عشر علامات لليقظة/الاستنارة الروحية : علامات تدل على استنارتك الروحية

عشر علامات لليقظة/الاستنارة الروحية : علامات تدل على استنارتك الروحية

 

اليقظة الروحية أو الاستنارة أو كما يسميها البعض الصحوة الروحية هي حالة ذهنية و نفسية يتسم بها كل شخص بلغ حدا معينا من الوعي و الادراك لواقعه و حاضره و التي تخول له تصفية ذهنه من الماضي و المستقبل و تكريس ذاته و طاقته و شغفه و سعادته القصوى في اللحظة الراهنة أي الهنا و الآن

فوفقًا لـ ديباك شوبرا، تحدث الاستنارة الروحية عندما لا تعود تعيش في عالم الأحلام و تقوم بتصفية نفسك من الأنا أو الإيغو والتركيز على ما يمكن أن يكسبك الراحة النفسية و السلام الداخلي ليكون وعيك و واقعك كالموجة و علاقتها بالمحيط.. يتواصلان و ينفصلان بانسيابية و تزامن تام

عندما ننظر عبر الفلسفة البوذية، هناك خيط مشترك بين هذه الحالة الروحية و النيرفانا. حيث يصبح من الممكن أن تبلغ هذه الحالة عندما تنجح في الغاء اي سلطة رقابة خارجية عنك و تستمتع بالرحلة دون التفكير فيما يمكن أن يطرأ بالخارج من انتقاد او حكم او تقييم أنت في غنى عنه. تخيل ما قد يجلبه لك هذا الانفصال عن السائد من سعادة و رضا و سكينة و سلام؟ فقط تخيل

ربما ستتسائل الآن، كيف أعلم أنني بلغت هذه المرحلة الراقية من الوعي الذاتي و التي تسمى بالاستنارة الروحية؟

إليكم عشر علامات لليقظة/الاستنارة الروحية

١- حواراتك الباطنية

من أولى علامات الاستنارة هي أن لا تكون من اولئم الاشخاص الذين يمرون في الحياة دون أن يتوقفوا للحظات في كل مرحلة لتفكروا فيما هم بصدد عيشه او انجازه أي دون التفكير كثيرًا في من أنت وماذا تريد ولماذا أنت هنا. هذه الأسئلة الوجودية شبيهة بتشغيل مصباح مضيء في غرفة ظلماء. إذا كنت من الشغوفين بإجراء حوارات باطنية فقد تتساءل في مرحلة ما من حياتك

هل أحتاج حقًا إلى شرب الكثير من الكحول؟

لماذا أغضب كثيرا؟

لماذا أقارن نفسي دائمًا بالآخرين؟

لماذا لا أستطيع النهوض من السرير عندما يرن المنبه؟

هل أحتاج حقًا إلى هذا القدر من اللحوم الحمراء في نظامي الغذائي؟

لماذا أجذب الكثير من الدراما الى حياتي؟

لماذا دائمًا ما أحيط نفسي بالاشخاص الخاطئين؟

لماذا لم أجرب بعد عادة جديدة؟

هل أنا حقل سعيد؟ ..الخ

تكون الخطوة الأولى في السير نحو الاستنارة هي إدراك اللحظة الحالية متبوعًا بدافع لتغيير شيء ما فيك او في حياتك عامة

٢- الشعور بالارتباط العميق بمحيطك

التواصل او الارتباط بالبيئة الاجتماعية يأتي من الشعور القوي بالإنسانية التي تتشاركها مع غيرك من بني البشر ستلاحظ أنك تحمل هم الآخرين و تُؤثرهم على نفسك خاصة فيما يتعلق بحاجاتهم المادية (لانك روحاني بامتياز)

ستجد نفسك مهتمًا بمجتمعك. كأن يشمل ذلك التطوع، الاعمال الخيرية، الاعمال الفضولية كترصيف معبد أو اصلاح باب جارك الغائب

أنت تحاول بذلك أن ترى نفسك من منظور مختلف. الى جانب هذا ستجد نفسك لا شعوريا تتقبل أي اختلاف يميز غيرك و ربما تبدأ في التساؤل عن سبب ارتداء فلانة للنقاب مثلا أو وضع فلان للوشم بدلاً من الحكم عليهم او اقصائهم

سيكون لديك وعي متزايد بالمخلوقات التي تشارك هذا الكوكب معها.و قد تقرر التوقف عن أكل اللحوم أو قد تمتع نفسك باصطياد الحشرات السامة و جمعها بدلاً من قتلهم

الأمر المؤكد أنه لديك اتصال عميق بالكوكب حيث يبدو لك أن إلقاء القمامة أو استخدام البلاستيك أو إهدار الطعام لم تعد سلوكات شخصية مقبولة على الاطلاق

٣- فك التعلق بالاشياء

سواء كنت على علم بذلك أم لا ، لديك أفكار أو أشياء أنت متعلق بها بشدة. هذه الأمور كفيلة برسم صورة أولية عن نفسك و اختصارها بشكل سطحي للغاية. حيث سيمكنك تعريف نفسك من خلال السيارة التي تقودها ، والأحذية التي ترتديها ، وما تأكله ، ومن تقضي الوقت معه ، ومن تصوت له ، وماذا تقرأ ، وكيف تنفق أموالك

فكر في نفسك الحقيقية كذبذبة تنبض في قلب هذا الكون، ستكتشف أنك على مر السنين ، كنت تتبنى معتقدات أو أوصاف عن نفسك بناءً على ما يخبرك به والديك وأصدقائك و وسائل الإعلام.. انظر إلى كل معتقد على أنه حجاب بينك و بين حقيقة ذاتك

أنا ذكي

أنا مشهور

أنا من محبي القطط

أنا نباتي

أنا يوغي

أنا دائما متأخر

أنا رياضي

انا من محبي النوم لساعات طويلة

كل فكرة أو قناعة تمثل قطعة من القماش الذي يكون ذلك الحجاب. و بمجرد أن تدرك وجود هذا الحجاب حقا ، يصبح شفافًا تماما فيمكنك أن ترى من خلاله

٤- تحقيق السلام الداخلي

فكر في السلام الداخلي على أنه أمر محبب. فهو ليس مرادفا للامبالاة أو البرود او الاستهتار. و هذا لا يعني أيضا أن الأمور لا يمكن أن تسوء في حياتك ، إنه يعني فقط أنه عندما تسوء الأمور ، فأنت لن تمكث طويلا في دوامة عاطفية من الغضب أو الإحباط أو اليأس. فالسلام الداخلي سيجعلك تنظر للمشكلات على أنها وقتية و أن الحلول آتية لا محالة

يصف الدالاي لاما السلام الداخلي كإصابة إصبع القدم- لا تزال تعاني من شحنة عاطفية من الألم ، لكنها عابرة. كما يشبّه السلام الداخلي بالمنظار المكبر للمشاعر الإيجابية التي تجعلك ترى الحلول في قلب المعضلة

اذا وجدت سلامك الداخلي فهنيئا لك أنت في طريقك مباشرة نحو الاستنارة الروحية

٥- حدسك في أوج تفعيله

هل فكرت يومًا في صديق قديم لتلتقي به فجأة في اليوم الموالي؟ هل سبق لك أن سمعت رنين هاتفك وعرفت أنها والدتك قبل أن تنظر؟ هل شعرت يومًا بكراهية فورية وغير مبررة تجاه شخص ما أو شعرت بشعور رائع عند لقائك لأول مرة بشخص لا تعرفه من قبل؟

يلعب الحدس دورا كبيرا في حياتنا اليومية، يوجهنا و يساعدنا في اتخاذ قرارتنا كما يجعلنا مرتبطين طاقيا بالاشخاص بطريقة سلسة يمكن أن تقترب في المعنى من الذكاء العاطفي. إذا كان للأفكار والأفراد العاديين طاقة تربطهم داخل شبكة عنكبوتية من الطاقات، فإن المستنيرين روحياً يكونون أكثر استعدادًا للتواصل مع هذه الطاقة لأنهم مستقبلون حساسون جدا للطاقة و كثيرا ما يكون حدسهم في محله بطريقة أشبه بالتنبؤ

٦- التزامن في الاحداث

على غرار الحدس ، هناك شعور بأن الكون يتآمر لتحقيق شيء ما من أجلك. تسير في الشارع فترى لافتة كبيرة كتب عليها كلمة “نيويورك” ، ثم تدخل للحلاق فتجده يرتدي سترة عليها علم الولايات المتحدة، ثم تقوم بتشغيل التلفزيون فتشاهد إعلانا للسياحة في ميامي. قد يسمي البعض هذه مصادفة ، لكن يعتقد البعض الآخر أن هذه العلامات الخفية ترشدك .. ربما مقدر لك أن تجد مبتغاك عبر هذه الاشارات

إذا أثار فعل واحد سلسلة من الأحداث التي تبدو وكأنها قدر أو كما يطلق عليها العلم نظرية تأثير الفراشة ، فقد تكون شخصا مستنيرا

٧- التمتع بحس مرهف عالي جدا

الحس المرهف أو التعاطف هو قدرتك على الشعور بما يشعر به الآخرون كأنك تعايشه تماما. و التعاطف يعني حرفياً أن تشعر بمعاناة الناس كأنك تعيشها. حيث يبدأ الأشخاص في طور اليقظة الروحية بملاحظة تطور كبير على مستوى قدرتهم على التعاطف مع من حولهم بطريقة ناجعة قد توجههم نحو العمل من أجل تحسين واقع غيرهم أو التأثير فيهم إيجابيا بشكل يجعل منهم نسخة أفضل من انفسهم كما يفعل “الغورو” أو المتحدثون التحفيزيون أو الناشطون الايجابيون في مجال التطوير و الاستشفاء الروحي

لكن أحد مجالات التعاطف التي غالبًا ما يتم نسيانها هو التعاطف مع الذات. فوفقًا لكريستين نيف ، باحثة في مجال التعاطف الذاتي ، يتكون التعاطف مع الذات من ثلاثة مكونات رئيسية

ان تكون لطيفا مع ذاتك

أن تشعر بارتباط بالانسانية جمعاء

أن تتمتع باليقظة الذهنية التامة

إذا، إذا كنت ممن يمتلكون هذه المهارات الثلاث فمرحى أنت على طريق الصحوة الروحية بامتياز

٨- عدم الخوف من الموت

قال المعلم الحكيم باري كوفمان ذات مرة “إن كل الخوف هو في الحقيقة خوف من الموت.” حيث ينخفض ​معدل الخوف بشكل عام عندما يصبح الفرد أكثر استنارة. قد يكون هذا بسبب بلوغ درجة جيدة في التحكم بمشاعرك كالشعور بالتعلق، ليبدو لك موتك مثلا أقل مأساوية عندما تركز على العيش في الحاضر وتتوقف عن القلق كثيرًا بشأن المستقبل أو الندم على الماضي. عندما يُنظر إلى الوعي على أنه يتجاوز الجسد المادي ، فإن فقدان هذا الجسد يكون أمرا سيانا أو أقل مأساوية بالنسبة للشخص. فرؤية الموت على أنه أمر لا مفر منه ، كجزء من عمليتك الحياتية ، يسمح للسلام الروحي أن يعبر من خلالك و يزول الخوف بالتالي من هالتك

٩- الشعور بالرضا بما أنت عليه

مع الاستنارة الروحية تأتي الثقة والشعور العميق بقيمة الذات. لقد ولت الحاجة إلى الامتثال للمعايير الثقافية أو الرغبة في البقاء على صواب دائما لتغذي ثقتك بنفسك أو تثير اعجاب الآخرين. بدلاً من ذلك ، ينتابك شعور حقيقي و كامل بالرضا عن هويتك، قناعاتك، و خياراتك التي تتخذها يوميا

على الرغم من أن العديد من الأشخاص المستيقظين هم من المؤثرين البارزين لدى جمهور الناس ، إلا أنهم لا يطمحون في الحصول على متابعين. فهذا ليس هدفا بحد ذاته بل هو نتيجة طبيعية عندما تقدم محتوى يستحق المتابعة. يتمتع أشخاص مثل روبن شارما و ايكهارت تول بمتابعين هائلين بسبب طريقة ظهورهم لعذا العالم ، وليس لأنهم يعرفون خوارزمية إنستجرام السحرية او غيرها من المنصات التي تزخر بالمشاهير هنا و هناك. إن الظهور كشخص حقيقي هو أحد أكثر سمات المستنيرين جاذبية. يجب أن تصرح لنفسك و للاخرين بأن إرضاءهم ليس وظيفتك ، و أن التصريح بآراء و مواقف غير مألوفة أمر لا تخشاه، من هنا تنبثق منك طاقة جذب سحرية ستشعر بالأمان و الاطمئنان لتواجدها حولك

١٠- الازدهار و الوفرة

يتمتع الأشخاص المستنيرون بمستوى من الانفتاح على فرص الحياة أكثر من غيرهم. عندما تشعر أن هناك ارتباطًا بين عقلك وجسمك ستشعر أنك أكثر سعادة من ذي قبل و أكثر صحة و اتزانا و بالتالي أكثر ازدهارا و جذبا للوفرة في حياتك

ففي علم النفس الإيجابي ، تعد مجالات النموذج النظري للسعادة المسمى بيرما (المشاعر الإيجابية ، والمشاركة ، والعلاقات ، والمعنى ، والإنجازات) كلها نقاط قوة تميز مستوى اليقظة الروحية. وبالمثل ، وجدت الباحثة ، سونيا ليوبوميرسكي ، علاقة عميقة بين السعادة والنجاح في مجالات الحياة المتعددة ، بما في ذلك الزواج والصداقة والدخل و المهنة والصحة. علميا ، يُعرف هذا بالازدهار

أخيرا، إذا كنت ممن يقرؤون هذا المقال و يشعرون بأن هناك بعض العلامات متواحدة لديهم فعليا، قم بتحفيز دافع نحو الاستنارة من خلال بعض الممارسات الموصى بها من قبل الفلسفة البوذية و أعلام الاستنارة عبر التاريخ

١- قم بتخصيص بعض الوقت للتأمل يوميا

٢- اقضِ بعض الوقت في الخارج

٣- مارس الضحك كرياضة

٤- ارقص كما شئت وقتما شئت

٥- تواصل مع غيرك ماديا

٦- تطوع و قدم يد المساعدة

٧-مارس الامتنان كطقس يومي

و كما يقول إيكهارت تول : لن تجد السلام بإعادة ترتيب ظروف حياتك ، بل بإدراك من أنت في أعمق مستوى
اقضِ الوقت في التركيز على أن تصبح على طبيعتك تمامًا أي أن تكون أنت دون تزييف أو تزيين

اذا اعجبك المقال لا تتردد في مشاركته مع اصدقائك و إمتن للفريق العامل بشبكة وعي الروحانية ، فالإمتنان هو سر الوفرة

إقرأ أيضاً : خمسة تحوّلات جذرية تحدث لك بعد الصّحوة الروحية مباشرة بالنقر هنا

إقرأ أيضاً : القوانين الروحية الأربعة بالنقر هنا

إقرأ أيضاً : سبعة فوائد للروحانيات : تعرف عليها بالنقر هنا

إقرأ أيضاً : حوار مع روح : عبرة روعة و تعبير يأخذك لأبعد من الخيال بالنقر هنا

إقرأ أيضاً : ما هو نداء الروح : اشارات تدلّ على أنك تتلقى نداءً روحيّا بالنقر هنا

إقرأ أيضاً : قوة الإنسان الروحية الممنوحة له من الله : تفسير هام و عميق بالنقر هنا

 

 

ديباك شوبرا

4 réflexions sur “عشر علامات لليقظة/الاستنارة الروحية : علامات تدل على استنارتك الروحية”

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *