الثقوب النفسية : هام جداً
في أعماق كثير منا، توجد مساحة داخلية فارغة، حلقة مفرغة نحاول ملأها بطرق متعددة، دون جدوى. البعض يحاول سد هذه الفجوة عن طريق تحقيق نجاحات كبيرة ومبهرة، والبعض الآخر يسعى للحصول على الشهرة ونظرات الإعجاب في أعين الآخرين. هناك من يحاول ملأ الفراغ بنهم غير مبرر نحو المال، النفوذ، الأضواء، الملابس، أو حتى الطعام. آخرون يدخلون في علاقات سطحية متكررة بحثًا عن الحب، أو يرتدون قناع العلم، الحكمة، أو الدين دون عمق حقيقي. لكن كل تلك المحاولات تبقى غير قادرة على إشباع ذلك الفراغ النفسي، الذي يشبه الثقب الأسود، يبتلع كل ما يوضع فيه دون نهاية
١- جوهر الحل
في الحقيقة، وبكل وضوح، هذا الفراغ لا يمكن ملؤه إلا بأمر واحد فقط، وهو أن تؤمن بأنك « تستحق أن تُحب ». قد تكون هذه العبارة متكررة في كتاباتي أو محاضراتي (ولا أمل من تكرارها بسبب أهميتها العظيمة)، وربما تبدو غريبة عليك، أو غير مألوفة في مسامعك. لكنها في جوهرها بسيطة وبديهية، وهي جزء من تكوينك النفسي منذ ولادتك
أحيانًا، تساهم التربية والمجتمع في ترسيخ هذه الرسالة داخلك: « أنت تستحق أن تُحب ». وفي أوقات أخرى، يزرعان الشك في داخلك حول استحقاقك لهذا الحب، بل وربما يرسلان رسائل معاكسة
٢- الرسائل المتناقضة
من الوالدين، قد تتلقى أحيانًا رسالة تفيد بأنك لا تستحق حبهم أو اهتمامهم إلا بشرط الطاعة والتنفيذ
في المدرسة، قد تشعر بأن قيمتك تقاس فقط بما تحققه من درجات في الثانوية العامة
من الشارع والمجتمع والعمل، قد تسمع همسًا بأنك لا تستحق الفرح، ولا تستحق الاطمئنان، وربما لا تستحق الحياة نفسها
في مثل هذه المواقف الصعبة، إذا لم تقاوم هذا الصوت الخارجي وتستمع إلى فطرتك الطبيعية، فإن هذا الثقب النفسي قد يتسع ليبتلع كل محاولاتك لإرضاءه، وتجد نفسك تسعى لملأه بوهم تلو الآخر دون جدوى
٣- فهم الاستحقاق الحقيقي
قد تحقق أعلى الدرجات في الثانوية العامة، لكنك لن تشعر بالرضا أو السعادة الحقيقية ما لم تؤمن أنك تستحق النجاح والفرح
قد تدخل في علاقات حب متعددة، لكن قلبك لن يستقر، ولن تشعر بالامتلاء العاطفي ما لم تكن مقتنعًا بأنك تستحق أن تُحب بعمق وصدق
قد تجذب كل الأنظار وتكون محط الاهتمام، لكن كل هذا لن يعني شيئًا إذا لم تكن تؤمن بأنك تستحق أن تُرى وتُقدّر.
كيف تؤمن بأنك تستحق الحب؟
لا تسألني « كيف أصدق أنني أستحق أن أُحب؟ »، فالإجابة تكمن داخلك وفي طبيعتك البشرية. عليك فقط أن تسمح لنفسك برؤية هذا الحق في داخلك، وأن تؤمن به. قل « لا » لكل من يحاول إقناعك بغير ذلك
أنت تستحق أن تُحب
صدق هذا
واكتفِ بذلك
المجتمع وقيمة الذات : إن رسائل المجتمع والمؤسسات التعليمية حول قيمة الإنسان قد تكون مدمرة إذا قُيّمت بشكل سطحي أو بناءً على معايير مادية فقط. لا يجب أن تكون قيمتنا مرتبطة بما نحققه ماديًا أو بمدى نجاحنا الأكاديمي، بل بإنسانيتنا الجوهرية
التربية الصحية : الأهل يلعبون دورًا محوريًا في ترسيخ فكرة استحقاق الحب منذ الطفولة. يحتاج الأطفال إلى دعم مستمر يعزز قيمتهم الذاتية دون شروط قاسية، كي ينشأوا على قناعة تامة بأنهم يستحقون الحب والاحترام بغض النظر عن الإنجازات
التصالح مع الذات : التصالح مع النفس وقبول الإنسان لذاته بكل عيوبها ومميزاتها هو الطريق إلى السعادة الداخلية. عندما تقر بأنك تستحق الحب والقبول كما أنت، تبدأ حينها في رؤية الجمال في كل جانب من جوانب حياتك، بما في ذلك إخفاقاتك وتجاربك الصعبة
البحث عن المعنى الحقيقي : السعي وراء النجاحات الخارجية أو العلاقات العاطفية السطحية لن يسد الفجوة النفسية. عليك أن تبحث عن المعنى الحقيقي في حياتك، سواء في علاقتك مع نفسك، أو مع الآخرين، أو مع القيم الروحية التي تؤمن بها
إقرأ أيضاً
إتقان فن الحماية : 5 طرق للمساعدة في الحفاظ على عدم السماح للطاقات السامة بالسيطرة على حياتك
أسباب الشّعور بالضيق المفاجىء مع أدعية
إذا كان منزلك يحتوي على هذه الأشياء قم بإزالتها فوراً فهي تمنع الرزق