نعم للزواج لا للحب العصري : من الكراش إلى الحب

نعم للزواج لا للحب العصري : من الكراش إلى الحب

 

بسبب حالة تهيج المشاعر الدائمة في عصرنا الحديث، يميل كثير من الشباب والفتيات إلى اعتبار شعور الإعجاب (المسمى أحيانا بالكراش) حبا حقيقيا. يذهب الطبيب النفسي کارل بيكهاردت، صاحب رسالة الدكتوراه من جامعة تكساس، إلى أن «الكراشات» لا تتعلق بالواقع قدر ما تتعلق بالخيال، ولأنها في الغالب يتضح أنها غير واقعية فإنها سرعان ما تذبل وتختفي

لكن بيكهاردت يشير إلى أمر مهم، وهو أن تجربة «الكراشات» تضيف إلى رصيد خبرة الشاب أو الفتاة، ويعتبر أن الكراشات تساعد في نضج الشخص وانتقاله من مرحلة المراهقة إلى مرحلة الرشد، فالشخص السوي يتعلم من الأخطاء، ويكتشف لاحقا الفرق بين الإعجاب اللحظي المراهق وبين مشاعر الحب الحقيقية, وطبقا للعديد من المتخصصين بمجال التربية، فإن الكراش يحدث بشكل مفاجئ وفوري، بينما ينشأ الحب بشكل تدريجيا عبر الزمن. ويتميز الكراش بقوته الشديدة لكن بقصر مدته، في حين أن الحب يبدأ هادئا ويصبح أقوى وأعمق مع مرور الوقت

و ثمة فرق مهم بين مشاعر الإعجاب والكراش وبين مشاعر الحب والرومانسية، إذ أن الكراش يركز على جوانب إيجابية معينة في الشخص المعجب به فحسب، ويخفي جميع الجوانب الأخرى، ولذا فإنه يزول إذا تم التعرف على الجوانب السلبية للشخص عن قرب. أما الحب، فإنه اعتراف بالنقص الموجود لدى الطرف الآخر وقبول للشخص بشكل كلي في الوقت ذاته

و من هنا فإننا ندعو أنفسنا إلى التريث قبل إطلاق وصف (الحب) على أي مشاعر تظهر من قلب فتاة لولد أو العكس، فإن الحب معنى عظيم وشعور عميق لا يظهر بين عشية وضحاها، كما تعجب ابن حزم رحمه الله ممن يزعم أنه وقع في الحب من أول نظرة، فيقول: (وإني لأطيل العجب من كل من يدعي أنه يحب من نظرة واحدة، ولا أكاد أصدقه، ولا أجعل حبه إلا ضربا من الشهوة.. وما لصق بأحشائي حب قط إلا مع الزمن الطويل وبعد ملازمة الشخص لي دهرا وأخذي معه في كل جد وهزل

هناك مقال نشره الباحث مهاب السعيد قال فيه : « الباروكة الجعدة » هي تجربة نفسية شهيرة من تصميم عالم النفس الأمريكي إليوت أرونسون. في هذه التجربة يعد مقابلات عمل لمجموعة الرجال مع امرأة جذابة. المرأة لديها شعر مستعار مجعد قبيح الشكل، ترتديه لتصبح قبيحة إن أرادت مع بعض ال الميك آب اللازم. نصف المتقدمين يقابلون النسخة الجذابة منها، نصف المتقدمين الآخرين يقابلون النسخة القبيحة ذات ال (باروكة). ثم تعطي هؤلاء وهؤلاء تقييمات إيجابية للبعض وسلبية للبعض

الذين قابلوا المرأة الجميلة سجلوا أنهم شعروا بالسعادة حين تلقوا تقييمات إيجابية منها، والذين تلقوا تقييمات سلبية حرصوا على التسجيل معها مرة أخرى لإعادة المقابلة ومحاولة تغيير انطباعها عنهم، بينما الذين قابلوا المرأة القبيحة لم يبالوا فحسب بتقييمها، سواء كانت إيجابية أو سلبية

من لقد كانت نفس المرأة بذات الطباع، ولكن الشكل الخارجي لها غير من طريقة تلقي هؤلاء الرجال لأنفسهم بناء على كلمات يسيرة تتفوه بها من فمها! ربما أنت نفسك قد عاصرت تجربة شبيهة لو شعرت يوما بالتهديد أو الضيق المبالغ فيه من مشاجرة (سوشیو میدیاوية) تافهة مع فتاة تبدو جميلة في صورة البروفايل الخاصة بها. أنت كنت في هذه اللحظة واقعا تحت تأثير ال »الباروكة الجعدة » الموصوف

في دراسة مسحية على مجموعة من الطلاب والطالبات الجامعيين سئلوا عن الشيء الذي من المرجح أن يزيد من فرص رغبتك في موعد ثاني في حالة مقابلتك لأحدهم بشكل مرتب

كانت إجابات الخاضعين للدراسة تشمل: الدفء، الحساسية، الذكاء، التعاطف، الفكاهة. ولكنهم رفضوا بشكل جماعي ملحوظ أن يكون للشكل الخارجي أي تأثير في ذلك. من وجهة نظرهم إنه أمر سطحي أن تحكم على إنسان من خلال شكله الخارجي

خضع طلاب ذات الجامعة لمتابعة نسبة حدوث موعد ثاني بالفعل بعد التواعد المرتب، وكانت النتائج مكذبة لدماثة أخلاقهم السابقة، في الحقيقة، كان الشكل الخارجي مؤثرا وبشدة في احتمالية حدوث موعد ثاني. يبدو ذلك صادما، بل يبدو غير عادل! لماذا خلقنا الله وسط بشر يقيمون الآخرين من خلال شيء أعطاه الله لهم دون اختيار منهم ؟
لكن الحقيقة أن تلك الدراسات تتبعت فقط نسبة حدوث موعد ثانی ولم تتبع العلاقة بشكل كلي ولا مصيرها النهائي، أمر كذلك سيكون صعبا على أي دراسة مسحية

من الصعب إثبات أن العلاقات العاطفية لدى البشر تكون أعمق من مجرد الانجذاب الجسدي. لو أننا فقط لدينا وسيلة يمكننا بها اختبار ذلك, لكن في الحقيقة أنه لدينا الوسيلة لذلك بالفعل! من خلال التوائم المتماثلة. التوائم المتماثلة متطابقون شكلا وليس مجرد تشابه، نتحدث عن نسبة تطابق قريبة من 100 ٪ في المحتوى الجيني، نتحدث عن شكل جسدي واحد، نبرة صوت واحدة، قامة واحدة، ووجه متطابق تماما. وبرغم ذلك فحين سئل هؤلاء المتزوجون من أحد التوائم المتماثلة عما إن كانوا شعروا بانجذاب تجاه توأم شريك حياتهم المتماثل، كانت الردود كالتالي

(أنا متزوج من 8 سنين وعلاقتي بزوجتي على ما يرام ولكن توأم زوجتي مجنونة تماما وهي واحدة من أسوأ البشر الذين عرفتهم في حياتي)

(أعشق زوجتي وأما توأمها فأتمنى لو استطعت إلقائها تحت عجلات القطار)

(أحيانا أسأل نفسي إن كنت سأقع في غرام توأم زوجي لو كنت قابلته أو لا لكن الحقيقة أن لا، فطباعنا مختلفة تماما)
كل ما أستطيع أن أقوله أنني متزوج من اللطيف بينهما

(توأم زوجتي هي النسخة الشريرة منها، لا أستطيع لمسها حتى لو كانت حياتي تعتمد على ذلك)

(لا أستطيع التفرقة بين زوجي وتوأمه حين نسير في الشارع، لكن حين نجلس سويا وتتبين شخصية كل منهم أشعر أنه لا يوجد أي تشابه بينهما وأجده غير جذاب إطلاقا)

هناك الكثير من هذه القصص، لم يكونوا جميعا يكرهون التوأم الآخر، ربما احتفظوا لهم بمشاعر ود أخوي، لكن الغالبية العظمى منهم يتحدثون عن اختفاء تام لأي انجذاب جسدي أو روحي تجاه ذلك المتطابق شكلا مع الشخص الذي يكن له كل الانجذاب الجسدي والروحي

تبدو ظاهرة ال « الباروكة الجعدة » عبثية الآن، أليس كذلك؟ من الواضح أن العلاقات طويلة الأمد لدى البشر أعمق من مجرد انطباعات سريعة تتعلق بالشكل الخارجي. ولكن، هناك ما هو أغرب! هل يمكن أن يكون ذلك الانطباع، ليس مؤقتا فقط، بل ومزيفا أيضا ؟

هناك تجربة بعنوان تجربة الصدمة المؤلمة، فيها يطلب من كل من مجموعتين من المتقدمين تقييم انجذابهم الجسدي تجاه مقدم التجربة، ولكن قبل ذلك فأحد المجموعتين يتم إعلامها بتعرضهم لصدمة موجعة خفيفة بعد قليل و الذي حدث هو أن ضربات القلب السريعة الناتجة عن توقع الألم أدت إلى اختلال شعوري لدى أصحاب تلك المجموعة، هؤلاء الذين وجدوا الممتحن جذابا وسطهم, كان أعلى من أفراد المجموعة الأخرى. لقد ظنوا أنهم واقعون في الإعجاب لمجرد تنشيط الجهاز العصبي السمبثاوي بذلك

هناك تجربة شبيهة ولكن بدلا من توقع الصدمة الموجعة طلب من أحد المجموعتين الركض قليلا قبلها على (مشاية كهربائية، فيما يعرف بتجربة جهاز الجري، من جديد فهؤلاء الذين كانوا يمارسون الركض ظنوا أنهم واقعون في الحب أكثر من الآخرين

هناك تجربة أكثر عبثية من ذلك، في هذه التجربة يطلب من المتقدمين من الرجال سماع صوت ضربات قلبهم من خلال سماعة أثناء تصفحهم لصور نساء مختلفة من إحدى مجلات الإثارة، في إحدى هذه الصور يسمع المتقدم للتجربة صوت ضربات قلبه العالية، ويتم سؤاله بعدها: أي هؤلاء شعرت بالانجذاب لها أكثر، كانوا يقرون بصاحبة الصورة التي سمعوا فيها ضربات قلوبهم المتراقصة. الجميل أن التجربة مصممة لخداعهم، هم لم يكونوا يستمعون إلى ضربات قلوبهم من خلال السماعات، لقد كان صوتا مسجلا لضربات قلب شخص آخر

أتحمس لكل الدعاوى التي تتهم البشر بأنهم يتميزون بالسطحية و الأنانية، من خلال سماحهم لهرموناتهم الجسدية بالتحكم بحياتهم. لكن على ما يبدو لنا فالإنسان من حيث هو إنسان هو شيء أعمق من ذلك. قد تكون للمرأة الجذابة السلطة والرهبة في قلوبنا حتى نهتم بآرائها في الحياة بل و فينا شخصيا. فرغم كل ما ندعيه، الشكل الخارجي يجذبنا بالفعل، ویلوي أعناق قلوبنا ولو لفترة مؤقتة ولكن مع اليوم والاثنين والشهر والذي يليه، يبدأ الإنسان منا في التحكم بمجريات الأمور ويأخذ دفة القيادة عن الطبيعة المادية الحيوانية فينا، نبدأ في إدراك ما هو أعمق من تلك الظواهر، التي لا تكون خادعة فقط، بل ومخدوعة أيضا

نمص إعجابنا المبدئي بالمزيد من التدقيق، وحتى لو تبين أنه حقيقي غير ناتج عن انطباع خادع من ضربات قلب سريعة تلت كوبا مركزا من القهوة. فحينها سوف نفطن إلى أن الشكل وحده لا يكفي للشعور بالامتلاء بالحب، سوف ننظر إلى توأم شريك حياتنا المتماثل بكل نظرات الاغتراب. الحب هو السكينة والطمأنينة والراحة في أحضان من تحب، وفيما يتعلق بدوام وصحة العلاقة طويلة الأمد فالقشرة الخارجية سرعان ما تفقد تميزها وسط المعايير الأبقي والأقدر على التأثير من الشعر المستعار المزيف

أختم هذه السلسلة التي أحببت بدأها لما وجدته من تقليل للعلاقات الصحية وابدالها بعلاقات مؤقتة تحت اطار ثقافة دخيلة على المجتمعات ليس فقط العربية بل العالمية التي تقدم المشاعر اللحظية على العقل والمعاني العميقة والمبادئ تسمى « عبادة المشاعر »، فالحب ليس هو الإعجاب ولا الكراش بل ولا حتى السعادة المراهقة الغامرة وخفقان القلب الذي يغمرنا عند مقابلة من نعشق، نعم هذا جزء من الحب قد يتوفر في وقت من الأوقات ولكنه حتماً يذبل، يقل، يغيب، مع وجود باقي أركان الحب، الحب ليس تلك المشاعر ولا يبدأ وينتهي عندها ولا يختزل فيها، إن من يظن أن هذا هو الحب كله وأن قصة الحب يجب أن يلازمها هذا الشعور القلبي على طول الطريق فهو يمارس مغالطة منطقية تعرف باسم « مغالطة الاختزال » التي تختزل معاني كلية عميقة الى أحد المعاني الذي يندرج تحتها

اختزال الكل الى الجزء، هذا ما يفعله بعض المنتقدين، والبعض الآخر ظنني بالسذاجة الكافية لأن أقول بأن الحب أمر سيء وأننا لا يجب أن نحب من نتزوجهم، وهذا ليس سوى سوء ظن قبل سوء الفهم!، إنني أعي جيداً التفريق بين الحب كمعنى عميق وبين المشاعر المرافقة له، وبين الاعجاب أو الحب العصري، فلا وجه لاعتباري أنني انفي الحب مطلقاً,
ومنهم من اتهمني بأنني ما قلت ذلك إلا لأنني فشلت في كل علاقاتي السابقة! ولا أدري ما وجه ربطه بين تفريقي بين الحب الحقيقي والمزيف وتفضيلي للعلاقات الصحية المسؤولة كالزواج الصحيح طبعا بكوني أنا فاشل في علاقاتي!
ومن ثم فلا يجب أن يسمع لي أحد ولا يتلقى علم عني!، رغم أنني نقلت أبحاث ونقولات عن علماء نفس وخبراء اجتماعيين واحصائيات! هل كلهم كانوا فاشلين

لا عيب أبداً في أن نفشل في علاقاتنا لأن هذا أساساً يعطينا خبرة، مع أنه ليس المصدر الوحيد للخبرة في التعامل مع الناس، ولكن بالآخر نحن نتعلم من علاقاتنا الفاشلة. ومن ثم فإن قال قائل ولكن أليس فشلك في علاقاتك قد يكون ناشئاً عن نظرتك الخاطئة عن طبيعة العلاقات، أو أنك كتبت هذا الكلام لأن فشلك في هذه النوعية من العلاقات سبب لك نوعاً من الحقد عليها

و الرد يكون من ثلاثة وجوه

الوجه الأول: على فرض أنني فشلت فعلاً في كل علاقاتي السابقة! أنني ولو كنت بالماضي أنظر للعلاقات بطريقة سيئة فإنني حين أفشل تتغير نظرتي للأفضل بنائاً على الخبرة، فالفشل يكون هنا دافع للتغير للأفضل، فأغلب من يكتب بالحب يكون قد جربه وفهمه بخبرة قرائية نظرية وعملية وخبرة مأخوذة من تجارب من سبقنا

الوجه الثاني: ومن قال أن الفشل بالعلاقات لا يكون سوى بسبب النظرة الخاطئة عن طبيعة العلاقة!، هذا أيضا اختزال سخيف، قد يكون بسبب عدم انسجام بين الطرفين أو اختلاف أو خيانة أو أي سبب خارجي، أو عائد لطبيعة شخصية وحياة الطرفين، فلا عبرة حتى ولو ثبت أنني فشلت في علاقة سابقة مثلاً بأنها كانت للسبب المذكور

الوجه الثالث والأخير: إنني انتقد هذه النوعية من العلاقات انتقاد فكري منطقي لا يكون الرد عليه سوى بنفس الطريقة، وليس بحشر الأنوف في الحياة الخاصة، إنني حتى لو جربت هذه النوعية من العلاقات وفشلت ألف مرة لن يزيدني ذلك سوى اعتقاد أنها علاقات مؤقتة غير مسؤولة لأنني انتقد طبيعتها بشكل عام وكلي وليس طبيعة بعض الأشخاص حين يدخلونها، بل أنتقد نوعية العلاقة نفسها، سواء انتقادي هذا اكتشفته من النظر العقلي في طبيعة العلاقة وتعريفها أو بتجربتها بشكل متكرر والاستفادة من تجارب الآخرين وطبيعة البشر النفسية في التعاطي مع هذه العلاقات

إضافة إلى ذلك أنا لا أدعو لخوض نوعية غير مسؤولة من العلاقات المؤقتة لاكتساب التجربة، فإنت لا تحتاج هذه النوعية من التجارب إنما تحتاج خبرة من ناس جربوا الارتباط الصحيح الصحي لتدخل علاقة صحيحة مثلهم بوعي وخبرة مسبقة

أخيراً أحب أن أقول، إن مشاعر الحب نفسها لو نشأت فلا يجب أن تنشأ بالانبهار بالمظاهر، ونشأتها لسبب صحيح دليل على صحية العلاقة وكونها تسير بطريق صحيح، يجب أن تنشأ على الثقة والاحترام والاستحقاق، إن الحب نوع من التعاطف، يجب أن ينشأ بنائاً على المعاشرة، النظرة الأولى ليست معيار، وإن الزواج علاقة معيارية تبنى على مبادئ.
الحب أحد أركان الزواج، لكن يجب أن يكون صحيحاً، الحب ليس مجرد مشاعر في القلب، إنما تنشأ هذه المشاعر مبنية على معاني وأفعال تجسد استحقاق الحب، فإن زالت تلك المشاعر، بقي الاقتناع والتراحم والتألف

الحب ملازم لتلك المعاني، فلا أقول إن الاهتمام والوفاء مثلا ينتجان فقط عن الحب، إنما قد ينتج الحب عنهم، فإذا وجدت من أثق به ويهتم بي فسأحبه، وسيستمر حبي له طالما أنه حقق تلك الشروط مثلا، فالحب ملازم لتلك المعاني، فحيث وجدت وجد هو. الزواج والارتباط المستمر ليس لعب، بل يحتاج فهماً عميقاً وثقافة، لا يكون الأمر بسطحية نظرة الأبيض والأسود

 

إقرأ أيضاً

الحب الحقيقي : الحب الناضج
من يحبك بصدق ؟
ما هي اعلى درجات الحب – شقيق الروح : (رائع جداً)
الحب في علم الطاقة
هرمون الحب (الأوكسيتوسين)
قوة الحُب و التسامح
رسالة الى نفسي : الحب

 

 

غيث الحلبية

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *