هل يمكن للمُتفائل والمُتشائم أن يكونا متوافقين ؟
معظمنا يعرف ما إذا كان متفائلاً أم متشائماً بطبيعته. لكن، ماذا لو كان شريكك عكسك تماماً؟ نرغب جميعًا في شريك يكون متوافقًا معنا ويستطيع تلبية احتياجاتنا والعكس صحيح، لكن هذا لا يعني أن يكون شريكنا نسخة طبق الأصل منا
في الواقع، قد لا تكون التشابهات دائمًا الوصفة الأمثل للحب، لذا إذا كنت قلقًا من أن العلاقة التي تجمع بين « إيجابيتين متضادتين » قد تواجه بعض التحديات، فلا داعي للقلق الشديد. عندما تجد الشخص المناسب، ستدرك أن اختلافاتكما قد تجعلكما أقوى كزوجين، حتى لو لم تكن نظرتكما للعالم واحدة
اقرأ المزيد لتتعرف على التفاؤل والتشاؤم، ومزايا وعيوب العلاقة بين المتفائلين والمتشائمين، وبعض النصائح للتعامل مع هذا النوع من العلاقات
١- توضيح صفات المتفائلين والمتشائمين
في « مقياس التفاؤل والتشاؤم »، يكون معظمنا أقرب إلى أحد الطرفين. تقول الدكتورة إيمي مارشال، عالمة النفس الإكلينيكية: « في تجربتي، معظم الناس ليسوا متفائلين أو متشائمين بنسبة 100% طوال الوقت، بل يميلون في الغالب نحو أحد الاتجاهين ». وتضيف: لكن الإفراط في أي من الاتجاهين يمكن أن يكون ضارًا
أ- المتفائلون
المتفائلون هم من النوع الذي يُنظر إلى « الكأس نصف ممتلئ ». وهم عمومًا يتميزون بالصفات التالية
الأمل : يمتلك المتفائل القدرة على التمسك بمشاعر الأمل حتى في مواجهة عدم اليقين
الثقة في تحسن الأمور : يستطيع المتفائلون رؤية الأوقات الصعبة كمجرد مؤقتة، ويؤمنون بأيام أفضل قادمة
رؤية التحديات كفرص للإبداع : المتفائل أقل عرضة لأن يثبطه التحدي، بل يعتبره فرصة لحل المشكلات بطرق إبداعية
التعلم من المشاكل : يقدر المتفائلون قدرتهم على التعلم والنمو بعد مواجهة المشاكل، بدلاً من اعتبار تلك المشاكل غير قابلة للتغيير ودائمة
ب- المتشائمون
بالمقابل، المتشائمون يميلون إلى رؤية « الكأس نصف فارغ » (أو كما يقول بعض المتشائمين الطريفين: « من شرب من كأسي! »). ويتميز المتشائمون بما يلي
توقع الأسوأ : يجد المتشائم صعوبة في الحفاظ على الأمل في الأوقات الصعبة، حيث يتوقع أن يسير كل شيء للأسوأ
الاعتقاد بصعوبة الأمور دومًا : يميل المتشائم إلى رؤية الأوضاع الصعبة كأمور غير قابلة للتغيير، وقد يواجه مشكلة في تخيل تحسن الأمور، وقد يرفض أو يجد مشكلات في أي حلول مقترحة
التأثر بالتحديات بشكل كبير : بدلاً من السعي الفوري لإيجاد حلول، يشعر المتشائمون بالإحباط من التحديات بشكل كبير
رؤية المشاكل كعوائق للنجاح : قد لا يتمكن المتشائم، أو يكون أقل قدرة، على تقدير كيفية مساعدته للنمو من خلال مواجهة المشاكل، وقد يواجه صعوبة في تقدير فائدة معالجة هذه المشاكل في المستقبل
ج- مزايا العلاقة بين المتفائل والمتشائم
الميزة الرئيسية للعلاقة بين المتفائل والمتشائم هي أن كلا الشريكين يمكن أن يوازن أحدهما الآخر. يمكن للمتفائل أن يعلم المتشائم كيف يحافظ على نظرة إيجابية أو متفائلة في مواجهة الصعوبات، بينما يمكن للمتشائم أن يُعلم المتفائل كيف يضبط توقعاته حتى لا يشعر بخيبة الأمل عندما لا تسير الأمور كما يتمنى أو يتوقع
توضح يولاندا رينتيريا، أخصائية العلاج الأسري : يمكن للمتشائمين أن يساعدوا شركاءهم ليكونوا أكثر واقعية أو يفكروا في المخاطر المحتملة، بينما يمكن للمتفائلين أن يساعدوا شركاءهم ليكونوا أكثر انفتاحًا وقبولاً للمجهول
في علاقة مثالية بين المتفائل والمتشائم، تكون هناك قوتان متوازنتان تعملان على الحفاظ على توازن إيجابي. وهذا يعني أن التوقعات ستكون أكثر واقعية بين الشريكين؛ حيث يعترف أحدهما بإمكانيات الوضع بينما يعترف الآخر بالعقبات
٢- عيوب العلاقة بين المتفائل والمتشائم
قد تأتي العلاقة بين المتفائل والمتشائم مع تحديات خاصة بها أيضًا. تقول رينتيريا : يمكن للديناميكية المستمرة بين الدفع والجذب أن تُرهق الشريكين، خاصة عندما يفشل كل منهما في قبول اختلافاتهما ويرغب في أن يكون الآخر مثله
يمكن للمتشائم أن يفسر نظرة شريكه على أنها « إيجابية سامة » – أي أن يكون دائمًا مرحًا بشكل مفرط عندما يكون من الأفضل أن يعترف بالجوانب السلبية للموقف، مثل تجاهل تحديات حقيقية مثل تشخيص صحي سيء، أو مشاكل مالية، أو مشاكل في العمل
بالمقابل، قد يرى المتفائل أن نظرة المتشائم على أنها قاتمة أو مصيرية – أي أنه لا يفتح المجال لاحتمالية حدوث أشياء جيدة أو تحسن الأمور في النهاية
يمكن أن تكون عملية اتخاذ القرارات وحل المشكلات صعبة أيضًا في العلاقة بين المتفائل والمتشائم، لأن كلا الطرفين يتعامل مع الوضع بطريقة مختلفة تمامًا
توضح الدكتورة مارشال أن التفاؤل المتطرف يمكن أن يكون خادعًا، حيث يرفض أحيانًا الاعتراف بأن بعض الأمور سيئة حقًا، بينما قد يكون من الصعب مع التشاؤم المتطرف العثور على أمل للمستقبل
هذه الاختلافات في معالجة المشكلات أو المواقف الصعبة يمكن أن تؤدي إلى الشعور بالاستياء إذا لم تتم مناقشتها أو التعامل معها
٣- استراتيجيات للتعامل مع العلاقة بين المتفائل والمتشائم
تقول مارشال: « التواصل دائمًا ». مثل أي علاقة، يكون التواصل هو الأساس
تشرح: إذا أصبح تشاؤم شريكك شديدًا، أخبره بأنك قلق من مستوى شعوره باليأس. بالمقابل، إذا كان تفاؤله يتحول إلى إيجابية سامة، أخبره بأنك تحتاج أحيانًا إلى مساحة للاعتراف بأن بعض الأمور سيئة
إن مناقشة اختلافاتكما في الرأي بشأن أي موقف قد ينشأ، سيجعل كلا الشريكين أكثر استعدادًا وقدرة على التعامل مع الموقف، مهما كان ما يحدث. كما أنه سيقلل من المفاجآت؛ لن تصاب بالصدمة من رد فعل شريكك عند التخطيط أو اتخاذ القرار
إن التعاطف والفهم هما أيضًا جزءان أساسيان عند التعامل مع العلاقة بين المتفائل والمتشائم
ينصح رينتيريا بأن : استمع إلى وجهة نظر شريكك، حتى لو لم توافق عليها
٤- ماذا تقول لشريكك؟
عندما تواجه مواقف صعبة – وهي أمور حتمية الحدوث – يمكن أن تساعدك بعض العبارات مثل
أعلم أنك تعتقد أن الأمور ستكون على ما يرام، لكنني أشعر بالقلق. هل أنت مستعد للاستماع إلى مخاوفي؟
أدرك أن هذا وضع صعب. هل يمكن أن تستمع إلى وجهة نظري عن سبب شعوري بالأمل؟
عدم افتراض أن شريكك يشعر أو يفكر بنفس الطريقة التي تشعر بها يساعدك على تفهمه
٥- ماذا لا تقول لشريكك ؟
يمكن أن يكون من الصعب التحلي بالصبر مع شريكك عندما يكون رد فعله تجاه الأمور مختلفًا. تجنب عبارات مثل
سيكون الأمر بخير
لا تقلق كثيرًا
لا أصدق أنك تشعر بهذه الطريقة
أنت مخطئ
التقليل من وجهة نظر شريكك يمكن أن يجعله يشعر بأن وجهة نظره غير صالحة. من المهم أن يتعرف كل منكما على صحة تجربة الآخر
أفكار أخيرة
قد تبدو العلاقة بين المتفائل والمتشائم متناقضة، لكن هذا النوع من العلاقات يمكن أن يكون ناجحًا للغاية. بينما قد تظهر التحديات والاختلافات في الرأي، فإن تعلم كيفية فهم واحترام ميول شريكك وآرائه يساعدك أنت وشريكك على بناء أساس قوي
إقرأ أيضاً
هل علاقتك مع شريكك متزنة ؟
طرق لتخفيف ألم « حب شخص » لا يمكنك أن تكون معه
هل شريكك يحبك ويضحّي بكل شيء من أجلك ؟ اختبار
اتبع هذه التعليمات قبل اتخاذ قرار الانفصال عن شريكك
طرق لخلق اتصال روحي مع شريكك