكره على الدروس التي تعلمتها من تجربتي معه ووقتي من دونه. نعم، سبّب لي ألمًا كبيرًا، ولكن بفضله عرفت ما هو السُمّ العاطفي بشكل حقيقي
عندما تمر بتجربة مثل التي مررت بها مع حبيبي السابق، تدرك أن هناك أشخاصًا في هذا العالم سيتظاهرون بأنهم فرسان، بينما هم في الحقيقة يستغلونك لتحقيق مصالحهم الشخصية. تفهم أن حياتك بالكامل هي ما تصنعه أنت، وأنك تقبل ما تظن أنك تستحقه، حتى وإن كان لا يشبه ما يجب أن تكون عليه حياتك حقًا. ربما لم يكن يجب أن أسمح له بالاقتراب مني، لكنني الآن أفضل حالًا بسبب مروري بتلك التجربة.
لن أسمح لأي شخص آخر بخيانة ثقتي كما فعل هو، ولن أسمح لأي شخص بأن يستغلني مرة أخرى، على الإطلاق. لقد أظهر لي ما لا ينبغي أن يكون عليه الحب، لكي أتمكن من المضي قدمًا وأتعلم ما هو الحب الحقيقي بدون أن أسمح لأي شخص آخر بأن يحطم روحي. ولو كان بإمكاني استعادة الوقت معه، فلن أفعل، لأنني الآن أصبحت حيث أنا بسبب تخطي كل ما عشته معه.
بالطبع، كانت لدينا لحظات جيدة، ولم تكن الأمور سيئة دائمًا كما قد يبدو، لكننا لم نكن مقدَّرين لبعضنا البعض، والألم الذي شعرت به شكّل شخصيتي. في نهاية المطاف، ساعدني على فتح عينيّ لكي أرى الطريق الذي يجب أن أسلكه، ولهذا أعتقد أنه يستحق شكرًا بسيطًا
لا، لا أريد رؤيتك مرة أخرى، لكنني أقدّر الدروس الحياتية التي اكتسبتها بفضلك. وعلى الرغم من أنك تحتاج إلى كثير من النضوج، آمل أن تجد يومًا ما الحب الذي لم تستطع منحي إياه. الحياة قصيرة، وفي النهاية، سنصل جميعًا إلى ما نسمح لأنفسنا بالوصول إليه
لقد علمتني تجربتي معه أن الحب ليس مجرد كلمات جميلة ووعود زائفة، بل هو أفعال تحمل في طياتها الصدق والرعاية والاحترام المتبادل. في وقت ما، كنت أعتقد أن الحب يعني التضحية دون حدود، وأنني بحاجة لأن أعطي أكثر مما أملك كي أثبت حبي. لكن مع مرور الوقت، أدركت أن الحب الحقيقي لا ينبغي أن يكون ساحة للتنازل عن ذاتي أو استنزاف قوتي، بل هو توازن بين الأخذ والعطاء. فحبيبي السابق علّمني، دون قصد، أن الحب ليس عذراً لتحمل الإهانة أو التجاهل.
لقد أدركت أيضًا أن العلاقة الصحيحة هي تلك التي تُشعرني بالأمان وتُحفزني على أن أكون أفضل نسخة من نفسي، وليست تلك التي تجعلني أشعر بعدم الكفاية أو تثير شكوكي. تعلمت أن الشخص الذي يحبك حقًا سيقدّر وجودك، ولن يحاول تحويل حياتك إلى مسرح يعزز فيه نفسه على حساب سعادتك. حين كنت معه، كانت لي لحظات شعرت فيها أنني لا أستحق أكثر مما كان يقدم لي، لكنني الآن أعرف أنني أستحق شخصًا يحبني بصدق، ويدعمني بلا شروط
ومن بين الدروس التي اكتسبتها، كانت فكرة التقبّل الذاتي والتسامح مع النفس. لقد قضيت وقتًا طويلاً أشعر بالذنب وألوم نفسي على السماح له بإيذائي، لكن بعد مرور الوقت، أدركت أنني كنت ضحية لحبي النقي واعتقادي بأن الجميع يستحق فرصة. علمني هذا الأمر أهمية أن أكون حذرة وأن أضع حدودًا واضحة تحمي قلبي. لم أعد أرى نفسي ضعيفة بسبب ما مررت به، بل أرى في نفسي قوة الشخص الذي مرّ بتجربة صعبة وخرج منها أكثر وعيًا وأشد صلابة
كما تعلمت من هذه التجربة أن الغفران ليس يعني العودة للوراء أو السماح لنفس الشخص بإيذائي مرة أخرى، بل يعني تحرري من المشاعر السلبية وتركها خلفي. أدركت أنني إن بقيت عالقة في الماضي، فإنني لن أستطيع التقدم للأمام أو بناء حياة أفضل. لذلك، اخترت الغفران لنفسي ولمن آذاني، ليس لأنه يستحق الغفران، بل لأنني أستحق السلام الداخلي والمضي قدمًا
أخيرًا، أعلم أن المستقبل يحمل لي أملًا جديدًا وفرصًا لنوع مختلف من الحب؛ حب ينبع من الاحترام والتقدير والصدق. لقد أصبحت أكثر وعيًا بنفسي وبما أستحقه، ولن أقبل بعد اليوم بما هو أقل من الحب الذي يضيف لحياتي ويجعلني أشعر أنني شخص ذو قيمة
إقرأ أيضاً
كيف اتعامل مع شخص في بداية العلاقة و اساسيات العلاقة الناجحة
هرمون الحب (الأوكسيتوسين)
الحب في علم الطاقة
الحب الشافي
الحب و الرحمة في العلاقات : بناء شراكات قوية و مترابطة
ما هو الحب الحقيقي الذي يدوم و يستمر