٨ أسباب تجعل الأشخاص المتعاطفين يقعون في حب الأشخاص الخطأ
المتعاطفون هم أفراد حساسون للغاية، ولا يمكنهم فقط التعاطف مع الآخرين، بل يمكنهم أيضًا أن يشعروا بمشاعر وعواطف الآخرين حتى عندما يدخلون نفس الغرفة معهم. ونظرًا لذلك، غالبًا ما يجد المتعاطفون أنفسهم في مواقف صعبة مع الآخرين
في كثير من الحالات، يكون المتعاطف أكثر عُرضة للوقوع في حب الشخص الخطأ مقارنة بمعظم الناس. وعلى الرغم من أنه يمكنني أن أقدم سببًا رئيسيًا واحدًا لذلك، إلا أن الحقيقة المطلقة هي أن هناك العديد من الأسباب. يتعرض المتعاطفون لجذب أشخاص من جميع المشارب، حتى الأشخاص الذين يعتبرهم معظم الآخرين سيئين أو حتى سامين وعلى الرغم من أن هذا قد يعد أمرًا محمودًا من بعض النواحي، إذ أنهم يحبون الآخرين بغض النظر عن سماتهم السيئة، إلا أن ذلك قد يكون أيضًا أمراً سيئًا للغاية. هنا ٨ أسباب تفسر لماذا يقع المتعاطفون في حب الشخص الخطأ
١- المتعاطفون لديهم قلوب كبيرة
المتعاطفون هم معالجون بالفطرة, فهم لا يمكنهم فقط أن يشعروا بمشاعر الآخرين، بل يتحملون غالبًا أعباء الآخرين ويحاولون حل مشاكلهم. في حين يعد هذا لفتة طيبة و خصلة من خصالهم، إلا أن امتلاك قلب كبير في بعض الأحيان يمكن أن يأتي بنتائج عكسية، لأنه عندما لا تضع حدودًا، لن يضعها الناس دائمًا لك أيضًا
٢- المتعاطفون مثل الإسفنج
المتعاطفون يعدون بمثابة الإسفنج العاطفي, فهم يتحملون مشاعر وعواطف الآخرين وبالتالي فهم عرضة للتأثر بسهولة. في حين أن شخصًا غير إسفنجي بالمعنى المجازي للكلمة, قد يهز رأسه ويتجاهل أي شخص يشعر بالازدراء من حوله، بعكس المتعاطف الذي سيبصر ما يكمن وراء الواجهة ويرى ما الذي جعلهم حزينين أو أنهم في حالة عقدة نفسية سيئة ثم يصبح من الصعب عليهم إنشاء مسافة لأنهم مرتبطون بالفعل بشدة بهؤلاء الأشخاص الذين كسبوا تعاطفهم. وبينما يمكن أن يكون ذلك جيدًا في بعض الحالات، فإنه يمكن أن يكون مأساويًا في حالات أخرى
٣- المتعاطفون يضعون الآخرين في المقام الأول
المتعاطفون يضعون الآخرين دائمًا في المقام الأول, حتى لو كانوا يشعرون يشعرون بالسوء حيال شيء ما سيضعون مشاعرهم جانبًا ويعملون على مساعدة شريكهم. وفي كثير من الحالات، يتخذون الموقف الذي يمكنهم من خلاله إصلاح الشخص الآخر، حتى وإن لم يكن ذلك واجبهم او ليست وظيفتهم
٤- المتعاطفون غالبًا ما يخطئون في تفسير الحب
كما ذكرت سابقًا، يمكن للمتعاطفين أن يشعروا بكل مشاعر الآخرين من حولهم. وبسبب ذلك، يمكن أن يخطئوا بسهولة في تفسير أي مشاعر تظهر تجاههم على أنها حب. بالإضافة إلى ذلك، قد يتم ربطهم بشدة بشخص ما بسرعة، لأنهم يستطيعون أن يشعروا بما يشعر به الشخص الآخر ويدركونه
من جهة أخرى, المتعاطفون يتفاعلون بشكل عميق مع مشاعر الآخرين بسبب حساسيتهم العاطفية الفائقة وقدرتهم على التعاطف والتفاعل مع العواطف والمشاعر التي يعبر عنها الآخرون. وهناك عدة طرق تفسر كيف يحصل ذلك
التبني العاطفي : عندما يشعر المتعاطف بمشاعر الآخرين بشكل مكثف ومتكرر، قد يبدأ بتبني تلك المشاعر على أنها مشاعره الخاصة. هذا الأمر يمكن أن يؤدي إلى تصوره بأنه يحب الشخص بالفعل، حينما قد يكون ما يشعر به هو مجرد انعكاس لمشاعر الآخرين
الاستجابة العاطفية : المتعاطفون يميلون إلى التفاعل بقوة مع مشاعر الآخرين، وبالتالي فإنهم قد يستجيبون على نحو مبالغ فيه لمشاعر الحب والاهتمام التي يظهرها لهم شخص آخر. وبالتالي، يمكن أن يعتقدوا أن هذه الاستجابة العاطفية هي بمثابة الحب الحقيقي
الرومانسية السريعة : بسبب تواصلهم العميق مع المشاعر، قد يشعر المتعاطفون بالقرب والتوافق مع الآخرين بسرعة كبيرة، مما يجعلهم يصطحبون مشاعر العشق والرومانسية مبكرًا في العلاقة
عدم وجود حدود واضحة : المتعاطفون قد يجدون صعوبة في وضع حدود واضحة بين مشاعرهم ومشاعر الآخرين، وقد يميلون إلى خلط مشاعرهم العاطفية مع مشاعر الحب أو التعلق بسهولة
يجب أن نفهم أن هذه الظاهرة ليست عيبًا، وإنما هي خاصية للمتعاطفين بسبب حساسيتهم العاطفية. ومع ذلك، قد تتسبب هذه القدرة في بعض التحديات، ومن المهم على المتعاطفين أن يتعلموا كيفية التفريق بين مشاعرهم الخاصة ومشاعر الآخرين وكيفية وضع حدود صحية في العلاقات للحفاظ على صحتهم العاطفية والنفسية
٥- تحدي وضع الحدود قد يكون صعبًا على المتعاطفين
فالمتعاطفون ليسوا دائمًا الأفضل في وضع الحدود مع الآخرين, قد يرغبون في وضع حدود مع الغير، لكنهم يفشلون مرارًا وتكرارًا في ذلك، لأنهم لا يرغبون في جرح الشخص الآخر
هذا يحدث بسبب عدة أسباب
الرغبة في تجنب الصراع : المتعاطفون قد يكونون غير محبين للصراعات والمواجهات، وقد يفضلون تجنب إحداث ضجة أو جعل الشخص الآخر يشعر بالإحراج من خلال وضع الحدود
الخوف من الردود العاطفية : المتعاطفون قد يخشون أن يؤثروا سلبًا على المشاعر الأخرى، وبالتالي قد يترددون في وضع حدود صارمة حتى لا يجرحوا الشخص الآخر
الرغبة في مساعدة الآخرين : يميل المتعاطفون إلى الانصياع لاحتياجات الآخرين ومساعدتهم، وقد يعتقدون أن وضع حدود قد يعيق هذه القدرة على المساعدة
الشعور بالذنب : قد يشعر المتعاطفون بالذنب إذا قاموا بوضع حدود مع الشخص الآخر، حتى وإن كان ذلك ضروريًا لصحتهم العاطفية والنفسية
مع ذلك، يتعلم المتعاطفون مع الوقت كيفية التعامل مع هذه التحديات و وضع حدود صحية ومناسبة. فوضع الحدود يعد أمرًا هامًا للحفاظ على توازنهم العاطفي وعلاقاتهم الشخصية بشكل عام. يتطلب الأمر القوة والشجاعة أحيانًا لوضع حدود والتأكد من أنها تحمي حقوقهم وصحتهم العاطفية
٦- يقعون في الحب بسرعة
المتعاطفون يرتبطون عاطفيًا بالآخرين بسرعة كبيرة. يمكنهم الاتصال الفوري مع الآخرين، مما يجعل الناس أكثر عرضة للانفتاح أمام المتعاطف. ولكن هناك أوقات عندما يفتح شخص ما نفسه أمام المتعاطف ويتم بناء رابطة عميقة مع هذا الشخص، لا يكون ذلك بالضرورة جيدًا لهم
هذا يحدث لأن المتعاطف قادر على التواصل مع مشاعر الآخرين وفهمها بشكل كبير، مما يجعل الآخرين يشعرون بالراحة والتقبل حوله. وبالتالي، يمكن للآخرين أن يكشفوا عن أنفسهم وأن يفتحوا قلوبهم للمتعاطف بسهولة
ومع ذلك، يجب على المتعاطفين أن يكونوا حذرين لتجنب الوقوع في الحب بسرعة دون تقييم جيد للعلاقة والشخص الآخر. قد يحدث أن يتم بناء رابطة قوية مع شخص ليس مناسبًا لهم من الناحية العاطفية، مما قد يؤدي فيما بعد إلى تجارب مؤلمة وصعبة. من المهم على المتعاطفين أن يعتمدوا على حدسهم وأن يأخذوا الوقت الكافي للتعرف على الشخص الآخر قبل أن يغرموا بالحب العميق
٧- إنهم يرضون الناس على حساب أنفسهم
المتعاطفون لا يحبون الصراعات, إنهم يكرهون إحباط الآخرين وسيذهبون إلى أبعد الحدود لجعل الآخرين سعداء حتى أنهم في بعض الأحيان يضحون بأنفسهم واحتياجاتهم من أجل إسعاد الآخرين
هم يسعون جاهدين لإرضاء الآخرين والحفاظ على سلامة العلاقات الاجتماعية. يرتبط ذلك بقدرتهم على التفاعل مع مشاعر الآخرين وتوقع ما يحتاجونه. يعتبرون إسعاد الآخرين أمرًا هامًا للحفاظ على التواصل العاطفي والتقدير الاجتماعي
ومع ذلك، يمكن أن يكون هذا السلوك الدائم لإسعاد الآخرين على حساب أنفسهم مشكلة في بعض الأحيان. قد ينتهي بهم الأمر بالتضحية بالكثير من أجل الآخرين وتجاهل احتياجاتهم الخاصة. يمكن أن يشعروا بالإرهاق والإحباط إذا استمر هذا النمط دون التوازن الصحيح بين إسعاد الآخرين ورعاية أنفسهم
لذلك، من المهم على المتعاطفين أن يتعلموا كيفية وضع حدود صحية والقيام بالتفكير في احتياجاتهم الشخصية أيضًا يجب عليهم أن يتعلموا كيفية قول لا عند الضرورة وأن يمارسوا الاهتمام بأنفسهم كما يفعلون مع الغير
٨- المتعاطفون هم الأكثر تقبلاً
المتعاطفون يتقبلون الآخرين بشكل كبير. في كثير من الأحيان، يتجاوزون الجوانب السلبية في شخص ما لأنهم يرون أفضل جوانبه. وبالرغم من أن هذا يمكن أن يكون أمرًا مدهشًا، فإنه قد يكون أيضًا سيئًا، لأنه ليس جميع الناس لديهم جوانب جيدة تتجاوز جوانبهم السلبية
القدرة على التفاعل مع مشاعر الآخرين والتفكير الإيجابي فيهم يمكن أن يجعل المتعاطفين يرون الجانب الجيد والنقاط القوية في الآخرين حتى عندما يكون لديهم عيوب وسلبيات. قد يكون هذا أمرًا جيدًا في بعض الأحيان ويعزز من قوة العلاقات والتفاهم بين الأفراد, لكن يجب أن يتعلم المتعاطفون كيفية التوازن بين التقبل والواقعية. لا ينبغي لهم أن يتجاهلوا تمامًا الجوانب السلبية للآخرين أو السماح لأنفسهم بالبقاء في علاقات غير صحية أو ضارة بسبب تجاوز الجوانب السلبية. يجب أن يكون لديهم القدرة على التعرف على الحدود واتخاذ قرارات صحية تحمي صحتهم العاطفية والنفسية
إقرأ أيضاً
تسع عادات للأزواج الذين يحافظون على الحب الجنوني
أربعة اسباب تظهر او تخفي الاشخاص في حياتك
كيف أنسى شخصاً أحببته و معيقات نسيان الحب