التبادل الطاقي و أثره على ظلم النفس

التبادل الطاقي و أثره على ظلم النفس

 

هل تريد أن تعرف لماذا إستحقيت الظلم ؟ هذا المقال يحتاج بعض العمق في التفكير. لقد خُلِق كل منا ليمر بتجربة فردية في هذه الحياه ليختبر كل أنواع الشعور المتاحه له بحرية و حسب إمكانياته المتاحه في هذه الحياه. كما أنه يختبر هذه التجربة بالتعاون مع آخرين يختبرون تجربتهم الخاصه أيضا و كل له دور في هذه التجربة و يلتقون في دائرة تسمى العلاقات, فهناك دور الاب و الام و الزوج و الحبيبه و الابن و الصديق و الأخ و ابن العم و زميل العمل… إلخ و لكن كي يحمينا و ينمي خالقنا هذه العلاقات أوجد خاصية التبادل الطاقي و المقايضه

كلما كان هناك سريان طاقي بين كل طرفين كلما قويت روابط العلاقه, و السريان بمعنى انسياب في كلا الاتجاهين
تخيل معي أنك تملك حديقة من التفاح و جارك يملك حديقة من البرتقال فقررتم أن ترسل له تفاحه فيرسل لك برتقاله
من أجل تنوع التذوق رغم ان كل منكم مستمتع بما لديه و رغم محبتك لصديقك فلنفترض انك ترسل تفاحه كل يوم و هو لا يرسل برتقاله, في البدايه ستتحمل يوم يومين و تعطيه العذر يوم يومين و تسأله فيتهرب يوم يومين. بم ستشعر حينها رغم محبتك له ؟ ستشعر بعدم تبادل يتبعها ضيق و ألم من صديقك و لكن ماذا لو استمريت في إرسال التفاحه كل يوم و قلت إنه صديق عمري ثم فوجئت أنه يتكلم مع احد الاصدقاء أنك بخيل, ما هو رد فعلك ؟ أكيد ستغضب و تشعر بالظلم. هل تود أن تعرف من الذي قام بالظلم ؟

فقط أنت. فقد ظلمت أهم شخص في هذه الحياه و هذه التجربة, لقد ظلمت نفسك عندما إختل الميزان و توقف السريان من اتجاه صديقك

كل ظلم تعتقد أنه وقع لك, أنت فقط من تسببت به, عدم فهمك لإصول اللعبه لا يعفيك من المسؤوليه, ظلمك لنفسك و ظنك أن هذا ما يسمى عطاء هو خاطئ شئت أم أبيت و صدقني لن أجادلك في ذلك فقد إختبرته الف مره

أحق و أهم شخص في الكون يجب أن تهتم لأمره أولا هو أنت ثم يأتي البقيه من فائض عطائك. علمونا أن ذلك يسمى أنانيه و حب ذات, علمونا أن كلمه أنا عيب و حرام, علمونا أن تعطي مما تحب قبل أن يعلمونا أنه إذا أعطيت من حصتك بدون أخذ في المقابل و ظلمت نفسك يقع عليك ظلم الآخر

أعط بسخاء من يعطي بسخاء و أمسك عن كل ممسك. في بيتي أنا أعطى حب و تحمل مسؤوليات و حمايه و قرارات حاسمه و زوجتي تعطي حب و إدارة و عاطفه و إهتمام

سريان طاقي مع أخي نتبادل المعلومات و نتشارك الاراء, يحمل عني هما فأحمل عنه هما يسعدني بموقف فأسعده بموقف

مع صديقي بالغربه, أنا أطبخ و هو ينظف و يغسل. أنا أساعده معنويا و هو يساعدني ماديا

حتى على نطاق شبكة وعي أو أي صفحة لمدرب, نحن ننفق المعلومات المجانية و المقالات اليومية و نساعد و الحمد لله الآف الأشخاص بنية صادقة و نحصل على معلومات أقيم أو أشخاص يشتركون بكورساتنا أو يتحدثون عنا بالخير لاصدقائهم أو ينشرون مقالاتنا بدورهم لنفع أشخاص آخرين

ذلك هو السريان و التبادل, أحب تشبيه هذا السريان بمشروب الشاي و الحليب فطعمه رائع إذا إمتزج بدقه. وضع شاي زياده على الحليب يغير الطعم , وضع حليب زياده على الشاي يغير الطعم, أتفق إذا اختلفت النسب قليلا و لكن إذا أراد الطرفان تذوق متعه المشروب فيجب على كل منهم ان يعطي و يأخذ بالتساوي اما إذا كنتم تملكون سعه فلينفق ذو سعه من سعته و لكن بدون ظلم للنفس

تأتيني أسئلة مثل لقد ظلمني زوجي, اقول لها قبل أن أعرف التكمله, إبحثي فيم ظلمت نفسك و أعطيتي بدون أخذ مقابل مره و اثنين و عشره

تقول أم إن أبنائي لا يسألون علي, أقول لها لأنك عودتيهم أن تعطي بلا مقابل بلا كلمه شكر و كأنه واجب عليك و كأنه حق مشروع لقد أصبحت متاحه موجوده

سأحكي موقف بسيط معتاد في بيتي مع أولادي و لنفترض أنني أحضرت لكل شخص قطعة جاتوه , كل شخص أكل قطعته ما عدا انا و زوجتي فيأتي إبني الكبير و يسألني أبي هل لي بجزء من قطعتك ؟ فأرد عليه بحزم شديد,ألم تأخذ مثلي؟ بالطبع لن أعطيك , بينما تقوم زوجتي بإقتطاع جزء من نصيبها و إعطاءه بل و تقول لي أنت تفضل ان تترك قطعتك حتى تفسد أمام أعينهم و لا تعطيهم

أقول لها لأني أعلمهم أن حقوقي خط أحمر, لا تتعود أن تظلمني بينما هم تعودو على اخذ كل ما في يد زوجتي بل و أصبح حق مكتسب بالاضافه أنه إذا لم تعط من نصيبها يمتعضون ويؤنبوها

كل علاقه, كل علاقه قائمه على التبادل أي خلل من طرف على حساب طرف يحق الظلم على من أعطى من حقه. إذا كنتي تحبي زوجك و دائما ما تهتمي لأمره و تسهري على راحته بينما انت بالنسبه له مجرد اداه بالبيت توقفي فورا اطلبي حقوقك في الاهتمام بنقاش ودي و لكن لا تسمحي بالأخذ فقط

أنا أشبه الأم و الزوجة التي تتفاني من أجل الغير ايا كانو أبنائها زوجها أهلها أقاربها, برغيف خبز تم وضعه للأسماك الصغيره فنهشت كل سمكه جزء صغير فتجمع باقي السمك حتى أكله كله. هكذا تنهش طاقتك و أنت تعتقدين أنه حب و إخلاص

صدقيني أنت أولا, إذا لم يكن هناك تبادل و تقدير و اخذ مقابل كل عطاء فسيستحق الظلم عليك. مهما كان حجم سعتك في العطاء بدون أخذ سيأتي يوم و تنفذ حتى لو كانت مثل جبل. لن أدخل في أي جدال مع كل من يعتقد غير ذلك, هذا رأيي من واقع خبرات و سماع مئات التجارب و وعي لعشرات الكتب, لك أن تأخذ به إن أعجبك أو تتركه لأنه ليس على هدى اي منكم, يجب أنت أولا أن تشاء الهدايه

دمتم في تبادل و سريان من وفره و حب

 

إقرأ أيضاً

من يستحق عطائك؟

الشخصيات السامة – 7 أنواع من الشخصيات التي يجب عليك تجنبها حتى تكون سعيدًا

كيف تحصل على أضعاف ما تقدم

 

 

عمرو أبو مازن

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *