هل أن مشاعرك أبدية ؟ هام جداً
ليس هناك أحدٌ مسؤولٌ عن مشاعرٍ قِيلت في لحظةٍ معينة, أحبّك ..يعني أحبّك الآن ! و يُمكن أن أحبّك غداً و ربما أبقى أحبّك, لكنني لستُ مُجبر على البقاء إن تغيّرت مشاعري ! جميع المُفارقين كانوا قد قالوا أحبك دائماً و لكنّهم افترقوا . في العمق نحنُ لسنا على ثقةٍ تامة بأننا سنبقى و لكننا نتغذى على الوعود المُستقبلية و نأخذُ المشاعر الأبدية كحقنةِ تخديرٍ مؤقت. لا أحد يبقى مكانه, جميعُنا نتطور ..ننضج ..تختلفُ رؤيتنا لكثيرٍ من الأمور, لكن الناس غالباً ما تعتقد أن كلمة أحبك أبدية و هنا يتبرمجُ الشخص على أن المشاعر يجب أن تبقى ثابتة و من المحرّمات أن تتغير, و إن تغيرت يقعُ اللوم على عاتق الآخر و ننعتُه بأبشعِ الصفات, من خائن إلى كاذب إلى استغلاليّ
في الحقيقة أيضاً ليس هناك صدقٌ حين يُرغم الإنسان بالبقاء في علاقةٍ ما بدافع الشفقة على الطرف الآخر أو كيّ لا يخلّ بعهدٍ سابق ! ما الفرق هنا في عقد البيع و الشراء عن عقد الحبّ ؟ هل الحبّ عقدٌ له شروطاً و ضرائب ؟ بالطبع لا
الحبّ ليس عقداً, هو لا مشروط بأي ضريبة و غير محكوم بأيّ قوانين ! الحبّ حرية و سعادة و ليس قيود تقفلُ على الآخر لمجرد أنه كان ألقى وعداً صادقاً بلحظةٍ معينةٍ و كان سعيدٌ في وقتها
لا نستطيع القول أن هناك مشاعرٌ أبدية، فأكثر ما يتغير في هذه الحياة هو مشاعرُنا في كلّ يوم, السعادة و الحزن و اليأس و الأمل, جميعُها مؤقتة. كما في العلاقات لسنا مُجبرين على البقاء حين تتغيرُ مشاعرنا و رُغم أن هذا هو حقّنا الطبيعيّ إلا أن الطرف الآخر يُثقل كاهلنا باللوم ! يُريد أن يستأثر بالآخر و لو رُغماً عنه و رغم معرفتهِ بأن هذه المشاعر لم تعُد متبادلة بين الطرفين. فهنا نحنُ أمام تعلّقٍ مرضيّ و كُرهٍ شديدٍ للذات و هنا يستحضرُ جميع الذكريات القديمة و الوعود و الرسائل الصوتية
أنت وعدتني .. قلتَ أننا سنموت معاً و نحيا معاً
أنت بكيتَ من أجلي ..و تعذبت ..و حاربت
كنت تريدني دائماً و أبداً
ما الذي تغير الآن ؟
إذاً أنت كاذب
الحب الذي يستمده هذا المتعلق هو حبٌّ زائف, مؤقت, مادي يتغذى على بقاء الآخر ليس أكثر, نعم ليس هناك أحدٌ مسؤولٌ عن مشاعرٍ قِيلت في لحظةٍ معينة ! كان صادقاً في لحظتِها, كانت تجربة جميلة في حينها, كل شيء جميل و صادق في وقتِه, نحنُ نخوضُ علاقاتٍ حسبَ درجةِ وعينا في ذلك الوقت ثم ننضج و نختبر و نكبر و من الطبيعي أن نرتقي و نتغير : الشيء الوحيد الثابت في هذه الحياة أن كل شيء متغيّر. لا تربُط سعادتك على وجود الآخر, لا تستمد الحبّ من أشياء مادية و أشخاص مؤقتة, ستلقنّك الحياةُ دروساً كثيرة إلى أن تحبّ ذاتك بشكلٍ حقيقي و تمتنع عن تقديس الآخر و تعظيمهُ و إهمالك لنفسك و تعلقك الشديد به و في النهاية لاتندم فكلُّ شخصٍ مرّ بك كان انعكاسُك بطريقةٍ أو بأُخرى فلا تلعن وجودهُ بل ابحث عن الحكمة التي أرسلها اللهُ إليك من خلالِ هذا الكائن! بالتأكيد هو يحملُ لك رسائلاً إلهية من الكون يعلّمك كثيراً, يُصلحُ خللاً فيك, يُريك الجوانب المُظلمة منك, لا تخف هذا أنت في الآخر
إقرأ أيضاً
كيف أتأكد من صدق مشاعري تجاه شخص ما؟
طاقة التسامح مع تمرين للمسامحة
المنحرف النرجسي : واحتياطات هامة عند التعامل معه
كيفية عمل تنظيف للمشاعر السلبية بتقنية سيدونا
أضرار التعلق : 5 أضرار أساسية
ستجذب لحياتك أكثر شئ تحبه وأكثر شئ تخاف منه
تخفيض الأهمية من اهم اسرار التجلي للهدف : تامل سريع