..جبل الجليد


جبل الجليد

لغة العقل هى الأفكار 
الأفكار هي صوت داخلي غير مسموع بيستخدم الكلمات 
الكلمات ممكن تبقي خادعة ، محتالة ، بتلف و تدور ، بتكذب و مش بتعرف توصف بدقة اللي جوة القلب 
الأفكار ممكن تكذب عليك من غير ما تحس 
تخدعك و تتجاهل ألمك 
أفكارك تقولك حاجة و مشاعرك تصرخ بالعكس 
ساعات بنكون مش عايزين نسمع صوت الصريخ لأننا مش عارفين نتعامل معاه أو نقبله 
نحاول نتشتت عنه ، نتجاهله ، نهرب منه ، نسكنه بشوية مراهم ملطفة
و علشان طبيعة الأنسان دائما انه يخبي اللي مش عارف يتعامل معاه و يعامله و كأنه مش موجود 
فكان لازم يكون فيه تجسيد خارجي للمشاعر لا يخضع لإرادة الإنسان ووسائل التمويه اللي بيقوم بيها 
و دة لأن المشاعر هي لغة القلب و لغة القلب هي اللغة اللي ربنا بيعرف بيها حقيقة أفكارنا عنه
و علشان كدة ربنا وضع قانون بيحكم الواقع
قانون خارجي لا يمكن التحايل عليه ،
ممكن نتحايل على الأفكار و نلف و ندور حواليها
ممكن نتجاهل المشاعر و نخدرها
لكن الواقع هو اللى هيقولنا الحقيقة
ممكن أفكارك تقولك إنك علاقتك بربنا قوية ، مؤمن بوجوده و بتعمل كل العبادات على أكمل وجه ، بتتجنب المعاصي و مطمن إنك عامل كل اللي عليك
إنما مشاعرك ليها رأي تاني 
مش عن طريق كلمات أو أصوات تحتمل التحريف و التلاعب 
إنما عن طريق واقع و أحداث بتمر بيها بتنقلك الرسايل اللي بيحملها قلبك ، رسايل تفهمها من طريقة تعامل الناس معاك ، ظهور العقبات و الابتلاءات و المصاعب في حياتك ، صحتك و مستوى طاقتك ، مستوى سعادتك و نظرتك للحياة .
فيه ناس بتسميه « قانون الجذب « 
انا بسميه « قانون الحياة »
قانون بيقيس صدق أفكارك عن طريق تجسيد مشاعرك في صورة واقع ملموس علشان لما تلاقي الواقع ماشي عكس أفكارك ، يبقي فيه طبقة خفية من الأفكار العميقة مستخبية و محتاج تبحث بعمق لحد ما توصل لها .
الطبقة دي اتكونت أمتى و أزاي ؛
الطفل و هو صغير بيبقي مش مدرك لمعنى وجود » الله  » لأن نموه العقلي لم يصل لمرحلة إدراك الأشياء الغير ملموسة إنما بيعتمد على حواسه المادية ، بيبقي فكرته عن ربنا أنه الراعي الأكبر البعيد
الأم و الأب في حياته بيكونو الراعي القريب ، فكرته عن الراعي عموما بتتكون في سنوات عمره الأولى و بتتخزن في مكان عميق جوة عقله داخل ملف بتحميه « كلمة سر  » ، و « كلمة السر  » هي المشاعر المقترنة بفكرة نتيجة موقف حصله و أثر فيه و هو طفل صغير .
راجع أفكارك مع الواقع و حدد نقاط الاختلاف لأن
غالبا فيه طبقة سطحية من الافكار و دي اللي احنا بنكون مدركينها ، مستخبي تحتها طبقة عميقة اتكونت و أحنا لسة اطفال عن رموز السلطة اللي بتقدم لنا الرعاية في حياتنا زي الوالدين أو الأقارب أو المعلمين أو رجال الدين أو الأكبر منا سنًا
و بطريقة آلية أسقطنا الصورة دي على ربنا و أصبحت هي الطبقة العميقة من الأفكار اللى مستخبية و عاملة أعاقة لمشاعرنا و أحنا غير مدركين لوجودها و شايفين بس الظاهر منها اللى أتكون بعد ما كبرنا و اللي شايفينه منطقي و سليم و دة لأن عقل الطفل بيميل الى  » التعميم  » و هو أنه يقوم بنفس السلوك أو يتبنى نفس طريقة التفكير و يسقطها على المواقف و الأحداث المتشابهة.
و مشاعرنا غالبا بتستجيب للطبقة العميقة من الأفكار اللى عاملة زي جبل الجليد اللى بيغرق السفينة بالرغم من أن السطح يبان ممهد و مفيهوش أي عوائق
جزىء كبير قوي من تفتيت جبل الجليد هو إدراك مكانه
أتكون أمتى و إزاي و مين كان السبب في تكوينه
و علشان كدة ربنا بيبص على قلوبنا علشان يعرف حقيقة أفكارنا عنه ،
و جزء كبير من اختبارنا في أختيار أننا نعبد ربنا و نؤمن بيه بأرادتنا الحرة هو أننا نجاهد نفسنا عشان نعرف ربنا من خلال قرار لتصحيح ما تم زرعه من أفكار داخل عقولنا .
المشاعر اللي بيعكسها الواقع بتقول حقيقة التمثيل النفسي لربنا جوايا، صورته داخل عقلي بتقول ايه عن صفاته .
حاسة بالخوف و الجلد و الإحباط و الضيق
يبقي تصوري العقلي عن ربنا أنه متربص لأخطائي علشان يدخلني النار و مش هيسامحني أبدا على ذنوبي و مهما عملت دائما حاسة بالتقصير و إنه مش راضي عني و غالبًا هو دة الصوت اللي كنت بسمعه و أنا صغير علشان أخاف أغلط و أعمل اقصي ما أستطيع و لا اتكاسل و احافظ على دوري في السباق على المركز الأول و غالبًا هقوم بالعبادات و انا مُكره و مضغوط و خايف من العقاب.
لو صورة ربنا جوايا إنه الرحمن، الرحيم، التواب ،الغفور ،العفو ،الرؤوف ، عمري ما هحس طول الوقت بجلد الذات و الترقب من وقوع العقاب ،
عمري ما هحس بعدم التقدير و إني لازم طول الوقت أكون تعبان و مُنهك علشان ربنا يكون راضي عني و كأن فيه أسد بيجري ورايا طول الوقت و عايز يقضي عليا و لما أقوم بالعبادات هكون مستريح نفسيًا و مُقلب عليها إقبال المحب اللي بيسعى للإتصال مع مصدر دعمه و قوته ، يسعى طواعية و ليس كرهًا كما اختارت السماوات و الأرض.
ثُمَّ اسْتَوَىٰ إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11)فصلت
لو قناعاتي عن ربي إنه الرزاق ،الوهاب، الفتاح ،الغني ،المغني ،الباسط ،الواسع ،الكريم ، مستحيل أحس طول الوقت بالفقر و الاحتياج و صعوبة الرزق و النُدرة اللي أصبح بيعكسه الواقع اللي انا عايشه تجسيدًا لأفكاري العميقة اللي كونها طريقة تعامل رموز السلطة الأولى في حياتي و اللي اتلقنته من رسائل عن التضييق و المن و عدم الوفرة.
لو قناعاتي عن ربي أنه ، الحق ، العدل ، المقسط ، الحكم ، مش هحس أبدا بالظلم و الحنق و الإعتراض و الاستياء و الغضب اللي طول عمري حاسس بيهم نتيجة التفرقة و التفضيل و عدم الحيادية اللى وقع فيها الراعي الأول في حياتي في بعض الأحيان .
لو فكرتي عن ربنا انه العزيز ،العظيم، القوي ،الكبير ،القادر ،المقتدر ، مش هبقى طول الوقت حاسس بالعجز و الذل و قلة الحيلة و الخوف من تخلي الله عني و اللي بيعكس مواقف تخلي مختلفة اتكونت و أنا طفل لا أملك من أمري شيئا و معتمد تماما على الآخرين في تسديد احتياجاتي النفسية و الجسدية و غيابهم مرتبط عندي بالفناء .
لو مدرك أن ربنا هو الحكيم، الرشيد ،الخبير، المدبر ، مش هبقى طول الوقت حاسس بالتشتت و التيه و الخوف من إتخاذ القرارات الخاطئة و ما يتبعها من لوم و تأنيب على الفشل كما اعتدت منذ الصغر .
لو طول الوقت خايف من الخسارة و الوحدة و القسوة يبقي عمري ما حسيت بوجود الله الوالي ،القريب ، اللطيف ، الوكيل لأني افتقدت التقارب و المواجدة وقت الأزمات و مكنش مسموح ليا التعبير عن مشاعري فأتعودت دائما البس قناع اللامبالاة أو قناع الغضب .
لو حاسس أن ربنا مش مهتم لأمري و إني أقل من إنه يسمعني و يستجيب ليا ، يبقي مش مدرك ان الله هو السميع ،البصير ،القريب ، الشهيد ،المجيب ،العليم ، الشكور و أن صورة الراعي المتغيب المتخاذل المتخلي هي اللي مازالت تحتل قلبي
و بالتالي بداية تفتيت جبل الجليد الخفي لتمهيد الطريق أمام الواقع اللي عايزه يظهر في حياتي هو السماح بخروج الأفكار و المشاعر الخاصة بالطفل اللي جوايا لتحتل مكانها صفات الخالق الراعي الحقيقي للروح و الجسد و النفس
فنحن نحمل نفحة من روح الله بداخلنا
و عندما تتناغم طاقة الفكرة الصحيحة عن الخالق بطاقة الروح اللي بتحمل نفس الصفات بداخلنا و اللي بتمثل جزء من الكل
بيبدأ الواقع في إعادة إتخاذ شكل جديد موازي لطاقة المشاعر الجديدة اللي بتحمل صفات الله الحقيقية ،
لما يعي القلب بأن الله هو الرحمن الرحيم الصمد القوي الوكيل
بتتناغم دقاته مع دقات الروح
فتبدأ الروح في استحضار الطاقة اللامحدودة التي تكمن بداخلها
بيتم تحرير طاقات الروح من سباتها العميق داخل القلب عندما تتناغم مع طاقة من خلقها
، تتناغم لما يتحدث القلب بلغته و يعلن انه ادرك حقيقة صفات الله فيبدأ بأدراك حقيقة نفسه
و يبدأ بتفعيل طاقة الله بداخله و التي تتناسب طرديا مع مقدار ما يشعر به قلبه تجاة الله
فالجسد ضعيف لكن الله هو القوي و أنا روحي من روح الله إذا بداخلي القوي
كل ما عليا فعله هو تجاهل صوت الجسد اللي بيصرخ دائما بالضعف و مجابهته بصوت الروح
وعندما يصرخ الجسد إنه فقير و لا يملك شيئًا و لن يملك شيئًا فترد الروح بأنها يوجد بدخلها روح الله الغني الرزاق الوهاب الفتاح
الجسد مريض هزيل لا يملك القوة و الروح يوجد بداخلها روح الله الشافي
الجسد مشتت لا يعلم و لا يستطيع إتخاذ قرار لكن الروح يوجد بداخلها روح الله العليم الحكيم الرشيد
كل ما تحتاجه يوجد بداخلك
كل ما عليك فعله هو إصلاح ما أفسده الآخرين داخل قلبك
ليصلح القلب فيصلح سائر الجسد و يصلح الواقع فيرث الأرض عباد الله الصالحون .

إحلال_وتجديد_للقلب
تفتيت_جبل_الجليد
رانيه_مصطفى_محمود

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *