« ما هو الدّافع وراء التّأمّل ⁉️ تحليل نقدي و عميق من « كريشنا مورتي

« ما هو الدّافع وراء التّأمّل ⁉️ تحليل نقدي و عميق من « كريشنا مورتي

ما هو الدّافع عند أولئك الذين يجلسون بسكون، سواءَ كانوا لوحدِهم أو مع مجموعة من الأشخاص
ما هو الدّافع وراء التأمل لنصفِ ساعةٍ كلَّ يوم
أليسَ من المهمّ أن تعرف لماذا تريدُ أن تفعل ذلك
ألِأنَّ أحدَهم قد قال لك أنّه إذا جلست بهدوءٍ فسوف تختبر تجاربَ ماورائيّةٍ خارقةٍ؛ أم أنّك قد تحقّق نوعاً من السّلام الفهم.. الاستنارة.. أو السّلطة
ولأنّكم سُذّجٌ، تُراكم تنفقون آلاف الدولارات مقابل تلقّي تعليماتٍ معيّنةٍ، أو مانترا ما تقومون بترديدها مراراً وتكراراً أثناءَ التّأمّل
إنّكم تشترون شيئاً ما
ما هو الدّافع وراء هذه العمليّة
لماذا تفعلون هذا
ألِاجلِ الحصول على مكافأةٍ نفسيّةٍ ما
أم أنّكم تعتقدون أنّه بجلوسِكم بهذه الطّريقة، سوف تحقّقون نوعاً من الوعي الخارق
أم أنّكم تبتغون تحقيقَ ذلك الذي وعدَكم به المعلّم
إذاً من المهمّ جدّاً قبل الشّروع في بحثِ كلّ هذا، أن نعرفَ ما هي دوافعُنا، وما الذي نريدُه حقّاً
إلّا أنّكم لا تفعلون هذا
إنّكم شديدو التّوق والسّذاجة
ثمّ يأتي أحدُهم يَعِدُكم بأمورٍ مختلفة، وأنتم تريدونَ الحصولً عليها
إذا تفحّصتم الدّافع سترون أنّه رغبةٌ لتحقيقِ شيءٍ ما
تماماً مثلما يرغبُ رجلُ الأعمال في كسبِ الكثير من المال، : هذا هو دافعُه ومحرّكُه
بينما يكون الدّافع والمحرّك في التّأمّل، امتلاكَ ذلك الشّيء الذي وعدَكم به المرشدُ الرّوحي (غورو) أو المعلّم
إنّكم لا تُشكّكون بذلك الشّيء الذي وعدكم به
لا تشكّون بتلك الوعود
ولكن إذا قمتم بسؤالِ الشّخص الذي يَعِدُكم بشيءٍ ما
هل الأمرُ يستحقُّ كلَّ هذا حقّاً
من أنت لِتُخبرَني ما الذي عليّ القيامُ به
فإنّكم سترون أنّ مجرّدَ الجلوس بسكينةٍ وهدوء، وبدون فهمِ دوافعِكم ومحرّكاتِكم النّفسيّة؛ سيقودُكم إلى الكثير من المشاكلِ النّفسيّة الوهميّة
إذا كانت هذه هي النيّةُ وراءَ الجلوس بسكينةٍ، فإنّ الأمرَ عديمُ القيمة؛ أمّا إذا قمتُم بمراقبةِ أنفسِكم وحراكِها « بينما أنتم جالسون بهدوءٍ بدونِ دافعٍ، أو تتمشّون لوحدكم أو برفقةِ آخرين، تراقبون الأشجارَ، الطّيورَ، الأنهارَ، وانعكاس الشّمس على أوراقِ الشّجر » ؛ بدون أن تبذلوا مجهوداً لتحقيق شيءٍ ما، بدون أن تنتظروا أيّ شيءٍ
《فإنّ هذا أمرٌ مختلفٌ بالكامل》.
إنّ أولئكَ الملتزمون بنوع معيّنٍ من التّأمّل، يجدون أنّه من الصّعب عليهم تركُه، لأنّ الذّهنَ أصبحَ مشروطاً ومقيّداً
لقد مارسوا الأمرَ لسنواتٍ عديدة، وهم الآن عالقون
أمّا إذا استطاع بعضُهم اكتشافَ سخافةِ الأمر، فإنّ اضطّراباً وصراعاً سينتجان، من خلال التّعارض بين اكتشافِهم هذا والشّيء الذي تدرّبوا عليه لسنواتٍ طويلةٍ
« كدحٌ طويلٌ يُدعى تقدّمٌ وتطوّرٌ روحيّ
يثرثرُ الذّهنُ طوالَ الوقت، يلاحقُ فكرةً وراءَ أخرى، ويسعى إلى نمطٍ معيّنٍ من الاستجابات الحسيّة وراء آخر
ثمّ بهدف ايقافِ هذه الثّرثرة، تحاولون تَعلُّمَ التّركيز
تحاولون إجبارَ الذّهن على السّكون
ومن ثمّ يبدأُ الصّراعُ مُجدّداً
هذا هو ما تقومون به، كلامٌ وثرثرةٌ دائمة، بلا أيّ معنى
إذا كنتم تراقبون شيئاً ما، شجرةً.. وردةً..حوافَ الجبال, فإنّه عليكم النّظر إليها، عليكم أن تكونوا ساكنين
لكنّكم غيرُ مهتمّين بالجبال، أو روعة الهضاب والأودية، أو جمال الماء
أنتم تريدون الوصولَ إلى مكانٍ ما، تحقيق شيءٍ ما روحيّاً
أليسَ من الممكن أن يجلسَ المرءُ بهدوءٍ عفويّاً
أن ينظرَ إلى شخصٍ ما، أو يستمعَ إلى أغنيةٍ، أو يُنصتَ إلى ما يقولُه أحدُهم « بهدوءٍ وبدون مقاومة » بدون أن يقول: عليّ أن أتغيّر، عليّ أن أفعل هذا الأمر أو ذاك
فقط أن يكون ساكناً وهادئاً
يبدو أنّ هذا من أصعبِ الأمور؛ لذلك تتدرّبون على أنظمةٍ ومناهجَ لكي تكونوا ساكنين؛ هل ترونَ الخللَ في هذا
أن تمارسوا طريقةً ما أو نظاماً (كلّ يومٍ) بشكلٍ روتينيٍّ، معتقدين أن النّتيجة هي.. الذّهن سيهدأ أخيراً ويسكن .لكنّ الذّهنَ لن يهدأ أبداً، إنّه آليٌّ (ميكانيكي)
لقد أصبح مقيّداً بنمطٍ محدّد
لقد أصبح بليداً وعديمَ الحساسية
إنّكم لا تَرون كلّ هذا، بل تريدون فقط الحصولَ على شيءٍ ما (مُبادلة)
يا إلهي كم هذا سخيفٌ وطفوليٌّ
إذا استمعتم بهدوءٍ إلى المتكلّم، دون أن تقولوا إنّه صائبٌ أو مخطئٌ، وإنّما فقط《 الإنصات》 لما يُقال بدون مقاومةٍ؛ حينها فإنّ ما ستجدونَه سيكون اكتشافُكم الخاصّ، وعندها سيصبحُ الذّهن « أثناءَ عمليّة الاستقصاء ذاتِها ».. ساكناً وهادئاً بشكلٍ تلقائيّ
إذاً هل بإمكانِنا « نحن النّاس العاديّون » بكلّ ما لدينا من مشاكلَ واضطّراباتٍ، أن نسكُنَ ونهدأ ونُنصتَ إلى كلّ الخُزعبلات والثّرثرة النّاتجة عن حراكِ أفكارنا ذاتِها
هل من الممكنِ الجلوسَ، أو الوقوفَ أو السّير بهدوءٍ، بدون أيّة تلقيناتٍ وإرشادات، بدون طمعٍ في مكافأةٍ أو رغبةٍ بتجاربَ ماورائيّةٍ خارقة
إبدأ من هذا المُستوى أوّلاً، ومن ثمّ سترى أنّه يمكنُك الذّهاب بعيداً جداً

كريشنا مورتي

1 réflexion sur “« ما هو الدّافع وراء التّأمّل ⁉️ تحليل نقدي و عميق من « كريشنا مورتي”

  1. سلام مقال رائع وعميق فعلا انه من انسان حكيم بحسب فهمي البسيط ان الشخص منا يصل الى فائدة التامل فقط عندما يتخلى الى السعي للصول الى شيء ما سواء كان ماديا او ماورائي وهو ليس شرط ان يكون بوضعية معينة او شكل معين فقط تامل في كل موجود حينها يصمت العقل دونما مقاومة او اجبار وبدون عذاب وحينها نلتمس المعنى الحقيقي لكل الوجود💓👍🕊✌🏻

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *