أنت كائن مكون من ثلاثة جوانب … جسد وعقل وروح

أنت كائن مكون من ثلاثة جوانب … جسد وعقل وروح

يعيش معظم الناس على مستوى الجسد ، إطعام الجسد ، لباس الجسد ، إعطاء الأشياء للجسد . لم يقرأ معظم الناس كتاباَ جيداً – أعني كتاباً ممكن أن يتعلموا منه شيئاً – خلال سنوات . لكن يمكنهم إخبارك بجدول التليفزيون بأكمله للإسبوع . وهذا شيء محزن للغاية .
الحقيقة هي أن معظم الناس لا يريدون التفكير . فهم ينتخبون القادة ، يدعمون الحكومات ، يتبنون الأديان التي لا تتطلب تفكيراً مستقلاً . ( اجعلها سهلة بالنسبة لى ، وأخبرني فقط ما علىّ فعله .)
معظم الناس يريدون ذلك . أين أجلس ؟ متى أقف ؟ كيف ألقي التحية ؟ متى أدفع ؟ ماذا تتمنى مني أن أفعل ؟ ماهي القواعد ؟ أين حدودي ؟ قل لـــي ، أخبرني ، أخبرني ، وسأفعل ذلك – هل من أحد ليخبرني ؟ ثم يشعرون بالإشمئزاز وخيبة الأمـــــــــــــل . لقد اتبعوا القواعد ، وفعلوا كل ما قيل لهم ، وماهي المحصلة ؟ متى ساءت الأمور ؟ ولماذا إنهار كل شيء ؟
لقد انهار في اللحظة التي تركت فيها عقلك – أعظم أداة إبداعية كانت لديك على الإطلاق
حان الوقت لتكوين صداقة مع عقلك مرة أخرى . كن له رفيقــــاً ، فلقد شعر بالوحدة . كن له مغذياً ، فلقد كان جائعاّ جداّ
لقد فهم البعض من الناس – قلة قليلة – أن لديه جسداً وعقلاً . لقد تعاملوا مع عقولهم جيداً . ومع ذلك ، حتى من بين هؤلاء الذين يحترمون العقل – وأمور العقل – القليلون هم من تعلموا استخدامه في أكثر من عُشر قدرته
إذا علمت قدرات عقلك ، فلن تتوقف أبداً عن الإستفادة من عجائبة وقواه
إذا كنت تعتقد أن عدد الذين يوازنون بين حاجات الجسد والعقل قليلاً ، فإن عدد أولئك الذين يرون أنفسهم كائنات مكونة من ثلاثة أجزاء – جسد وعقل وروح – قليل جداً
وبعد ، فأنت كائن مكون من ثلاثة أجزاء . أنت أكثر من جسدك – وأكثر من عقلك .
هل تُغذّي روحك ؟ هل لاحظتها حتى ؟ هل تشفيها أم تؤذيها ؟ هل تكبر أم تذبل ؟ هل تتوسع أم تضيق ؟ هل تشعر روحك بالوحدة مثل عقلك ؟ أم أنها أكثر تجاهلاً حتى ؟
متى كانت آخر مرة شعرت فيها أن روحك تُعبّر عن نفسها ؟ متى كانت آخر مرة بكيت فيها من المرح ؟ كتبت شعراً صنعت موسيقى ؟ رقصت تحت المطر ؟ خبزت فطيرة ؟ رسمت أي شيء ؟ أصلحت شيئاً كان مكسوراً ؟ قبّلت طفلاً ؟ داعبت قطة صعدت أعلى التل ؟ تمشيت عند شروق الشمس ؟ لعبت الهارمونيكا ؟ تحدثت حتى طلوع الفجر ؟ ناجيت الطبيعة – بحثت عن الله ؟
متى كانت آخر مرة جلست فيها مع « السكون » بمفردك ، مسافراَ إلى أعمق جزء من كيانك ؟ متى كانت آخر مرة قلت فيها لروحك – مرحباً
عندما تعيش كمخلوق ذو وجه واحد – كجسد – تصبح غارقاً في أمور الجسد ؛ المال والجنس والقوة والممتلكات التحفيز والرضا الجسدي ، الحماية ، والشهرة ، والمكاسب المادية
عندما تعيش كمخلوق ثنائي الأوجه – كجسد وعقل – فأنت توسع من اهتماماتك لتشمل مسائل العقل ؛ كالرفقة والإبداع ، وتحفيز الأفكار الجديدة ، وانشاء أهداف جديدة ، وتحقيق ننمية ذاتية
عندما تعيش ككائن ثلاثى الأوجه – كجسد وعقل وروح – فأنت في النهاية تتوازن مع نفسك ، لتشمل اهتمامات مسائل الروح ؛ كالهوية الروحية ، والغرض من الحياة ، وعلاقتك مع الله ، وطريق التطور والنمو الروحي ، والمصير النهائي
وعندما تتطور إلى حالات أعلى وأعلى من الوعي ، فأنت تدرك تماماً كل جانب من جوانب كيانك
ومع ذلك ، فإن التطور لا يعني التخلي عن بعض جوانب الذات لصالح الجوانب الأخرى . إنه يعني ببساطة توسيع التركيز والإبتعاد عن الإنغماس الحصري في جانب واحد ، إنه يعني الحب والتقدير لجميع الجوانب


محمد عبدو

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *