التحدث إلى الذات : كيف تتحدث مع نفسك ؟
انا سيئ، انا فاشل، انا عاق، انا عاص، لا استطيع، لا استحق، شعري يشيب، جسدي يمرض، كان ينبغي ان افعل، كيف لي ان افعل، يكرهونني، يتربصون بي، زوجي اناني، ابني يهمل دروسه، الاسعار مرتفعه، النقود لا تكفي، السياره، العمل، البلد.. ستون ألف فكرة وفكرة تدور برأسك يوميا تنهك طاقتك وتضعف جسدك.. أنت لا تفعل شيئا.. فقط تفكر.. فقط تدمر ذاتك.. إن تركيزك على الأفكار السلبية يجددها.. ويمنحها طاقة النمو والبقاء.. القاعدة العلمية تقول إن الطاقة حيث التركيز.. وحديث النفس إما وقود للنجاح وإما مقبرة للطموح.. والمفاجأة التى ستدهشك.. أن كل هذه الأفكار الطاحنة ليست نتيجة لأحداث حياتك الحالية بحد ذاتها كما تشير إلى ذلك الدراسات.. وإنما هي ظلال من تجارب الماضي التى برمجت عقلك على هكذا آستجابات تجاه الأحداث.. نعم نحن نتفاعل مع الحياة بنمطية وبرمجة مسبقة التجهيز – رغم اننا لسنا مضطرين أبدا لذلك -.. فهناك دائما مسافة زمنية بين الحدث وبين استجابتك عليه.. هذه المسافة مهما صغرت.. تمنحك الفرصة لتختار رد الفعل الذي يحافظ عليك من الضياع.. انصحك باستبدال هذا الحديث الفائر داخلك بآخر يعزز طاقتك ويعيد لك تملكك الزمام.. وتتساءل كيف السبيل لتحسين جودة حديثك الداخلي.. وربما تحاول منع نفسك عن مسايرة الأفكار السلبية وإرغامها على إستضافة أفكار جيدة ولكن هيهات.. هي دقائق معدودة وتعود من حيث بدأت.. إن الأفكار الأصيلة يا عزيزي مخرجات من قاعدة بيانات قمت أنت على مدار السنين والأيام بتغذيتها وبنائها.. ولا سبيل حقيقي لتغيير أفكارك سوى تغيير قاعدة البيانات ذاتها.. عندما تتغير المدخلات تتغير المخرجات.. إن مجالسة الصالحين وقراءة الكتب الهادفة ومتابعة البرامج الإيجابية مع الكف عن التفاعل مع كل ما هو دون ذلك لا شك سيؤتي بثمارة معك من حيث التبديل النوعي لمستودع أفكارك ومن ثم تحسين جودة حديثك الداخلي، إبدأ الآن.. كما اقترح عليك استراتيجية التوكيدات.. وهي عبارات إيجابية تكررها على نفسك بتأمل ويقين في أوقات البرمجة (قبل وبعد النوم مباشرة و اثناء التمشية منفردا).. تأمل معي هذه العبارات الرائعة (الله خالقي.. دائما معي.. يدبر امري ويرعاني.. يمنحني السكينة في حياتي.. يغمرني بالرضا والوفرة والجمال).. هذه تعيد لك الإتزان فلا تستهن بقوتها
كما يمكنك إيقاف هذا السيل الجامح من الأفكار السلبية ومنعه من التدفق داخل رأسك.. خذ هذه الاستراتيجيه
حاول أن تدرك لحظة مداهمة الفكرة السلبيه أنك مقبل على فترة من التعاسة جراء هذا التفكير ومن ثم توقف عنه لبرهه
اصرف ذهنك نحو الإدراك.. مثلا قم بمراقبة أنفاسك الداخلة والخارجة إليك ومنك .. أو لاحظ أي متحرك في محيطك وفقط قم بمراقبته.. هذا ينقل دماغك من حالة التفكير إلى حالة الإدراك ولا يمكن للمخ الجمع بينهما.. يمكنك أيضا اختيار العد تنازليا من الرقم 100 إلى الرقم 1 بشكل هادئ.. كل ذلك يصرفك عن التفكير الأول بكفاءة ممتازة خلال دقائق معدودة
ربما تعاود الأفكار مداهمتك.. فتعاود أنت صرف ذهنك من جديد
ومن أساليب إدارة الضغط استراتيجية تأجيل الفزع
١. حدد وقتا (لا يقل عن ١٥ دقيقة) يوميا للتفكير فيما يجعلك تشعر بالتوتر والقلق، سيرتاح عقلك عندما تعرف أنك لا تتجنب التفكير في الأمر، أنت فقط تنتظر الوقت المناسب
٢. إذا داهمتك الأفكار المقلقة في الأوقات غير المحددة لها لا تنغمس فيها، فقط أجلها إلى الوقت المحدد وأعد تركيزك على اللحظة الراهنة أو فكر في شيء آخر
٣. في الوقت المحدد إجلس في مكان ما ودون كل الأشياء التي كنت تشعر بالضغط بسببها
٤. دون جميع الحلول الممكنة، أي شيء يخطر على بالك دونه، وتوقف عند نهاية الوقت المحدد وادرج اي شيء تريد أن تتذكره في الغد
ه. عندما تكون على السرير ذكر نفسك بأنك في منتصف العملية وأن لديك وقتا مخصصا لاستعراضها في اليوم التالي
٦. احتفظ بمفكرة بجانب سريرك لتدوين أية أفكار جديدة تخطر ببالك وأنت تحاول أن تنام
٧. لا تفزع إذا لم تنجح تلك الأساليب معك مباشرة، استمر في ذلك ستتحسن النتائج بالتدريب وستكون أكثر قدرة على تحدي الأفكار الضاغطة لا تدعها تتسلل وتنمو بدون ملاحظة
بعد فترة من تطبيقك تلك الإجراءات.. ستلاحظ تطورا جميلا في مستوى الإيجابية التى تبديها أثناء تحدثك مع الذات، ما يهيئ لك فرصة الإستمتاع الرائع بنعمة صفاء بالك وجنة سلامك الداخلي
عزيزي اهدأ، اخفض صوت الأفكار برأسك واحسن ظنك بالله.. توقف عن لوم ذاتك ولعن الظروف.. تفاءل بالخير وتعامل مع حياتك بمرونه ولطف.. لا تعظم شأن الدنيا في قلبك.. أنت لا تعلم الحكمة الكامنة خلف الأحداث.. ربما ما تراه سيئا.. هو مانع لسيئ أكبر.. أو جالب لخير كريم.. وربما هو إشارة تدعوك للإصلاح.. فما خلق الألم إلا ليهديك للعلاج.. فاستعن بالله وتوكل عليه.. هو يدبر لك حالك ويمدك بكل اسباب السعادة والصفاء.. فقط اهدأ وركز والتقط الاشارات الالهيه بذهن واع.. ونفس منفتحة
إقرأ أيضاً كيفية تقبل الذات و إكتساب مهارات التقبل بالضغط هنا
إقرأ أيضاً ما هو حب الذات؟ مع 10 خطوات لتحب نفسك بالضغط هنا
إقرأ أيضاً كيف يمكننا التصالح مع الذات بالرغم من عيوبنا بالضغط هنا
إقرأ أيضاً كراهية الذات والشعور بالخزي والعار منها / الهجرة للروح بالضغط هنا
إقرأ أيضاً احترام الذات : 3 عادات قوية لبناء احترامك لذاتك : » لويز هاي » بالضغط هنا
إقرأ أيضاً هل تحب نفسك وتقدرها ؟ ما أعراض نقص تقدير الذات وكيف تزيد حبك لنفسك ؟ بالضغط هنا