بداياتي في رحلة الوعي : تجربة شخصية

بداياتي في رحلة الوعي : تجربة شخصية

الإمتنان له طاقة عجيبة ، طاقة لا توصف ، تجعلك تشعر بها لما تنطق بكلمة الحمدلله أو شكراً( قصة الإمتنان فالجزء الثاني ) . من تجربة شخصية أحدثكم و ككل إنسان في هذا الكون ، وجوده تنفيذ لرسالة معينة كل منا له رسالته خيراً كانت أم شرا ، بطبيعة الحال في كل القوانين الكونية فعل الخير يرجع كارما خير و فعل الشر مهما طال و عدت عليه أزمان و دهور سينجلي كالليل الذي يضمحل كل يوم. رسالتي أنا شخصياً منذ نشأتي بدأت اكتشفها من سنوات الصغر في عمر الثانية عشر تقريباً ، لم أفهم وقتها أنها رسالتي ، لم أكن أعلم بحيثياتها سوى أني اتبع حدسي . فحدسي كان يقول لي ساعد صديقك في النهوض لما سقط وسط ساحة المدرسة و الكل يضحك عليه ، حدسي قال لي كفف دموع صديق آخر يبكي و أسأله عن السبب ( السبب وقتها كان أن والديه يتشاجران كل ليلة قبل نومه وهو يسترق النظر اليهما ويسمع كلامهما ) ، حدسي قال لي واسيه و ألعب معه كي ينسى الأمر حتى ولو كان للحظة . كان الحدس مزروعاً فيا أين ما اتواجد ، أينما حللت ، أذكر مرة أني تلقيت كماً هائلاً من الضربات من عند أولاد لا لشيء إلا انني صحت على احدهم كي لا يسرق أدوات زميلتنا الفقيرة التي تدرس معنا . ( تبين فيما بعد أن الفقر الحقيقي هو فقر العقول لا الجيوب ) .

كبرت مع ذلك الحدس و درست فالجامعة و المعهد وكنت شغوفاً بالإستماع إلى مشاغل الناس دون حكم عليها ، إلى أن وجدت نفسي محاطاً كل يوم بشخص يحكي لي قصته مع أهله ، مع اصدقاءه ، مع خطيبته ، مع استاذه إلخ … وكنت مستمعاً جيداً للأشخاص جميعاً و لا أقلق من نصحهم بقلب واسع وبدأت ألاحظ حب الناس لي و خاصة إرتياحهم بالجلوس معي . كنت مستغرباً بعض الشيء إلا انني فهمت وقتها أن جل الناس كانوا دائماً يحكمون على بعضهم البعض بمجرد أن يسمعوا قصة ما ، لا يكلفون أنفسهم حتى أن يكملوا القصة و فهم الدوافع الحقيقية وراء المشكل أو القلق الناتج ، و الكثير للأسف كانوا يشمتون في بعض الأوقات في بعضهم البعض دون أن يظهروا ذلك . ناهيك أنني كنت أرقب في بعض الأحيان تهكم و سخرية من مصائب الناس .
كان هنالك شيء في داخلي تلك الفترة يتحدث معي و كأنه اللاواعي ( لم أكن أعرفه وقتها ) و يقول لي : ما هذا الهراء ؟ إن ما يحصل أمامك ليس صحيحاً بالمرة !! و يبدأ قلبي بالدق سريعاً و تشتد أعصابي حينما أرى موقفاً فيه ضلم ، أو تعدي على شخص مسكين … و فالمقابل يأتي الرد سريعاً من العقل الواعي ( لم أكن أعرفه أيضاً ) و هو العقل التحليلي الذي يحتوي على كل شيء مزيف و غطائه  » الايغو » و يقول لي : من أنت ؟ مالك تشفق على هذا و تسمع هذا ؟ هل أنت من سينقذ العالم ؟؟ كم أنت تافه !!

في تلك اللحظات انسحب من الموقف فوراً و في داخلي صراع لا يوصف ، مهازل الخارج تجذبني إليها و الصوت الداخلي يهمس فيا في كل أنحاء جسمي لا يمل من دعوته لي كي أكون في صفه و أبدأ رحلة الوعي .

كان هذا الجزء الأول من البداية في رحلة الوعي … الجزء الثاني قريباً

مجدي بشطبجي

رحلة وعي

3 réflexions sur “بداياتي في رحلة الوعي : تجربة شخصية”

  1. راااااااائع جدااااا استمر في سرد رحلتك ربما أجد اجابة لما ابحث عنه.. او اجد بصيصا من النور يقودني في رحلتي… قصتك بتشبهني كتير لكن لم اكن محظوظه مثلك لما اكتشفها في عمري الصغير بل اكتشفتها منذ حوالي عامين… بما ان الرسالة تولد من رحم الالم.. من هنا ادركت رسالتي 🌺🌿ممتنه ليك وموفق في رحلتك بأذن الله 🙏🌺🌿🦋✨

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *