العالم يعمل لصالحك بطرق غامضة : كيف ذلك ؟

العالم يعمل لصالحك بطرق غامضة : كيف ذلك ؟

 

ركَنتُ سيّارتي في الممرّ هذا الصباح مُقابلَ بابِ المرآب. كنت أفكِّر في كلّ الفوضى التي حَدثَت في الأسبوعين الماضيين, ماذا كانت الرِّسالة في كل ذلك ؟ يجب أن يكون هناك بعض الخير في هذا كله, ثم فجأةً، مثل الصَّحوة الرَّوحية المخيفة، قال ذِهني شيئًا مثيرًا للاهتمام : العالمُ يعملُ بطرق غامضة – في الغالب، لصالحك, يعمل العالم بطرقٍ غامِضة وعندما تفهم أنه يعملُ لصَالِحك، ترى حَياتَك بشكلٍ مختلف, فتصبح الفوضى « العملية » والمكافأة غير معروفة وحلوة عندما تحصُلُ عليها. إليك كيف يعملُ العالمُ لصالِحِك

١- حمايتك ممَّا لا يخدمك

يلقي العالم بمشاكلَ في حياتك ولا تحصل على أيّ تحذير. تبدو هذه المشاكل وكأنها آلامٌ كبيرة عندمَا تشقُّ طريقَهَا إلى حياتك من خلالِ تصرفات الأشخاص الآخرين والظروف التي تظهر أنّها خَارجَ سيطرتك. أنت محمي، رغم ذلك, تساعد المشاكل في اختبارك, عندما تختبرُ المَشَاكل، تكتشف ما يخدمك وما لا يخدمك

يمكن أن تزيل المشكلة شيئًا تحبه، وفقط بدونه، ستُدركُ ما إذا كنت في حاجةٍ إليه أو حتى إذا كان مهمًّا بالنّسبة إليك

فقدت قطعة منّي في الأسَابيع القَليلَة المَاضِية، و أدركت أنها ليست بهذه الأهمية بعد كلِّ شيء. العالم لا يلقي بالمشاكل عليك. إنه يعملُ لصالحك ويذكِّرك بما لا يخدِمُك

٢- تعليمك الدروس

ما هو غامض في العالم هو المشاكل التي تجد نفسك تَتَعاملُ معها. إنها ليسَت المشاكل التي تختارها من قائمة في مطعم المأكولات المفضَّل لديك. لا أحد يأتي إلى طاولتك ويقول : ما العُنصُر الذي تودّ أن تأخذه من طبق المأكولات لمشكلة الحياة يا سيدي / سيدتي؟

أنت لا تختار مَشَاكلك. المشاكل التي يبتليكَ بها الله هي من تختارُك، وهذا في صَالحك, المشاكل التي تواجهها تعلِّمك الدروس, إذا لم تكن لديك أية مشاكل فلن تحصل على دروس

أنا متأكد من أنَّ الأشخاص الوحيدين الذين ليس لديهم مشاكل هم أولئك الذين ماتوا. (بالطبع ليست هناك مشاكل في الجنة)

من الغامض أنه كيف يمكن أن تكُون المشاكل من أهمِّ الأحداث البارِزَة في حياتِك عندما تنظر إلى الوراء, في الواقع، يمكن أن تكون المشاكل والتحديات التي تواجهها في حياتك من الأحداث الأكثر إثراءً وفعالية, فمن المحتمل أن تعطيك أكثر قوة و ثقة بنفسك و أن تكتشف قدراتك و مواهبك الحقيقية. كما يمكن أن تساعدك المشاكل في تعلم الدروس القيمة التي يمكن أن تستفيد منها في المستقبل

ومن الناحية الأخرى، قد تكون المشاكل الأكثر إثراءً هي تلك التي تواجهها في الحاضر، بينما قد تكون الأحداث البارزة في الماضي هي تلك التي تخص إنجازاتك ونجاحاتك. ومن الممكن أن تنسى أحيانًا المشاكل التي تواجهها في الماضي لأنك قد تكون تركز بشكل أكبر على الإنجازات التي تحققت. يعتمد الأمر على كيفية تعاملك مع المشاكل التي تواجهها، وعلى الطريقة التي تنظر بها إلى الحياة. إذا استطعت أن تنظر إلى المشاكل على أنها فرص للنمو والتطور، فمن المحتمل أن تكون الأحداث البارزة في حياتك هي تلك التي تشمل تحديات تمكنت من التغلب عليها

٣- تشكيل وجهة نظرك

أنت تقرِّر ما تعنيه كلّ مشكلة، موقف، وقرار، وإذا كنت تعتقد أنَّ حياتَكَ غير عادلة، فربما تكون وجهَةَ نَظَرك، وليس العالم هو الذي يجعلك تعتقد ذلك. كلّ الألم والمعاناة لهما قيمَة وقد يستغرِقُ الأمرُ شهورًا أو سنواتٍ حتى تدرك هذه القيمة وتحسبها لنفسك, لا تفقِد الأمَل في رُؤيةِ العالم يعملُ لصَالِحِك لأنه كذلك. وسترى ذلك بنفسك فيما بعد

فالطريقة التي ننظر بها إلى العالم وتفسيرنا للأحداث والمواقف التي نواجهها تشكل وجهة نظرنا وتؤثر على مدى شعورنا بالعدالة والظلم. قد ينظر شخص إلى حياته ويعتقد أنها غير عادلة، في حين أن شخصًا آخر قد ينظر إلى نفس الحياة ويراها مليئة بالفرص والتحديات. ومن الناحية العملية، يمكن أن نحاول تغيير وجهة نظرنا وإعادة تقييم كيفية تفسيرنا للأحداث التي نمر بها، وتغيير القرارات التي نتخذها على أساسها. قد يساعدنا ذلك على التغلب على المشاكل والتحديات التي نواجهها والشعور بالسعادة والرضا في الحياة

 

إقرأ أيضاً

ماذا تعرف عن قدراتك؟ أين تكمن قوتك؟ تحفيز مريح

ماهي هويتنا ؟ هل أنت مستعد للتغيير ؟ تحفيز واقعي مريح

كن قويا بإختيارك أو أكمل نومك وإرتاح

دردشات مع الروح : الخيار لك ..هو من سيصنع مستقبلك (مقال تحفيزي و عملي مشحون بطاقة الإمتنان)

نصائح من ذهب لتغير حياتك

أنت المسؤول عن حياتك : ستيف هارفي, حديث ملهم للجميع

 

 

مريم عزالدين

1 réflexion sur “العالم يعمل لصالحك بطرق غامضة : كيف ذلك ؟”

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *