لماذا تتغير علاقتك بعد مرور 3 سنوات ؟
وداعاً لشهر العسل، ومرحباً بالعالم الحقيقي..ذكرى مرور ثلاث سنوات على علاقتكما تقترب، ولديك شريك مثالي. إنه شخص طيب، مخلص، موثوق، ومتواصل. بالتأكيد، هناك بعض الخلافات هنا وهناك—أهداف حياة مختلفة، عدم توافق مع عائلة الشريك، اختلاف في المعتقدات في بعض الأحيان، إلخ—ولكن هذا أمر طبيعي. العلاقات تتأرجح بين الصعود والهبوط. وإذا تجاوزت أنت وشريكك علامة السنتين (التي تعتبر الوقت الأكثر شيوعًا لانفصال الأزواج)، فقد تكونان مقدرًا لكما البقاء معًا إلى الأبد… صحيح؟
للأسف، ليست علامة السنتين الاختبار الوحيد الذي تمر به العلاقة، ولا يمكنك الاسترخاء حتى تتجاوز « حكة السبع سنوات ». فهناك أيضًا « مشكلة الثلاث سنوات » أو ما يُعرف بـ »حكة الثلاث سنوات »
تمر العلاقة بعدة تقلبات، بما في ذلك علامة الثلاث سنوات. بعد مرور ثلاث سنوات، يتلاشى تأثير « شهر العسل » وتبدأ الحياة الحقيقية. فجأة، تصبح الخلافات حول كل شيء من السياسة إلى أساليب التربية، ويبدو أنكما لا تستطيعان التوافق. قد يبدو أن العلاقة على وشك الانتهاء، ولكن يمكنكما تجاوز هذا التحدي من خلال التواصل المفتوح، قضاء وقت ممتع معاً، وحل الصراعات
١- ماهي مشكلة علاقة الثلاث سنوات؟
تتمثل مشكلة علاقة الثلاث سنوات في مواجهة الأزواج لمشكلات تتعلق بالتوافق طويل الأمد. تتضاءل حداثة العلاقة، وتصبح الأسئلة حول المستقبل (كالزواج، والأبوة، والمال) أكثر إلحاحاً
يقول عالم النفس الدكتور باتريس إن. دوغلاس: « تُعتبر الثلاث سنوات في العلاقة معلمًا مهمًا لأنها توفر إحساساً أكبر بالأمان والراحة. في هذا الوقت، تتلاشى الإثارة الأولية، مما يعزز تفاعلات أكثر صدقًا وشعوراً أقوى بالاستقرار. »
ينتهي « شهر العسل » وتبدأ الحياة الواقعية. بعض الأزواج يصبحون أقوى وأكثر استقرارًا، بينما يعاني آخرون من الركود بسبب تراجع الشغف أو تحديات الحياة
٢- لماذا تُعتبر هذه لحظة مهمة في العلاقة ؟
تمثل السنوات الثلاث علامة رئيسية في العلاقات لأن الشغف الأولي والرغبات القوية التي جمعت الشريكين في البداية تتحول إلى حب مريح ومستقر. أيضًا، في هذه الفترة يبدأ الشركاء بالتفكير في المستقبل
تقول تيس بريجهام، المعالجة الأسرية، إن علامة السنتين إلى الثلاث سنوات هي الوقت الذي يبدأ فيه الأزواج في مواجهة قضايا تتعلق بنمط الحياة، مثل كيفية تعامل الشريك مع المال أو الرغبة في إنجاب الأطفال
الحقيقة بشأن العلاقات هي أنك قد تكون مرتبطًا بشخص ما تمامًا، تقول بريجهام. « تشعر بانجذاب قوي بينكما وهناك شرارة حقيقية. ولكن إذا لم تتفقا على نفس القيم أو لا تريدان نفس الأشياء في نفس الوقت، فلن تنجح العلاقة أبدًا
بالإضافة إلى ذلك، أكدت دراسة أجريت في عام 2023 هذا الرأي، حيث لاحظت أن الأزواج الذين يملكون قيمًا مختلفة لديهم خلافات واضحة مقارنة بالعلاقات التي تتبنى معتقدات مشتركة
٣- التحديات الشائعة في علاقات الثلاث سنوات
بينما تؤثر الخيارات المتعلقة بنمط الحياة مثل الزواج والشؤون المالية، فإن هناك جوانب أخرى مثل العلاقة مع الأقارب والتواصل يمكن أن تؤدي أيضًا إلى مشكلة الثلاث سنوات. تشمل التحديات الشائعة ما يلي
قرارات بشأن الأبوة
الاختلافات الثقافية
المشكلات المالية
التغييرات المهنية أو في نمط الحياة
المعتقدات الدينية أو السياسية
العلاقة مع الأقارب
٤- تأثير مشكلة علاقة الثلاث سنوات
إذًا، ماذا تفعل « حكة الثلاث سنوات » في العلاقة؟ إنها تسلط الضوء على الشقوق بينك وبين شريكك—مثل النزاعات القديمة التي لم تُحل، وجهات النظر المختلفة، عدم اليقين بشأن المستقبل، فشل في التواصل، إلخ. بعض الأزواج يتجاوزونها عن طريق الاستثمار في العلاقة—تعزيز التواصل، قضاء المزيد من الوقت معًا، أو استشارة معالج. بينما يدرك آخرون أنهم أفضل حالاً أن يبقوا بعيدين عن بعضهم البعض
٥- الآثار العاطفية والنفسية على الأفراد
نعلم أن العلاقة القوية والمستقرة تُحسن من الإحساس بالهدف، مما يعود بالنفع على الصحة العاطفية والنفسية. ولكن، يمكن أن تتحول العلاقة من كونها صحية وآمنة إلى سامة إذا كانت أنماط الحياة غير متوافقة بشكل أساسي بين الشريكين. رغم الحب المتبادل، يمكن أن يصبح التواصل صعبًا تدريجيًا، ويبدأ الاستياء في الظهور
٦- العواقب المحتملة على العلاقة
إذا لم تُحل مشكلة علاقة الثلاث سنوات، فإن العلاقة ستعاني. وقد يظهر ذلك في صورة استياء دفين يحمل مزيدًا من النزاعات غير القابلة للحل وحتى تجاهل المشاكل (حيث يغلق أحد الشريكين نفسه ويعطي الآخر « معاملة الصمت »)
٧- استراتيجيات للتغلب على مشكلة علاقة الثلاث سنوات
كيف يمكن إعادة العلاقة إلى مسارها الصحيح؟ حسنًا، لا يوجد مسار محدد لإعادة بناء العلاقة—تذكر أن كل علاقة فريدة، ولكن التواصل يُعتبر نقطة انطلاق جيدة
التواصل : يُعد التواصل أساسيًا للتغلب على التحديات عند علامة الثلاث سنوات في العلاقة »، تقول د. دوغلاس. يجب أن يكون الأزواج صريحين وصادقين بشأن مشاعرهم واحتياجاتهم
استثمر في قضاء وقت ممتع : لا يبقى أي شخص على حاله منذ بداية أي علاقة. لذا، من المهم الاستثمار في قضاء وقت ممتع، بينما ينمو كل فرد بشكل فردي ليكتشف اهتمامات وقيم وهوايات جديدة
معالجة الصراعات : الاستياء بسبب الصراعات غير المحلولة يمكن أن تدمر العلاقة. من الأفضل معالجة الصراعات فور حدوثها بدلاً من تركها بدون حل
تقول د. دوغلاس: عند معالجة الصراعات، ركز على فهم كل شخص ونقاطه بدلاً من الجدال. استخدم عبارات تبدأ بـ ‘أنا’ للتركيز على مشاعرك وتجاربك بدلاً من إلقاء اللوم أو الشعور بالذنب تجاه شريكك. »
وأضافت: عالج الصراعات فور ظهورها، مع التركيز على فهم الآخر بدلاً من الجدال. وفي حال استمرار المشاكل أو تعقدها، فكر في استشارة معالج أو مرشد يمكنه تقديم أدوات واستراتيجيات مفيدة تساعد الأزواج على تجاوز هذه المرحلة بشكل أكثر فاعلية
٨- نصائح أساسية
في النهاية، تتغير العلاقات مع نمو الأشخاص. يمكن أن يساعد التواصل، وحل النزاعات، وقضاء وقت ممتع الشريكين على تجنب الوقوع في « حكة الثلاث سنوات »
ولكن، إذا كان الزوجان غير متوافقين بشكل أساسي أو لديهما أنماط حياة متعارضة، فقد يكون من المفيد النظر في الذات والشريك لتحديد ما إذا كانت العلاقة قابلة للاستمرار
خلاصة
مشكلة علاقة الثلاث سنوات » هي تحدٍ شائع يواجه العديد من الأزواج، وهي فترة انتقالية قد تؤدي إما إلى تعزيز العلاقة وتقويتها أو إلى إعادة تقييمها وإنهائها إذا كانت التحديات أساسية ولا يمكن تجاوزها. المفتاح هو الوعي بما يواجهه الزوجان في هذه المرحلة، واستخدام التواصل الفعّال، والاستثمار في العلاقة