منحة السعادة هدية الخالق : حافظ عليها
بجّل اللحظات السعيدة التي منحتك قيمة لك ورفعتك عالياً أمام نفسك قد لا تحدث معك مرة ثانيّة أو تأخذ سنيناً لتحدث أموراً تماثلها. اللحظات السعيدة التي تجعلك لست أنت، تحررك من قفص العبودية الخانق الذي حبست فيه نفسك طوال سنين, لتأتي هذه اللحظات النادرة وتحررك منه. لقد منحتك السماح لتفرُد جانحيك ولأول مرة تتنشق هواءً جديداً
لأول مرة تشعر أنك تفعل شيئاً لا ينتمي لهذا القفص أنت تفعل أشياء تنتمي لإحساسك, تنتمي لروحانيتك, تنتمي لقيمتك, تنتمي لرغبتك, تنتمي لمشاعرك, إنها رغبتك المنطوية في كبت نفسي داخل القفص ومعها أجنحتك منطوية حيث لا جرأة لك على مدها وتحريكها, لا تجرؤ على ذلك
حتى أتت هذه اللحظات القصيرة العمر ومنحتك هذا السلام الجديد وأعطتك الحرية لتخرج من القفص وتحرك جانحيك و تتنفس
هل تعلم ما معنى أنك تتنفس ؟
أنت تتنفس
لحظات السعادة هذه ليست طويلة الزمن، إنما قصيرة جداً تأتي مكافأة لك لتعوضك حرمان سنين
ترفعك عالياً
تُعرفك على قيمة جديدة لنفسك
تعالج جورحك وأوجاعك
تحررك من أثقال نفسية صدئة في جسمك وذكرياتك
تحرك ابتسامة شفافة صادقة من أعماقك نحوك
تستعيدك من مستنقع اليأس
تستعيدك من مستنقع الإحباط والخذلان
تجعل لعينك لصفاً جديداً، ألقاً جديد
لقد أنعشتك ونفخت في قلبك هواء السعادة وكأنه ميلادك الآن
لحظات السعادة تلك عمرها الزمني قصير تأتيك على ثلاثة مراحل ثم تختفي حيث لا عودة, فلا تفسدها بثرثرة عقلك
وتضارب أفكارك تحت سياط استعباد القفص لك
سياط القفص يَجلد سعادتك ويحافظ على نفسك ذليلة تحت قيوده, جسمك شبه فاقد للإحساس، بليد متخدر من ضربات السياط التي كلما غابت عنه يزحف راجياً القفص أن يجلده مجدداً, لقد أدّمن ذلك
السعادة هدية من الخالق، حافظ على طاقتها فيك, أنت ضمن القفص من المهد للحد, الهدية مرحلة فتحت لك الباب لتتنفس، فلا تبخس هذه المنحة قيمتها ربما تكون الفرصة الأخيرة لك تتنفس منها هواء الحرية خارج عبوديتك
إقرأ أيضاً
الرؤية الحقيقية لواقع الحياة و المثول لتعويض النعمات المباركة
الشعور بعدم الاستحقاق الذاتي كيف أتغلب عليه ؟
هرمون السعادة العجيب : الدوبامين، كيف نحصل عليه ؟