كيف نشفي علاقتنا مع الله
تجاهل الإرشاد الإلهي
تقول دورين ، في حلقاتي الدراسية الناس كثيرا ما يصفون كيف أنهم تلقوا إرشادا إلهيا حقيقيا و تجاهلوه. امرأة كانت بالمسرح و سمعت صوتا يخبرها بأن تعود للمنزل في الحال. لقد تجاهلت الصوت و في ما بعد إكتشفت أن حريقا قد دمر جزءا كبيرا من منزلها
تقول هذه المرأة, منذ ذلك اليوم لم أعد أسمع أية رسائل من االله أو الملائكة. للتو عرفت أن صمتهم هو بسبب أنني لم أستمع عندما كان من الواجب علي ذلك. كثير من الناس ، مثل هذه المرأة ، يعتقدون أن الاتصال الإلهي قد أمسك بسبب المرات التي لم ينتبهوا فيها لإرشاده
إن االله و عالم الأرواح لا يتوقفون أبدا عن الحديث معنا . الاعتقاد بأن االله يمسك إرشاده أو فقط يمنح إرشاده لناس قلائل مختارين ينبع من الاعتقاد بأن االله و الناس منفصلين عن بعضهما الآخر . يرون االله في مكان ، و الناس في مكان آخر . بمعتقد كهذا ، نحن نرى االله يحكمنا من على بعد ملايين الأميال, لا عجب أن ناسا لهم هذا الرأي يجدون صعوبة في تقبل أن الإرشاد الإلهي هو شيء طبيعي ، و مستمر بلا توقف
تحكي دورين أيضا كيف أنها كانت سابقا تعتقد أن االله بعيد جدا عنها : لقد كنت أراه كرجل عجوز ذي نزوات ، يعطي من أفضاله بتقتير لأشخاص محظوظين مختارين ، و كنت أظن بأنني إن استمعت له ، فسوف يطلب مني أن أعيش في تقشف
المراقب ; تقول دورين ، لقد كان لدي بعض القلق من خلال معرفتي بأن االله و الملائكة و عالم الأرواح يراقبونني. ربما لأنني تربيت على الاعتقاد بأن بابا نويل يراقبني طوال السنة ثم يكافئني في عيد الميلاد بناء على سلوكى ، لقد ضايقني الاعتقاد بأن من في السماء يراقبونني و كأننى داخل حوض سمك . نعم ، بالطبع ، لقد رغبت أن يراقبونني عندما أكون في مواقف خطر . لكن بقية الوقت ، آنت أفضل أن يدعوني حسب رغبتي
كل مرة تتحدث فيها إلي أصوات الملائكة ، عدت لإدراك أنني مكشوفة أمام السماء . لقد ذكرنى ذلك بوقت ما بعد وفاة جدي مباشرة ، عندما كنت فتاة صغيرة خجولة ، لقد خفت من أنه قد يراني و أنا استحم أو أغير ملابسي . أردت العزلة و السيطرة ، و الإرشاد الإلهي بدا كتدخل أكثر مما بدا كراحه و رفاهية
لقد دعوت الله أن يطمئنني بخصوص هذا الموضوع . أتتني الإجابة على هيئة معرفة صافية دخلت أفكاري على نحو أكثر هدوءا من همسة . لقد علمني االله و الملائكة أن عالم الأرواح ينظر إلينا بطريقة مختلفة كثيرا عن الطريقة التي ننظر بها لأنفسنا . إنهم ليسوا موجودين للسيطرة ، أو لإصدار الأحكام علينا أو لإحراجنا
الله ، الملائكة ، الزعماء الدينيين و الروحيين الموقرين الذين صعدوا إلى ربهم ، و أعزاؤنا المتوفين لا يروننا كلحم و عظم . إنهم يرون أرواحنا الحقيقية ، و هم يراقبون كيف تؤثر صور أفكارنا في رؤيتنا لذاتنا و قراراتنا المستقبلية
كيفيه الشفاء من الاعتقاد بالإهمال ; على الرغم من أن العالم الروحي دائما معنا و دائما يراقبنا ، إلا أن الكثير من الناس يعتقدون أن االله قد أهملهم . هذا الاعتقاد ينبع من التفكير بأن االله بعيد و يفضل بعضنا و يتجاهل الآخرين . التمسك بهذا المعتقد هو مصدر ألم لسنا بحاجة له . تقول دورين ، عندما كنت أكتب أطروحتي لدرجة الدكتوراه عن إساءة معاملة الطفل ، لقد اكتشفت الكثير من البحث العلمي الذي يستنتج أن الإهمال هو الشكل الأشد ضررا من أشكال إساءة المعاملة التي قد يقاسي منها الطفل . الإهمال يحط من احترام الطفل لذاته أكثر من أي شكل آخر من أشكال إساءة معاملة الطفل ، و من ضمن ذلك الإيذاء الجنسي و الإيذاء الجسدي
لقد اكتشف الباحثون أن هذا صحيح خصوصا بين الأطفال الذين تعرضوا للإهمال بشكل متقلب. هؤلاء الأطفال غير قادرين على أن يتنبئوا متى سيتلقون معاملة رديئة من والديهم و متى سيتلقون معاملة حسنة . هؤلاء الأطفال بعد ذلك يشعرون بفقدان السيطرة ، و التشوش ، و يصبحون غير قادرين على التنبؤ بما سيحدث لهم
الكثيرين منا كانو قد شعروا بأنهم قد أهملوا بشكل متقلب من قبل االله . في بعض الأحيان ، يبدو لنا أن االله يجيب دعواتنا . في أحيان أخرى ، يبدو لنا أن االله لم يعد يستمع لدعائنا بطلب المساعدة . اعتقادنا أن االله يهملنا قد أثر فينا بشكل عميق . معتقداتنا بأن الله يهملنا قد حط من تقديرنا لذاتنا و مستوى طاقتنا و أثر في حالتنا النفسية
ما ينبغي أن نعرفه ، أن الله لم يهملنا أبدا ، إنه نحن من أهمل االله . من خلال عدم رغبتنا بالتخاطب مع االله حول أمور حياتنا صغيرها و كبيرها ، قد أخفضنا صوته . من خلال الخيارات التي اتخذناها بحرية إرادتنا في ما يخص الحياة و الموت ، لقد افترضنا أن االله مسئول عن أخذ الناس والفرص منا . لقد افترضنا أن الناس الآخرين يجنون من فضله الوفير أكثر منا و نحن بطريقة خاطئة استنتجنا من هذه الملاحظات غير الصحيحة أن الله لا يأبه بنا . هذه المعتقدات بأنه لا يوجد ما يكفي من فضل االله لنا جميعا هو الذي يحدث الجرائم ، الحروب ، و التنافس فيض من نعم االله و فضله سيأتي لنا عندما نعمل بالمشاركه مع االله و ملائكته
الشفاء من آثار إساءة المعاملة دينيا : تقول دورين ، كطبيبه نفسية ، لقد عملت مع ناس عانوا من معاملة دينية سيئة أشكال هذه الإساءة قد تنوعت . بعض الناس قد أجبروا على الذهاب إلى كنائس رغما عن إرادتهم . آخرين عانوا من الاستماع لخطب و مواعظ عن نار جهنم و الخطايا . البعض عانوا من المواعظ التي أخبرتهم بأنهم مذنبون يجلبون الخزي
أغلبنا قد عانى آلاما في علاقته مع االله . الإله ليس هو مصدر هذا الألم ؛ على الأصح ، تفسيرنا و ترجمتنا الله أحدثت هذا الألم . عندما نرى االله كمصدر للألم و العقاب و الانتقام ، فإننا و بشكل طبيعي سوف ننفر من التواصل مع االله . تصورنا أن االله موجود لمعاقبتنا ، و السيطرة علينا ، أو انتقادنا يخلق مشاعر من الخوف لدينا تجاه االله . إنه فقط عندما نبدأ بمعرفة االله أكثر و أكثر سوف ندرك أنه يوجهنا بحب و هو فحسب يصحح ، و ليس يعاقب ، على أخطائنا
الناجون من المعاملة الدينية السيئة بإمكانهم مداواة الندوب التي تعيقهم و تمنعهم من الانفتاح على الإرشاد الإلهي الخطوة الأولى هي أن تكون راغبا بأن تشفى . أحيانا ، نحن نتعلق بالجرح و الألم كأسلوب للانتقام
إنها طريقة للقول الله و الناس المرتبطين بدين الذين قد سببوا أذى لنا ، أنظروا ماذا فعلتم بي ؟ . خلف رغبة الانتقام هذه يوجد رغبة بالوصول الله و رغبة بأن يشعر الآخرون بالأسى لأجلك بمعنى آخر ، أن يحبوك
عندما نتخطى هذه الرغبة بلفت انتباه االله وأعضاء الجماعات الدينية ، نأتي إلى الخطوة التالية : أن نكون راغبين بمغفرتهم و العفو عنهم . المغفرة و العفو لا يعني أن علينا أن نستحسن ما فعلوه . أنت لا تحتاج أن تقول لا يهم ما فعلوه بي. المغفرة هي فحسب قول : أنا لم أعد راغبا بأن أحمل ألما في ما يخص هذا الموضوع. أنت تختار أن تعفو و تغفر لذلك بإمكانك أن تنعم بالأمان بدل الألم
إنه من الجيد أن تتخيل أن الملائكة تحيط بك أثناء مرحلة شفائك من إساءة المعاملة الدينية . تصور أن الملائكة تحمل سلال صغيرة جميلة مكتوب عليها الله و الدين . تخيل نفسك تضع كل مشاعرك في ما يخص هذا الموضوع بداخل السلال ، و راقب الملائكة و هي تكنس كل الثقل بعيدا عنك . اشعر بنفسك تصبح أخف وأخف عندما تفرغ جيوب روحك في السلال . تصور الملائكة تبتسم و هي تساعدك في تجاوز كل مشاعر الذات السفلى تجاه االله
تقول دورين ، من خلال التجارب الشخصية و السريرية ، لقد اكتشفت أن المفتاح الرئيسي لفتح قنوات الاتصال الإلهي هو مداواة و شفاء علاقتنا مع ذاتنا الحقيقية و مع االله. كثيرا من الناس لديهم مخاوف عميقة إنهم إن أعادوا الاتصال مع االله ، فإنهم سوف يلقون العقاب على ذنوبهم
إقرأ أيضاً
فيديو رهيب تجربة حقيقية : مدى تأثير أفعال المجتمع على طريقة تفكيرك و تصرفاتك
هل تبحث عن الأرتقاء الروحي و الشفاء ؟
الله هو الحب..الحب هو الحرية : اقتباس من كتاب محادثات مع الله
لماذا يسمح الله بالمعاناة : روبرت سبيرا
الغباء الطاقي :مهم جداً
علامات تدل على أن الكون يحاول إخبارك بشيء ما