الخيال و التأمل – العقل الباطن

الخيال و التأمل – العقل الباطن

 

في عقلك لا توجد أفكار لكنه يملك قوة قادرة على مساعدتك في خلق الحياة التي تريدها

١- ما الذي يجعل الشخص منتصراً ؟ ما الذي يميز الأشخاص الناجحين عن الفاشلين؟

كل هذا موجود في رأسي : يقول أرنولد شوارتزينيغر، الملياردير الناجح والرأسمالي الكبير في سوق العقارات ، النجم السينمائي ، المثقف الذي استحق لقب “سيد الكون” خمس مرات . فأرنولد حصل على كل هذا ، إلا أن النجاح لم يكن دائماً . وأرنولد يتذكر الوقت ، عندما لم يكن لديه أي شيء ، ما عدا الإيمان الصلب بأن العقل يعتبر المفتاح لتحقيق كل مخططاته

كنت لم أزل طفلاً صغيراً ، عندما تصورت في نفسي ، ذهنياً ، ذلك الشخص ، الذي أردت أن اكونه . وفي أفكاري ، لم أشك للحظة وكنت على يقين أنني سأكون ذلك الشخص بالضبط. فالعقل بطبيعته فريد . وقبل أن أحصل بعد على أول لقب “سيد الكون” ، كنت قد تخيلت نفسي فائزاً في هذه المسابقة . إنه أهم هدية كانت عندي .فأكثر من مرة فزت به ذهنياً ، لدرجة أنني لم أشك مرة في أن هذا ما سيحصل ، والشيء نفسه حصل مع مهنتي في السينما . فقد تخيلت نفسي ممثلاً موهوباً ، محصلاً أموالاً كثيرة . وقد أحسست حرفياً بالنجاح وشعرت بطعمه ، وعرفت ببساطة أن هذا سيحدث

أما كريس بولاين ، فكانت عضواً في فريق ألمانيا الغربية الشهير للمصارعة الحرة ، الفائزة ست مرات بالكأس الأوربية في المدة بين 1967 و 1982
جزءاً من تدريباتنا ، كان العمل مع المختص النفسي ، الموجه لمضاعفة قوة عقلنا . فبعد التدريب على السفوح ، كنا نغوص في حالة التأمل . وطلب منا المختص أن نتجاوز ، ذهنياً كل منحدر ، منعطف ، ووأثناء هذا التدريب الذهني ، كنا نعمل بتوتر ، كما في الأوقات الراهنة ، والكمال في الرياضة ، مثله في أى نشاط آخر ، يتعلق بالقدرة على خلق أسلوب ذهني دقيق لأي نشاط

وكريس تعرف عما تتكلم ؛ فهي ليست صاحبة ست ميداليات فقط ، بل ورئيسة شركة ناجحة للاستشارات بالأعمال والرياضة ، وهذه الشركة تهدف إلى أن تشرح للناس كيفية الحصول على النجاح باستخدام مناهج مماثلة

براين إدوارد شخص ليس كئيباُ يملك إحساساً عيما بالفكاهة ، ويعمل بالتأمين على الحياة وقد تعرفت عليه أثناء إحدى جولات المحاضرات ، حيث بتنا صديقين جيدين ، بعد ذلك . وهو كل مساء ، قبل النوم يستعرض قائمة الزيارات التي يتوجب القيام بها في اليوم التالي . حيث كان يرسم ، ذهنياً ، حديثاً مع كل زبون ، ويتخيل الزبائن كلهم بشوشين ويوافقون على تأمين حياتهم عن طيب خاطر . ويتخيل براين يوماً ناجحاً ، حيث تمكن في ذلك اليوم من إبرام عدد كبير من عقود التأمين . وقد فعل ذلك في غضون عشرة دقائق قبل الذهاب إلى النوم ، وعشر دقائق صباحاً ، بعد الاستيقاظ ويكون المجموع عشرين دقيقة كل يوم . وكان براين إدوارد يبيع ، في اليوم الواحد ، عدداً من بوليصات التأمين أكثر مما تبيعه شركات تأمين كثيرة فى نصف عام ، وهو يدخل دائماً فى معدل واحد لأفضل ممثلي مهنتهم

ثلاثة أشخاص مختلفون , مع أهداف وآفاق حياتيه مختلفة ، غير أنهم يستخدمون أسلوباً واحداً ، يساعد في بناء الواقع ويؤثر فيه بفاعليه : إنه أسلوب الخيال أو التصور الذهني

التخيل هو تصور ذهني.. رؤية الذات في وضع لم يحدث بعد ، والإنسان يتخيل نفسه أو يملك ما يسعى إليه.. ويحقق أمانيه

لنفترض أنك ترغب في تطوير الثقة بالنفس . ومستخدماً الخيال تتصور نفسك شخصاً واثق بنفسه فى حياته اليوميه ، وذهنياً أنت تقوم بخطوات جريئة ، وتجتمع بحرية مع أناس مختلفين . تخيل الأوضاع التي تجلب إليك المتاعب في العادة ، وتصور أن تأثرك بها ضعيف ، بلا تكلف ، وتحقق نجاحاً . ويمكنك أن تتخيل كيف يكيل عليك أصدقاؤك وزملاؤك المديح والتهاني على ثقتك بنفسك التي اكتسبتها . أنت تشعر بالفخر والمتعة لأنك أصبحت شخصاً واثقاً بنفسه ، وأيضاً بسبب التغير الذي حصل بالنتيجة . وأنت تتخيل لنفسك ما الذي كان يمكن أن يحدث معك ، وتعيش كما لو أن ذلك يحصل في الحقيقة

٢- أسرار التأمل أو التبصر الناجح

١-قرر، ماذا تريد أن تحقق : تقديم امتحان؟ الحصول على ترقية؟ التعارف مع أحد ما ؟ تحصيل نقود كثيرة ؟ أن تفوز بالاسكواتش؟
٢- استرخ ، ابتعد عن العمل لبضع دقائق ، تنفس بهدوء ، مرتاحاً بالروح والجيد
٣- في فترة من 5 – 10 دقائق ، تصور ذهنيا ، الواقع الذي تتمناه

فكر أكثر في أنك تفعل شيئاً ما أو تكتسبه ، عش في أفكارك كما لو أن ذلك يحدث معك . أخلق “فيلم” داخلياً صغيراً . تصور نفسك تفعل الشيء الذي أردته أكثر من أى شىء آخر

إذا قمت بذلك فإنك ، من ناحية تدرك أنه في حقيقة الأمر ، هذا لم يحدث معك ولم يصبح حقيقة بعد . إلا أن اللوحات الذهنية ، التى نرسمها لأنفسنا ونفكر فيها دائما ، تصبح رأس جسر لأهدافنا ، الشكل الذي يمتليء بالطاقة فهذه اللوحات الذهنية هي القوة الحقيقة التي سوف تعمل لنا

وعند التخيل ، أعط نفسك أي صفات ضرورية . فإذا كان يلزم لأسلوبك التفكيري موهبة ، رجولة ، حسماً ، مواظبة , فأدخلها من كل بد. وأحياناً ، سوف ترى أن الحصول على الهدف المطلوب كما لو أنك تشاهد فيلماً سينمائياً . وفي حالات أخرى تبرز أمامك ، فقط أكثر اللوحات عمومية لأهدافك . حسناً ، الحالتان جيدتان. ويمكن تناوب التخيل الدقيق الحر بممارسة كل واحدة لمدة خمس دقائق ، أو التركيز على شيء ما واحد ، الذي يعجبك أكثر

التخيل الدقيق : هو أن تكون ذهنيا لوحات ومشاهد دقيقة لما تريد الحصول عليه، واتبع باكراً السيناريو المحضر ذهنياً ولو فشلت به عدة مرات

التخيل الحر : اسمح للأساليب والأفكار أن تبدل إحداها الأخرى ، غير موجه إياها ، لكن قبل ذلك الوقت ، الذي سيظهرون فيه الطريق السلبي لتحقيق أهدافك

استخدم الأسلوبين ، متذكراً أن المهم هنا هو التطبيق العملي . فالكثيرون يعانون من الصعوبات في المراحل الأولي من التخيل . فعقلهم لا يستطيع خلق ورسم المشاهد التي يتمنونها . ولا تقلق إذا ما حدث ذلك معك . فاللوحة ليست ملزمة أن تكون كاملة وتامة حتماً . وإذا مارست التخيل بانتظام ، فإنك سريعاً ما تلاحظ ، وباندهاش ، إن عقلك يتعلم ولادة لوحات ذهينة حسب رغبتك

وهنا يجب ملاحظة أنه لا يكفي تصور شيء لمرة واحدة أو حتى لمرتين ؛ فالنتائج تظهر فقط إذا ما انطبع الأسلوب في الوعي مجدداً ومجدداً على امتداد أسابيع وحتى أشهر ، طالما لم يتحقق هدفك ، ولا تحاول تقويم النتائج بعد محاولة أو اثنتين للتخيل. وإذ برزت لديك أي شكوك بشكل مفاجيْ – وهى ستظهر حتماً – فتجاهلها ببساطة.. ولا تحاول أن تواجهها وتتصارع معها ، بل دعها تظهر وتختفي في وعيك من دون أي عوائق . ثم تابع ممارسة التخيل ، وكل شيء سيتواجد في مكانه

٣- شرطان للتأمل أوالتخيل الناجح

١-تخيل هدفك كما لو أن ذلك يحدث معك مباشرة الآن.. وأجعل هذا حقيقة في ذهنك ، مكوناً أشكالاً مفصلة دقيقة والبس الدور وجسده ذهنياً
٢-تصور هدفك ذهنياً أكثر من مرة واحدة في اليوم ومن غير انقطاع ولا يوم التكرار أم التعلم

أى فكرة تظهر في عقلك وتتقوى هناك ، تظهر تأثيراً على حياتك. وهنا ، أريد أن أحدثك عن تجربة مشهورة وموثقة للمختص النفسي “الآن ريتشاردسون “. فقد كان فريق كرة السلة الطلابي ، مقسماً إلى ثلاث مجموعات : في كل واحدة منهن حددوا وسجلوا إنتاجية اللاعبين . فلاعبو المجموعة الأولى حضروا إلى القاعة الرياضية كل يوم ، منهين العمل بالمناولات . ولا عبوا المجموعة الثانية لم يتدربوا بشكل عام ، أما ممثلو المجموعة الثالثة فقد مارسوا تدريبات مختلفة تماماً . فهم لم يذهبوا إلى القاعة الرياضية ، بل بقو في غرفهم ، يتخيلون لأنفسهم عملية التدريب ذهنياً . ولنصف ساعة يومياً ، كانوا يشاهدون أنفسهم مسجلين النقاط ومنتصرين بنتيجة ساحقة . وتابعوا “التدريب” ذهنياً كل يوم وفي غضون شهر ، تم اختبار الفرق الثلاثة

المجموعة الأولى (أولئك ، الذين تدربوا في القاعة يومياً) حسنت نتائجها بمعدل 24% ، ولدى المجموعة الثانية (أولئك الذين لم يمارسوا أي شيء ) لم يكن هناك أى تحسن . أما المجموعة الثالثة (اللاعبون الذين تدربوا ذهنياً) ، فقد وازي أى تساوي تحسنها التحسن الذي بلغته المجموعة الأولى ، التى تدرب لاعبوها في القاعة

وهكذا ،فإن التبصر الإبداعي يملك قدرة ضخمة . لكن لا يوجد أي شيء خارق للطبيعة . فهو مؤسس على آلياتك وطاقتك الداخلية ، وكذلك قدرتك الإبداعية في إدارة مصادرك الداخلية . ومع التنظيم الصحيح ، يعتبر الخيال واحداً من أكثر الإمكانات العملية لدى الإنسان . فابدأ الآن مباشرة باستخدام هذه النعمة بشكل صحيح.. ولا تقلق ولا تفكر بالنواحي الخاصة لهذه الظاهرة وثق بالعملية ببساطة.. والطلب يتبع الاقتراح ، لذلك فأنت تحصل على النتيجة المطلوبة في الوقت الملائم . ويمكنك ألا تشك ، فأنت ستجد الطرائق والأساليب لتحقيق الهدف : والطبيعة تستطيع دائماً تنفيذ المطالب المقدمة إليها ؛ لأن الله سخرها لك

كثيراً ما يريد الناس معرفة الأجوبة عن كل الأسئلة ، حتى قبل أن يقوموا بأول خطوة! ، ونحن نريد توقع ومعرفة التفصيلات كلها سلفاً ، وقبل أن تحدث . إلا أن ذلك لا يتحقق عادة ، وكثيراً ما تتطور الأحداث بذات الطريقة غير المنتظرة

فالممثلة كارول بيرنيت ، المولودة فى لوس أنجلوس ، والتي تربت فند جدتها . وكانت الاثنتان تسدات حاجاتهما بالكاد ، وقد عاشتا على المعونة المالية ، وكانتا قبل ذلك فقيرتين جداً ، لدرجة أن الجدة كانت تجمع أوراق التواليت في المراحيض العامة . فمن الطبيعي أنه لم تكن لديها الأموال المطلوبة لإرسال الفتاة الموهوبة إلى الجامعة ، الأمر الذي كانت تحلم به . إلا أن الفتاة كانت تعرف أنها ستدخل الجامعة يوماً ما

حتى إنه لدي فكرة أننى لن أدخل الجامعة . فقد تصورت كيف كنت أذهب إلى المحاضرات ، وأعيش في المدينة الجامعية وأدرس المواد التي تهمني. وقد فكرت بذلك كل يوم ، ومع أنه لم يكن لدي أي فرصة في دخول الجامعة , لم أشك للحظة في أنني سأكون طالبة

في إحدى المرات ، وبعد انتهاء دوامي في المدرسة ، ذهبت لإحضار البريد وعندا فتحت صندق البريد ، وجدت مظروفاً معنوناً باسمي ، وكان يوجد عليه طابع ، لكنه لم يحمل ختم البريد ، ما يعنى أنهم لم يرسلوه بالبريد ، وإنما وجدوه في صندوق البريد الخاص بي . وعندما فتحت المظروف , وجدت هناك مبلغاً يساوي تماماً تكاليف الدراسة للسنة الأولى في الجامعة . ولم تكن هناك أي رسالة تفسر ذلك ، النقود فقط ، كانت هناك . وأنا لم أتمكن من معرفة المرسل حتى الآن

ستتفتح لك آفاق جديدة، لو كشفت عن أفكارك , طبعاً ، أنا لن أؤكد أنك لو كنت ستمارس التأمل ، فذلك سيعني حتماً أنك ستجد الإنسان المجهول الذي يسلمك مروفاً محتوياً المبلغ الذي تتمناه ، كما حصل مع كارول بيرنيت، ولكنني أعدك بأن الظروف ستصاغ بحيث إنك تستطيع تحقيق أهدافك ، ويمكنك أخذ هذا في الحسبان . فأفكارك قوية لدرجة أكثر مما تتوقع ، وكل أسلوب تفكير يعتبر قوة حقيقية قادرة على التأثير في حياتك

 

إقرأ أيضاً التخيل هدية الخالق بالضغط هنا

إقرأ أيضاً 15 دقيقة تأمّل : مارسه يوميا لتركيز عقلي أعلى بالضغط هنا

إقرأ أيضاً كيفية اتقان التخيل : (تمارين وتقنيات للتخيل) بالضغط هنا

 

 

عبدالرحمن مجدي

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *