كوني امرأة خطرة

كوني امرأة خطرة

 

داخل كل امرأة منا اكثر من نسخة, اكثر من شخصية, كلٌ منها لها أحلامٌ مختلفة, ملامح وجه وهيئة جسد تختلف عن الأخرى, كلُ لها ماضيها, ذكرياتها ونواياها المتفردة, كأن كشكول المشاعر التي تذخر به كل انثى صعب ان تحتويه شخصية واحدة فقط

شخصية الطفلة التي تفرح بقطعة حلوى تلك التي تكسبها بكلمة حلوة طبطبة واحتواء وتشعرها انها دوما على حق وان ارتكبت كل خطأ, طفلة تخاف الوحدة ويفزعها صوت العواصف, تهوى القفز واللعب, تبكي وتضحك بالتناوب بكل سلاسة وكإن لا شيء يستحق الوقوف عنده طويلا

ونسخة الفتاه الفاتنة التي تسعد بكل كلمة غزل, تحب ان تُعامل كإنها الانثى الوحيدة على هذه الأرض, تتمنى من يحتوي تقلباتها, مزاجها, حبها وكرهها الغير مبرر أغلب الأوقات, تلك التي تدلل انوثتها كل يوم وتخدم جمالها مثل كليوباترا كأنها ابدية الجمال, الوجود والألق

وشخصية ألام التي اختصرت كل الحياة بدورها المقدس بفرحة عيون أولادها ورضاهم, تستعذب تفاصيلهم اليومية وان كانت متعبة, تجد ألف عذر لأخطائهم, تجعلهم دافعها للوقوف بعد كل سقطة, الحبل الذي تتسلق به خروجاً من أي بئر, تعطِ وتستوعب, وتضع نفسها أخر الصف حباً وإيثاراً

وداخلنا المرأة الطموح التي لا تشبع من علم أو نجاح, تلك التي حلمت طويلا بأن تحقق ذاتها ويشار لها بالبنان لأنها هي من تخوض كل يوم ألف معركة لتثبت لنفسها أولاً ولمجتمع يراها ناقصة بشكل أو بآخر ثانياً, إنها كفاية بل واكثر من الكفاية

وغيرها وغيرها, كلها أنت لا تختزلي حياتك بشخصية واحدة فقط, أنت هذا المزيج الرائع الذي به تكونت الحياة, أنت هذا الجمال المكنون الذي لا ينقصه العمر بل يزيده, انت هذه الروح التي تستوعب كل هذه الحيوات بل وأكثر, لأنك انت وفقط أنت جميلة كافية ومنفردة

عزيزتي المرأة : هذا نحن مهما طغى المجتمع علينا و ظلمنا وسلبنا حقوقنا و حاول جاهدا أن يجعلنا عاجزات مستكينات له, مهما حاول جعلنا في الصفوف الخلفية للحياه فثقي انهم فشلوا في مآربهم فحتى المرأة الضعيفة تستطيع قلب الأحداث لمصلحتها بضعفها إن لم تتحول الى ردة فعل. ما أريد قوله في هذا المقال للأنثى التي أصبحت ردة فعل لمجتمع ظلمها . أن تستيقظ من غيبوبة ردة الفعل تلك فلا تصبحي بحرا لأحد, انت الأرض الراسخة التي يفنى ما فوقها و تبقى هي رمزا للطهر والنقاء في أحلك وأشد العواصف

ولتوضيح ما أعنيه أكثر من ردود أفعال الفتيات تجاه أسر الحرية الطويل والذي كردة فعل اتخذن الحرية وسيلة للانحلال باسم الظلم الماضي وكبت الحرية في خياراتها التي كانت تتمنى تحقيقها, سواء على الصعيد العملي أو على صعيد علاقتها بالرجل الذي أصبحت تتحدى بانفتاح علاقتها به كل ما يجوز ولا يجوز على حساب عفة وطهر فطرتها وجعلت من نفسها بحرا يرتاده من أراد الابحار. فالأرض التي تروى بماء خبيث مع التكرار ستفسد أرضها وتنتج خبيثا حتى تصبح صحراء قاحلة و ربما تنتظر طويلا حتى يأتيها غيثا من السماء لتحيى من جديد, فالصحراء قاسية و روادها أكثر قسوة منها, فكما الصحراء رمزا للقسوة, المراة أيضا إما رمزا للأرض الطيبة او رمزا للبغاء, فكيف تكونين اداة لهو لظالمك نفسه, بل كوني عليه نارا خطرة تشتعل به إن اراد استغلال جسدك للهو مهملا روحك ومودتك ودعمك. اختاري ان تكوني طيبة دوما

عزيزتي

لابأس بهامش الخطأ بمعناه الحقيقي والذي قدمتيه لحبيب خلا بك وغدرك, فالله يغفر الذنوب جميعاً و لست أهلا للحكم على أحد ولكن أشفق عليك من الأذى الذي تقدمينه لنفسك عندما تفرطي بها انتقاما من العادات والتقاليد لأي رجل لا يرى فيك الا جسدا مصيره التراب

هناك وكردة فعل يطالبن و لو بأنفسهن بالحرية الجنسية للمرأة كالغرب تماما, فهل تعتقدي ان الوعي يطالب بأي شكل من الأشكال بالحرية الجنسية للطرفين وهل هذا موافق للفطرة البشرية أصلا. ففي كل الشرائع على الارض تحرم الزني وتراه كبيرة على النفس الانسانية جمعاء وإن كان من حق الجميع ممارسة الحرية النفسية وهذا ما يحتاجه كل مخلوق فليس من حق الجميع ممارسة الحرية الجنسية اطلاقا و إلا مالفرق إذن بين البشر والبهائم

فالجنس حتى بالخيال قليلا جدا ما يحدث دون نشوة حب عام تجتاح قلب الانثى سويه الفطرة والنفس وغير ذلك برأي رذيلة الرذائل, لأن الجنس قبل التكاثر هو استكمالا لنشوة حب عميق فكيف يكون بلا تلك المشاعر الفياضة, ذلك شيء عجيب صراحة

عزيزتي حواء : سواء تزوجت أم لا, و اعرف جيداً الحاجات الجنسية لخلق الله ولكن ثقي أن الجنس لا يمارسه بشري اكتملت بشريته دون حب ومودة لروح الشخص وانسانيته, فالجنس المجرد لا طعم له ولا لون سوى رائحته النتنة التي ستفوح بها النفس اللوامة التي ستقلل من شأن من يمارسها في غير مواضعها و أصولها التي أمر بها الله وليس المجتمع

وحتى في الغرب صحيح أنها حرية ولكن مع ذلك إن حدث زواج تصبح الخيانة سبباً للطلاق يعني اعتراف ضمني بخطأ تلك الممارسات لذلك تقل في حياتهم الأسر و العزوف عن الزواج الذي يشكل أسر تحدد بضوابط توافق الفطرة ليستمروا في شذوذ لا حدود له فالنفس التي تستلذ الخطأ ترغب بالمزيد منه و بنهم لا يقاوم

ما يطالب به الوعي هو محاسبة الرجل على الخطأ كما تحاسب الأنثى أو يعفى عن الجميع فلم يكن الوعي ولن يكن يوما مرشدا مؤيدا لانتشار الرذيلة في أي مجتمع كان. فعلامات انهيار الأمم انهيار أخلاقها وعلى كافة المستويات, لذلك أدعو كل من يفكر بالمطالبة بالحرية الجنسية لأي طرف أن يعيد الفهم من جديد فهم يخلطون ما بين الحرية النفسية وبين الحرية الجنسية فالاولى حق والثانية باطل لطالما وستبقى العفة والطهر رمزا للانثى والرجل معا خاصة ان كل صنيع لك ستدفع ثمنه مضاعفا

كوني امراة خطرة, أحبي الرجل الذي تريدين و لا تقدمي له نفسك مجانا فلا قيمة للمجان عند أحد فإن لم يكن يريدك زوجة لا تكوني له دميه. فأغلى ما فيك يصبح أرخصه إن وهبيته. احتالي على المجتمع الذي ظلمك, راوغيه وعندما تتمكني قاوميه او اهجريه الى غير رجعة. استخدمي قوة الأرض الكامنة فيك, انتقمي من المجتمع بنجاح عفيف وسعادة مكتملة تجدي بها نفسك ولا تفقديها ما تحتاجينه روح رجل واحد يغنيك ويكفيك, فكوني طاهرة لتجدي روحا طاهرة مثلك

ابدئي من جديد, انفضي عنك غبار الماضي واغتسلي بماء جديد يطهرك من كل خبث قد تكوني لوثت نفسك به. لا تندمي على خطأ, فقط تطهري. كوني إمرأة خطرة وارضا طيبة تروى بالطيب لتنبت طيبا وينعم بها الطيبين, عيشها صح

 

إقرأ أيضاً

كيف تكوني امرأة قوية ؟

كني المرأة التي تفعل ما تشاء

هذه المرأة لا يستطيع أي رجل مقاومتها

ما الذي يحدث عند إتّحاد رجل النور مع إمرأة الصحوة ؟

خمسة عشر (15) علامة تدل على المرأة الطيبة

 

سرى البدري | غادة حمد

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *