سيكولوجية الشخص المتعلق : من عمق التجارب الواقعية

سيكولوجية الشخص المتعلق : من عمق التجارب الواقعية

 

من عمق التجارب الواقعية وبمنتهى الحب والصدق والامانة والحكمة اكتب

كيف تعرف انك اكبر ام المنصب او الوظيفة ..؟

اذا شعرت بفرحة غامرة عندما جلست على كرسي المنصب لاول مرة من وصولك اليه فتأكد ان المنصب اكبر منك وبالتالي ستتعلق به وبالتالي ستصبح العوبة في يد من يتحكمون فيه,و غالباً ستدوس على العاملين تحت قيادتك اذا شعرت ولو بتهديد وهمي من زواله

الحقيقة لو ادركت انك اعظم من اي منصب لان فيك من روح الله وهو القادر على جعلك تستحق اعظم المناصب ستهدأ وبالتالي لن تشعر بتهديد او خوف من فقدانه.و بالتالي ستكون متزن في فعلك وردود أفعالك التي ستصدر عن ثقة واتزان و محبة و ليس خوف و اضطراب و تعلق

انتبه من تعلقك بالمنصب او الوظيفة لانك بذلك ستعيش حياة مضطربة ومتعبة وغالباً ستفقد هذا المنصب بسبب تعلقك وخوفك الشديد من فقده. لان الخوف طاقة سلبية وهي في العمق سوء ظن بالله و اللي بيخاف من العفريت بيطلعله : جذب ظروف ومواقف واحداث واشخاص تتسبب لك بطريقة غير متوقعة اشبه بالسحر لتفقد وظيفتك او منصبك, لذلك انتبه من اي مشاعر متطرفة في الاتجاه الإيجابي او السلبي لانها حطب الازمات والاضطرابات والمصائب والكوارث الى اخره من الحرائق النفسية

تأكد ان فرحتك الزائدة وتعلقك الزائد بالمنصب هو في العمق عدم استحقاق وهذه رسالة للقدر مفادها هذا الكرسي اكبر مني وبالتالي انا لا استحقه وهنا ستجذب كل ما يجعلك على تردد التهديد من فقده الى ان تفقده. و ان لم تفقده ستظل معذب من خوفك على فقدانه وبالتالي فقده افضل الف مرة من ان تعيش متعلق ومتعذب بمنصب سيكون سبباً في شقائك

تعلم ان ترفع من درجة استحقاقك في العمق حتى لا تفرح جداً فيحدث تطرف في طاقة المشاعر اللي بيزيد عن حده بينقلب لضده و هنا ستنعكس الفرحة الزائدة الى تعاسة زائدة.و المثال الذي أتذكره الان عن العادة المصرية والعربية بصفة عامة والتي تجسد ما اقصده ان العرب تعودوا على الحزن حتى اصبح برنامج في العقل الباطن يولد لهم مشاعر بمشاعر النكد بشكل آلي وتلقائي وهنا ان شعروا بالفرح سيكون شعور الفرح مضاااااااعف جداً لانه شعور مستحدث لديهم ( محدث نعمة) و بالتالي يحدث تطرف في المشاعر بفرحة زائد ويحضرني مثل هنا يجسد ما اقصده من التطرف في المشاعر وارتباطه بقلة الاستحقاق :الكحكة في ايد اليتيم عجبة

حيث انهم في العمق يشعرون انهم لا يستحقون هذه الفرحة وبالتالي يحدث خلل في المشاعر من شدة الفرحة يجعلها تتطرف في الاتجاه الايجابي المتطرف وهو ما اسميه الفخ الشيطاني يستدعي القوى المعاكسة كرد فعل طاقي للتطرف فتعود بنفس الصدمة للاتجاه المعكاس فقمة الفرحة تصبح قمة التعاسة

التوازن لتعيد لهم الحزن حتى يحدث توازن للعالم الطبيعي الذي تم برمجته على مشاعر النكد و من هنا ظهرت المقولة التي تقال تلقائياً في حالة الفرحة او الضحك الذي يخرج من القلب ( اللهم اجعله خير) لانهم في العمق مبرمجين على العبوس والنكد وبالتالي اي شعور بالضحك والفرحة هو شعور مستحدث وبالتالي مستحدث النعمة تجده دائماً يخفيها عن الأنظار خوفاً من الحسد ويتعلق بها جداً و هنا سيفسد فرحته بها من حرصه الزائد من الحفاظ عاليها وخوفه العميق من ان يفقدها و بالتالي ستجد مثلا المستحدث النعمة السلبي بالمال يشكوا من الديون ليخزي العين كما يقولون بالعامية

المدهش ان الخوف من الحسد هو سوء ظن بالله وكذلك هو احساس في العمق بعدم الاستحقاق. فالأطفال الذين تربوا في عائلات غنية جداً نفسياً ومادياً لن تجدهم يلقون اهتمام بالحسد لان اموالهم تزيد بشكل تلقائي, و لان الشبعان لا يتعلق بالطعام لن يخشى من فقدانه. ان المحروم او الجائع هو الذي دائماً ما تجده يتعلق والتعلق في العمق عدم استحقاق حيث سيشعر المحروم انه لا يستحق ما وصل اليه. فيتعلق به فيعلق به فيخشى فقدانه رغم انه مصدر معاناته كمن يمسك النار ويخاف ان يتركها كي لا تحرقه, و بالتالي يتحول لمريض بمصدر تعلقه الذي يخشى فقدانه رغم شدة انه يؤذيه نفسياً فيجد انه فجر أمنه وسلامه الداخلي ونسف كل فرص السعادة التي تحاصره من كل تجاه ولكن اضطرابه يمنعه بالاستمتاع بها لانه على عكس ترددها

وعدم الاستحقاق رسالة للقدر ان ما تمتلكه هو اكبر منك وبالتالي ستصغر أمامه فيكون فعلك ورد فعلك منفعل و غير واثق و غير متوازن وهنا ستتحول لشخص سيء جداً عندما تشعر بتهديد وقد تتحول لوحش ينهش من تظنه يفكر ان يبعدك عن هذا المنصب الذي هو في الاصل لا قيمة له ان لم تكن اكبر منه. لان مشاعر النقص التي تسكنك هي ديناميت يفجر لك أمنك واستقرارك اذن يغور المنصب الذي يدمر سلامك وأمتك الداخلي فالجنة مشاعر طيبة تسكنك وليس منصب او مكانة او مكان فاخر تسكنه وتشب فيه نيران امنك وسلامك الداخلي, و العلاج هو رفع درجة استحقاقك بثقتك بالله وانك عظيم بالفطرة لان فيك من روح الله لذلك لن تغريك عظمة خارجك لانك ادركت ان اي عظمة خارجك هي فخ لصفعة قوية لاعادتك لعظمة الله فيك. و هنا سيصغر المنصب وهنا ستعلوا عليه وهنا ستتحكم فيه بثقة و اترزان و بالتالي ستشعر بسلام و اطمئنان و محبة و ستتندهش ان المكانة او الوظيفة او المنصب او حتى الهدف او الحلم اصبح هو الذي يعلق بك لانك في غنى نفسي عنه فأصبحت اغنى منه و بالتالي طاقة غناك ستجذب ترددها وقد لا تنتبه لها لانك ترتشف فنجان بهجتك في شرفة سلامك الداخلي

الجميل هنا انك ستصبح محبوب ممن هم تحت إدارتك بل حتى من يرؤسوك لن يتلاعبون بك لانك في الاصل غير متعلق بالمنصب بالبلدي كده
(مش فارقة معاك بوعي)
وده اعلى درجات الاستحقاق لانك اصبحت مالك للمنصب وليس المنصب هو الذي يملكك وبالتالي انت من ستتحكم فيه بعد ان كان هو الذي يتلاعب بك. المنصب هنا مجرد مثال فقد يكون التعلق بالمال بأشياء بأشخاص بالسمعة بكلام الناس الى اخره, لذلك التعلق من وجه نظري يكشف لك العمق النفسي الناقص فيك حتى تقوم بإشباعه وهنا لن تتعلق ابداً اذا أصلحت الخلل : الجوع النفسي او الحرمان من خلال اشباعه بالتفكير الايجابي وهنا ستصبح شبعان نفسياً وبالتالي لن يتحكم فيك مغريات الخارج مهما كان حجمها وتأثيرها

فالشبعان يا صديقي لا يغريه ولا يتلاعب به الطعام و بالتالي لن يستطيع الطعام أي المغريات الخارجية التلاعب بك مرة اخرى لانك اصبحت شبعان نفسياً لذلك ستجذب مزيدا من الشب والشبعى بعدما كنت تجذب في الم مزيدا من الجوع والجوعى

دمتم بوعي فالوعي كالماء يحيي كل شيء كان يبدو انه على قيد الحياة

 

إقرأ أيضاً علاج التعلق المرضى بشخص بالضغط هنا

إقرأ إستراتيجيات التخلص من التعلق بالضغط هنا

إقرأ أيضاً ماهو الفرق بين الحب والتعلق : مع إختبار لتقييم التعلق عندك بالضغط هنا

إقرأ أيضاً التعلق بالأشخاص وفقدان الشعور بالقيمة بالضغط هنا

إقرأ أيضاً ما هو الحب الحقيقي الذي يدوم و يستمر بالضغط هنا

إقرأ أيضاً كيف أفك التعلق أو الإرتباط ؟ بالضغط هنا

إقرأ أيضاً لماذا تسجننا العلاقات السامة بالضغط هنا

إقرأ أيضاً كلام في التعلق والارتباط بالضغط هنا

 

 

عبد الحكيم العجمي

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *