المراحل ( الأحوال ) التسعة للإيمان بالله

المراحل ( الأحوال ) التسعة للإيمان بالله

 

جميعنا نولد علاقاتنا مشوهة مع الله، نحصره بدين ما أو بشكل ما أو بطائفة ما أو حتى بلغة معينة وأغلب من يتحرر ويبدأ مسير روحي دقيق وعلمي وقلبي في ذات الوقت ، يطور الكثير من تقنياته ويحد الكثير من أخطاءه ولكن للأسف فكرة الله غالباً تبقى ثابتة, كيان ما, شغله الشاغل مراقبتنا وعقابنا أو مجازاتنا، سابقاً لاننا كنا نعتقد أنه بالسماء ويرى كل شيء واليوم عبر الكارما

ولذلك أرى انه من المهم أن نفهم فكرة الله بطريقة أمثل وأكثر واقعية وقد لاحظت أن أغلب المستنيرين أو المختبرين على الدرب مروا بمراحل معينة على صعيد العلاقة مع الله إلى حين الوصول لفهم الله بشكل كامل. صغت هذه الأحوال بتسعة مراحل, ليست مراحل حتمية على كل شخص بل مراحل يتم إداركها بالعمل والسير الجاد على الطريق الروحي وقد تأخذ كل مرحلة منك سنوات قبل إدارك المرحلة التالية، والبعض حتى قد يموت وهو في المرحلة الاولى أو الثانية وطبعاً هذه تصنيفات تعود للوعي والإدراك وليست تصنيفات عقلية أو طاقية بل روحية وتؤثر على كل شيء آخر كالنفس و الجسد والطاقة

١- مرحلة الإيمان الأعمى

و هو الإيمان من باب الخوف من الله كما عرفناه بأدياننا باختلاف تصويره من قبلها والممارسات العمياء والتي تتجلى بعبادات لانعرف أصلاً لم نؤديها

٢- مرحلة النكران

وهي غالباً قد تتجلى بالإلحاد وبرأيي هو جزء من الرحلة ، إنكار الشيء ونسف كل خوفك منه لكي تكون عودتك له مليئة بالقناعة .. عندما لا تخاف الشيء تدركه وتبحث عنه بقوة وثبات وحيادية وبالتالي إيمان أكثر ومعرفة ثابتة عند الوصول مجدداً

٣ – مرحلة الإيمان الجاهل المحبب

وهي المرحلة التي نعبد بها الله بحب وبثقة به بعيداً عن تقييد وقولبة الأديان وغالباً عبر تاملات وتقنيات بعد أن فهمنا أن الله ليس جلاد وأن النار والجنة رموز وما شابه ، ولكن دون فهم لماهيته وآلية عمله وحكمه .. ولا عيب في الجهل هنا .. إذ أن الحب كافي لإعطائنا مدد يفضي للوعي لاحقاً .. خطوة أولى واعية

٤ – مرحلة التشكيك

هل ما أقوم به صحيح ؟ هل ما اعتقد به صحيح ؟ كيف لي أن أحب شيء لا أراه وماذا يعني أنني جزء من الله ؟! هنا كل الأمور التي اكتسبتها وجعلتك تحب الله ستعيد فتحها والتشكيك بها ، لأنها بالأصل كانت بالنسبة لك شيء وجداني وقلبي وليس شيء محب مبني على أسس علمية وبالتالي عقلية واقعية

٥ – مرحلة الاختبار

قد تأتي بعد سنوات للقلة وهي ان تحب الله وأن تقدم نفسك بالكامل له وجدانياً وأنت تعلم, أن تعلم كيف يعمل وأن تشعر به دائماً معك وغالباً هذه المرحلة لا تشكيك بعدها ولا خروج منها, أي برأيي هذه المرحلة هي الأهم لأنك تختبر وجود الله كوجود فعلي وليس فلسفي أو مبني على إيمان مكتسب, أي علاقة قلبية مع الله مبنية على أساس علمي أولي

٦ – مرحلة الله العقلي

وهي أن ترى الله كطاقة كونية، لها قوانين وتتصرف حسب أمور متوقعة ومنطقية ( حسب منطق الأثير ). أنت تعلم أنك لا تستطيع فهم كل تلك القوانين المتعلقة بهذه الطاقة ولكن أنت متأكد أن هنالك قوانين، وأنت تعرف بعضها, كل الأمور لديك هي طاقات ناتجة عن أفعال وذبذبات عقلية نتواصل عبرها مع هذه الطاقة الكونية لا أكثر وليس شعائر دينية بل علم, ما عدت تعامل الله ككيان بل كوجود كوني له تجليات وصور أي رياضيات

٧ – مرحلة الله الرحيم

وهي ان تعلم أن الله علمي ومنطقي تماماً وبعيد كل البعد عن الأساطير والأديان ولكنه أيضاً ( هو )، أي لللتبسيط له كيان و وعي خارق إلى جانب أنه وجود علمي ومنطقي. الإحساس إلى جانب كل ماعرفته عنه كعلم أنه أيضاً أم حكيمة أو أب حكيم ، وهنا ستفهم أهمية المناجات والدعاء مجدداً بعد أن نسفتها في مراحل سابقة وسيغدوا لها معنى وسبب, إذ ستفهم أنه إن كان الله قواعد وأرقام بسبب علميته ، فهنالك أستثناءات محبة وكبيرة بسبب وجدانيته أو تواجده كرب للعالمين يعتني بهم أي هو لا عقلي علمي ولا قلبي وجداني بل مزيج واع من الإثنين بقمة التوازن بين العلم والقلب ، بين الأخذ بالأسباب والدعاء بين الفعل الخاص بك والتسليم

٨ – مرحلة المقاربة أو الجلاء

وهي أن تشعر أن هذا الوجود الواع ، العلمي ، والمحب أصبح جزء منك وأنه فعلياً بكل مكان وانك جزء من هذا كله, أي بطريقة ما إدراكك بشكل أولي أن الله هو حالتك المطلقة أنت أو أناك العليا. كل وجودك في حالة رقص مع هذا الحضور حب وعشق وليس عبادة ، لأنك بالأصل لست مفصولاً عنه وواع لهذا ، وجودك مختلط بوجوده فلا داعي للعبادات والتقنيات أي كان نوعها

٩ – مرحلة الإستنارة

قليلون من يدركونها, وهي فهم كل هذه اللعبة والكون, أي لم يعد الله راقصاً مفصولاً عن رقصته ولم يعد هنالك شيء أسمه ( أنت ) لتدرك الله أصلاً, بل هنالك حرفياً صمت, صمت علمي له قوانين وأسباب مرتبطة بكل العلوم من علم الفيزياء إلى علم الكون, امتلاء مطلق به بعد تخليك عن ذاتك..ذوبان يتحقق اكثر بعد موتك

 

ملاحظات

١ – كل مرحلة من المراحل مقدسة بطريقتها الخاص ومهمة قبل إدارك اي مرحلة بعدها
٢ – المراحل هذه بتسمياتها وتخصيصها وشرحها وتبسيطها مصاغة مني ، أي من باب البحث والمعرفة لن تراها على النت أو في كتاب ما، وهي تمثل رأي شخصي مبني على الملاحظة وإيجاد العوامل المشتركة وترتيبها هرمياً بحسب عناصرها الأساسية

 

إقرأ أيضاً

تنشيط و تحفيز نقطة السعادة : ﺍﻟﻐﺪﺓ ﺍﻟﺼﻌﺘﺮﻳﺔ

الأحكام هي دعاء يرتد عليك

ملائكة الرزق : أسماؤهم، و كيفية التواصل معهم

 

تمّام حسن

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *