التغلب على الضغينة في العلاقات

التغلب على الضغينة في العلاقات

 

من الطبيعي أن نشعر بالضغينة، والتي تتضمن مشاعر الغضب أو المرارة تجاه موقف ظلم أو حادثة معينة. ومع ذلك، قد يؤدي الاستمرار في التمسك بهذه المشاعر إلى عواقب سلبية على صحتك الجسدية والنفسية. يتجنب بعض الأشخاص معالجة مشاعرهم ويستمرون في إظهار الغضب تجاه أحد أفراد أسرهم أو شريك حياتهم. على سبيل المثال، ربما بدأت أختك في مواعدة حبيبك السابق بعد أن أخبرتها أن الأمر على ما يرام، لكنك لا تستطيع أن تصدق أنها مضت قدمًا وفعلت ذلك. ونتيجة لذلك، تتجنب رؤيتها أو تدلي بتعليقات لاذعة عندما تكون معها لأنك غاضب جدًا. في حالات أخرى، قد يؤدي هذا الغضب إلى ردود فعل متفجرة. على سبيل المثال، قد تقول شيئًا جارحًا لشخص ما في العمل لأنك لم تصدق أنه تم اختياره لجائزة خاصة بدلاً منك

تتناول هذه المقالة أسباب الضغينة، والعلامات التي يجب الانتباه لها، والمشاعر المرتبطة بها، وفوائدها الممكنة، وأسباب كون الضغينة ضارة خاصةً في العلاقات، وكذلك استراتيجيات مفيدة تساعدك على إدارة مشاعر الضغينة

١- أسباب الضغينة

يمكن أن تنشأ الضغينة نتيجة عدة أمور، مثل الشعور بأنك تعرضت للاستغلال، أو تم إساءة معاملتك، أو لم يتم سماعك. وغالبًا ما تُعرف بأنها شعور بالاستياء والغضب. لسوء الحظ، يمكن أن تفتح الضغينة الباب أمام مشاعر وأفكار مدمرة أخرى، مما قد يفسد العلاقات إذا تُركت دون معالجة. تشمل بعض المصادر الشائعة للضغينة

الغيرة
الخيانة
الإحراج
الشعور بالعار
الصدمات
التعبير عن احتياجاتك وعدم تلبيتها
عدم تحديد الحدود الشخصية وتجاوز الآخرين لها

في العلاقات الرومانسية، قد يشعر أحد الشريكين بالضغينة بسبب تفاوت في السلطة أو الأعباء. على سبيل المثال، قد تشعر الزوجة بأنها مجبرة على العمل ورعاية الأطفال والمنزل في حين يركز شريكها فقط على عمله. وتزداد الضغينة في العلاقات عندما تكون هناك توقعات غير متوافقة، مثل أن يتولى أحد الشريكين غالبية المسؤوليات

٢- علامات الضغينة

قد يكون من الصعب التعرف على علامات الضغينة لأنها تجمع مشاعر متعددة في وقت واحد. بشكل عام، يشعر الشخص الضغين بأنه تعرض للظلم وقد

يشعر بالتوتر حول الشخص الذي يعتقد أنه ظلمه
يتجنب المواجهة مع الشخص المعني
يتحدث بالسوء عن الشخص من وراء ظهره
يرفض الاعتراف بمشاعره أو التحدث عن الموقف

تشمل المشاعر التي تساهم في الضغينة أو تشير إليها

الحزن
الإحباط
العداوة والغضب
الخوف
الشعور بالذنب أو الشعور بالنقص

٣- هل هناك فوائد للضغينة ؟

رغم أن ذلك قد يبدو غير بديهي، إلا أن الشخص الذي يشعر بالضغينة قد يجد بعض الفوائد، ومنها

حماية النفس وتجنب الضعف أو التعرض للأذى مرة أخرى
تعزيز الشعور بالقيمة الذاتية
تجنب التواصل الصعب والمواجهة
تجنب المسؤولية والخطوات المقبلة

ومع ذلك، من المهم أن نتذكر أن الضغينة قد تؤدي إلى تدمير العلاقات إذا لم تُعالج من خلال التواصل الصحي

٤- لماذا تكون الضغينة ضارة في العلاقة ؟

إذا استمرت مشاعر الغضب تجاه موقف معين، فقد يؤدي ذلك إلى العزلة والانفصال بينك وبين الشخص الآخر. دون التواصل الفعال وحل المشكلات، قد تشعر بالابتعاد والانفصال العاطفي، مما قد ينهي العلاقة بالكامل

٥- استراتيجيات للتغلب على الضغينة

يمكنك التغلب على مشاعر الضغينة من خلال اتخاذ الخطوة الأولى والاعتراف بوجود مشكلة. بعد الاعتراف بها، إليك بعض الطرق للتعامل مع الضغينة

التعاطف مع الذات: كن رحيماً مع نفسك، وكن مدركًا أنك إنسان وقد ترتكب أخطاء

رؤية الموقف من منظور الآخر: قد يساعدك النظر إلى الموقف من وجهة نظر الشخص الآخر على فهم مختلف لما حدث.
التقدير والامتنان: حيث أن الامتنان يجلب السعادة، ويقلل من مشاعر الحقد

التسامح مع الذات والآخرين: يساهم التسامح في تعزيز الصحة النفسية وزيادة الشعور بالرضا

التأمل وتحديد مصدر الضغينة: إذا كان الموقف قابلاً للمواجهة، تدرّب على التواصل بوضوح وشجاعة، وحدد احتياجاتك وحدودك

إذا كنت لا تزال غاضبًا، يمكنك اللجوء إلى علاج إدارة الغضب، مثل العلاج السلوكي المعرفي الذي يُعد أحد أكثر العلاجات فعالية للغضب

 

إقرأ أيضاً

جميع العلاقات لها قواعد – هل تتبع قواعدك ؟
العلاقات الروحية : لماذا لا تستمر، أو تتعطل أو تتكرر
كارما العلاقات
الحب و الرحمة في العلاقات : بناء شراكات قوية و مترابطة
المثلث المظلم للعلاقات : هام جداً

 

Barbara Field

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *