« انفصال ما بعد الصدمة »

« انفصال ما بعد الصدمة »

 

 

الحقيقة دة أسم أنا اخترعته 
فكرته أن الانسان لما بيكون في حالة صدمة و بيبقى متوقع رد فعل معين من أقرب الأشخاص اليه و مش بيلاقيه – سواء كان مقصود أو لأ – بيحس بمشاعر انفصال و نفور عقلي و جسدي من الشخص دة ممكن تؤدي إلى إنهاء العلاقة للأبد
و اللي خلاني أفكر في الموضوع دة و أحاول أفهم أسبابه هو إني اتعرضت لموقف مشابه
كنت في حالة صدمة أو أزمة كبيرة و توقعت من صديقتي المقربة إنها تكون أول واحدة تقف جانبي ،
الحقيقة إنها مقدرتش لظروف أنا عارفاها كويس
بس بالرغم من إني عارفاها لقيت نفسي رافضاها تماما،
مش قادرة أكلمها أو أقرب منها
فجأة كل الحاجات الحلوة اللى بينا بقت باهتة و مش مهمة
و كل المواقف الصغيرة اللى ظهر فيها أي اختلاف بقت هي اللى ظاهرة بقوة
و كأن فيه قوة جبرية داخل عقلي بتدفعني لإنهاء العلاقة
مع أن تفكيري المنطقي مش موافق على القرار دة
حاولت أفهم الأسباب و توصلت للتالي؛
أول حاجة معنى كلمة « صدمة »
الصدمة ملهاش تعريف محدد لأن كل واحد و ليه الأسباب اللى ممكن تخليه يقول أنه في حالة صدمة غير التاني
على حسب تكوينه النفسي و خبراته و قناعاته،
ممكن حد تكون الصدمة بالنسباله موت أحد الوالدين أو المقربين
ممكن حد تاني الصدمة بالنسباله إنه يفقد شغله أو فلوسه
ممكن حد تالت انه يتعرض للخيانة من حد قريب ليه أو يصاب بمرض
فالحدث اللى ادى للصدمة مش هو المهم على أد ما شعوري ناحيته هو اللى بيفرق
الشعور دة عبارة عن حالة من الخوف و القلق تفوق قدرة الجسم على التكيف معاها بحيث يشعر أن حياته أصبحت في خطر – سواء كان دة حقيقي أو لأ – المهم أن هو حاسس بكدة و مصدقه
و هنا بيكون جهازه العصبي في حالة استنفار و بيتم تفعيل غريزة البقاء في أعلى صورة ليها
بيتم تنشيط أماكن في المخ مسؤلة عن توقع الخطر و الاستجابة السريعة له
و كمان المكان اللي مسؤل عن تكوين الخبرات و تخزينها بحيث اى ذاكرة انفعالية بتتحفظ فيه للأبد
المشاعر بتعلم فى المخ و كأنها ختم اتحفر و عمل ندبة نفسية مش ممكن تتنسي
و الآلية دي ربنا خلقها علشان الانسان البدائي يتعلم أسباب الخطر و مينسهاش علشان تزيد فرصته في النجاة داخل بيئته المليئة بالتحديات
و في نفس الوقت بيقل عمل الفص الأمامي من المخ المسؤل عن التفكير المنطقي و حل المشكلات .
و دة معناه ان العقل في الوقت دة بيكون حساس جدا للمثيرات الخارجية و بيخزن كل المشاعر اللي حس بيها بدقة،
اللى يطبطب عليه و يخليه يحس ببعض لحظات الأمان و الراحة ، مخه يسجل الإحساس و يكون إرتباط شرطي بين الشخص دة و الأمان
حتى لو الأنسان دة ظهر منه بعد كدة إساءات و أذى و أستغلال ، مخه مش بيعرف يفك الرابط دة لأن الرابط الأول هو اللى اتسجل
و علشان يبرر مشاعره الغير منطقية ، بيمنطق الواقع على حسب كيميا جسمه
يعني يدى مبررات للشخص المؤذي و ينكر تصرفاته المؤذية و يعمل نفسه مش شايفها و يلوم نفسه في المقابل
أصله لو معملش كدة هيحس انه مجنون
أصل إزاي يكون حد بيؤذيه و هو شايفه مصدر للامان !
القصة كلها أن الشخص دة بيكون دخل حياته في فترة أزمة أو خوف شديد و اداله شوية طبطبة و حنية
و هو عقله ما صدق و خزن المشاعر دي و مش قادر ينساها ابدا و أصبحت سجن لأرادته فيما بعد و دة اللى بيطلقو عليه أسم ال « trauma bonding  » أو » رابط الصدمة »
اما عن « انفصال الصدمة » فالعكس بيحصل،
في وقت استنفار الجهاز العصبي للمثيرات نتيجة الخطر المُدرك ، بيتم تخزين أحساس الخُذلان اللى بيشعر بيه الأنسان لما يحتاج دعم و مواجدة من أقرب الناس اليه و ميلاقيهاش
كل الأسباب و المبررات المنطقية في الوقت دة بتتلاشى و بيتحول أحساس الخُذلان لاحساس بالغضب و النفور و الرفض
بيتخزن الإحساس دة و كأنه ختم بيفضل مرتبط بالشخص دة،
ختم مكتوب عليه ان وجوده مرتبط بالألم و الغضب و الخُذلان
و مهما حاول الشخص دة بعد كدة إنه يبقى كويس ، الإحساس الاولاني مش بيروح
و نفس الفلتر “filter “ بيتكون على الإدراك علشان يمنطق المشاعر
ذاكرة انتقائية بيتنسي فيها كل اللحظات الحلوة و تتكبر فيها كل لحظات الاختلاف و الألم
علشان في النهاية يتم إنهاء العلاقة اللى أصبحت مرهقة جدًا لجهازه العصبي
الكلام دة بكتبه علشان علاقات كتير اتدمرت بسبب موقف واحد مؤلم ، و مكنتش تستاهل انها تنتهي ،
لحظات ممكن يكون حصل فيها ظروف عند الطرف الاخر أو سوء تواصل أو حتى خطأ بشري و سوء تقدير
أدت الى إنهيار علاقات و ما يعقبها من خسائر نفسية و اجتماعية و أسرية
و في نفس الوقت علاقات كتير مستمرة و هي في الأصل علاقات مؤذية تُهدر الطاقة و تستنزف الروح و المفروض يتم انهائها لكنها مستمرة تحت غطاء ذلك الرابط العجيب  » رابط الصدمة  » و بيتقال عليها حب !
فلما تلاقي نفسك في حالة صدمة أو لسة خارج منها أوعي تاخد أي قرار أو تصدق ادراكك في الوقت دة
لأن اللى شغال عندك هو العقل البدائي اللى مشاعره متطرفه و لا يتبع المنطق
و بعد ما تهدى و تخرج منها ابدأ في طلب الدعم للتخلص من الآثار اللى سببتها الصدمة جوة دماغك و تشيل الاختام اللي حطيتها على البشر
علشان متقعش في فخ علاقات غير مناسبة
أو تنهي علاقات مناسبة
و ترجع لعقل الراشد اللى مش بيحركه مشاعره و كيميا جسمه أنما بيحركه تفكيره المنطقي السليم .
لو حسيت إنك وقعت في الفخ دة قبل كدة
اوعي تلوم نفسك أو تزعل على اللي راح منك و تقول يا ريتني كنت عرفت الكلام دة بدري
أقفل على الصفحات اللى انتهت و ابدأ بعقل جديد بيشوف الواقع كما هو من غير فلاتر مشوهة
مرحلة النضج ليها وقتها و مفيش حاجة ممكن تحصل قبل اوانها المهم إنك تكون واثق إنه حتى لو باقي في عمرك يوم واحد، عيشه صح و أنت شايف الواقع كما هو بدون قيود من سجن العقل
« اللهم ارزقنا ان نرى العالم كما هو و ليس كما نريد أن نراه « 
و احب أختم بقول الإمام علي ابن ابي طالب
« أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما »

 

إقرأ أيضاً الفرق بين الحب والأعجاب والعلاقة الجنسية والاحتياج النفسي بالضغط هنا

إقرأ أيضاً كيف تتخلص من علاقات الحب الفاشلة بالضغط هنا

إقرأ أيضاً هل أنت ضحية الإبتزاز العاطفي ؟ بالضغط هنا

 

 

 

رانيه_مصطفى_محمود
شيل_الفلتر
فتح_عقلك

1 réflexion sur “« انفصال ما بعد الصدمة »”

  1. Thanks to the team who ever make it to this example of the phenomenon we always see in relationship broken and fake friendship also fragile family society of this era and how bad people and illuminaty society had used it against our will like a piece of chess.🤗🤗🤗

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *