فهم الامراض الروحية : مكافحتها و علاجها

فهم الامراض الروحية : مكافحتها و علاجها

 

هنالك علاقة واضحة ما بين الطاقة الحيوية التي خلقها الله للإنسان وما بين التحديات والصعوبات اليومية التي تواجهه في حياته الدنيوية وفي الواقع المادي، عند حدوث اختلال في توازن هذه الطاقة يحدث المرض والمتاعب للإنسان. لا نستطيع ان نحيط احاطة تامة في مقال واحد حول هذا الموضوع الضخم (الطاقة الروحية للإنسان) ولكن سوف نتطرق عن بعض الحقائق كقطرة من محيط الحقائق الكونية الإلهية التي كوشف بها أولياء الله في هذه الطريقة المباركة. حول تأثير الطاقة الروحية على الواقع المادي (الفيزيائي الملموس) للإنسان، وكيفية حدوث المرض الروحي عند حدوث اختلال او انعدام لهذا التوازن الحيوي في الجسم

١- استهداف العدو لنا لإخضاعنا، يتم من خلال معرفته بنقاط ضعفنا لمهاجمتنا من خلالها

في هذا العالم الدنيوي هنالك الكثير من الناس ذو النزعة المادية (الذين لا يؤمنون ولا يصدقون الا بما تراه اعينهم او تسمعه اذانهم وحواسهم المادية من ظاهر الحياة الدنيا)، يستغربون وينكرون أيضا ان هنالك روح وهنالك عوالم وكيانات غيبية لها تأثير واضح وملموس على عالم الشهادة الدنيوي وعلى وجودهم وحيواتهم اليومية أيضا

ولكن من الضروري ان نفهم كمثال توضيحي، في هذا العالم المادي الدنيوي عندما يدخل الى حلبة الملاكمة الرياضيون من اجل المباراة، فان الملاكم المحترف المتدرب بشكل ممتاز يبحث اولا عن عيوب ونقاط ضعف خصمه من اجل ان يهاجمه من خلالها. فمثلا يراقب ان ركبته ضعيفة فينقض عليها بالضربات حتى يستنزف خصمه وينهكه وهكذا يتم اخضاعه والانتصار عليه. نعم، ربما تتسأل هذا واضح ومنطقي ولا شك فيه، ماذا تعتقد عن عوالمك الغيبية وعن الابعاد ما وراء المادة هل هنالك شيء من هذا القبيل او ما يعرف بالمجاهدة الروحية

قاعدة: الطاقة السلبية بطبيعتها تحب ان تنجذب الى الطاقة الايجابية, أحيانا ولأننا نعيش في زمان فقدان المعرفة الحقة لا نطلق على الأشياء مسمياتها الحقيقية، فقط من اجل التوضيح وسهولة وصول المعلومة الى المتلقي والقارئ، لأنه ان اخبرتهم عن حقيقة هذه الطاقة السلبية سوف تتهمك الناس بانك شخص خرافي رجعي متخلف

نعود الى موضوع طبيعة الطاقة السلبية في انها تنجذب الى الطاقة الإيجابية. لذلك يستغرب بعض السالكون لهذه الطريقة الروحية الممارسين للفرائض اولا والأذكار والنوافل والصلوات على سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم ، انه عندما ابتدأوا في هذه الطريقة انهالت وهجمت عليهم المشاكل والطاقة السلبية من كل صوب وحدب ، تذكيرا لهم يقول حضرة الشيخ : عندما تريد كسالك روحي ومريد لطريق الحق الوصول فيجب عليك ان تتعلم كيف تكسب الطاقة الإيجابية وأيضا كيف تحافظ عليها ، لأنك سوف تكون كفريسة سهلة المنال لقطاع الطريق السلبيين، اذا قمت بالأذكار والصلوات والاوراد وحصلت على وارد الطاقة الإيجابية ومن ثم فقدتها لأنك لا تعلم ان هنالك كيانات سلبية يطلق عليها ( الطاقة السلبية ) تريد ان تتغذى وتسلبك هذا الغذاء الروحي القويم . تذكر انت في هذا العالم المادي في صراع وكفاح يومي وتذكر مثال الملاكم المحترف الذي يريد ان ينهك خصمه، فلا تكون مكشوف الثغرات والعورات واحكم نقاط ضعفك

٢- الكيانات الطاقية السلبية تبحث عن نقاط الضعف والعجز لدينا لتهاجمنا

كيف تحاربنا هذه الكيانات (الكائنات) الطاقية السلبية ؟

انها تبحث عن نقاط الضعف الخاصة بكل انسان على كافة المستويات العقلية والنفسية والجسدية. لذلك إذا علمت هذه الطاقات السلبية ان لديك نقطة ضعف على مستوى العقل كالوسوسة والتردد والشك تبدأ في مهاجمتك وسوف يزداد المرض استفحالا على هذا المستوى، تذكر أنك ما تزال في حلبة الملاكمة طالما تعيش في هذا العالم المادي وهنالك من يريد ان يسلبك ما تملك

نعم ان هذه الكيانات السلبية الطاقية ليست جديدة في هذا العالم بل هي مخلوقة منذ زمن وجود هذا العالم وتتوالد باستمرار طالما هنالك ابن ادم هنالك عدوه وهو الشيطان، نعم انها الشياطين

إذا كما ان الجسد يمرض ويعتل فالروح التي تؤثر على النفس تمرض وتعتل أيضا، وكأي مرض فهنالك دواء، فلا تستغرب ان هنالك دواء روحي ومرض روحي وطبيب روحي أيضا. فانت في هذا العالم للمحافظة على هذه الأمانة عليك ان تأخذ دوائك الروحي الموصوف لك من الشيخ المربي المأذون له بوصف هذه الوصفات الا وهي الاوراد والاذكار وليس بشكل عشوائي من اجل محاربة هذه الطاقات السلبية والشفاء منها، ومتابعة المسيرة بتحصين وحماية

٣- عند انهيار جهاز الدفاع الخاص بنا يتسبب ذلك في حدوث المرض

إذا أدركنا ان هنالك امراض روحية تستهدفنا كبشر وتستهدف إيماننا وتحدث لنا المتاعب والمزيد من الصعوبات في الحياة، نفهم أننا في مجاهدة روحية يومية، وان هنالك عدو وكيانات وكائنات طاقية سلبية تستهدفنا لأمراضنا ولهدم دفاعنا وايماننا واخراجنا من حالة الطمأنينة والسلام الى حالة المرض والشقاء

من المهم ايضا ان نعلم انه عندما نكون في حالة الطمأنينة نكون اقوياء جدا ولدينا صحة وطاقة ايجابية عالية وبالتالي انتصارات على هذه الكائنات المتطفلة السارقة لسعادتنا وصحتنا

من الواضح ان الامر ليس بهذه البساطة ايضا لان هذه الكيانات السلبية الطاقية لديها خبرة عميقة في النفس البشرية ومداخلها وعيوب البشر ، تبدأ هذه المعركة على مستوى الذهن والعقل حيث تعمل هذه الكائنات على احداث اصوات ملتبسة بصوتك بهيئة ( افكار داخلية ) فيختلط عليك الامر ، حيث ان هذه الكيانات تفتقر الى الشكل المادي والعنصر ، وتحاول استخدام الذهن والنفس كمركبة لتنفيذ مرادها من خلال الوسوسة والتلاعب في الافكار ، وتختار هذه الطاقات السلبية الوسوسات بطريقة ذكية جدا لتستهدف نقاط ضعفك ومخاوفك وهواجسك لتزيد الخوف والشك والعجز لإحداث اكبر شلل وتدمير داخلي ممكن فيصبح الجسد عاجز عن الحركة السليمة القويمة متخبط ، لأنه اي الشخص المصاب يفكر انه هذه نفسي ولا يعلم انه يتم الوسوسة له وبصوته اي بأفكاره الداخلية وخواطره فيفقده توازنه وتسرق طاقته الايجابية في مرحلة حرق الاعصاب واهدار الوقت والخوف فتنمو وتزداد مثل الطفيليات على هذا الجسد المصاب (القلب والنفس المصابة)

من هنا تأتي اهمية التربية الروحية وطريق التزكية النفسية من اجل تدريب السالك على مقاومة هذه الكيانات والحفاظ على عقله وقلبه وروحه لأداء مهمته على اكمل وجه في هذا العالم

٤- تسعى هذه الطاقات السلبية الى اخافتنا واعاقتنا عن بلوغ اهدافنا

لقد قلنا انه عندما يتم ممارسة جلسة التفكر والمراقبة والرابطة الروحية ، يتوجب على السالك اولا ان يعمل على تصفية دماغه واطفائه من جميع الافكار للوصل الى صفر افكار . يقول حضرة الشيخ لهذا السبب لا يستطع اغلب الناس ممارسة جلسة تفكر ناجحة لانهم ببساطة لا يستطيعون ايقاف افكارهم . وهذا ايضا ينتج من انهم لا يريدون ان يجلسوا مع انفسهم ، لانهم ببساطة لا يحبوا انفسهم ، فكيف تريد من شخص لا يحب نفسه ان يجلس مع نفسه ليراقبها . يضيف حضرة الشيخ متسألا كيف يمكن لانسان لا يحب نفسه ان يحب الاخرين ، بل من العجيب جدا ان يتوقع من لا يحب نفسه ان يحبه الاخرين ؟؟؟ اذن التغيير الفعلي يبدا من الداخل من هذه النفس واكتشافها واكتشاف من يتلاعب بها ، لذلك جلسة التفكر تعتبر من اهم وابسط ادوات التزكية والتربية الروحية لانه من خلال هذه الجلسة يتمرن السال على مراقبة نفسه واكتشاف عيوبه وفيحدث عند السالك وعي وادارك ضروري بنقاط ضعفه و ان من هنا يأتيك العدو فاحذرهم

يقول حضرة الشيخ نورجان عن اهمية جلسات الخلوة ( جلسة التفكر والتأمل العميق المعزولة عن كل شيء الا نفس السالك والمريد ) ، حيث على الانسان عموما ان يحضر لهذه الجلسة ويقعد ويتأمل ويتبصر في نفسه ويراقبها ويراقب الوساوس ولا يهرب منهم . من علامات نجاح الجلسة للمبتدئين ان هنالك طاقة غريبة تحاول بكل ما وسعها ان تمنعك من فقط الجلوس لعمل هذه الجلسة بشتى الطرق ويلاحظ الممارس لجلسة التفكر انه عندما يغمض العينين ويراقب ويبقى مستحضر تركيزه وجالس تبدئ تظهر صور بشعة ( مثل الكابوس ووجه بشعة وشياطين مختلفة الاشكال والالوان ، احيانا عقارب ، افاعي) رغم وعيه بانه يتفكر في جلسة

عليك ان تعلم انه سوف يتم مهاجمتك في البداية اثناء جلسات التفكر بقوة لانك ببساطة تحاول ان تستعيد السيطرة على نفسك وذاتك وهذا يزعجهم لهذه الطاقات السلبية الطفيلية التي تتغذى عليك وتستخدم عقلك ونفسك كاداة لتنفيذ مراداتها ، وتجلب لك التعاسة والشقاء. لا تخف واستجمع قواك وانهض انهم يحاولون اخافتك

٥- عليك ان تسيطر على عقلك وجميع منافذ المعلومات والحواس الى عقلك

عليك ان تضبط عقلك وتسيطر عليه بالتدريبات والتمرين وان لا تتركه لهذه الكيانات السلبية بان تخبر نفسك بكل حزم وثقة بان هذه الوسواس والمخاوف والهواجس لا شيء، لاشيء، حرفيا بكل معنى الكلمة وبكل ما اوتيت من قوة ان لا تستسلم لها بان تدرك ان ليس لها تأثير الا اذا انت استمعت وصدقت ان لها تأثير فهنا تسلب ارادتك ويصبح لديها تدمير حقيقي عليك

أيضا عليك متابعة اذكارك وصلواتك على النبي سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم اما بلسانك او على هاتفك المتنقل تستمع اليها وان تتخيل وتستحضر نفسك امام الروضة المشرفة في المدينة المنورة، اما بان تضع صورتها امامك او ان تغمض عينيك حتى تنتقل الى الصورة الذهنية (بعد التدريبات تحصل هذه الملكة) وترى نفسك هنالك وان لم ترى شيء فهذا ليس مهم كثيرا، المهم ان تستحضر وتشعر انك انتقلت بروحك الى هنالك ولا تكن ماديا فقط تريد ان ترى، وايضا استحضر بقلبك وبكل تركيز ممكن وبدعاء يا ربي اجمعني واجعلني بحضرة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم

كل شيء يحصل بالتدريبات أيضا في مجال العقل والسيطرة عليه تحصل بالترويض وفهم ميكانيزميات واليات هجوم هذه الكيانات الطاقية السلبية والوسواس لتقاومها

٦- عليك ان تتعلم كيف تتعايش مع الصعاب والابتلاءات في حياتك اليومية

ان الله عز وجل خلق هذه الحياة وجعل فيها الابتلاءات لحكمة بالغة، عليك ان تعلم ان الكمال لله الخالق عز وجل وحده فقط عدا ذلك فهو مخلوق ضعيف ولديه نقاط ضعف وهو مبتلى بها، احدى هذه الابتلاءات هي ان تصاب في هذه الوسواس ويأذن لها ان تهاجم راسك ودماغك وتخوفك وتذعرك، ووظيفتك تتلخص في ان تأخذ هذا الدواء (المحافظة على الفروض والوضوء وأداء النوافل والاوراد والاذكار المطلوبة والصلوات على النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم.. الخ) ، أي ان الابتلاء موجود ومخلوق ومنهج اجتياز الابتلاء أيضا موجود ومخلوق ، المرض والدواء كذلك والطبيب أيضا ( الشيخ المربي ) ، العزة والنصر دائما لله عز وجل وما دون الله فهو كادح اليه في معاناة وصراع . لا تكن ساذج وتحسب ان القضية فقط خذ الدواء وسوف تشفى، بل تعلم ان تتعايش مع الصراع وتكن حذرا يقظا لنقاط ضعفك لانك طالما انك على قيد الحياة هنالك ابتلاءات وهنالك ادوية حسب كل نوع ما يناسبه

٧- تعلم كيف تتحكم في مخاوفك وكيف تقلب (تحوّل) هذه المخاوف النسبية الى نقاط قوة إيجابية

عليك أن تتعلم كيف تتحكم وتسيطر على عقلك وان تفهم كيف تتم هذه الوسوسات وما هو هدفها وغايتها التدميرية ، وأثناء جلسة التفكر مع العزلة وتخلية وتصفية الافكار عليك ان تدرب نفسك كيف تتحكم بمخاوفك وان هذه الصور والرؤى للكيانات الطاقية السلبية التي تظهر أثناء تمرينات التفكر وإغماض العينين ما هي إلا الفزاعة والكابوس ، وتسأل نفسك ماذا سيفعلون لي هل سيلطمونني على وجهي هل سيخرجون من ذهني الى عالمي المادي ويضربوني بشكل مباشر … لا .. إذن لن اصدقهم ولن اتبعهم ولن اخاف منهم … بل هم ابتلاء وامتحان من الله عز وجل وإن أحسنت الفهم واخذ الدواء سينقلبون الى كيانات طاقية ايجابية وملائكة تحميني بدل ان تهاجمني وارتفع بذلك درجة في سلم المعرفة وتصبح طاقتي أكثر ايجابية. تذكر الشيطان يدعو الى الفقر والسلبية والدمار والكفر، والله تعالى خلق الملائكة يدعون الإنسان إلى كل خير ورحمة وبركة

قاعدة : إذا كان العقل قوي ومتين ومدرب، تحاول الطاقات السلبية مهاجمة الجسد بشكل مباشر, اذا تم ضبط العقل بشكل صحيح والسيطرة على الوسوسات واغلاق منافذ الشياطين والطاقات السلبية الى العقل باصوات وافكار واليات تم التعرف عليها ، يبدا عمل الانسان من مجال القلب وهذا مصدر وعي اعمق بكثير من العقل ، الان عند بلوغ هذه المرحلة سوف يتم محاولة مهاجمة الانسان المتدرب بجلسات التفكر الممارس للنوافل والعبادات والاذكار المحصن بالادوية المتابع لشيخه المربي ، سوف يتم مهاجمة جسده وعالمه المادي ، تذكر انك ما دام انت على قيد الحياة وتتنفس هنالك ابتلاءات وهنالك خصم وانت في حلبة الملاكمة وخصمك يبحث عن نقاط ضعفك لينقض عليك والان العقل محمي ، القلب يعمل بكفاءة ، الجسد عرضة للاصابة لذلك يمكن ان ترى ان الاشخاص ذو القلب الطيب والروحانيين بطبيعتهم يعانون عندما يصابون بجرح بقوة اكثر من الشخص العادي الغافل او عند حدوث مرض جسدي لان هذه الطاقات السلبية تنتظر اي منفذ وكل شيء محصن وهي تحتاج لثغرة في جهاز الدفاع فتدخل في لحظة العجز والضعف الجسدي ويكون الالم مكثف في تلك المنطقة

٨- الاضمحلال (التحلل) هي عملية سببها امتصاص الكيانات الطاقية السلبية لطاقة الحياة الروحانية من الانسان

لتفهم هذه الحقيقة، ما عليك الا ان تلاحظ كيف تتعفن قطعة الخبز وتتحلل إذا بقيت في البيئة الخارجية دون حفظ. لقد خلق الله عز وجل الظلمات والنور والملائكة والشياطين، والطاقات السلبية هي من الكائنات المخلوقة ومن ضمنهم الشياطين وبعض انواع الجن، ويحاولون دائما التطفل والتغذي ومشاركة ابن ادم في رزقه، حيث انهم يحصلون على غذائهم من خلال تنفسهم وتحركهم كالريح واي غذاء مكشوف او غير مغطى امامهم فيكون عرضة لأنفاسهم وبالتالي لتحلل وتعفن هذا الغذاء وفساده وهكذا يبقون على قيد الحياة. اي ان رزقهم هو اصطياد والتسلط والتطفل على الطاقة الحيوية الايجابية وكل شيء صالح وبإفسادهم يحصل استرزاقهم ونموهم ويكون على حساب الانسان فيتدمر ويهلك ويصبح اداة لهم. اي ان هذه الكيانات الطاقية السلبية الشيطانية لا تأكل كما يأكل الانسان بل انها تنفث وتتنفس بطريقة حقن وسحب وتحلل وتعفن الضحية المستهدفة

لهذا كانت النصائح والسنة النبوية من النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم دائما بتغطية الاوعية والطعام والانية للمشروبات المكشوفة، حتى لا تصاب بهذه الكيانات السلبية التي تنفث في رزق الإنسان فتفسده وتجري به مجرى الدم في العروق، فيتوجب على كل شخص ان يعمل جاهدا على تغطية جميع الاوعية قبل النوم وعدم ترك الطعام او الشراب مكشوف للهواء حتى لا تسممه هذه الكائنات المفسدة، وايضا ذكر اسم الله والتسمية دائما قبل الطعام والشرب. وهذا كله من الحقائق التي علمها لنا النبي صلى الله عليه وسلم وجاء بها دين الإسلام عن طبيعة هذا الخلق والطاقات المختلفة لمنع ضررها على الإنسان

٩- من علامات هجوم الكائنات السلبية الطاقية على جسد الإنسان هي الحكة المستمرة لمنطقة القدم

عندما تحاول هذه الكيانات الطاقية السلبية التموضع حول قدمك سوف تشعر بشعور حكة قوية او حرقة في الجلد. بعض الناس يجدون اظافرهم متعفنة ومتآكلة بسبب شدة هذه الطاقات السلبية ومحورها في تلك الاماكن حول القدم والاصابع. عليك دائما ان لا تنسى أنك تمشي بجسدك ولديك قلب به نور، وتمشي بقدميك على مملكة الشيطان الارضية. عندما اهبط الشيطان على هذه الارض بنى مملكته الباطلة. وعندما جاء الحق فان الباطل سوف يزهق ويضمحل لان الباطل لا يختلط ابدا بالحق، وهكذا كأزلية حتمية سوف لن يتعايشان مع بعض وسوف يعمل الحق على طرد هذا الباطل وسوف يحاول الباطل العودة ولكن الحق منتصر وقادر على هزيمة الباطل لان الباطل جعله الله عز وجل زهوقا اي زائل كمصير ولن يدوم الباطل مهما طال

وَ قُلْ جَآءَالْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَطِلُ، إِنَّ الْبَطِلَ كَانَ زَهُوقًا ﴿٨١)

١٠- نبوءات آخر الزمان: الموت الاحمر والموت الابيض

انطلاقا من هذا الفهم للمرض الروحي وفقدان الايمان وعلاقتهما بالطاقة السلبية والهجوم المستمر على مصادر الطاقات الايجابية الغير محمية نستطيع ان ندرك بعض علامات اخر الزمان. كما سبق وذكرنا ان هذه الكيانات الشيطانية السلبية تحاول باستمرار البحث عن نقاط ضعف عند الانسان من اجل ان تسرق وتسلبه طاقة حياته الروحية الإيجابية التي تحمل الطمأنينة والأمان والسعادة له لتنهك وتصرع الانسان ويتحول الى تعيس شقي واداة لتنفيذ أغراضها المفسدة

ماذا سيحدث في آخر الزمان؟ الموت الاحمر والموت الابيض

في الفترة الزمنية ما قبل ظهور سيدنا مهدي عليه السلام، يوضح الامام علي بن ابي طالب عليه السلام في هذا الحديث عن ان الموت الاحمر هو كثرة الحروب والمعارك في اخر الزمان وهذه العلامة واضحة لا شك فيها، والموت الابيض كثرة الاوبئة والجوائح والطاعون (اي مرض معدي بشكل عام على مستوى الكرة الارضية) وموت الفجأة.

“قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ إمَامْ عَلِي اِبْنُ أَبِي طَالِبٍ عَلَيْهِ اَلسَلاَمْ: “بَيْنَ يَدَيْ اَلْقَائِمِ مَوْتٌ أَحْمَرْ وَمَوْتٌ أَبْيَضْ. فَأَمَّا اَلْمَوْتُ الْأَحْمَرْ فَبِالسَّيفْ وَأَمَّا الْمَوْتُ الْأَبْيَضْ فَبِالْطَاعُونْ

[اَلْمَصْدَرْ: اَلنُّعْمَانِيَّ ص٢٨٦]

١١- الطاقة السلبية (الكيان الشيطاني) تريد ان تتحكم في جسد الإنسان وتستحوذ عليه وتستخدمه كأداة لتنفيذ افسادها

لكن لماذا ؟ سبق وذكرنا أن هذه المخلوقات الشريرة السلبية ، لها استقطاب سلبي بمعنى ان طبيعتها تحكم عليها ان تعيش مفسدة وتبحث عن مجال حيوي كالإنسان لكي تمارس قدرتها بشكل كامل ، فهي لا تريد ان تقضي عليه بشكل كامل بل تريد ان تستغل القدرات والملكات التي وهبها الله عز وجل للإنسان مستخلفا اياه بها مثل السمع والبصر والحركة ، حيث تريد هذه الطاقات السلبية الشيطانية ان تستحوذ على هذه الملكات وتستخدمها لمنفعتها فتفسد الانسان وتفسد المحيطين به لانه مستحوذ عليه لا يقود نفسه بنفس بل هنالك من يقود هذه الملكات ويسخرها لصالحه وهكذا تعتاش هذه الكائنات الطاقية السلبية

اذن هي ليست كائنات ذات شكل مختص بها بل هي طاقة سلبية حرة توجد في اماكن مختلفة وهياكل متعددة رغم قدرتها الفائقة الذي خلقها الله عز وجل بها لحكمة بالغة، الا انها تفتقر الى الشكل المادي لأنها تفتقر الى باقي العناصر الطبيعة (الماء والهواء والتراب)، افتقاره الى العناصر لإنفاذ ارادتها يجعل من الانسان ونقاط ضعفه هدف لها حيث تريد ان تستخدم عناصره وملكاته وقدراته في اهدافها الخاصة المفسدة

فهي تستعبد الانسان الغير واعي والغير محمي من هذه الطاقات السلبية، تستعبده وتستخدم ملكاته ضده وهذا الانسان المغفل يحسب انه هو نفسه مسيطر على نفسه ولا يعلم من يقوده. وحيث ان هذه الطاقات السلبية مفسدة وشيطانية فهي تريد الافساد بالأرض ونشر الامراض والتكاثر باي شكل فتدفع المركبة (الانسان المستحوذ المسخر لها بملكاته المغيب عن وعيه وذاته الحقيقية) وحين ذلك يختلط صنفين شياطين الانس بالجن ولا يتفرق أحدهم عن الاخر والانسان المستحوذ عليه يعتقد انه هذه نفسي، في الواقع هو متلاعب به ومستغل منهم

مثل هذه المقاربة يمكن فهمها ايضا في الفايروسات وطريقة انتشارها حيث ان الفايروس ليس كائن حي مجرد طاقة معلومة تحتاج الى هيكل وعناصر الخلية البكتيرية كوسيط اولي، حيث ان الفايروس معلومة وليس لديه أجهزة وأعضاء وتحتاج لوسيط خلوي من اجل اختراق الانسان وخلاياه ثم تتحور هذه المعلومة في الشيفرة الوراثية الانسانية وتخرج بروتينات معطوبة وتقتحم جهاز المناعة وتقضي عليه من الداخل

لذلك احيانا ترى بعض سلوكيات البشر مقززة للغاية وتدعوا للاستغراب أهذا حقا انسان؟؟ ام مسخ ام ماذا من يتصرف من وراء هذا الدماغ ؟

١٢- أول ما يستهدف الشيطان هو الهجوم على التنفس عند الانسان، لان التنفس من القدرات الإلهية الموهوبة للإنسان

من وسائل إنهاك الخصم الشيطانية بطاقتهم السلبية هي ارسال المرض لبني ادم لإضعاف قدرتهم. سبحان الله، كيف يرينا الله ان هذا الشيطان يحاول الهجوم باي طريقة على نفس الرحمة المتمثل في شجرة الحياة (الرئتين مع الشعب الهوائية) من خلالها يتنفس الانسان ويحصل على الطاقة اللازمة لتحليل العمليات الحيوية في جسده. يستهدف الشيطان هذا المدخل ليدمره، تدمير نفس الرحمة، تدمير رئتين الانسان، تدمير شجره حياته التنفسية وهي كمقاربه لشجرة السدر، وكمقاربة كونية أعمق ايضا أعظم موقع ومقام انساني وجودي وصل له الانسان الكامل وهو سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم في رحلة الاسراء والمعراج، كإشارة واضحة انه من يعصي الشيطان فقد اطاع الرحمان وبلغ كماله المعد له ولكم في رسول الله صلى الله عليه وسلم اسوة حسنة

اول ما يستهدف اذن الشيطان بطاقته السلبية هي الرئتين لاستهداف نفس الحياة الممد للإنسان بقدرات الهيه ليستطيع ان يعيش ويحيى، فيحاول الشيطان ان يغوى الانسان ان يدخن السجائر او الاراجيل وايضا نفس اليه عمل الفيروسات في إنهاك الجهاز التنفسي اولا ثم باقي الجسد، لأنه هو الممد للإنسان بالطاقة الحيوية النفس الرحماني. فمن التعاليم الواضحة ان لا تدخن لا تحرق رئتيك بهذا الهواء الفاسد السلبي فتخسر طاقتك وقدراتك وتضعف وتصبح عرضة لكل شيء مهلك

على الجانب الاخر إذا حافظت على انفاسك وتحكمت في انفاسك ودربتها بحيث تضبط غضبك فسوف ينفتح لك بوابة للوصول الى طاقة ايجابية أعمق وبالتالي قدرات كامنة اعلا غير مفعلة لديك

﴾عِندَ سِدْرَةِ الْمُنتَهَىٰ ﴿١٤

١٣- الله عز وجل يعطي قدرة لا نهائية لأوليائه في حواسهم واعضائهم

إذا أحسن المرء استخدام نفسه وانفاسه وتحكم بها ودربها حق التدريب يحصل بفضل الله على فتح قدرات عنده تفوق ١٠٠٠ رجل بل أكثر من ذلك، لان العطاء على قدر المعطي عز وجل فلا يمكن تصور حد معين

إذا تولى الله عبدا وفتح له من تجليات سمع الحق وبصر وقدرة الحق وكلام الحق وبطشه على يديه، يفتح الله من رحمته على انفاس العبد فيتجلى له نفس الرحمة، وهذا شيء لا يمكن حصره ووصفه بالكلمات المجردة، لان رحمة الله وبركاته لا تقييد لها. وهذا كله عندما حافظ العبد على انفاسه وتحكم بها على منهج الحق ليبلغ سدره منتهاه وحقيقة ذاته ومقامه عند ربه

يضيف حضره الشيخ نورجان قدس سره، لا مجال لان ينكر القارئ او من هو في مقام أدنى من ذلك لان الحديث النبوي الشريف يختصر هذا الكلام بشكل واضح وصريح، وإذا كان عقل المنكر لا يتسع لهذا الفهم فهذا لا يسمح له لان يقيد عطاء الله ويأوله بتمحك فقط لان هذا او ذاك لم يتجسد له هذا المعنى ولم يحط عقله المحدود به حيث لا يستطيع ان يقبل مثل هذا الفهم

وَلَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْت سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَلَئِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ،. رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ

١٤- الطاقة السلبية الشيطانية تستحوذ وتطمح للسيطرة على كل الملكات (القدرات الكامنة) الانسانية العليا

عندما يبدا السالك في طريق الكمال الروحي والتربية سوف يتعلم هذه الحقائق حول طبيعة المرض والية اضعافه للإنسان. وسوف يبدا يفهم ماذا يحصل بداخله وبداخل المحيطين به عندما يصابوا بتلك الامراض. لان هذه الطاقات السلبية الشريرة الشيطانية تبدأ بالتطفل والاسترزاق على لحم ودم الانسان وتسبب المرض بأعضائه وتحدث الخموج والالتهابات عندما تستحوذ عليه فيفقد بذلك الانسان كل المواهب والملكات والقدرات التي وهبها له الله عز وجل مستخلفا اياه ويصبح مثل الممسوس المتخبط فيضعف جهاز دفاعه وينتهك جسده ويستغل

عندما نستوعب هذه الاليه نستطيع ان نفهم كيفية حدوث المرض من مستوى الطاقة السلبية الغير مرئية على المستوى المادي الى تجسدها وتطورها الى مرض ملموس على الاعضاء والحواس، لذلك كان من المهم على كل انسان الحفاظ على قنوات الحواس لديه حتى لا يتم انتهاكها واستخدامها من قبل هذه الكيانات المتطفلة لتقوده وتفسد به

حيث ينبغي الحفاظ على السمع والبصر والفؤاد والفكر والجوف وما وعى وعلى الانفاس وعلى الفم وما يخرجه من كلام بآداب الشرع الواضحة والصريحة ومراقبة نوعية الغذاء او الطاقة الداخلة والخارجة من كل عضو. لأنها كلها مداخل ومخارج للطاقة الى جسد الانسان

إذا قام الانسان بهذه الحمية والامتناع عن السلبيات وضبط الحواس والاعضاء قدر الامكان سوف يضعف هذه الطاقات السلبية الشيطانية ويتخلص منها وبهذا تبدأ العافية والصحة بالرجوع الى الانسان

حمية الانسان وامتناعه عن الحرام وعن الطاقات السلبية الشيطانية بمراعاة الآداب الشرعية من المطعوم والملبوس والمسموع والمرئي وكل منافذ الحواس والاعضاء سوف يجعل منه كتلة طاقة ايجابية متوهجة تحرق هذه الطاقات السلبية الشيطانية ويتمتع بصحة وعافية وقدرات وعطاءات الهية

الله عز وجل هو خالق الناس جميعا وليس فقط المسلمين، والله يظهر لنا دائما من آياته في الافاق وفي انفسنا لنبحث عن الحق ، فترى الان على سبيل المثال فلم عالمي مثل فلم سيد الخواتم ما هو الا محاكاة واعادة تلخيص لكل هذه الحقائق وان كان المخرج ليس مسلم والممثلين ليسوا بمسلمين ، وانما ذلك لإظهار حجته على جميع خلقه ، انتبهوا يا بشر هؤلاء ليسوا كائنات خيالية وان كانت في خيالكم فيوما ما سوف تظهر لكم فهي تحرككم وتوجهكم وانتم مستعبدون لها . ولنا امثلة كثيرة افلام الزومبي واكلة لحوم البشر …. من اين كل هذا الخيال الخصب؟

شخصية غولم (المرادف لها بالعربي الغول او الغولة) هذا المسخ الاكل للحوم البشر، نعم لك الان ان تفهم هل يريد الانسان أكثر من هذا؟ هذه الطاقات السلبية تروج لنفسها وتستخدم المخرجين والممثلين ليروجوا لهذه الحقائق لتصبح واقع معاش

سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ ۗ … ﴿٥٣﴾

١٥- يجب علينا أن نؤمن بالغيب، والعوالم الخفية المخلوقة التي أخبرنا عنها

كل هذا حقيقة لا خيال وان كنت لا تراه، مملكة الشيطان وعداوته الواضحة للإنسان التي أخبر الله عز وجل عنها في محكم كتابه واضحة لا شك فيها ويجب الايمان بهذه الحقائق لأنها تؤثر بالإنسان فاذا أنكرها فالان يحسب هذا الانسان انه مهتدي وهو متلاعب به من مختلف انواع هذه الكيانات الشيطانية لأنه لا يعتقد الا بما يراه. هل صدفة كل هذه الاحداث

لا انها ليست صدفة اطلاقا. المرض يدخل الى الانسان ليضعف مناعته. وهذه الكيانات الطاقية السلبية تنتظر بالخارج للبحث عن منفذ لاختراق هذا الانسان. وعندما يستحوذون بدخولهم على الى جسد الانسان يصبح الانسان وطاقته الحيوية هي الحمية لهذه الكيانات الشيطانية ويبدأ رحلة التعاسة والشقاء الانسانية وسوء الحظ … الخ. وهذا هو السبب لكل هذا الوصف عن اخر الزمان وكل هذه العلامات

١٦- من علامات اخر الزمان ان ترى شعر الطفل ٧ سنوات شيبا من هول الاحداث ومن شدة الخوف

عندما تسألت الملائكة عند الله عز وجل على خلق ادم واستخلافه (أتجعل فيها من يفسد فيها). لا تعتقد ان الافساد المقصود هو هذه الحروب الذي تراها بعينك الان

وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴿٣٠﴾

النبي محمد صلى الله عليه وسلم يصف لنا هذه المرحلة الحرجة في اخر الزمان بمعنى قوله: انه سوف يأتي زمان ترى طفل ابن ٧ سنوات قد غزا الشيب راسه من شده الخوف، ومن شده ضخامة الاحداث وما يشهده على هذه الارض يتحول لون الشعر الى الرمادي . هل لنا ان نتسأل الا يمكن ان يتحول الشعر الى رمادي عندما يلعب الاطفال الان العب الفيديو والقتل على الكمبيوتر والبلاي ستشن؟ ام يشاهدون اخبار القتل على نشرة الاخبار؟ هل هو كذلك؟

لا ليس كذلك لان الواقع الان لا يشير الى ذلك، وهذا يعني ان ضخامة الاحداث وشدة وقعها سوف تكون أعنف من هذا بكثير لصناعة خوف يستطيع ان يحول شعر طفل الى اللون الرمادي لنا ان نتخيل ما هذا الشيء العظيم؟

عند ذلك فقط نستطيع ان نستشف ولو قليلا من الرحمات والبركات التي منّ الله بها هذه الامة بأرسال النبي صلى الله عليه وعلى اله وسلم للتحذير وهداية البشر في هذا الزمان، اخر الزمان

فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِن كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا ﴿١٧﴾

١٧- عليك ان تتحصن بالتعويذات الشرعية ولواء سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى اله وسلم استعدادا

الله عز وجل يهدي الى هذه الحقائق الغيبية في محكم كتابه عن هذه الطاقات السلبية الشيطانية وخلقها وقدرتها الافسادية في الارض. الله عز وجل ايضا كما يشير الى المشكلة يشير الى الحل، وكما انزل الداء انزل الدواء ولك حرية الاختيار، لك ان تأخذ هذه التعاويذ وهي من اللواء الذي ورثه مولانا الشيخ عبد الله الفائز الداغستاني قدس الله سره بوراثته المحمدية وكذلك مولانا الشيخ محمد ناظم الحقاني قدس الله سره وهو من تعاويذ والاذكار المستخدمة في الطريقة النقشبندية العلية

هذا التعويذ يمكن استخدامه كنوع من الرقية والحماية في النظام التربوي السلوكي الروحي. من خلال وضع ورفع هذا التعويذ في بيتك في سيارتك وممتلكاتك فسيحصنك هذا التعويذ بأذن الله من شر هذه الكيانات السلبية الشيطانية لدفع هذا الضرر

علينا دائما ان لا نحدد ولا نقيد القدرة الالهية ، لان الله عز وجل اذا نصر ووالى عبده فينصره على جميع المستويات والعوالم المادية المشاهدة والغيبية اللامرئية ، عندما تسمع الى بعض الاشخاص الذين اصيبوا بهذا النوع من الامراض والهجوم والرعب وشعروا بهذه السلبية العنيفة تهزهم وتهز بيوتهم وتزلزل عقولهم وقلوبهم عافنا واياكم الله ، فسوف تعلم لماذا كل هذا التنبيه والتوضيح وان الامر لا يمكن الاستخفاف به وينبغي الاستعداد له خاص في هذه الايام اخر الزمان واستخدام التعويذ ايضا من ضمن وسائل الدفاع والوقاية الروحية

١٨- الله عز وجل يرسل الحول والقوة عندما نطلب المدد من خلال تشكيل الرابطة الروحية والاتصال الروحي

بعد ان يتدرب السالك ويقوم بوظائفه واوراده الموصوفة ويتدرب على التنفس ويفهم حقيقة المدد وطلب المعونة والاستمداد ، يمكن ان يتم تشبيه حقيقة والية عمل الاوراد والمدد مثل الشبكة الواي فاي للانترنت الذي يحتاج قبل الدخول اليها الى الحصول على الشيفرة للاتصال المحمي ، حتى لا يتسلل لهذه الشبكة الروحية اي طاقة سلبية تخترقه واستخدامها لا بد أن يتم المواظبة والصدق والاجتهاد ليحصل المدد والاتصال ، حيث ينتقل الى ان تفتح للسالك حقيقة الفيض النوراني على القلب او الاستمداد الطاقي للوصول الى قدرات أعلى للقلب على التحمل والمتابعة السير وسط ظروف اصعب وهذا من اسرار وحقائق كلمة لا حول ولا قوة الا بالله

المؤمنين المتصلين بقلوبهم والعارفين لهذه الحقائق وسر لا حول ولا قوة الا بالله، يقولون هذه الكلمة المباركة في اخر الزمان ويفيض الله عليهم من انوار القدرة طاقة لتجاوز المحن والظروف الصعبة والابتلاءات العسيرة، حيث يأخذون من هذه التجليات الإفاضية ما يحتاجونه للقيام بمهمتهم وحمايتهم في حياتهم وتيسير امورهم عند القول لهذه الكلمة

لا يمكن فعلا تصور هذه الحقائق الا عند معايشتها وتذوقها، هل تسير بسرعة الهواء ام الضوء او ماهية هذا الاتصال القلبي والاستمداد للطاقة والحول والقوة من الله عز وجل، علينا ان نعلم ان نظام الكون قد خلقه الله واعده مسبقا بكل مكوناته ومسخر فلا نستغرب قدرة الله عز وجل

١٩- ركز على الحقائق العالم الباطنية الداخلية، لأنها هي التي تحكم العالم الخارجي المادي

عليك أن تفهم هذا المبدأ بشكل ممتاز ان العالم الخارجي عالم الشهادة ما هو الا انعكاس للحقيقة الباطنة به الغائبة عنه عالم الغيب. العالم الداخلي يحكم العالم الخارجي ، ولهذا مقاربة من الواقع المادي الملموس يمكن فهمه ببساطة، ان البرنامج اهم من الكمبيوتر من ناحية القدرة على التحكم ، لان البرنامج هو ما يطلق عليه نظام التشغيل ، اذا كان لديك افضل كمبيوتر على وجه الكرة الارضية ولديك نظام تشغيل غير صالح او خاطئ سوف لن تستفيد ولن يعمل هذا الكمبيوتر صاحب المواصفات الهائلة

الله عز وجل خلق الانسان في احسن تقويم ووهبه قدرات روحانية هائلة مثل برنامج التشغيل والكمبيوتر ، برنامج التشغيل ليس بمرئي وبالكاد نراه كذلك الروح ولكن التأثير هائل على هذا الجسد مثل الكمبيوتر ويتحكم به ، ان وجدت الطريقة او نظام التشغيل الصحيح . يعني ان الداخل يتحكم بالخارج، اللامرئي يتحكم بالمرئي، الباطن بالظاهر والغيب بالشهادة، وغالبا ما يحاول الشيطان ان يشغلك عن فهم عالمك الداخلي وكيفية التحكم به والوصول اليه بنفسك وبطاقتك ويحاول ان يستنزفك ويدخلك في دوامته السلبية ليضعفك ويسيطر عليك فيشغلك بعالمك الخارجي عن توازنك الداخلي ومن هنا تستطيع ان ترى صلاة كثيرة وحج كثير ولكن لا انتاج ولا اخلاق ولا شخصية متوازنة عاطفيا وانفعاليا و روحيا

 

إقرأ أيضاً

مؤشرات اليقظة الروحية و مراحلها

بعض الطرق الفعالة لمعرفة رسالتك الروحية

القوانين الروحية الأربعة

مقامات الإنسان الروحية السبعة : أوشو

أقوى فيلم عن الحقيقة الروحية

ليلة الروح المظلمة

 

 

نورجان ميراحمدي

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *