العلاقة الزوجية : إضاءات رائعة بقلم د. عمرو بكر

العلاقة الزوجية : إضاءات رائعة بقلم د. عمرو بكر

 

 

إن شريك حياتك هو مكافئك وبدقه بالغه حتى ولو بدا لك غير ذلك، اذا كنت ترجو شريكا رائعا، كن رائعا

في اختيار شريك الحياة مثلا تجد أغلب المقبلين عليه في مجتمعاتنا يبحثون عن مواصفات عندما تتأملها تجدها عامة جدا ومحددة من قبل المجتمع سلفا (الشكل- الدخل- المستوى الاجتماعي- الوظيفة- الاستقامة…. الخ) وهذا بالطبع ليس بسيء ولكنه لا يضمن قيد أنملة نجاح الزواج بين الطرفين – ولا أعني بالنجاح هنا استمرار الحياة الزوجية ولكن السعادة فيها – والصحيح أن يعكف المرء أولا على فهم ذاته، فإذا فهم المرء نفسه عرف جيدا ماذا يحتاج ليسعد وعندها سيتمكن من وضع مصفوفة المعايير الذاتية التى يبحث على مرجعيتها عن الشريك المناسب، أتصور أن هذا المسلك قد يقدم بعض الضمانة للتفاهم والانسجام المستقبلي بين الطرفين

في اختيارك شريك العلاقة يجب أن تنطلق من المبدأ التالي: لا يوجد من يتفق وانحيازاتك العاطفية بالكلية, حتما ستعجبك فيه جوانب، ولا تعجبك فيه أخرى، هنا يلزمك استدعاء الميزان، ستعطي قيمة وزنية لكل جانب على حدا ثم تقوم بوضع كل الذي يعجبك على كفة وكل الذي لا يعجبك على الكفة الأخرى واذهب مع الراجحة، أو دعك من ذلك كله واذهب مع بصيرتك إذا كنت من ذوي البصائر، أما أسوأ اختيار تختاره هو أن تستدعي معايير المجتمع لتقييم شخص ما، هنا اعلم أن مستقبل علاقتك معه في خطر، وربما مستقبلك أنت شخصيا

لا تبن قراراً مصيرياً على إعجابك بثابت فأنت مجبول على التكيف.. كأن تقرر مثلا الزواج من شريك لمجرد إعجابك بحسن خلقته.. يوما ما سيفتر الإعجاب بالخلقة الثابتة نسبيا، والأفضل أن تراهن على إعجابك بما يتجدد فيه: الأفكار

لا يمكن وضع النساء جميعأً في سلة واحدة ولا الرجال جميعاً في سلة واحدة، ليس كل النساء تسعدهن الوردة الحمراء والكلمة الرقيقة والمواقف الشجاعة، بعضهن لا يفهمن سوى زجاجة العطر الفاخر والثوب ذي الماركة الشهيرة وسوار الذهب الثمين، كما ليس كل الرجال ماديين لا يدركون إلا كل ملموس، منهم من تأسره بنظرة حنان، والحياة بحاجة إلى كل هؤلاء

احذر المبالغة في اللجوء إلى شريكك عند كل مشكلة كبيرة وصغيرة تواجهها في دنياك، لأنه وإن أبدى كل المساندة لك والتفاعل معك فإنه مع الوقت سيربط لا واعيا بينك وبين القلق والتوتر والنفس لو تدري تميل لما يسعدها وتعزف عما يشقيها، فإذا كان لابد من هذا اللجوء المتكرر فعليك أن تعادل أثره السلبي على شريكك بما يسعده ويبهجه وإلا قد يحدث يوما ما لا يرضيك وعندها لا تلومن إلا نفسك

الزواج فوق سن الثلاثين ربما يمر في بدايته بفترة قلاقل وبعض الصدام بين الطرفين، ويرجع ذلك إلى

١. كلما تقدم المرء في العمر أصبح أكثر تشبثا ببرمجته الأولى وأقل قدرة على إجراء تعديلات بغية التعايش مع طرف آخر لاسيما جديد إلا إذا كانت برمجته الأولى تتمتع بالمرونة الكافية للقيام بذلك، وعليه يحتاج المرء إلى بعض الوقت حتى يتمكن من بلوغ التكيف المطلوب

٢. إن المرء إذا تجاوز الثلاثين يكون قد قضى فترة طويلة من حياته لم يكن في دائرة اهتمامه سوى نفسه فحسب – لا سيما إذا كان وحيد والديه أو عاش بمفرده لمدة طويلة قبل الزواج – ، وعليه يحتاج إلى بعض الوقت لاستيعاب فكرة وجود شريك له من المطلوب أن يتقاسم معه هذا الإهتمام

هنا أقول لكل من يمر بالتجربة المشار إليها أو في طريقه إلى المرور بها: صبرا جميلا

بعض الرجال يتغير سلوكهم فعليا في حضور زوجاتهم، تجدهم يتصرفون بحكمة ورزانة في مواقف حياتية بعينها، فيما يتصرفون برعونه وعنف في نفس المواقف حال حضور زوجاتهم فيها، يرجع ذلك إلى ظهور عنصر جديد في الحالة الثانية هو خشية الزوج من حكم زوجته عليه بالضعف والتخاذل وفقا للبرمجة التي يتلقاها الرجل الشرقي من مجتمعه بأن الرجل لا ينبغي أن يكون ضعيفا أمام زوجته، هنا ينضغط نفسيا في حضور الزوجة ويقوده عقله الإنفعالي في تلك اللحظات عوضا عن عقله التحليلي الذي هو رشده

قد تدفع المرأة ثمن العقد النفسية لدى زوجها تجاه أمه، ويدفع الرجل ثمن العقد النفسية لدى زوجته تجاه أبيها

التقمص العاطفي هو القدرة على رؤية العالم بعين الآخر.. عندما يكون تعاملك مع الاخر يهدف لفهمه بعمق وعندما تصل لهذا الفهم ستتقن فن الاقتراب

الحياة الزوجية الناجحة يلزمها شيء من غض الطرف

دائما إختر مكانا مختلفا للتصالح غير مكان الصراع، إن الروابط الذهنية الموجودة في الأخير تصعب المهمة، في الخلافات الزوجية مثلا حبذا لو تمت المفاهمة خارج المنزل، وحبذا أكثر لو كان المكان المختار تجمع الطرفين فيه ذكريات طيبة، يمكن تطبيق ذلك على علاقات العمل وسائر أنواع الخلاف

لا تبقِ على علاقة تشعر فيها دوما بمظلومية، سيدفعك ذلك إلى كل الشرور، إما تعدل موقفك أو تبتعد

كن رجلاً، ثم ابحث عن امرأة تبحث عن رجل

أن تسعد شريكك ليست معضلة، مجرد وجودك معه يسعده، شريطة الإنسجام

 

إقرأ أيضاً ماهو الفرق بين الحب والتعلق : مع إختبار لتقييم التعلق عندك بالضغط هنا

إقرأ أيضاً علامات التواصل الروحي بالضغط هنا

إقرأ أيضاً 5 وسائل تستطيع من خلالها إظهار الاهتمام و الحب لشريك حياتك بالضغط هنا

إقرأ أيضاً خطوات بناء علاقة ناضجة و دائمة مع شريكك بالضغط هنا

إقرأ أيضاً الحب الحقيقي : الحب الناضج بالضغط هنا

إقرأ أيضاً التجاذب بين الارواح بالضغط هنا

إقرأ أيضاً من يحبك بصدق ؟ بالضغط هنا

إقرأ أيضاً ما هو الحب الحقيقي الذي يدوم و يستمر بالضغط هنا

إقرأ أيضاً ما هي اعلى درجات الحب – شقيق الروح : (رائع جداً) بالضغط هنا

 

 

عمرو بكر

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *