لماذا يقل الحب بعد الزواج وفي العلاقات طويلة الأمد ؟
الإجابة مرتبطة بالناقل العصبي الدوبامين, من المعروف إزدياد نسبة هرمون الدوبامين وكيمياء السعادة في مراحل الحب الأولى من الانجذاب العاطفي٬ بينما أكدت دراسة عدة دراسات أن الأمر مختلف مع الأزواج وممن تربطهم علاقات ناجحة طويلة الأمد٬ حيث تبين نقص الدوبامين في أجسادهم وإزدياد هرمون أخر يسمى الأوكسيتوسين يعني ببساطة, إن كيمياء الحب (بأشواقه ولوعته) مختلفة عن كيمياء الزواج (العلاقات المستمرة طويلة الأمد)
هذا الكلام أهم مما تتخيل٬ فنظرة البعض للزواج خاطئة من الأساس٬ البعض يبني فكرة الزواج على الانجذاب العاطفي فقط على اعتبار أنه الحب، وتكون الصدمة حين يتزوج أحدهم وفي ذهنه هذه الفكرة الخاطئة، حينها سيكون لسان حاله يا ليتني لم أتجوز٬ بل وسينعت كل من سولت له نفسه على الزواج بالجنون وسينصحه بالعدول عن رأيه٬ لجهل منه بمفهوم الحب و مراحله
ما هو الحب إذا ؟ وما هي مراحله ؟ لو تأملنا أي علاقة مثالية، سنجد انها تمر بثلاثة مراحل
المرحلة الأولى : الانبهار
وهي مرحلة الدوبامين. في هذه المرحلة تكون القصة في بدايتها. ترى الشخص الذي تحبه وكأنه (كامل) ولا نقص فيه٬ ظريف وخفيف الظل وتكون سعيداً وأنت معه٬ تشعر انه مختلف عن كل من قابلتهم في حياتك. هذه المرحلة هي التي أنتجت كل قصائد الحب والأغاني في التاريخ الإنساني٬ وهي المرحلة الوحيدة التي تركز عليها وسائل الإعلام والدراما الرومانسية. ولكن احذر كل الحذر، من قرار الارتباط في هذه المرحلة
المرحلة الثانية : الاكتشاف
هي مرحلة تعرف كل من الطرفين على الآخر مع مرور الوقت. الوقت هو الضمان االأهم في نجاح أي علاقة٬ فهو كفيل بأن يكشف عيوب الشخص الذي تحبه٬ و إظهار حقيقة أنه ليس كاملا كما كنت تظن. هل هذا طبيعي؟ الإجابة, طبيعية تماما
وحين تجد أن هذا يحدث في علاقتك الجادة فاعلم أنك تسير في الطريق الصحيح٬ لأن في هذه المرحلة تختفي الصورة المزيفة التي كنت تراها في مرحلة الإنبهار وسترى الشخص على طبيعته, في هذا الوقت يمكنك أن تقرر
المرحلة الثالثة : مرحلة التعايش والعشرة
وهي مرحلة الأوكسيتوسين, في هذه المرحلة يصل الطرفان إلى معرفة كاملة بعيوب بعضهم٬ وتكون عندهم القدرة على معايشتها والتكيف معها. و هنا تأتي المقوله الشهيرة للفيلسوف الأمريكي سام كين, نأتي إلى الحب ليس عن طريق إيجاد شخص مثالي ، ولكن عن طريق التعلم لرؤية شخص غير كامل تماما
هذه المرحلة هي أصعب مرحلة في العلاقات لأنها تتضمن المجال لحل الخلافات التي تنشب – حتما – بينكما٬ وكيفية تعامل كل منكما مع عيوب الآخر
تجاوز هذه المرحلة ، تعني أقصى درجات الحب التي من الممكن أن تصل إليها العلاقة. و أما القدرة على إستحداث مرحلة الإنبهار من حين لأخر في مرحله التعايش يضمن إستمرار العلاقة والذهاب بها بعيدا. فلا بأس في زيارة نفس الأماكن التي كنا فيها في بداية تعارفنا٬ كلمة رقيقة٬ لمسة حانية٬ هدية بسيطة
هذه هي العلاقة الأقرب للمثالية٬ وليست مرحلة الانبهار فقط كما توهمك أغلب الأفلام والدراما الرومنسية إن لم تكن كلها
يقع في هذا الشرك ملايين من الناس٬ حين يجدون أن مشاعرهم قد تغيرت دون أن يفهموا السبب٬ وتكون النتيجة دمار علاقة رائعة٬ دون أن يعلموا أن هذا التغير جزء من العلاقة الطبيعية بل ودلاله على صحتها ونضجها
الغزل والرومانسة والإنجذاب والسهر والحديث الطويل الممتع الذي لا يكل منه ولا يمل في مرحلة الإنبهار طبيعي، لأنك لا ترى عيوبا وهذا لا يعتبر حباً. أما الحب الحقيقي فهو مرورك بجميع مراحل العلاقة بنجاح ٬ لأن هذا يعني أنك عرفت شخصاً وأدركت عيوبه وظللت مصرا على الحياة معه رغم كل شيء
إقرأ أيضاً
علامات تحذيرية يجب الانتباه لها في أي علاقة عاطفية جديدة
كيف أقنع أهلي بالموافقة على الزواج من حبيبي ؟
العلاقة الزوجية : إضاءات رائعة بقلم د. عمرو بكر