المثلث المظلم للعلاقات : هام جداً

المثلث المظلم للعلاقات : هام جداً

و هنا نبدأ بسؤال : تخيل أن من تعاشره في حياتك من صديق, حبيب, أو أحد افراد عائلتك عبارة عن عدوٍ كامن ينتظر الفرصة المناسبة للإطاحة بك و برأسه سيناريو القضاء عليك منذ يوم معرفتك ؟ قلنا سابقاً أن عالمنا ليس مكان سامي و أغلب من يفشلون بتحقيق أهدافهم هو بسبب نوع العلاقات التي لديهم, و هنا أتى مثلث الظلام بمكوناته الثلاثة (النرجسية، السيكوباتية، و الميكيافيلية) ليشرح لك عن بعضٍ من أخطر الشخصيات التي من الممكن أن تعيش مع الجنس البشري و أسميهم بالمفترسون لأنهم بالأساس ليسوا بشراً بل وحوش ب حُلَّة بشرية تكره الجنس البشري و تنظر لهم بنظرة فوقية و كأنهم مجرد أرقام او قِطع من اللحم

هذه الكائنات صنفها الطب النفسي على أساس أنها كائنات تمتلك اضطرابات نفسية عميقة و بعضها غير قابل للعلاج نهائيا الا نادرا و هذا صحيح, مع أن سبب هذه الأمراض النفسية بالتحديد ليس مجرد اضطراب او مرض بل أخطر من ذلك بكثير جدا, و لتلك المخلوقات طاقة سوداوية هائلة و هم عبارة عن ثقب أسود يقوم بإمتصاص كل ذرة من طاقة الحياة في داخلك ثم يقوم بعدها بإلقائك كأنك لا شيء لتجد نفسك محطما مسلوب للإرادة لا تعرف ماذا تفعل بحياتك و تتسائل لماذا فعل معك ما فعل

تبدأ تلك المخلوقات بالتواجد بحياتك لأسباب معينه و منها (أموالك، منصبك، شهرتك أو شخصيتك) و تبدأ عملية التلاعب بك بطرق عديدة ليرسم لك صورة ذهنية وهمية عن المستقبل المُشرِق الذي بينكم حتى يبدأ بعملية غسلٍ عميق للدماغ لك لترى أنه الشخص الوحيد المنقذ لك و ان حياتك من دونه ستكون بلا معنى

هم كائنات من الداخل خائفة, جبانه, سوداوية و يريد ان يعكس كل ما يشعر به بشكل لا واعي على غيره من الناس
و العالم أجمع. يرون الناس مجرد ممتلكات و امتداد لهم كظلهم و أقوى ما لديهم هو لسانهم لأنه أقوى أداة لتشويه سمعة ضحاياهم و ان قطعت لسانه الملعون سيفقد كل طاقته و قوته و يصبح مجرد نكره و عندما يعرف أنك كشفته و أنه مجرد كائن نرجسي و سيكوباتي سيعمل بشتى الطرق على تدميرك خوفاً من أن يتم كشفه من الآخرين, و سيبدأ باستعمال جميع المعلومات التي جمعها منك و عن حياتك الخاصة و أسرارك بفضحها للجموع و بأبشع صورة كانت

و إن لم تكن لديك أسرار سيختلقها عنك و ستبدأ حملات التشهير عنك و هذا الأسلوب تستخدمه الحكومات كذلك عن طريق الإعلام للقضاء على من يعمل على ايقاظ الناس و فتح بصيرتهم و لأسباب كثيرة أخرى. طبعا ان كانت لديك علاقة معينه مع نرجسي او سيكوباتي, ستعرف أنك ضمن لعنة من أقوى اللعنات على الإطلاق, فلم نقل عنهم شيء حتى الآن, فهم إمتداد لإبليس بنفسه و لكيانه النرجسي الطاووسي و يصفق لهم على خبثهم و كيف يستخدمون (ابناء آدم) فقط لأهدافهم الشخصية

و مع هذا كله لم نتحدث بعد عن شيء من شخصياتهم, كيف يفكرون, ما هي حقيقتهم و أهدافهم و ما الهدف الكوني من تواجده في حياتك و متى يظهر و ما هي نهايته و التي هي من أبشع النهايات على الإطلاق و ماهو هدفهم مع بني آدم, و هنا لنفهم معاً الأن سيكولوجية الشخصية السيكوباثية او المتلاعبة لتعرف من هم لكني لم أقل انك لن تستفيد منهم او أنهم ما جاؤوا لك الا ليكونوا درسا من نوع خاص لتطوير شخصيتك و حياتك و فهمك لنفسك و للأقدار و لهذا عليك ان تعرف اساليبهم لإلحاق الضرر بك لتقوم بتفاديها

الفكرة وين طيب ؟ الشخص المتلاعب او من حكمته قوى الظلمة (هو اختار موقعه من هذا الوجود) و أنت بعد ان عرفت صفات هذا الشخص, فهنا دورك ان لا تكون تلك الشخصية و ستعرف لماذا الآن

اولا من خلال هذا النوع من الناس تأتيك تجارب الحياة و الدروس القوية و ان فهمتها ستجد صعودا عظيما و فتحا للأبواب بعدها (بحسب ما تفعل إما المواجهة او المسامحة) رح نبدأ الآن ببعض النقاط لشرح وتلخيص كل الأمور والبعض منها من فهمك لها تقدر تقيسها على تجارب حياتك

١- ما يفعله الشخص الذي حدد موقعه المظلم من الوجود هو ما سيختبره و يعود اليه بحياة قادمه
و لهذا السبب و بحسب ما يفعل فإن كان من الأشخاص الذين تمادوا بالأذى و الشرور فهنا إن صادفك بطريقك فقد تكون أنت كارماه و عقابه او يكون هو درسا لك و تنهي درسك بسرعة بفهمك للحدث

٢- أي شخص يختار موقعه من الوجود تحقيقا لمبدأ التضاد و جميعهم يكونون من مصدر وأصل واحد فهنا أنت لا تكره و لا تنتقم او تعيش دور الضحية بل تلاحظ و تفهم و ترتقي

٣- الحقيقة المرعبة و المهمة و التي قل جدا من يعرفها وهي (أن من امامك من هذه النوعيات ما هم الا صور وهمية شبحية خادعة غير حقيقية هدفها ابعادك وتشتيتك عن الطريق ولتنزع تلك الصور الوهمية عليك أن تعي درسك) وهم خلقوا ليكونوا كذلك ولكن وجودهم يخلق مبدأ التضاد. و الخطأ يكون بوقوف الشخص العادي ليصدقهم و يحدث هنا نوع من الوقوف مع الشخصية الشريرة (وهذا واحد من السيوكولوجيات المدروسة بشكل عميق بعالم الإعلام والسينما ومحبة المشاهد وانجذابه الشخصية الشريرة )

٤- ليس معنى أن تكون شخصا جيدا انك بعيد عن هذه الأمور فحتى الأنبياء حدث معهم ذلك وأكثر بكثير وهذا لصفاء باطنهم العظيم

٥- من يؤذي من باطنه طاهر كمن شن حربا ضد الكون اجمع وهذا كما حدث مع الأنبياء فمن هاجمهم كانت ضده الاعاصير و الزلازل و النيران و الطوفانات فلا تقترب ممن كانت روحه وقلبه متصلة بالسماء و باطنه أطهر من نقاء الثلج

٦- من الأدوات التي يستخدمها المتلاعب حتى تستطيع الإنتباه لها و قد تحدث مع أي منا و هي قدرة الإقناع و نشر الإشاعات و ربط كلامك بالمقدسات و تحريض وعي الجموع عليك و حسابات و أسماء وهمية و انتحال الهوية (و هذه قصة احداهم بعد ان انتحل هويتنا بالسوشيال ميديا و الآن هو وراء الشمس منحكيها بعدين)
بالإضافة الى أمر بغاية الخطورة و هو خاص بالعصر الجديد للذكاء الاصطناعي تستطيع من خلاله نسخ ليس فقط صوت الشخص بل شكله ايضا و عمل منها فيديو يظهر كأنه حقيقي 100% ويتم استخدامه كثيرا مع الشخصيات السياسية واتذكر شخص بعد أن استشعرت منه حسدا وغيرة عظيمة فقال غاضبا بعد ان كشفته ككتاب مفتوح ستسمع وسترى نفسك بأماكن لم تكن متواجدا بها فهنا عرفت الى أين وصلت أنفسهم من شرور فالأمر مضحك عندما يصدق شخص موضوع سكرين او رسالة ستشاهد بالمستقبل (والآن) فيديوهات لرؤساء وحكماء ومشاهير معروضين ويغنون او ضمن مقابلات ومؤتمرات دبلوماسية وهم ليسوا هناك بالأصل

٧- قد يكونون أقرب الناس لك

و هذا بسبب سر تقليب القلوب و خيمياء المشاعر و كيف تتحول الشخصيات و الشعور الداخلي من الحب الى الكراهية مع العلم ان كلاهما من منشأ وأصل واحد. افتح قلبك للجميع لكن لا تدخل له الا من يستحق

٨-هذه النقطة مهمة جدا و هي لا يجب عليك التركيز إلا على نفسك ضمن مجالك وحياتك

و أن لا تهتم بالقيل والقال ومبدأ التنافس المزروع منذ الطفولة بالمدارس بل فقط ركز على نفسك وصعودك وهذا من الامور التي حدثت معي ومع الكثير من المدربين والمدربات وبعض المشاهير. فمن يتكلم عنك, يعطيك من طاقته مهما كانت نوعها فهي ستفيدك بالصعود. الم تنظر لما اغلب المشاهير لا يهتمون بما قيل لهم؟ لأنها تعطيهم طاقة انتشار رهيبة و هي بالذات عملية خيميائية لتحويل الضرر الى فائدة

٩- كما قلت سابقا أن أرضنا ليست عالم سامي فيجب عليك أن تدرس أدوات الجانب الآخر (بفهم وذكاء) حتى تعرف كيف تتصرف و انت هنا ك خيميائي تستطيع تحويل هذه الطاقات فقط بعنصر الفهم لأعظم الفتوحات والإرتقاءات و الانتصارات

١٠- من آتاه الله الحكمه فقط هو من يستطيع أن يفتعل شرا وهميا ظاهريا لصحوة شيء بداخلك (وهم نادرون بالأرض) (وهو مثلما كان يفعل المعلمون القدماء ضمن المدارس القديمة لتربية نفوس طلابهم وأناهم ف خرج من تحت ايديهم أقوى الطلاب عبر العصور بجميع الفنون والمجالات)

١١- ما إن جاءك شخص يتهم آخر او مهما كان الشيء الذي يقوم بفعله من الأدوات التي ذكرناها أعلاه فعليك ان تفعل أمورا بترتيبٍ معين

أ- افصل مشاعرك عنه تماما (بمنع نفسك عن القراءة او الإبتعاد عنه)ولا تُدخِل نفسك بمجاله حتى لا تقع بما يسمى ب وادي الكارمات

ب- بعدها ستتخيل انه ظهر كتطهير بحياتك.. (والمعنى الباطني لهذه الجملة أنك اقتربت من مرحلة جديدة لتصعد عن طريق اخراجه من حياتك, فيخرج بخروجه شخص ضار ظاهر او خفي من حياتك)

ج- ستشعر بمشاعر غريبة تشدك للإهتمام بالحدث او قرائته, هنا ان وقعت بالفخ ستصيبك كارما فلا تقترب من مجالها و جذابيتها أبدا واستخدم طاقتها للصعود و ان كان الاتهام موجها لك أضِف عليها عنصرين إما المسامحة (إن كان من امامك غافلا) او أخذ حقك منه فهذا هو درسك و ليس الهروب حتى و ان كان اقوى منك

١٢- نصف الحل يبدأ من الفهم

عندما تفهم الدرس تستخرج المشكلة من منطقتها المجهولة من الوعي وتضعها تحت ضوء الشمس و كل ما ذكرته ضمن الأجزاء سيفيدك جدا جدا جدا لتفهم جزءا كبيرا و عظيما من السر ثم تنتقل بعدها لهذا التمرين و هو هدية مني لك قمت بإبتكاره و ذو فوائد مذهلة رغم بساطته

أريد منك ان تتخيل معي وقت نجاحك وصعودك أنك فوق جبلٍ عالٍ جدا وتحت أرض صلبة ومن حولك ممن يحاولون إيذائك الوصول اليك لإسقاطك (و لكنهم مجرد نقاط صغيرة جدا لا تستطيع فعل اي شيء) و دائما تخيل انهم مهما حاولوا جاهدا فلن تصل اسلحتهم إليك لأنه و طبقا لقانون الكون لا يحكم الأسفل الأعلى. و هذا اختبار للإثنين للصاعد ان كان سيصعد لجبلٍ أعلى و للمنخفض ان كان سيظل مكانه او ينخفض لوادٍ آخر

طبق هذا التمرين يوميا (طبعا فوائده لا تحصى) و ستسر من النتائج جدا

إقرأ أيضاً

كارما العلاقات

العلاقات الروحية : لماذا لا تستمر، أو تتعطل أو تتكرر

كيف أعيش قصة حب ناجحة ؟ أسرار نجاح العلاقات العاطفية

علامات الاستغلال العاطفي في العلاقات و التعامل معه

سايكلوجية العلاقات ( شرح و حلول )

كيف تحصل على أضعاف ما تقدم : (مهم و مفيد جداً)

د. أحمد جعفر