أوقات بنحس أن الحياة مبقاش ليها طعم، الحاجات اللى كانت بتبسطنا مبقتش تأثر فينا، ملناش نفس و لا عندنا طاقة نعمل أي حاجة، جربنا كل حاجة و أتعودنا على كل حاجة و مستنين أي حاجة جديدة علشان نجري وراها يمكن نحس زي ما كنا بنحس زمان و أحنا مستنيين مناسبة أو حاجة جديدة تفرحنا. الحقيقة أن المرحلة دي هي أهم مرحلة في حياة الأنسان.
مرحلة الخروج من « الشرنقة « لمرحلة « الطيران « . و أحنا أطفال دماغنا بتكون ضيقة محدودة حدودها قطبية ، ليها بُعدين فقط “ two dimensions “ فوق و تحت ، يمين و شمال ، أبيض و أسود ,حلو ووحش . معظمنا بيكمل حياته جوة الشرنقة بالرغم من وصلوه لسن الرشد بيلف في نفس الأبعاد الضيقة المحدودة و هنا اللي بيحدد سلوكه كيميا مخه اللي بتسجيب للمثيرات الحسية و اللى بتدور حوالين دافعين أو بُعدين فقط دافع » الخوف « و دافع » الرغبة « الخوف من العقاب و الرغبة في المتعة لما بنمر بتجارب كتير، لما بنتحرر من الأشياء و الأشخاص اللي كانو بيخوفونا و لما بنوصل و نجرب كل المتع اللي كنا بنطاردها بنوصل بعدها لمرحلة البلاتوه » plateau « أو مرحلة » الثبات « الحاجات اللى كانت بتحركنا زمان مبقتش تأثر في كيميا مخنا عشان تحفزنا هنا بنتخيل أن حياتنا مبقاش ليها معنى إنما الحقيقة العكس تماما هي مرحلة » البحث عن معنى « يا إما هنتمنى الموت و هنسعى ليه يا أما هندور على أبعاد أخرى خارج نطاق عقلنا المسجون جوة حدود مادية ضيقة، ناس كتير في المرحلة دي بتمارس الشفقة على الذات و الأسى و تغرق فيهم و تدخل في اكتئاب لحد ما روحها تفنى جوة الجسد في حين أن المرحلة دي هي بداية الخروج من البُعد المحدود لعقل الطفل و البدأ في الانتقال لأبعاد أخرى موجودة بداخلنا لكنها محتاجة فقط أنه يتم تفعيلها ، أبعاد ميقدرش يدركها مخ الأنسان طول ما اللي ساكنه « طفل » بيفكر بطريقة الأبعاد الثنائية في اللحظة دي بيبدأ الأنسان يتكون عنده دافع جديد و هو أستعادة الشغف بالحياة فيخرج برة دماغه يدور و يقرا و يسأل و يتعلم يفكر و يسرح و يعيد تقييم كل المعلومات اللي دخلت عقله بدون إرادة منه المرحلة دي بتكون زي مرحلة الكمون او التحول الصامت و هي المرحلة اللى بتتوسط مرحلة الانتقال من حال إلى حال في المرحلة دي هو مش زي الأول و في نفس الوقت لسة مخرجش بالكامل من ذاته الأولى اختباره هو انه ميفقدش الأمل و يثق في إنه كائن بيولوجي له دور مخطط له بعناية زي باقي مخلوقات الكون لخدمة رب واحد اختصه بأنه يكون خليفته في الأرض و يحمل رسالته، لكن باقي المخلوقات لا تملك العقل العقل يحمل جانبين متضادين جانب يمكنه من الوصول للأبعاد الغير محدودة و جانب النزعات النفسية اللي ممكن تعيقه عن تنفيذ مشيئة ربنا ليه بالأفكار السلبية عن طريق شيطانه اللي عايزه يقاوم عملية التحول العقلي الانفعالي
و بالتالي جهاده هو السيطرة على الأفكار السلبية اللي ممكن عقله يشتته بيها و أقوي سلاح للتغلب على الأفكار السلبية في الوقت دة هو سلاح التسليم قبول حالة التشتت و الألم اللي بيشعر بيه قبول حالة التوهان و فقد الشغف قبول انه يسيب نفسه بلا وزن و بلا مقاومة لمن يدبر له أمره بشرط حسن الظن بربه لمقاومة كل الأفكار السلبية اللى هتظهر جوة دماغه و كأن الشيطان بيعرض عليه الأكل من الشجرة المحرمة و يغريه برغباته و يشككه في ربه و في تدبيره له ، و يختار الانسان بأرادته أن يعصي الشيطان فلا يغوى تلك المرة فيبدد اليقين الشك و تنحل عقوبة الذنب على بني آدم فيعود للنعيم المفقود.
و كأن الانسان بسلاح التسليم و حسن الظن بالله ، يختار الصعود إلى الجنة تاركا الارض ليبدأ في الطيران لأعلى .
و كأن الانسان أعلن توبته و تلقيه لكلمات ربه ليتوب عليه .
و كأن الصبر في هذه المرحلة مع السعي المستمر في تطوير الإدراك هو قمة التسليم لله و طاعته لأدراك ألوهيته و ملكه و عظمته .
فذروة صعوبة الاختبار هي اللحظة اللي بيتعارض فيها صوت النفس اللي اتخلقت و جواها غريزة المقاومة و العناد لأي قيود تكبح جماح رغبتها و نزعاتها النفسية مع صوت التسليم و الخضوع لمن لا أراه بعيني و لا سمعه بأذني لكني اعبده بقلبي و أُسلم له زمام أمري و أنا أعلم انه ربي الذي خلقني لأسكن الجنة و قد خرجت منها لجهلي بعظمته و انخداعي بعقلي و لسوف أعود إليها عندما أدرك انه الحق و يشهد قلبي بأن لا اله الا هو مالك الملك رب العرش العظيم اليه أُسلم أمري و به أستعين