النقاط العمياء : الفجوة بين نظرتك عن نفسك، و نظرة الآخرين عنك (أكثر من هام)

النقاط العمياء : الفجوة بين نظرتك عن نفسك، و نظرة الآخرين عنك (أكثر من هام)

 

هل تعرف شخص غضوب، ويحسب نفسه واسع الصدر ؟ هل تعرف ثقيل، ويحسب نفسه خفيف الظل ؟ انتبه, قد تكون ذلك الشخص، و أنت لا تدري. هذه الحالة تسمى: النقاط العمياء أي الفجوة بين نظرتك عن نفسك، ونظرة الآخرين عنك

في اختبار رخصة القيادة بدولة كندا كان لزاماً علينا وقتها تطبيق استراتيجية: (الكتف العميق) : عدم الاعتماد على المرآة الجانبية عند تبديل المسارات، والنظر بكامل الرأس جهة الكتف

لماذا كل هذا ؟

لأن هناك نقطة عمياء.. لا يمكن مشاهدتها من خلال الاعتماد على المرآة الجانبية فقط. بعيداً عن اختبار القيادة بكندا، و الذي كان الكثير من المبتعثين يرسبون في تطبيق استراتيجية « الكتف العميق »، و احترام خط المشاة, هناك في العلاقات الإنسانية نقاط عمياء موجودة من حولنا.. قد تكون مصدر تهديد لعلاقاتنا بل و مدمرة لها، ومع هذا نغفل عنها لأن زاوية الرؤية لدينا مشوشة

ما هي النقاط العمياء الشخصية ؟

كل واحد منا لديه فرضيات عن نفسه.. صورة ذهنية يرسمها عن شخصيته.. أسلوبه.. علاقته بالآخرين, هذه الصورة الذهنية الخاصة بك قد لا تكون متطابقة مع نظرة الآخرين عنك. الفجوة بين نظرتك عن نفسك، ونظرة الآخرين عنك هي ما يمكن تسميه النقاط العمياء

من الطرائف أنه لا يوجد شخص تقريباً على الكرة الأرضية قام بتسجيل صوته، والاستماع إليه ثم قال : طلع صوتي حلو
الجميع يتعجب من صوته. معقولة..هل هذا فعلاً صوتي؟ وكأننا نكتشف أصواتنا لأول مرة. النقاط العمياء ليست بعيدة عن صوتك الذي في رأسك شيء، و الموجود في الواقع شيء آخر

لا زلت أتذكر أحد الزملاء الأطباء حين قال لي مازحاً : متى آخر مرة رأيت فيها أنفك ؟ أنفي..كيف لا أراه وهو أمام عيني
للدماغ حيل للراحة..منها جعل الأنف في خلفية المشهد، وكأنه غير موجود

هناك أمور تنتقل إلى اللاواعي مع الوقت
جرّب الآن وركّز على أنفك. قد تتعجب أن هناك أنف ينتظرك هههه

قد تقول : بلا وجع راس.. عيش حياتك و لكن عدم معرفة النقاط العمياء في شخصيتك يعني ببساطة أنك حكمتَ على نفسك بأن تكون معصوب العينين في مكان تجهله، و عليك أن تلعب لعبةً لا تعرف قواعدها

انتبه.. إنّ الذكاء الخام لوحده لن يخدمك في التعامل مع الآخرين. ذكاؤك لنفسك, أخلاقك لغيرك

الكثير من المتاعب في علاقتك بالآخرين ترجع لسببين رئيسيين

١- الوثوقية الزائدة: ما أراه هو الحقيقة
٢- الانتقائية: الناس ترى ما تريد رؤيته فقط

مشكلة الشخص الواثق من نفسه بشكل مفرط، و الانتقائي في نظرته أنه عادةً ما يقع في إنكار المشاكل، و تجاهل الحلول , يعني طاير ومطفي الأنوار

السؤال المرعب في النقاط العمياء : كيف يمكنك أن تصلح شيئًا لا تعرف عنه شيئًا ؟

لك أن تتخيل أن الذي لا تراه هو الذي يؤثر على أدائك..علاقاتك. هناك توتر عام.. لا تعلم مصدره, و تزداد خطورة النقاط العمياء أنها ليست سلوك عرضي بل عادات و أنماط سلوكية تجذبنا إلى الخلف و نحن لا ندري

لدي قناعة بأن سبب ازدياد الغباء الاجتماعي عند شريحة غير قليلة من الجيل الرقمي يكمن في الاعتماد على الوسائط الإلكترونية في التواصل مع الآخرين، و التي أضعفت الكثير من المهارات الاجتماعية مثل التقمص العاطفي و التواصل البصري وقراءة الوجوه. والنتيجة: أطنان من النقاط العمياء

ماذا يحدث إذا أهملت النقاط العمياء ؟

ببساطة : تتراكم الأخطاء بصورة خفية حتى نصل إلى القشة التي قصمت ظهر البعير. تنهار علاقة فيستغرب البعض ,لم يكن الموقف يستدعي كل هذا , الانهيار يأتي من سلسلة من الإهمال اليومي (لفظي؛سلوكي) و مع التراكم تأتي اللحظة التي تقصم ظهر العلاقة

احذر : الجميع تقريباً لديه نقاط عمياء حتى الأذكياء والقادة. تحكي شارلوت بيرز عن نظريتها الخاصة في القيادة، و الذي يقوم على التمكين والتفهم و كيف أنها صدمت حين اكتشفت أن الموظفين يعبّرون في دوائرهم الخاصة بأن أسلوبها مدمر في القيادة و يقوم على التهديد

بالعموم يمكن تقسيم النقاط العمياء إلى نوعين

١- لفظي : كلمات تؤذي الآخرين، و نحن لا ندري أنها مؤذية

٢- سلوكي/جسدي : أسلوب في التعامل أو مظهر معين ينفر الآخرين منا

طبعاً هذا التقسيم يتعلق بـ نوع النقاط العمياء أما حجم النقاط العمياء فيختلف بحسب الشخص، و قوة العلاقة

من أوسع أبواب النقاط العمياء اللفظية : المزاح. البعض لا يفرق بين السخرية والمزاح, غريبٌ أمره..يتخذ من جلسائه فاكهة للضحك و التندر في المجالس ثم يستغرب : غريبة.. لماذا فلان متغيّر عليّ ؟

طبعاً المزاح يحتاج إلى سلسلة (ثريد) مستقلة بعنوان : و الله كنت أمزح: فن الإساءة للآخرين

لابد من التأكيد مرةً أخرى بأن النقاط العمياء في طبيعتها خفية..قد لا ينتبه لها الكثير من الناس إلا في وقت متأخر
حتى المزح، و الذي قد نظن بأنه وسيلة للهزل والتبسط قد يتحول عند البعض إلى طريقة غير مباشرة في التعبير و النصيحة المغطاة ببعض السكر. و صدق من قال : مزحة برزحة

حاول اكتشاف النقاط العمياء في أسلوب الإلقاء لديك : جرّب أن تجلس لوحدك، و تسجل نفسك فيديو أو مقطع صوتي و أنت تلقي لمدة ٥ دقائق لتكتشف الأهوال من اللزمات المتكررة عندك

آآآآ… آآآآ
يعني.. يعني
فاهمني.. فاهمني
معاي.. معاي
و غيرها من العجائب جميل أن تكشف نفسك لنفسك

تتجاوز النقاط العمياء في الإلقاء من الكلمات إلى تعابير الوجه, بعضنا يضبط مشاعره على المستوى اللفظي لكنه يفشل في ضبطها على صفحات وجهه, البعض يعرف ما يجب قوله لكنه لا يعرف كيف يقوله مثلاً: ينصح و وجهه متقزز. مشكلة النقاط العمياء أنها تنقل التركيز من المضمون إلى الأسلوب

من النقاط العمياء التي يغفل عنها البعض : النظافة العامة

لا تتوقع من شخص أن يتأثر كثيراً بحديثك مهما كان مضمونه رائعاً إذا كانت رائحة فمك كريهة. عذراً على الصراحة لكن هذه الجزئية بالذات لا تحتمل المجاملات, وما أصدق المثل الأفريقي : لا يستطيع الضبع أن يشم رائحته الكريهة

في صناعة الحوارات الذكية يعتبر المدخل المرحلة الأهم في بناء الحوار. البعض لديه نقاط عمياء في بناء حوارات جيدة
أهونها إضاعة المدخل في مواضيع مستهلكة كالطقس و غيرها من سوالف من لا سالفة له, و أسوأ من حوارات الطقس تلك التي تبدأ بـ

كأن وزنك زايد
كأن الشيب طلع
كأن بدأ فيك صلع

من النقاط العمياء : كثرة العتاب أو ما نسميه بـ التشرِّه. اللوم على كل شيء, قلّة الزيارة، والاتصال، و…و

لا تقل: أنا مختلف. قد تكون واحداً منهم, راجع العبارات التي تفتتح فيها اتصالاتك أو مقابلتك لأصحابك

وين النااااس ؟
كبر راسك علينا
من لقى أحبابه..نسى أصحابه

من النقاط العمياء : ثنائية التفكير إما هذا أو ذاك

تقول له

أنصحك بهذا الكتاب
يرد : لكن كتاب الله أهم

سقيا الماء
و ماذا عن الأيتام ؟

هناك برنامج للموهوبين
و ماذا عن متوسطي الذكاء ؟

عليك بالبيض
و ماذا عن الدجاج ؟

مدح شيء لا يعني ذم شيء آخر. عش بعقلية : هذا بالإضافة لذاك

تزداد النقاط العمياء عند التعامل مع أقرب الناس إليك بينما تقل مع الغرباء, هل تعرف لماذا ؟

لأننا نتعامل مع الأبعدين بـوعي أكثر. بينما نميل إلى التعامل بتلقائية زائدة كلما كانت الدائرة أقرب، و كأننا نطفئ زر الوعي

نصيحة : ضاعف الوعي مع من تحب و انتبه فلا توجد علاقات مضمونة

لا أعرف كيف خرجت هذه الكلمة
أتمنى لو كان بإمكاني سحب تلك الكلمة

احذر لحظة الاختطاف العاطفي. أن تتكلم دون تفكير. حين ترمي كلمةً جارحةً في وجه من تحب فأنت ببساطة تلقي بعلاقتك من الدور العاشر, من الصعب جداً تغيير رأيك في الطابق الخامس. فقط ترقب ارتطام العلاقة بالأرض

من النقاط العمياء : الحياة بـ عقلية الضحية

لن تتقدم في حياتك حتى تقتنع أن هناك آلاف الناس من حولك يشبهونك في نفس ظروفك بل ربما أسوأ منك. بنفس مستوى ذكاءك بل ربما أقل منك و مع كل هذا نجحوا. لن تتطور أبداً حتى تقتنع قناعةً تامة بأنك الأصل في هذه الحياة، و لست الاستثناء

من النقاط العمياء : عدم التفريق بين كثرة الحركة، والإنتاجية

يحكى أن رجلاً كان يذهب كل يوم إلى ميدان و يصرخ ويلَّوح بيده, رآه شرطي وسأله: ماذا تفعل ؟

رد : أطرد الزرافات
قال له : لكن لا يوجد زرافات هنا
رد : بالطبع, لأني أقوم بعملي بمهارة

احذر حياة المشغول بلا مهمة

فلان لم يعطيني و علان لم يتصل عليّ و فلتان لم يسأل عني وفلانة نسيت هدية تخرجي و…و…و

يا صديقي : من راقب الناس مات هماً. احرص على فك الارتباط بين سعادتك والآخرين, أنت السجين والسجّان, حين تحرر السجين فأنت تحرر السجان أيضاً

نصيحة : بدلاً من انتظار باقة ورد, ازرع حديقة

الناس ما عاد فيها خير

ما قصرت معه.. لكنه جحود.. ما يستاهل

حسافة تعبّت نفسي على الفاضي

من تجربة : افعل الخير دون توقع أي مقابل.. و سيأتيك أضعافه من المصادر الأقل توقعاً. افعل الخير وارمه في البحر سيرجع لك يوماً ما

كيف؟ متى؟ لا يهم.. يكفيك أن تفعل الصواب لأنه صواب

دائماً / أبداً / الجميع / لا أحد

من النقاط العمياء : الوثوقية الزائدة في الرأي والسلوك. مشكلة البعض أن تجربته لا تتجاوز ثلاث أو أربع تجارب سيئة في محيطه ثم يحاول إقناعك بأن هذه التجارب هي الدليل القاطع على أن الواقع سيء

انتبه : ليس أسوأ من السلبية إلا تعميم السلبية

في دراسة شيقة ٢٠١٦م قامت بها مؤسسة دايل كارنيجي صاحب الكتاب الأشهر على الإطلاق في تطوير الذات : كيف تؤثر على الآخرين و تكتسب الأصدقاء تقول هذه الدراسة, النقاط العمياء عند القادة تتركز حول أربعة محاور

١- ضعف إظهار التقدير للآخرين
٢- عدم الاعتراف بالخطأ
٣- ضعف الإنصات
٤- عدم الصدق مع النفس والآخرين

من النقاط العمياء : التعامل مع النصيحة، و كأنها لعبة تنس طاولة : رد النصيحة بنصيحة

تأتي إليه بنصيحة بأفضل أسلوب، و في أحسن توقيت فيرد عليك: و أنت كذلك فيك كذا وكذا، و في اليوم الفلاني فعلت كذا وكذا. لا تتعامل مع الآخرين، وكأنك في مبارة كرة قدم: إعاقة الخصم ثم الهجوم

من أسباب وجود « نقاط عمياء » لدى الكثير : معظم الناس يعتبرون أنفسهم فوق المتوسط (التحيز في مقابل التجرد) بمعنى أننا نميل إلى تقييم أنفسنا بصورة أعلى مما هي عليه في الحقيقة. و ما أصدق الحكمة الحجازية التي تقول سابت ابنها يصرخ وراحت تسكت ابن الجيران

كتاب: التفكير السريع والبطيء لدانيال كانمان الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد, أبدع الكاتب في تفكيك إشكالية التحيز المعرفي عن طريق فهم أنظمة تشغيل الدماغ

البصر قد ينخدع بالسراب و دماغك كذلك قد يخدعه بريق المعرفة الزائف
باختصار انتبه, عقلك قد يضربك في جدار أحياناً

من الكتب الجميلة في النقاط العمياء : كتاب النقطة العمياء: الانحياز الخفي للأشخاص الجيدين

يحاول المؤلفان و هما عالما نفس تفكيك أسباب التحيز، و كيفية إحداث انسجام بين النية والسلوك, هذا الكتاب قد يثير لديك الأسئلة أكثر من إعطائك إجابات لكنه في النهاية يضع نفسك في مواجهة نفسك. من النقاط العمياء, الشعور بأنك محور الكون، وشغل الناس الشاغل

قاعدة : ١٨ / ٤٠/ ٦٠

عندما يبلغ عمرك ١٨ سنة ستشعر بالقلق تجاه ما يعتقده الآخرين فيك و عندما تبلغ ٤٠ سنة لن تبالي بما يعتقده الآخرين فيك و عندما تبلغ ٦٠ سنة ستكتشف أن لا أحد كان يفكر فيك أصلاً.! كبِّر مخك

من النقاط العمياء : الوقوع في فخ الانفعالات الخدّاعة

انتبه! لا تتخذ قرار و أنت في حالة فرح شديد أو حزن شديد لأن فقدان هدوء العقل سيوقعك في فخ الارتباك، و الندم لاحقاً حين تذهب السكرة و تأتي الفكرة. إذا دخلت الانفعالات من الباب خرجت العقلانية من النافذة

يعتبر تحيز الارتساء أو التأثير البؤري من النقاط العمياء التي يصعب كشفها, تميل عقولنا إلى إعطاء وزن أكبر بصورة غير متكافئة للمعلومة التي ترد إلينا أولاً بمعنى أن المعلومة الأولى ترتكز في ذاكرتنا و تصبح نقطة مرجعية ندافع عنها بصورة لاواعية فقط لأنها المعلومة الأولى

من النقاط العمياء : الاستشهاد بالاستثناء

مثلاً : يقول لك أحدهم أعرف فلان عمره ٩٠ سنة، ولا زال يدخن وصحته جيدة! وهو استشهاد ساذج لا يختلف عن شخص يقول لك: فلان سقط من الدور الخامس، و لم يتهشم رأسه

احصائياً : تعميم الحالات الاستثنائية يعني ببساطة أن ترمي عقلك من الدور الخامس

لماذا لا يتأثر الناس بحديثي ؟
لماذا لا يحب الناس الجلوس معي ؟

كتاب إكتشف سر التواصل مع كل أنواع الشخصيات لمارك جلستون, يشدك من أذنك ليقول لك : فقط أنصت. التحدي في الإنصات, أن الكثير يظن نفسه منصت جيد، وهو من جنبها. الإنصات يتجاوز مجرد الصمت و البحلقة في المتحدث إلى فهم الدوافع و الرغبات و المشاعر الحقيقية للآخرين

كتاب : أسوأ عدو..أفضل معلم , هناك أشخاص مزعجون لن يرحلوا من حياتنا, لا مكان للهروب منهم, لا تجعل منهم مصدر تعاسة تجاوز الصبر عليهم إلى تقدير وجودهم. الكتاب ليس حالم أو مثالي كما قد تتصور, هو فقط ينقل أعداءك من حجرة قلبك إلى قاعة الدرس لتتعلم منهم نقاط ضعفك ومساحات التطوير

كتاب: فن اللامبالاة لعيش حياة تخالف المألوف لمارك مانسون, كتابٌ ظريفٌ يحاول أخذك في الاتجاه المعاكس لغالبية كتب تطوير الذات: لا تحاول, كن مخطئاً, اخفض معاييرك, كف عن الإيمان بنفسك, ابحث عن الألم. يدور الكتاب حول محاولة تعليمك كيف تخسر دون أن تشكل الخسارة مصدر قلق لك

كتاب : لا أعذار, في الغالب كلنا نعرف ما يتعيَّن علينا القيام به لكن لكل واحد منا قائمة أعذار, يتصالح بها مع تقصيره, البعض يلوم ظروفه..طفولته..مديره..إلخ هذا الكتاب يحاول هزّك من الداخل. اركل الوسادة، واعمل, في النهاية لا يمكن بناء النجاح على رمال الأعذار المتحركة

كتا: مصيدة التشتت لفرنسيس بووث , هذا الكتاب مرعب! إنه يكشف لك الجانب المظلم للتقنية و المهارات التي فقدناها بسبب التشتت الرقمي

القراءة الجادة
الاختلاء بالذات
الذاكرة و التركيز
النوم العميق
الإصغاء التام
بناء العلاقات

الخبر السار: لازال هناك فرصة لتأخذ عطلة رقمية، وتعيد شحن حياتك

لمن يسأل عن الصنارة التي تساعدك على صيد النقاط العمياء كتاب: الذكاء العاطفي لدانيال جولمان,برأيي أجملها بلا منازع. يتجاوز سطحية الكتب الأخرى التي تميل لإجابة السؤال السهل ماذا تفعل؟ إلى السؤال الأصعب كيف تفعله؟
يعيبه فقط استغراقه في علم المخ والأعصاب. قراءة ممتعة

من النقاط العمياء عند الأذكياء القفز إلى الأستاذية دون المرور على مرحلة التلمذة. حتى ولو كنت موهوباً في أمر من الأمور فأنت شخص عادي في كثير من الأمور الأخرى.

هذه الفرضية تضع قدمك على حقيقة, كلما ازددت علماً؛ ازددت علماً بجهلي. لا عذر في التوقف عن التعلم, تعلم أو تألم

خلاصة

لا تتعامل مع العقل على أنه آلة تحليلية بينما هو آلة لملء الفراغات. العقل كسول بطبعه، و يبحث عن أقصر الطرق و لذا فهو يميل عادةً إلى التعامل مع المعلومات الناقصة من خلال ملء الفراغات بالتجارب الماضية والحدس, يعني كبّر مخك, البشر ليسوا كائنات عقلانية بل معقلنة

إحذر دائماً من العَالَم الموازي : متهور.. يحاضر عن الشجاعة. بخيل.. يتباهى بالحرص. متردد.. يتبختر بالحكمة و غيرها

انتبه, قارن نفسك دائماً بالمعيار، و ليس الأشخاص. المعيار ثابت..الأشخاص متقلبون, احذر أن تكون صورة النجاح لا حقيقته. ناجحٌ في رأسك فقط

و أخيراً, لنتفق على أمرين

١- لا يوجد حل واحد يصلح للجميع : ما يصلح لي..قد لا يصلح لك

٢- لا يمكن بحال من الأحوال إلغاء كل النقاط العمياء : المجهول أكبر من المعلوم، و كل ما بأيدينا التقليل في العدد و التخفيف من الآثار

التدريب يساعدك على تجزئة المهارة الجديدة إلى مهارات أصغر, في النهاية لا يمكنك إدخال فيل كبير في الثلاجة إلا بعد تقطيعه إلى أجزاء صغيرة. لا تنتظر شخصاً يطرق عليك بابك، و يعدّد عليك نقاطك العمياء واحدةً تلو الأخرى, ابدأ بنفسك، و استعرض شريط يومياتك بالذات تلك المواقف التي استغربت فيها ردة فعل الآخرين. التحاور مع الذات أو الوعي الذاتي من أصعب المهارات لأنها انتقال بين الواعي واللاواعي, لكنها تستحق التجربة

 

إقرأ أيضاً اهم هل تتغيّر عندما تتجاوز الأربعين أو الخمسين ؟ مقال يستحق التأمل بالضغط هنا

إقرأ أيضاً اهم 7 مبادئ تعلمتها و التي ساعدتني في الحياة بالضغط هنا

إقرأ أيضاً أنت ما تُفكر به بالضغط هنا

إقرأ أيضاً طاقة التسامح مع تمرين للمسامحة بالضغط هنا

إقرأ أيضاً المرحلة الملكية فى حياة الانسان : (مريح جداً) بالضغط هنا

إقرأ أيضاً إدعم حياتك : النظم الخمسة للدعم بالضغط هنا

 

 

د. أحمد العجيري
توضيب و بقلم مجدي بشطبجي

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *