التامل الفلسفي : طريقة جديدة للتخلص من القلق

التامل الفلسفي : طريقة جديدة للتخلص من القلق

 

اذهاننا تسبب لنا العناء . و أحدى افضل الوسائل فى هذه الايام للتعامل مع اذهاننا هى التأمل فهو عبارة عن جلسات لتهدئه الافكار و تفريغ الذهن والتركيز على القليل من الاشياء الخارجية . مثل حفيف اوراق الاشجار او خرير المياه او ايقاف التفكير و لو للحظة لكى تستجمع طاقتك. و لكننا نريد ان نطرح بديل له او بالاحرى فكره مكملة ..لقد ابتكروا تقنيه لا تقوم على الفكر الشرقى أنما على الافكار التى تاتينا من التراث الفلسفى الغربى . ونحن نسميها بـ  » التأمل الفلسفى  » . و الفرضية الاساسية فى هذه التقنية هى أن الكثير من المشاكل تاتى من الافكار التى لم تُفكك و تُفحص و تواجهها بشكل لائق ولان الحياة تتحرك بسرعه و تتراكم الكثير من الافكار الغير مرغوب بها بشكل يومي, فالارق على سبيل المثال هو بالمختصر عباره عن انتقام الافكار التى لم نفكر بها خلال اليوم او بالاحرى نتجاهلها , فتولد الافكار المشوشة كهرباء ساكنة من القلق , او تثير سُحُبَآ من الحزن المبهم الغير مبرر

ان كنا منقطعين عن افكارنا لفترة طويلة فقد نصاب بغضب حاد او حتى مفاجئ . وهذا هو ما صُمم له تقنياتنا التامل الفلسفى, إنه اداة لتنقية اذهاننا بشكل منهجى و فهم المشاعر و الافكار التى سبق نكرانها من عقلنا

الاولوية الاولى الان هى تخصيص بعض الوقت ربما حوالى عشرين دقيقة على الاقل مرة كل بضعة أيام و فيها عليك الجلوس اذا أردت على المكتب فى الصباح او على السرير اخر المساء ثم احضر ورقه وقلم واستحضر عقلك الباطن مع مجموعه من الافكار التى تسبب لك الارق و القلق وأجعل استقصائك عن نفسك مرتكزا على ثلاثه اسئلة رئيسية

١- ما الذى اقلق حياله حاليأ ؟
٢- ما الذى استاء منه و من من ؟
٣- ما الذى يثيرنى و أطمح اليه حاليا ؟

فى البداية عندما يطلب منك الاجابة على اسئلة كهذة يميل ذهنك لان يكون عاجزا عن التعبير او يكون خائفا . عموما شئ ما قد يتبادر بداخل ذهنك ولكن غالبا لن تكون قادرا على تحديده و قد يكون صورة او كلمة او مكانا او حتى اسم شخص ما و لكن هذا لايهم, التقط هذه الافكار و حينما تظهر دون المبالغة فى التفكير ابدأ بكتابتها و مهما بدت صغيرة فلا تقلق كثير حول معناها او اهمياتها .. يمكن مقارنة التامل الفلسفى بخزانة ضخمة متزاحمة من الافكار و انت تأخذ كل كومة و تضع جميعها على السرير اولا ثم تبدا بترتيبها مجموعة وراء مجموعة

اذا هيا لنبدا بأول سؤال : ما الذى أقلق حياله حاليأ ؟

بعد الاجابة على هذا السؤال ربما تكون قد تراكمت قائمة بهموم لم يسبق لك مواجهتها ولكن قد لمحتها على مدار يومك و قد تكون اشياء تافهة بالنسبه لشخص اخر وربما بالنسبه اليك ايضأ ولكن استمر بجمعها ولا تتعمق الان فى ايا منها . مع كل الافكار المتراكمة التى استخلصتها من عقلك يجب الان ان تستعمل اداه دعونا نسميها باداه غربال الاسئله و دورها هو من اسمها و هى غربلة كل هذه الافكار و لكى تستعملها يجب ان تسال نفسك عده اسئله اخرى

ماسبب هذا القلق ؟

لا تخف احكى حكاية القلق التى تواجهها او التحدى القادم و بالتفصيل الممل ثم تواجه مع كل ما قد يسبب لك مشكلة. الان استخلص كيف يمكنك ان تبقى بخير حتى لو حدث الاسوء .. لا تشجع نفسك بتفاؤل زائف تعامل بأريحية مع أحلك الاحداث والاحتمالات ادرك ان كل شئ تقريبا يمكن النجاة منه فى النهاية .. ثم يحين الوقت للانتقال الى الجزء الثانى من التأمل الفلسفي

السوال الرئيسى التانى : ممن أنا مستاء و لماذا ؟

النظرية هنا هو اننا فى كثير من الاحيان لا نسمح لانفسنا بتحليل الاذيات التى نتعرض لها من قبل الاخرين لاننا حساسون تجاه النقد و نتظاهر باننا اقوياء جدا .. و على ذلك فاننا ندفع الثمن غاليا بسبب هذه الاذيات .. قد نصبح فاترين المشاعر مع شركائنا ( اصدقاء – افراد عائله – زوج/ة – او حتى شركاء العمل ) الذين نحن متضايقون منهم وذلك دون أن ندري .. لذلك افرغ خزانة ذهنك من كل اذياته المختلفة . خد كل ما قد كتبت و مرره من خلال اداة غربال الاسئله أعد لنفسك كل الحوادث المؤسفه التى واجهتك من انتقادات و احكام وغيرها وبقدر كبير من التفصيل كما لو كنت ترويها لصديق ودود جدا و مهتم .. ثم أسال : كيف يمكن لشخص جيد ان يصل لهذا الفعل الذى فعله بك هذا الشخص ان لم يكونوا لئيمين فعليا فما هى التفسيرات الاخرى الممكنه للاذيات التى تسببوا بها واخيرا اسال نفسك : اذا كان هذا سيحدث لصديق كيف كنت ستنصحه ؟

بعد ذلك يحين الوقت للسؤال الرئيسى الثالث : ما الذى يثيرنى و أطمح اليه حاليا ؟

الان افرغ خزانة ذهنك بكل هذه المشاعر و الافكار التى تتعلق بالطموح و الاثارة و كل هذه المشاعر الايجابية والان استعمل اداه غربال الاسئله و من ثم أبدا بسرد كل قصص الاثاره و السعاده و الطموح التى مررت بها او تود ان تمر بها بكل تفاصيلها الدقيقه ذلك وكانك تحكيها لصديق شغوف ومتعاطف و مهتم

الان و اخيرا هيا لتسال نفسك بعض الاسئله الاخيرة

ما الذى سيحدث ان غيرت حياتك ؟
ما الذى سيحدث ان حياتك كانت مشابهة لحياة شخص ما اخر ؟
ما الذى تراه فى نفسك لا تراه فى غيرك ؟
هل انت تعتقد ان كل شئ حدث سئ ؟

وبهذه الاسئله سيبدا عقلك بتفكيك الافكار المشوشة التى بداخله والتى بدورها تثقل اذهاننا نهارا و تشعرنا بالقلق ليلاً. يجب ان نعلم ان التأمل الفلسفى لا يحل المشاكل بشكل سحرى وانما يخلق الفرص لكى يجعل عقلك اكثر صراحة مع نفسه و يرتب نظام افكارنا .. حين تصبح المخاوف و المعارضات و الامال الزائفه سهلة المواجة نصبح اقل خوفا من ما تحتويه عقولنا ننمو اكثر هدوءا و اقل قلقاً و اكثر وضوحاً حول اتجاهاتنا فى الحياة ونبدأ بمعرفة انفسنا بشكل لائق

 

إقرأ أيضاً مرت ثلاث سنوات منذ بديت عادة التامل : تغير مزاجي 180درجة للافضل بالضغط هنا

إقرأ أيضاً هام جداً « التأمل » ماهو التأمل وما هو النوم !؟ بالضغط هنا

إقرأ أيضاً تجربتي مع التأمل : كيف بدأت ماذا شعرت, ما ينصح به و ما النتيجة التي حصلت عليها من ممارستي له ؟ بالضغط هنا

إقرأ أيضاً تأثير التأمل على الصحة والسعادة بالضغط هنا

إقرأ أيضاً الثيتا هيلينغ و كيفية عمله, مستوياته و نتائجه بالضغط هنا

إقرأ أيضاً الخيال و التأمل – العقل الباطن بالضغط هنا

إقرأ أيضاً 15 دقيقة تأمّل : مارسه يوميا لتركيز عقلي أعلى بالضغط هنا

إقرأ أيضاً ما هو الدّافع وراء التّأمّل ؟ تحليل نقدي و عميق من كريشنا مورتي بالضغط هنا

 

 

إسلام عاطف

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *