الحُزمات الصوتية، فردوس الكلمات : التحرر و الجمال

الحُزمات الصوتية، فردوس الكلمات : التحرر و الجمال

 

سنتحدث بموضوع حساس نعيشه باستمرار، هو سماع أصوات الآخرين أو التكلم معهم والإحتقان السلبي الذي يتشكل لديك بعد سماع صوتهم أو الإصغاء لحديثهم. أنت مُركب من مليارات الحزم الصوتية متحدة في صوت مركزي هو صوتك، صوتك يحمل أدق تفاصيل حمضك النووي، يحمل شيفرات نموك الداخلية، يحمل طاقاتك الأربع الغريزية العاطفية الروحية التعبيرية السلوكية، إجتماعها وإنسجامها تغدو الطاقات الأربع نورية إلهية

الصوت إن كان مشوهاً جافاً ذكورياً غير متوازن، تكون حُزماته الترددية هادمة ماصة لطاقة الآخر و سرعان ما ينفر منها و يتشكل بينه جدارا يفصله عنك حتى يحمي نفسه منك، وإن كان الصوت مهذباً منسجماً متحداً مع نور الوعي الذاتي، يكون رخيماً بديعاً شافياً، تتفتح حاسات الإستقبال لدى الآخر، لتنفسه فضلاً عن ألإصغاء له

خلال النهار تتحدث مع أشخاص وجهاً لوجه أو هاتفياً، أصواتهم وكلماتهم تدخل نسج ذاكرتك السمعية، فإن كانت أصواتهم غير متوازنة مشوشة غنية بالمخزون السلبي سينقبض صدرك، ستشعر بالخوف وصدمة صفعت سلامك الذاتي، مُحدثة صدوعاً إمتصت طاقتك وهدمت حيويتك

النادر أن أسمع صوتا هاتفياً أو أتحدث مع صاحبه شخصياً من نساء ورجال، وأحصل على قبول من ذاكرتي السمعية وسعادة من حاسات إستقبالي لإستماعهم وإستقبال الصوت منهم، جميعهم تغلق حاسات إستقبالي فوراً عند سماعهم، وأشعر بضغط شديد في ذائقة سمعي، والسبب في ذلك المخزون السلبي المهيب في حُزماتهم الصوتية

الصوت الرخيم المتوازن المتمركز في منار الحب، عندما يدخل أقنيتي السمعية أصغي بحواسي له و إن كنت أحادثه أستمر ساعات بلا توقف وأشعرها ثوان مرت، أذناي سعيدتان إنهما تحتفلان بنبرة الصوت التي باركت طاقتهما. فما أروعك عندما تشعر بمسؤولية نبرة صوتك الشافية نحو نفسك ونحو سامعك ونحو سمعه، ونحو عينه و وعيه النفسي إن كنت تكتب بوح شعورك

فيحظى منك بحنان النبرة، ورخامة وحدتها الموجية الصوتية، ويحظى مع الرخامة بتعاليم تتصاعد من كلماتها، لغة جديدة رصينة إيجابية مشبعة بالحب والتهذيب في المخاطبة

كثيرون من رجال ونساء عندما أسمع أصواتهم على الهاتف أو اقرأ كلماتهم أو أحاورهم، أشعر بإنقباض شديد في الصدر، ونزف في طاقتي، نتيجة التعبير غير المستوفي للتهذيب، الثقيل بكثافة البؤس، والإعتداد بذكورية الأنا، أشعر أني أتحدث مع أموات قامت من القبور

عندما تفكر في قرارة نفسك أن تتصل مع أحدهم أو تتحدث لأحدهم شخصياً كن واعياً لصوتك وحزماتك الشعورية التي ستطلقها مع الصوت، فكر بها كيف ستتدفق منك ينبوعاً في رخامة صوتك وسعادته، إجعل لك لغة جديدة للحديث إيجابية مُشعة في خطابها وتهذيبها وتجذرها مع الآن، يستمتع لها سامعك, يعجب بها بل يطرب لها وتأثراً بها حتى وإن لم يتقبلها في البداية، ثق أنه سيتقبلها، وسيمتن لك لأنك مبدع حروف هذه اللغة وصانعها

البؤس، الألم، النزف المستمر، ذكورية الأنا، الكبت والخوف هي مُكونات الحزمات الصوتية اليوم نساءاً ورجال فلذا

كن واعياً لنبرة صوتك
تأمّل فيها دوماً
عقمها من البؤس وقيح الألم وذكورية الأنا والكبت والخوف
نمّها لتكبر وتتغير وتصير شافية مشبعة بالحب ومعشوقة من الغير، أسرتك ومحيطك, كذلك كلماتك وتعبيرك الكتابي عن نفسك

في الطبيعة يوجد حزمات صوتية لامتناهية و كلمات هذه بعض الأمثلة

خرير الماء
هدير الريح
تباين الموج
زقزقة العصافير
حفيف الأغصان والأوراق
دبيب الحشرات
انسياب الشلال
ونين النحل
صفير الشتاء
صوت الربيع
صوت الخريف
صوت الصيف

و كل صوت ينافس جمال عذوبته الآخر، وأكثر الأصوات مُنكرة نعيق الغربان السوداء ونئيم البوم، فلا تجعل صوتك ينعق نعيق الغربان و ينئم نئيم البوم، وكذا كلماتك

الحُزمات الصوتية, عطر الزهور والكلمات الزهور : كلما منحت زهورك الإهمتام والحب نمت وتغيرت تردداتها في كنفك
و أصبحت روعتها شافية معشوقة من الآخر، معشوقة لسمعه و ذائقة فؤاده و استمتاعه و إمتنانه. طوّر حُزماتك الصوتية وكلماتك من التشوه والضحل في مقامهما الدنيوي إلى الإنسجام والإشعاع في مقامهما الكوني

خلال المواظبة على تمرين التنفس, نبرة صوتك ستتغير تلقائياً مع تغيّر مُفرداتك, استفد من قانون التنفس واستغل قدراتك الصوتية فكل إنسان لديه إمكانات مدهشة ، و ذلك بأن تأخذ نفسا عميقا من الأنف فهذا يمنحك طاقة مدهشة و قوة في التحكم بطبقات الصوت المختلفة اهتم بحلقك و حافظ على راحة صوتك, فالصوت المتعب بحاجة إلى الراحة وإلى الترطيب بشكل دائم، لذا عليك أن تجرب بعض هذه الوصفات للصوت مثل مضغ حبات الزبيب, شرب ماء دافئ محلى بالعسل, الحبوب الطبيعية المصاصة ذات طعم النعنع, لا تتنفس من فمك كثيرا لان هذا يجفف الحبال الصوتية ، و حاول جعل تنفسك دوما من أنفك

أوجد كلماتك, جد مُفرداتك التي تدعمك و ترفع من معدلات طاقاتك الإيجابية الأربع الغريزية العاطفية الروحية التعبيرية السلوكية و التي تجعلك ينبوعاً من الجمال الشعوري والصوت الرخيم الشافي المزهر بين فردوس مفرداتك المشع بالحب والإيجابية

 

إقرأ أيضاً

أنت لست عقلك : إيكارت تول

شاكرا الحلق : كيفية تفعيلها و ارتباطها بقوة الشخصية

 

 

امانة تعاليم الشفاء الاثيري

1 réflexion sur “الحُزمات الصوتية، فردوس الكلمات : التحرر و الجمال”

  1. مقال أحببته كثيرا و جعلني أدرك ما الذي يجعلني انقبض عندما اسمع حديث سلبي او مكالمة من أحدهم
    فعلا الصوت أكبر قوة في العالم تجعلك افضل أو أسوأ 💔كل الحب والامتنان

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *