لا تسمح لهم باستنزافك

لا تسمح لهم باستنزافك

 

أستغربُ حقّا من وجود أشخاص لديهم القدرة على استنزافك بدعوى محبّتهم لك! هل يدركون حقا حجم الذي يفعلونه؟ تُريبني تلك النوعيّة من الناس التي ما أن تلتطم بها _لأي سبب_ وما أن تبدئان بالتعرّف على بعضكما البعض والخوض في نقاشات بسيطة، حتى تجده بسرعةٍ صار يريد حشر أنفه وإقحام نفسه في حياتك، وكأنه يعرفك منذ سنين

ويا لسوءِ حظّك إن اكتشف أنك تملك موهبة ما، أو إن كنتما تتشاركان في عمل معين. ستواجه تصرّفاتٍ غريبة جدا لم تعتدها من قبل، وستُوضع في مواقف لتختبر مدى حكمتك وقدرتك على حل الأزمات! في الحقيقة معرفة شخصٍ بهذه المواصفات بحدذاتها « أزمة » ستتسبب لك بالكثير من المشاكل! ومن المؤكّد أنه في البداية، لن يطرق النذل بابك قائلا:  » افتح، أنا فلان وسأضعك في مواقف نذلة ». بالطبع لن يفعل ذلك! سيكون لطيفا جدا، وسيغمرك بلطفه وذوقه العالي وأدبه! وإن كنت ذا بصيرة حقا.. ستكون مرتابا جدا ومفزوعا، وغير مرتاح إطلاقا لطريقة كلامه وأسلوبه

واجهني موقفٌ كهذا من قبل، واستنزفني بشدّة. وانتهى الحال بأن قطعتُ علاقتي بهذا الشخص بكامل إرادتي وبعد تردّد طويل لشعوري أنني قد أذنب في حقه وأجعله يتألم (أعرفُ أني كنت حمقاء جدا). الآن.. أجدُ نفسي مع شخصٍ آخر يحمل الوجه الثاني لنفس العملة! ومن حسنِ حظّي أنّي اعتبرتُ من تجربتي الأولى. وأنّه لا يلدغ المؤمن من جحرٍ مرّتين

الغريب في الموضوع أنه في كلتا الحالتين المعاناة ناجمة من فتياتٍ بعمري وأكبر منّي بسنةٍ أو اثنين! أستغربُ حقّا من وجود أشخاص لديهم القدرة على استنزافك بدعوى محبّتهم لك! هل يدركون حقا حجم الذي يفعلونه؟! أم أنّه مجرّد نقص في دواخلهم يعملون على تعويضه ولو على حساب المساكين الذين يلتقون بهم؟!

إنني مع وبشدّة, على وضع حدود صارمة مع السلبيّين، ومع كل شخصٍ لن يعمل إلا على مضيعة وقتك، واستنزافك، وإقحامك في مشكلات لها بداية، ما لها نهاية. وأرى أنه آن أن يكون لكل فرد منّا وعي وإدراك يعينه على وضع حدّ لهذه النوعية من الناس والتّخلص منهم، بدون خجل أو تردّد ولا شعور بالذنب

فإلى متى ستبقى الأشخاص السّلبية السّامة تُعيث في الأرض الفساد بلا حسيب ولا رقيب، ثم نجد ضحاياهم صاروا مرضى نفسيين ؟

 

إقرأ أيضاً

تنشيط و تحفيز نقطة السعادة : ﺍﻟﻐﺪﺓ ﺍﻟﺼﻌﺘﺮﻳﺔ

ماذا تعرف عن قدراتك؟ أين تكمن قوتك؟ تحفيز مريح

تحميل كتاب إكستاسي : عبدالهادي العمشان

ماهي هويتنا ؟ هل أنت مستعد للتغيير ؟ تحفيز واقعي مريح

 

هِبةُ الحُريّة

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *