قانون النّية الكوني – السّر وراء التجلّي

قانون النّية الكوني – السّر وراء التجلّي

 

كلّ ما يتعلق بك يتصل بشكل او بآخر بالكون , أفكارك , رغباتك , لها اتصال روحاني مباشر بالذات الكونية . و أداة الاتصال هي الطاقة التي يُترجمها الكون لتصبح واقعا مادّيا. و لعلّ أكثر الوسائط التي تربط المرء بكونه هي النية و لكن عليك ان تعلم أنّ الرغبات والتطلّعات و الاحلام الوردية ليست نوايا . فالنوايا هي جملة من الأهداف شديدة الوضوح التي يسعى لها الشخص مستميتا بكلّ طاقته و إمكاناته لتحقيقها

بالاضافة الى دورها في الاتصال بالكون , تلعب النية دورا ذا اهمية كبرى ايضا من الناحية النفسية , فبدونها ستكون فريسة للشكوك والتردد والقلق والخوف من المستقبل و عليه فإنّ أيّ انجاز قد تمكنت من تحقيقه في الواقع هو في الاصل تجلّيا لنيّة معينة كنت قد أرسلتها للكون.. حتّى تلك الأشياء التي تجلّت في حياتك دون ان تريد انت تواجدها بالفعل فمصدرها الاساسي هو نيتك سواء كان ذلك عن قصد او يدون قصد

فتواجد النية لا يقتصر على عقلنا الواعي , بل يمكن ان يتعدّاه للعقل اللاواعي او الباطن , و قد يكون ذلك في شكل رسائل عالية الاهتزاز يستقبلها الكون لتعود اليك في شكلها المادّي , مثلا قد تحمل في عقلك نية الارتباط بزوج ثريّ , رغم كونك لست مادّية حقا و لا يبدو عليك الاهتمام بالمال , و لكن يحدث حقا ان تجذبين ذلك الزوج الذي كنت تنوينه . و لكلّ اما نوى

يعمل قانون النية بمحاذاة قانون الجذب الكوني , فيمكن ان نقول انه يُسنده او يقوّيه , لذا . كلّما لاحظت تجلّي , فتّش في أعماق ذاتك عن المصدر , و انتبه لما تحمله من نوايا بداخلك

سينتبك شعور قويّ بالصدمة و الاستغراب لما تأتيك به الحياة من سلبيّات لا تنتهي , و ربذما تقول “انا انسان ايجابي ونيتي طيبة جدّا فلماذا يحدث لي هذا ؟” إنّ ما تعتقده ما هو في حقيقة الامر إلّا أفكار خاطئة , فواقعك هو تجلٍّ لما بداخلك , ابحث عن نيتك الحقيقية و عالجها , حاول ان تتخلص من كلّ النوايا المدمّرة و السلبية

ربّما تكون إيجابيا في الظاهر لكن إذا أمعنت النظر في نفسك ستجد أنّك تغلّف تشاؤمك و سلبيّتك بشعارات زائفة. فالنوايا الباطنية غير النوايا القولية , و هي اكثر النوايا قوة على الاطلاق و بالتالي هي التي تكون جاهزة للتفعيل على الدوام

طيب , لماذا النيّة؟ … إذا كنّا نستطيع ان نسيطر على الأمور بشكل جيّد و عمليّ؟

ببساطة , لان النيّة هي استسلام مطمئن للكارما الكونية .. هي تحرر فعليّ “للأنا الداخلية” , أن تنوي يعني ان تؤمن بأنّ هناك قوة كونية أقوى منك و اكثر منك حكمة و مقدرة على تسيير الأمور بالشكل الذي أنت تريده

أن تنوي يعني أن تسلّم خيوط اللعبة بيدَي الكون , أي أن تحرر نيتك من قوتك انت لقوته هو و أن تترك هدفك عنده ليتكفّلأ هو بتحقيقها من أجلك

و هذا لا يعني انك لا تملك الإرادة الحرة و الكاملة لتختار, ولكن بإرادتك الحرة تلك اخترت الطاقة الكونية والقوة الكارمية لتحقق لك اكثر من الذي ستصل اليه بطاقة الانا الداخلية الخاصة بك. و بذلك تكون النيّة هي القصد المحدد الهادف لفكرة معينة

فعلى قدر تعمق النيّة و صدقها على قدر توفّر الوسائل والأدوات اللازمة لتحقيق تلك النية, و هذه الأدوات هي مسخّرة بالأساس من قبل الكون لك أنت إجابة منه لك

ولكن ما الفرق بين النيّة وبين التمني ؟

التمني هو ايحاء للعقل الباطن بعدم القدرة على تحقيق أمر ما , فقد تكون اوحيت له بانّه من الصعب عليك تحقيق ذلك الامر و بالتالي سيستقبل منك الكون طاقة عجز و حرمان تؤدّي دائما الى نتائج عكسيّة

عندما اقول اتمني ان ازور المكان الفلاني .. اتمني ان اتفوق في دراستي .. اتمني ان اشتري السيارة الفلانية .. سأكون بذلك قد أرسلت لعقلي الباطن إحساسا بعدم قدرتي على تحقيق ذلك و بالتالي أكون قد ضيّعت على نفسي الفرصة للحصول عليه

أمّا النيّة فهي رؤية واضحة و قوية للهدف .و بإتضاح قوة النيّة يتضح الهدف ويتحرك جهازك العصبي نحو تحقيقه . فالجهاز العصبي اول من يتفاعل مع النيّة .. جينها يبدأ الخيال يتحرك .. ويبدأ الجذب يتفعل

كيف تطبّق وترسّخ النية لتتجلّى حقيقة ؟

اولاً النية محلها القلب ولذلك تحتاج الي تطبيق عملي قلبي حيث انها طاقة يتفاعل فيها التخيل مع المشاعر كما أنّ مرتبطة بالعاطفة والتصور والتخيل .. وكلما زادت قدرتك علي جعل الأشياء تتجلّى امامك عن طريق تخيلها , كلما زادت سرعة انتقال النية منك الى الكون

ثانيا, حاول الدخول في حالة الألفا وهى حالة ما قبل النوم أو نهاية النوم أو حالة أحلام اليقظة واوقات الاسترخاء التام ، ويكون فيها الشخص واعيا تماما ولكن في حالة استرخاء شديدة يكون على اثرها الذهن في غاية صفائه و سكينته , خاليا من كلّ الأفكار و المشتتات التي تعيق قوة النية

ثالثا , ضع قائمة بجميع نواياك , و احرص على حمل هذه القائمة معك أينما ذهبت. واظب على النظر اليها قبل أن تذهب الى النوم أو عند الاستيقاظ , في العمل او في الكلية , ألقي نظرة عليها أيضا عندما تكون تسير في الشارع او تمارس نشاطا ما , باختصار , اصطحب معك نواياك أينما ذهبت. ثمّ سلّم هذه النوايا الى الكون و كن على ثقة بانه سيرعاها و يجعلها تتجلى من اجلك بخططه الذكيّة و الخارقة

يقول ديباك تشوبرا أنّ كل ما تضع انتباهك عليه يصبح له حضور أقوى في حياتك

و يضيف أنّ النية ، من ناحية أخرى ، تؤدي إلى تحويل الطاقة والمعلومات. النية هي القوة الحقيقية وراء الرغبة. هي في الواقع تزيد من التعلق بالنتيجة , فما نوليه اهتمامنا ينمو في حياتنا

لذا, حافظ على تركيزك على نيتك ، ولكن سيكون من الصعب حل بعض التحديات و العقبات التي غالبا ما يكون مصدرها التخيلات و الاعتقادات الخاطئة , لذلك انتبه , لا تقع في فخ التركيز عليها

نحن جميعًا قادرون على خلق الطاقة من خلال انتباهنا ونوايانا مع كل شيء آخر في الكون. و بالتالي يمكننا تغيير تلك الطاقة والمعلومات عن طريق أجسادنا من خلال تغيير ما نفكر به ، ويمكننا أيضًا التحكم في ما سيحدث من خلال تغيير الطاقة والمعلومات لدينا

فالنية هي الأفكار و الأفكار هي الطاقة و الطاقة هي التجلّي , لذا , لا تدع نفسك تتأثر بآراء وانتقادات العالم. لا تنظر إلى نفسك من خلال عيون الآخرين و سترى الكون بأسره بين يديك

إقرأ أيظا كيف أطبق قانون الانعكاس من أهم القوانين فالقانون الكوني بالنقر هنا

إقرأ أيظا عشر خطوات تتجلى بها كل أهدافك وأمانيك بالنقر هنا

إقرأ أيظا قانون الجذب الفكري او العدل الالهي بالنقر هنا

إقرأ أيظا الهندسة الكونية و النقطة صفر ( علم الذبذبة) بالنقر هنا

إقرأ أيظا القوانين الروحية الأربعة بالنقر هنا

 

 

منقول

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *