الشعور بعدم الاستحقاق الذاتي كيف أتغلب عليه ؟

الشعور بعدم الاستحقاق الذاتي كيف أتغلب عليه ؟

 

إن أغلب المشكلات التي تحدث في حياتنا، تتعلق بـ الاستحقاق الذاتي ، و نظرتنا لأنفسنا، فشلك في الحصول على المال، في الزواج، في اجتياز مقابلة الوظيفة، في السعادة، كل هذا يتعلق بالاستحقاق الذاتي. جربي و اسألي نفسك سؤالًا هل فعلًا تستحقين أن تصلي للأهداف التي وضعتيها ؟ هل تستحقين أن تكوني في المكانة التي أصبحتِ فيها ؟ إن كانت الإجابة نعم فهنيئًا لك، أنتِ تتمتعين بسلام نفسي و استحقاق أروع سيجعل النجاح رفيقًا لكِ في الحياة، أما إن كانت الإجابة لا، فهذا المقال سيساعدكِ على تحقيق الاستحقاق الأروع

١- قانون الاستحقاق الذاتي

إن كل ما يحدث بالكون يحدث وفق قانون الاستحقاق ، فما أنت عليه هو ما تستحقه، و ما لم تحصل عليه هو ما لم تستحقه، فبمجرد توافق ذبذباتك الصادرة منك مع ما تريده تحصل عليه فورًا, أي انه بمجرد توافق هذه الذبذبات أصبحت شخص مستحق، و العكس صحيح أي أنه كانت الذبذبات الصادرة منك سلبًا، فهي تعرقل حصولك على ما تريد و تبدأ في عمل أفعال و سلوكيات لا إرادية تنطلق من اللاوعي، و يسمى هذا السلوك ب (التدمير الذاتي)

أنواع التدمير الذاتي : هناك نوعان من التدمير الذاتي

النوع الأول : هو ألا تصل لهدفك مهما فعلت من تمارين ومحاولات، وعندما تأتيك الفرص لا تقتنصها و تتركها تضيع منك, لأنك تفضل البقاء في دائرة الارتياح

النوع الثاني : هو أن تصل للهدف و تحصل عليه بالفعل، لكنك تقوم بتدمير كل ذلك لتعود إلى نقطة الصفر من جديد، و السبب في ذلك أن العقل الواعي للإنسان يرغب دائمًا في النجاح، و لكن العقل اللاواعي قد يكون لديه برمجة سلبية و معتقدات خاطئة تحول دون هذا النجاح، و العقل اللاواعي هنا يلعب دور القائد الذي يدير الأفكار و القرارات و الأهداف

إذن كيف تتكون دائرة الارتياح و كيف يتكون المعتقد السلبي، و كيف يحول كل ذلك بيني و بين تحقيق الهدف ؟

أي معتقد في الدنيا يبدأ بفكرة، و بعد تصديق الفكرة يصاحبها مشاعر و أحاسيس، و عندما تتجلى أي نتيجة سلبية يبدأ العقل في الانتباه، و يسأل نفسه عن سبب حدوث هذا الشيء السلبي؟ ثم يبدأ في شحن الفكرة بالشعور، و بعد شحنها و تكرارها أكثر من مرة يتكون ( المعتقد )، و تتم برمجته في العقل اللاواعي، و فور يحيط المعتقد شيء يسمى (برادايم)، وظيفته أن يحمي المعتقد في دائرة ارتياح

و طالما أنا أصدق هذا المعتقد، لا بد أن يتجلى في حياتي و أي شيء يحدث عكس ذلك, يظهر البراديم ليحمي المعتقد بقوة، و يظل يثبت طوال الوقت أن هذا المعتقد صحيح، و أنه حينما يحدث كذا لا بد أن يحدث كذا، و أن كذا يقصد به كذا، فالمعتقدات هي التي تحرك الإنسان دائمًا

إذا استطعنا كسر دائرة الحماية التي تحيط بالمعتقد السلبي و تخلصنا منه، و قمنا باستبداله بمعتقدات ايجابية، يتكون أيضًا براديم يحمي المعتقدات الإيجابية بمجرد تغيير الفكرة و الشعور المصاحب و تحطيم البرمجة القديمة التي نتجت عن تكوين هذا المعتقد. حينما تكثر المعتقدات السلبية تتكون تكتلات سلبية من الطاقة، تحيط بالهالة الموجودة حول الجسم ( الجسد الأثيري) و تصبح جاذبة للسلبيات، و بالتالي يحدث التدمير الذاتي

التحكم فى المعتقدات السلبية : عليكم أن تعرفوا أحبتي أننا نستطيع التحكم في كل فكرة سلبية قبل أن تتحول لمعتقد، و ذلك من خلال قانون التضاد و التوازن، أي نحاول أن نبحث عن الجزء الإيجابي في الفكرة السلبية و ننظر له و نفكر فيه، فحتى الشيء السلبي الذي يحدث لنا لا بد أن يكون له بعد إيجابي

٢- أعراض عدم الاستحقاق و التدمير الذاتي

هناك نسبة كبيرة جدًا من الناس لديهم عدم استحقاق و تدمير ذاتي، و لكنهم يتفاوتون في الدرجة و الموضوع، فهناك من يعاني من تدمير ذاتي في المال، أو تدمير ذاتي في العلاقات، تدمير ذاتي في الأهداف أو في جذب شريك الحياة، و ما إلى أخره، و من أعراض عدم الاستحقاق ما يلي

عدم الوصول للهدف رغم المحاولات الكثيرة و عمل التمارين

الوصول للهدف و تضييعه، و سأعطيكم مثال على ذلك كم كتاب كنت حريص على شرائه و لم تقرأه؟ كم مرة قمت بعمل دايت و بعد أن بدأت تخسر الوزن، عدت للأكل من جديد ؟

التسويف، أن تظل تؤجل أهدافك واحدًا تلو الأخر ظنًا أنك لن تستطيع الوصول إليها، هذا التسويف يؤثر عليك بالسلب و يزيد من تدميرك الذاتي

من أعراض عدم الاستحقاق أيضًا أن ترى أن الهدف كبير عليك، و أنك لن تستطيع الوصول إليه، و هذه فكرة سلبية ستخلق لديك عدم استحقاق، سيدنا سليمان عليه السلام حينما دعا ربه طلب ملكًا لا ينبغي لأحد من قبله أو بعده، وضع أمامه هدف كبير و بدأ يدعو به الله الواسع المقتدر

عقاب الذات أيضًا من الأشياء التي تخلق عدم الاستحقاق، كأن تظل تؤنب نفسك و ترى أنك مقصر و تفعل الذنوب و لا تستحق النجاح، و هذا بالطبع يدمرك ذاتيًا، لقد خلق الله سبحانه و تعالى البشر خطائين توابين، و من البديهي أن تخطئ لتتعلم و تتوب لله عز وجل، فلما تعاقب نفسك على فطرتك التي خلقت بها

٣- خطوات رفع الاستحقاق وزيادة الثقة بالنفس

ترتبط زيادة الاستحقاق ارتباطًا ايجابيًا مع حب الذات و الثقة بالنفس، فإن أحب الإنسان نفسه رأى أنه مستحق و ارتفعت ثقته بذاته، و تولدت لديه القدرة على النجاح و تحقيق الأهداف

و خطوات رفع الاستحقاق يمكن تنفيذها من خلال عمل بعض تمارين الاستحقاق

و التركيز على الايجابيات لأنك حينها ستعيش بايجابية، أما إن ركزت على السلبيات ستعيش بسلبية، وهنا لا بد من معرفة أسباب عدم الاستحقاق حتى نتمكن من رفعه و زيادة الثقة بالنفس

٤- أسباب التدمير الذاتي و عدم الاستحقاق

الأخذ بدون عطاء، فقد قال الله سبحانه وتعالى “لَن تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّىٰ تُنفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ ۚ وَمَا تُنفِقُوا مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ“، لذا إن أردنا الشعور بالاستحقاق لا بد أن نمنح هذا الشعور للغير

الحسد والحقد والغيرة من الأسباب القوية التي تجعل الإنسان غير مستحق لما يحصل عليه، قال: ” ولَا تَتَمَنَّوْا مَا فَضَّلَ اللَّهُ بِهِ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبُوا وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا اكْتَسَبْنَ وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا” ، فعندما يحسد الإنسان غيره يقل استحقاقه لأنه يستقبل مثل ما يرسل ، وحينما يربط أيضًا كل ما يحدث له بالحسد يقل استحقاقه

الحل هنا عمل تحصينات بأذكار الصباح والمساء وتناول السبع تمرات، وقراءة المعوذات فهي درع حماية رهيب يرد الحسد لصاحبه، ولا تقارن نفسك بغيرك لأن بصمة الإصبع تختلف لدى الشخص الواحد، لذا أي مقارنة لن تكون عادلة ولن تكون في صالحك

حينما تقول أن ما يحدث لك من سلبيات سببه أن الله يعاقبك، هذه كلمة كبيرة ومدمرة للذات ولعلاقتك بالله عز وجل، فعندما يصاب أحد بمرض خطير يقولون له استغفر الله فقد يكون هذا عقاب من الله، وهو أمر يتنافى مع قوله تعالى: وإذا مرضت فهو يشفين

الوقوع في دائرة السحر والأعمال والذهاب للمشايخ حتى تحل مشاكلك، أمر يزيد من عدم استحقاقك؛ لأنك حينها لن تفعل شيئًا وستنتظر الحل من الخارج. الصواب أن تصلح ذاتك وتركز مع نفسك، وحينها لن يستطيع أحد أن يضرك إلا إذا سمحت له أنت بذلك

عدم الصدق مع النفس والتظاهر بشيء ليس فيك، فيكون الظاهر غير الباطن سيخلق لديك إحساس بالدونية وعدم الاستحقاق، و كذلك عدم الصدق مع الآخرين

ربط كلمة الحمد لله مع كل مشكلة سلبية تحدث لك، فشكر الله وحمده شيء، والرضا بالمصائب شيء أخر، فالأصح أن تقول: “إنا لله وإنا إليه راجعون”، عند المصيبة وليس الحمد لله

أن تنكر نعمة الله سبحانه وتعالى، خوفًا من الحسد فتقول أنك تعبان أو مسكين، وأنت في خير حال، من الأفضل هنا إن لم تذكر النعمة، أن تصمت لأن الله سبحانه وتعالى قال: أما بنعمة ربك فحدث، فكن صادق وقل الحمد لله عند النعمة. أي إدعاء أو تمثيل يحدث معه عدم استحقاق

التحدث مع الذات بشكل سلبي، هناك إحصائية تم عملها بكلية الطب سان فرانسيسكو سنة 1986 أثبتت أن 70% من الحديث مع النفس يكون سلبي، وأن كثير من الأمراض تحدث بسبب ذلك ومنها قرحة المعدة

٥- كيفية رفع الاستحقاق الذاتي

إذن كيف أرفع استحقاقي الذاتي ؟ من ضمن طرق رفع الاستحقاق أن أسأل نفسي ما هي مميزات الوضع الحالي التي أريد أن أحتفظ بها، أو مما يحميني الوضع الحالي إن تغير، أو في حالة تحقيق الهدف ما المخاوف التي أشعر بها أو السلبيات التي أتخوف منها ؟

أقوى طاقة من الممكن أن تخرجك من البرمجة السلبية هي الطاقة الروحانية أي أن تقول أنا عبد القادر، أنا قادر، أنا أستطيع، وأن الله وهاب واسع، ف للكلمة التي تخرج منا لأنفسنا سحر كبير

 

إقرأ أيضاً

الاستحقاق : هل حقا نستحق ما يحدث لنا وكيف نغير ونعلي استحقاقنا
كيف ترفع استحقاقك ؟
ماذا يعني الاستحقاق؟

 

 

د. رشا رأفت

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *