ماهو الجسد الأثيري للإنسان ؟

ماهو الجسد الأثيري للإنسان ؟

موضوع غاية في الخطورة ويحتاج الكثير من البحث
ذكرنا من قبل أن ( الروح ) هى الوعي أو الإدراك فهي شئ غير مادى ، وغير محسوس ، وهى تتخذ من الجسد المادي جلبابا لتخوض به التجربة والاختبار في طريق التطور والرقي الروحى ، وهذا هو الغرض الأساسي من إعادة تواجدها على الأرض .
وهى وجود مقدس لا نهائي وتتخذ من الجسد المادي وسيلة للتعبير عن نفسها ، وتكون خلقا جديدا في كل مرة تتجسد في مولود جديد على الأرض ومعها كل ما اكتسبته من صفات ، وما احرزته من تطور في حيوات سابقه ، وهذا يوضح التباين أو الاختلاف بين الأفراد في مستوى الذكاء والمواهب والأخلاق والضمير حتى داخل الأسرة الواحدة
…… نعود للجسد الأثيري …
يبدأ نمو الجسد الأثيرى مع نمو الجسد المادى ، ابتداء من نمو
الجنين فى بطن الأم . ويتخلل الجسد الأثيرى الجسد المادى كما يتخلل الماء عود الزرع الرطب، ويشغل معه نفس الحيز من الفراغ.
والجسد الأثيرى هو أداة الوصل بين الجسد المادى وبين الروح الناطقة بمعنى الشرارة القدسية التى تهبنا الحياة ، ويصل بين الجسد المادى والجسد الأثيرى رباط من الضوء يسمى « الحبل السرى الروحى » « أو الحبل الفضى ». وهذا الحبل السرى يظل موصولا بين الجسد المادى والجسد الأثيرى عند النوم ، حيث يسبح الجسد الأثيرى فى عوالمه ومجالاته تاركا الجسد المادى نائما دون أن يصيبه أذى ، فيتمكن الجسد الاثيري من استعادة نشاطه من المجالات التى يسبح فيها ، ويعود لحظيا للجسد المادى عندما يستيقظ الإنسان من النوم 
وعندما ينقطع هذا الحبل الفضى تحدث الوفاة ، ولا يستطيع أى كائن على الأرض فى هذه الحالة أن يعيد الحياة إلى الجسد المادى حيث تتوقف الحياة فيه نهائيا ، فيعود الجسد المادى الي التراب حيث جاء ، ويبدأ فى التحلل إلى عناصره الأولية التى تكَّون أصلا منها ، أما الجسد الأثيرى فينتقل إلى مستواه فى ( العالم الروحي ) الذى وصل إليه بتطوره عندما كان على الأرض . بعد انتهاء تجربته الأرضية حاملا معه العقل أو الذاكرة 
وبحسب تطوره صعودا أو هبوطا يذهب الجسد الأثيرى إلى مجاله من الوجود بادئا حياته الحقيقية ( الحياة الآخرة ) كمولود جديد فى عالم الروح .وتظل الروح هى الشعلة المقدسة الباعثة للحياة فى الجسد الأثيرى ، كما كانت هى الباعثة للحياة فيه عندما كان متخللا الجسد المادى فى حياة الإنسان الأرضية القصيرة التافهة
والجسد الأثيرى يعد من أخطر الحقائق التى كشف عنها عِلم الروح الحديث ، وإن كان الفلاسفة والمرشدون القدامى قد أشاروا إليه ولكن بمسميات مختلفة.
ويستخدم بعض الكُتاب والمؤلفين وصف ( الروح ) على الجسد الأثيرى وذلك من باب التجاوز فى التعبير ، ولكن البحوث الروحية حديثا تعتبر أن الروح هى الشعلة المقدسة غير الملموسة التى تبعث الحياة فى الجسدين الأثيرى والأرضى .
ومن خصائص الجسد الأثيرى أنه لا يضعف بضعف الجسد المادى، وهو غير قابل للبتر ، فإذا بتر عضو فى إنسان فإن الذى يبتر هو العضو المادى فقط ، أما العضو الأثيرى فهو جزء من الجسد الأثيرى الذى يؤدى وظائفه كاملة ، لهذا فإن الإنسان المعوق أو المشوه لا يظل مقطوع الأيدي في العالم الروحى لأنه يحيا هناك بجسد أثيري كامل ذو قدرات وخصائص مختلفة
حاولت باختصار شديد عرض الموضوع ، ولكن هناك عشرات الكتب والمراجع العلمية التي يمكنكم الرجوع إليها لمعرفة تفاصيل أكثر ومن أهمها كتاب ( على حافة العالم الأثيري ) ترجمة الأستاذ أحمد فهمي ابو الخير ، وهو موجود بالنت
دمتم في رعاية الله وحفظه

محمد عبده

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *