كيف تكون روحاً متحررة ؟
النّمو الرّوحاني الحقيقيّ يحدثُ عندما تكونُ كياناً واحداً في الدّاخل، وليس هناك جزءٌ منك مرتعبٌ، وجزءٌ آخر يقوم بحماية الجزء المرتعب ! كلّ أجزاءك يجب أن تكون متّحدة, الاضطّراب الذي يحدثهُ صوتُ العقل في داخلك، هو الذي يتسبّب في حدوث المشكلات، وكلّ مايقوله هذا الصّوت هو بلا معنى
السّؤال الهامّ هنا, بما أنّ لاضرورةَ له لما هو موجود ؟
مثال لهذا الصّوت : عندما ترتجفُ من البرد يقول لك هذا الصّوت أنّ الجوَّ باردٌ. في مثلِ هذا الوضع بماذا يساعدك ؟
أنت تشعر اصلا بالبرد حتى لو لم يخبرك ! أنت تتحدّث لداخلك عندما لايعجبُك العالم من الخارج، وبما أنّك لا تستطيع السّيطره على العالم، أنت تستاءُ منه لداخلك من خلال هذا الصوت
السّؤال المهمّ الآن
هذا الصّوت لمن يتحدّث ؟
هذا الصّوت يتحدّث إليك، يعني أنّك لستَ تلك الأفكار في الدّاخل ! أنت شيءٌ مستقلٌّ عن هذا ! يمكننا أن نعتبر هذا الصّوت ونسميه صديقُك الدّاخلي وهو صديقٌ غيرُ راضٍ أبدا، وهو دائماً في حوارٍ لايتوقّف معك، وأنت شخصٌ آخر تستمعُ
يعني بإمكانك قبول أو رفض مايقولُه لك هذا الصّديق
خلاصةُ القول
إنّك لن تتخلّص من المشاكل، حتّى تتخلّص من الصّوت الدّاخلي فيك الذي يستاءُ دائماً
ليسَ بالإمكانِ التّعامل مع أيّ وضعٍ طالما أنّك قلقٌ أو خائفٌ أو غاضبٌ حياله
إنّ أوّلَ مشكلةٍ عليك التّعامل معها هي ردّةُ فعلك الشّخصيّة
لا بُدَّ من كسرِ عادةِ التّفكير بأنَّ حلَّ مشاكِلك هو : في إعادة ترتيب الأمور في الخارج
لأنّ الحلّ الوحيد الدّائم هو
أن تعودَ للدّاخل وتأخذَ القيادةَ من صديقك ذي الصّوت العالي داخلك
الأمر يبدو وكأنّ هناك شخصٌ آخر غيرك معك ؟ فعليّاً.. إنّ لديك رفيقٌ داخلك
مثال
تقومُ بشراءِ سيّارةٍ جميلةٍ، لكن كلّما قُدتَها يجدُ رفيقك الدّاخلي عيباً ما فيها، ويظلّ يلفتُ نظرك على الدّوام
في نهاية المطاف.. تتوقّف عن حبّك لهذه السّيارة
هذه طريقةُ الصّديق داخلَك, لايرتاحُ حتّى يأخذكَ لمسارٍ يتوقّف فيه إحساسُك بالرّاحة
أفضلُ وقتٍ لمراقبةِ صديقك الدّاخلي، والقدرة على تمييزِ صوتهِ، هو وقتُ استحمامِك ! فقط راقب ماذا يقول لك ؟
مشكلةُ صديقنا الدّاخلي هي أنّه غير واعٍ، ويأخذ الأفكارَ من تجاربنا السّابقة السّيّئة، ويبدأ بإقناعنا على هذا الأساس, لذا هو يُعتبر منطقيّ ويتمكّن غالباً من التّأثير علينا ! لكن حينما نبدأ الوعيَ به، نتمكّن من إصماته وايقافِ حواراته فنصبحُ أكثرَ حريّةً ! ومن ثمّ نتمكّن من خوضِ تجاربَ أفضل في الحياة
في أيّ وقتٍ تشعر أنّك بدأت تنغلقُ ؟
اسأل نفسك ما إذا كنت تودّ حقيقةً أن تقطعَ تدفّقَ الطّاقة عنك ؟ لأنّك تستطيع أن تتعلّمَ كيف تظلّ منفتحاً، بغضّ النّظر عمّا يجري حولك ! عليكَ فقط أن تعاهدَ نفسك على أن تستثمرَ قدرَتك على استقبالِ الطّاقة اللّامحدودة، من خلال قرارِك في أنّك لن تنغلق
كلّما بقيتَ منفتحاً, صارِ بإمكانِ الطّاقة المتدفّقة أن تبني طاقَتك، وعند نقطةٍ ما ستأتيك طاقةٌ كبيرةٌ تبدأ بالتدفّق حتى إلى خارجك . ستشعرُ بها كالأمواج تنسكبُ عبرك للخارج
كلّ مراكزِ الطّاقة داخلك ستنفتحُ، وسيتأثّر النّاسُ بطاقتك، وإذا استطعتَ أن تنفتحَ أكثر، فلن تتوقّف هذه الطاقةُ أبداً
معنى أن تعيشَ الحياة, هو أن تختبرَ اللّحظة التي تمرُّ بك الآن, لكي تتمكّن من العيش بعمقٍ, عليكَ أن تسمحَ لتجارب الحياة بالقدوم والعبور من خلال وجودك
إن كان لديكَ الاستعدادُ للاستمتاع بنعمةِ الحياة بدلاً من التّصارع معها، ستستطيعُ الغوصَ إلى أعماقِ وجودكَ،
وستتدفّقُ كلّ الطّاقات باتّجاهك
إذا قمتَ بحماية نفسك بشكلٍ كبيرٍ وعلى نحوٍ كاملٍ، فلن تستطيعَ النّموّ ابداً، وكلّ عاداتِك ومزاياكَ ستبقى كما هي، وستكونُ شخصاً مملّاً
الحياةُ تصبحُ راكدةً عندما يقوم النّاسُ بحمايةِ ذواتهم من الدّاخل
من أجل الوصول لأقصى درجةٍ من الوعي، والعيش بسعادةٍ، ينبغي عليك أن تدعَ ذاتك بالكامل تظهر للعيان ! تطوّرك يعتمدُ كثيراً على كيفيّة رؤيتكَ للتّغيير الذي يحدثُ حولك.. يمكنكَ أن تنظرَ له إمّا كشيءٍ مثيرٍ وايجابيّ أو كشيءٍ مخيفٍ وسلبيّ
إقرأ أيضاً
ليلة الروح المظلمة
ليصمت العقل ولتتكلم الروح : رحلة مع التأمل
ما هو نداء الروح : اشارات تدلّ على أنك تتلقى نداءً روحيّا
ما هي اعلى درجات الحب – شقيق الروح : (رائع جداً)
صفات توأم الروح – ديباك شوبرا
كيفية جذب توأم الروح : ديباك شوبرا
جروح الروح الخمسة : هام جداً