الوسواس القهري : الشرح الكامل

الوسواس القهري : الشرح الكامل

جميعنا نمر بأفكار سلبية تؤثر على مزاجنا. أفكار متكررة قد تمر مرور الكرام بعد حين طال أو قصُر. لكن قد تتطور هذه الأفكار لتصبح تسلطية وتتحول إلى وساوس تستغل حيز كبير من تفكيرنا فتسبب شعور حاد بالقلق أو الشك أو الخوف أو جميعها معاً

الوسواس القهري هو نوع من الاضطرابات المرتبطة بالقلق. تتميز بأفكار ومخاوف غير منطقية (وسواسية) تؤدي إلى تصرفات قهرية. الأشخاص المصابون باضطراب الوسواس القهري يكونون أحيانًا واعين بتصرفاتهم الوسواسية غير المنطقية. وقد يحاولون تغييرها، لكن هذه المحاولات قد تزيد من احتدام الضائقة وحِدة القلق ليدوروا في حلقة مفرغة. في المحصلة، فإن التصرفات القهرية بالنسبة لهم إلزامية للتخفيف من الضائقة

عملية الاستحواذ

تبدأ بفكرة غير مُرضِية (كانتشار الجراثيم)
ثم يأتي التفسير القاسي للفكرة ليخلُق لديه التوتر (مثل: أنا السبب في نشر المرض لذا علي أن أغسل يدي عشرات المرات لأحمي الجميع من العدوى والموت)
يؤدي هذا الاعتقاد إلى قلق وتوتر يتم التخفيف عنه بطقوس معينة
تتكرر الدوامة حتى تصبح جزء لا يتجزء من يوم الفرد

بعض أنواع الوسواس القهري
وسواس التأكد
وسواس التلوث
وسواس الاحتفاظ القهري
التماثل / التوازي / الترتيب
وسواس اجترار الأفكار (سيناريوهات داخلية ومنها يتفرع الوسواس الديني)
وسواس العد

الفحص والتقييم الطبي

أول خطوة للعلاج هي الفحص الطبي والتشخيص، وذلك لتحديد البرنامج العلاجي المناسب وتمتد مدة علاج الوسواس القهري من أسابيع إلى شهور على حسب كل حالة

العلاج الدوائي

تلعب الأدوية دور مهم في السيطرة على اضطراب القلق وحالات الاكتئاب التي يدخل فيها المريض، ويبدأ الطبيب بوصف مضادات الاكتئاب والمهدئات. ويتم تناول الدواء تحت إشراف طبي دقيق وبأقل جرعات ممكنة

العلاج النفسي

برنامج العلاج السلوكي المعرفي والذي يهدف إلى تغيير طريقة تفكير المريض وأسلوبه في التعامل مع الأفكار، ويقوم فيها الطبيب بتعريض المريض لأحد مسببات القلق والتي تثير بداخله الخوف مثل الجراثيم، و تعلم طرقاً لمواجهة وإدارة الهواجس التي تنتابه

بعض الخطوات التي بالإمكان القيام بها للحد من أعراض الوسواس ومحاولة التغلب عليه وعيش حياة أكثر توازناً (ولا غنى أبدا عن المختصين وأهل العلم)
تمييز الوساوس الملِحّة والأفكار المتكررة من أحداث اليوم العادية. تقوم بذلك من خلال زيادة الوعي وربط الشعور المزعج بالوسواس القهري
اعلم أنها حالة مرضية لا علاقة لك بها. انسب الأفعال الوسواسية بالمرض لا بك أنت. لا تحمل نفسك عبء التفسير الذي ربطته بنفسك
لا تستمع للإلحاح. قد ترتاح راحة لحظية لكن الانزعاج سيرجع وستقع في فخ الوسواس. تقوم بذلك من خلال التركيز، انقل نفسك بنفسك من مهمة إلى أخرى. لا تنتظر أن تنتهي من العادة حتى تنتقل للمهمة اللاحقة. أجبر نفسك القيام بالمهمة التي تليها. لا تناقش نفسك ولا تحاول إقناع نفسك، قد يزيد ذلك من حدة الصراع الداخلي
أخّر العادة لوقت لاحق، وبذلك تدرّب عقلك على خلق فاصل بين الشعور الملح للقيام بالفعل والقيام به فعلا. مع التدريب ستخف الرغبة الملحة. قد لا تختفي كليا لكنك ستستطيع التحكم فيها لدرجة ما
اخلق صورة ذهنية. عند القيام بالفعل المتكرر افعله ببطئ ووعي وتفكّر. خذ له صورة ذهنية في عقلك واتركه يستوعبها. باستطاعتك استعمالها كمرجع قوي عند بداية الحوار الداخلي (لقد قمت بإغلاق الباب فعلياً).
التوقع: كن على استعداد. توقف عن الانفعال عند حدوث الوساوس وكأنها شيء مستجد. ارفض أن تدعها تضايقك
التقبل: كن متقبلا لوجودها واعلم أنها جزء من الوسواس. لا داعي للاهتمام بها أكثر من اللازم. اقبل أنها تحدث رغما عنك وعليك أن تتعايش معها وكأنه طنين مزعج في أذنك
بالإضافة إلى الرياضة والطعام الصحي وكتابة الأفكار اليومية والابتعاد عن المنبهات والعادات الغير صحية كالتدخين

وأخيراً، دعوة أمل لكل من يعاني من هذا المرض
قال رسول الله (ص): «إن الله لم ينزل داء إلا أنزل له دواء. علمه من علمه، وجهله من جهله، إلا السام» قالوا: يا رسول الله وما السام؟ قال: «الموت»

نسأل الله السلامة والعافية للجميع

رحلتي_مع_ذاتي
الوسواس

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *