لا تنظروا بعين المقارنات : أنت نسخة فريدة و وحيدة

لا تنظروا بعين المقارنات : أنت نسخة فريدة و وحيدة

لا تنظروا بعين المقارنات، في كل شيء لا تقارن وضعيتك الحالية بوضعية غيرك ، إذا شفت ستوري فيها ناس مسافرة لأماكن جميلة ، تأكل في أكل خاص و مختلف عن أكلك و باهض ، إذا شفت ناس دارسة أكثر منك أو مثقفة أزيد منك ، هذا كله ليس عيب…مثلما أنت أحسن من العديد من الناس في حاجات ، هنالك من هو أحسن منك في حاجات أخرى . و لو انني الآن، أحكي معكم من منطلق وعي جمعي متخلف إلي دائماً ما يخلق المقارنات و يفضل شخص على شخص آخر. العبارة الأنسب ( ركزوا على « الأنسب » لم أقل الأصح لأنو كل شي نسبي و لا أحد يمتلك الحقيقة المطلقة ) ، إنو بكل بساطة مافي حد أحسن من حدا آخر…ليست بفلسفة و لكن إذا وصلت في يوم من الأيام أن تتقبل كل شيء في ذاتك و تحبها كما هي لأنها الوحيدة التي تحتوي « روحك » ستفهم وقتها :  » أنك أنت /ي فقط أحسن نسخة منك أنت /ي  » . لم أكن مقتنعاً يوماً و ذلك منذ نشأتي بفكرة تفضيل فلان على فلان أبداً ، ما عدى بطبيعة الحال الحالات الشاذة التي نستثنيها دوما و التي تمثل  » طاقة الشر ، الظلم ، إلخ.. » أنا اتحدث هنا عن أنماط إتبرمج عليها مجتمع كامل عربياً كان أو غربياً منذ القدم لحد الآن التي تغذي فكرة المقارنات منذ الصغر بداية من المدرسة ، إلى أن نصل إلى الوظيفة : فلان أحسن منك بالدراسة ، إبن عمك أخذ شهادة و إنت لأ ، إنت ملابسك بشعة و بنت خالك ملابسها جديدة ، لماذا لديه سيارة و أنت لم تمتلك دراجة لحد الآن ، الوظيفة التي يمتهنها فلان لا يستحقها..أنت أحق منه لهذه الوظيفة ..لماذا لا تعمل …. كل هذه الأمثلة و غيرها قادرة بأن تنسف عقلك بالأفكار الهدامة و تشتت تركيزك على ذاتك و أهدافك بعيداً كل البعد عن أهداف الآخرين و ما وصلوا إليه ، فكروا ملياً أرجوكم ، هل تمتلكون نفس الظروف ؟ نفس النشأة ؟ نفس البيئة ؟ كل منكم يستطيع أن يبدع وحده بصفة فردية بظروفه فقط و في بيئته فقط لو ركز فقط على نفسه و إمكانياته و بعيداً عن لعب دور الضحية و إسقاط عثراته على المجتمع أو الأهل … كم من شخص آمن بنفسه و نجح بالرغم من أن أهله تخلو عنه و لم يؤمنوا به … كم من شخص ولد في بيئة فقيرة ، مشاكل إقتصادية و نجح بأن يثبت ذاته في خضم كل هذا ؟ ..كم لديك/ي من صديق/صديقة لم يكونوا نابغات في الدراسة و لكن ناجحون في حياتهم على جميع المستويات ، و العكس بالعكس .. أبداً لم تكن الدراسة يوماً مقياساً لنجاح الفرد ( قناعتي الشخصية نظراً لجودة و تخلف المنظومة الدراسية و موادها..) . لم أقل أنها غير مهمة و أشجع على الدراسة  » الواعية  » بأن يدرس الشخص المواد « المفروضة عليه للأسف » و لكن يدخل في رحلة الوعي مبكرا و يبحث عن ذاته مبكراً و شغفه مبكراً ، و يكتشف مهارته مبكراً …الأمر صعب  » لسنا فاليابان  » و لا « كندا  » نتعلم كيفية إحترام الأخرين ، و آداب الأكل و التصرف منذ الثالثة من عمرنا

كل هذه القصص و المقال هو فقط همسة لعقلك اللاوعي كي « تستثمر » في نفسك و فقط ، أحسن إستثمار هو استثمارك في نفسك لأنك ستمرر نتائجه لأطفالك و المحيطين بك. فإن قدرت يوماً أن تنجح في أي مرحلة من مراحل حياتك بعيداً عن « لغة المقارنات  » فذلك هو النجاح الحقيقي و تأكد أن استثمارك في ذاتك كان صحيحاً و صلباً


مجدي بشطبجي

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *