كيف نتحرر من الكارما في العلاقات ؟

كيف نتحرر من الكارما في العلاقات ؟

 

هل أنت مرتبط بشخص ما يهملك ثم يعود للاهتمام بك، يتلاعب بك و لا يكون موجوداً عندما تحتاج إليه يجعلك عنيفاً و يخرج أسوأ ما في شخصيتك أو يؤذيك بشكل ما. اذ كانت اجابتك نعم فهذه كلها علامات على أن هذه العلاقة هي علاقة كارمية. فعندما تقابل شخصاً تربطك به كارما فان روحك ستتعرف اليه فوراً, ستشعر أنك عدت إلى وطنك و ستشعر بحنين إلى شيء لا يبدو أنك تتذكره و قد يخبرك حدسك أنكما تقابلتما من قبل, ستشعر بارتباط يتعدى حدود ما تقولونه او تفعلونه معاً

تشعر أن روحك تتعرف إلى روح الطرف الآخر و نظرة عينيه أو تشعر بانجذاب لا يقاوم تجاه ذلك الشخص. في الغالب هذه قد تكون علامات للدخول في علاقة كارمية. هذ العلامات الأولى عادة تخدعنا لاعتقاد أن هذا الشخص هو قدرنا وفي الحقيقة العلاقة الكارمية ليس توأم روحنا

بغض النظر عن رغبتك الشديدة في أن يكون هذا الشخص هو توأم روحك, قد يعلم قلبك أن عليك أن تترك هذا الشخص و تواصل حياتك, لكنك تجد نفسك تعود سريعاً إلى هذا العلاقة السامة عندما يتصل بك ذلك الشخص. هذه علامة أخرى قوية أن هذه علاقة كارمية

لا يمكننا أن نشير بأصابع الاتهام إلى شخص سوى أنفسنا, علينا أن نسأل أنفسنا لماذا نفسح المجال في حياتنا لأشخاص لا يستحقون ذلك. ان معاملة الآخرين لنا هي أنعكاس لما نحن عليه ولذلك عندما نسمح لأشخاص معينين أن يدخلوا حياتنا و يسيؤوا معاملتنا فذلك في الحقيقة يعني أننا لا نحب أنفسنا و لا نعتني بها بما يكفي. يكمن التحدي هنا في التعلق بهذه العلاقة الكارمية و عدم الرغبة في انهائها بسبب الخوف من الوحدة و التردد في أخذ خطوة نحو المجهول سعياً وراء السعادة

تعلمنا العلاقات الكارمية دروساً قاسية, انها تبدأ بسرعة و بشغف و عادة يكون هناك ارتباط لحظي و انجذاب عميق, الهدف الأساسي من هذه العلاقة هو انهاء الكارما, ما زرعته هو ما تحصده, فإذا كان ما زرعته في الماضي ترك أثر سلبا على روحك ستأتي الكارما بدورها لتحررك و مواصلة الحياة, ولا يعني ذلك أن الشخص الذي تدخل معه في علاقة كارمية هو شخص سيء وأنما لكل منكما رسالة مختلفة في الحياة و لكن هذه العلاقة المؤقتة الهدف منها انهاء الماضي و شفاء الحاضر والانطلاق نحو المستقبل كل منكما على حدة

تنتهي العلاقات الكارمية بسهولة عندما نتعلم الدرس و نفهم هذا النمط المتكرر. حتى عندما تبدو العلامات واضحة للغاية تختار أن تتجاهلها و تخبر نفسك أن الشخص الآخر سيتغير. مرة أخرى اذ لم تكن متصالحاً مع نفسك ستظل تجذب هذا النوع من العلاقات المدمرة والمؤلمة و المحيرة على أقل تقدير, لأن هذا يعكس صورتك التي تعتقدها عن نفسك, حتى لو كان ذلك يعني أنك لن تجد شريك حياتك أبداً

بعض علامات العلاقة الكارمية

١- انجذاب قوي جداً للطرف الآخر (لا يمكنك التوقف عن التفكير به)

٢- الشعور بالتوتر في وجود الشخص الآخر (تريد منه أن يحبك)

٣- التصرف بعدوانية (رغبة في الظهور بمظهر قوي)

٤- خلافات و كلمات جارحة

٥- التخلي عن اهتماماتك لترضيه

٦- مشاكل مادية و يلجأ الطرف الآخر لأخذ النقود منك

٧- الأنانية و عدم تحمل المسؤولية

٨- عدم غفران الماضي

٩- الغيرة

١٠- فقدان الوزن او زيادة الوزن (بسبب الضغوط الشديدة)

١١- يتودد إليك بالكلام عندما يريد شيئاً

١٢- الكذب (حتى عندما تكتشف أنه يكذب )

١٣- الخيانة

١٤- عنف اجتماعي (يكره الاهتمام الذي تحظى به و يتشاجر بسبب ذلك )

١٥- الانفصال ثم البكاء و خلق دراما ليعود بك إلى العلاقة

١٦- الاكتئاب

١٧- سأتصل بك عندما أستطيع ..(بمعنى آخر سأتصل بك عندما لا أجد شيئا آخر أفعله)

١٨- أنت أفضل مني بكثير .. أنا لا أستحقك فلا تضيع وقتك (هذه ليست مجاملة، هذا عذر لسوء تصرفهم )

١٩- أنا لست جاهز للحب (عذر آخر)

٢٠- لا أحد يحبني أنا لا أستحق الحب

٢١- ليس لدي وقت للارتباط بعلاقة ( لكن لديك وقت للأصدقاء شيء محير)

أحيانا تنتهي هذه العلاقة و لكن بمجرد أن يتصل بك الطرف الآخر تترك كل ما بيدك و تذهب إليه سريعاً وستقبل اعذار ذلك الشخص مهما كانت فقط لأنه أرادك في تلك اللحظة, من النادر جدا أن تقوم علاقة كارمية بإسعاد أي شخص سعادة حقيقية. طوال الوقت وانت في هذه العلاقة يعلم قلبك تماماً أن هذه العلاقة لن تدوم. هذا ما سيحدث في النهاية ستنتهي العلاقة وتاتي لتقول لي : لكني أحبه فعلا

لا.. أنت فقط تعتقد ذلك, قد تعتقد أيضاّ أنه يوماً ما سيرى ذلك الشخص كم تسعده وأنه سيحبك لا.. هذا شيء يمكن معرفته من أول خمس دقائق للقاء وليس بعد مرور سنوات من الأذى والألم أو بعد أن ترحل, اذاَ لو كنت تشعر بالتوتر الشديد و تشعر بالخيانة والغضب والغيرة والوحدة, عليك أن تكون صادقاً حيال هذا الوضع. أنت تعلم أنك تستحق السعادة على كل المستويات وتمسكك بهذه العلاقة يؤجل سعادتك. تخلص من هذه العلاقة لانها علاقة كارمية وليست علاقة ارتباط ارواح نقية و كلما تمسكت بها أكثر أصبح التخلي عنها أصعب

لكن هذا الأمر لن يكون سهلاً, إن البداية ستكون من طرفك .. عليك التخلي عن الماضي و كل الشكوك حول نفسك و تبدأ بداية جديدة. لقد استهلكت تلك العلاقة الكثير من طاقتك وقد آن الأوان لتعيد اكتشاف نفسك وتعيد القوة إلى حياتك

لا تصدق أبدأ ما يخبرك به ذلك الشخص ليحاول إحباطك, فذلك الشخص محاط بطاقات سلبية شديدة و يخاف من الطاقة النقية و النور الذي يشع منك. لن تكون عملية التخلي عن هذا العلاقة سهلة, لكن هذا أفضل بكثير من الاستمرار بها

في الغالب ستجد أصدقائك و أفراد عائلتك يخبرونك أنهم لا يجدون مبرراً لبقائك في هذه العلاقة والتعامل من ذلك الشخص و تحمل تصرفاته و ربما أيضاً بداخلك أنت تعلم أنهم على حق

الجيد في الأمر أنه بمجرد أن تدرك حقيقة هذه العلاقة, ستبدأ الأقنعة بالتساقط و سيصبح كل شيء واضحاً, ستبدأ برؤية ما يراه كل من حولك بوضوح – أن هذا ليس حباً

اختر طريقك

هذا درس عليك أن تتعلمه وحدك, كلنا نمر بأمور مماثلة في وقت من الأوقات, لكن لكل شخص طريقه الخاص الذي خلقه عن طريق ديونه الكارمية. ( الكارما- هي ما زرعته هو ما تحصده، سواء خير ام شر في الحياة). بالرغم من صعوبة هذه الأمر, الا أنك ستنبهر عندما ترى المعجزات تتجلى في حياتك بمجرد أن تملك الشجاعة و تأخذ زمام الأمور في يديك

مواجهتك لمخاوفك و الأنماط السلبية المتكررة في حياتك سيجعلك ترتقي بشكل كبير في حياتك الروحية. من المهم أيضاَ أن ترى الطرف الآخر في العلاقة كمحرك قوي في حياتك. إن ذلك الشخص يعلمك درساً قيماً, ذلك الدرس يمكن أن يحررك من دائرة لا تنتهي من الأنماط السلبية

 

مقالات ذات صلة

السر لتكسر أحجية الكارما لديك | سادغورو

الكارما في الحب وعلامات على العلاقات الكارمية

قوة الهارب واللاجئ : فهم عميق للرحلة الروحية

لا تقل هذه الكلمة أبدًا لأنها تجلب الكارما السيئة

تحرير الروابط الطاقية لكارما العائلة وكيف تبني كارما إيجابية حولك ؟

 

مريم الرشيدي

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *