كثيرون هم من يعتقدون أن رحلة الوعي و التناغم مع الذات هي أمر صعب و يحتاج للكثير من التخطيط. و أن إتخاذ القرار بالتغيير يتطلب بحد ذاته إتخاذ قرار، و يبقون في هذه الدائرة المغلقة و يفوّتون على أنفسهم يوما بعد يوم فرصة التحرّر من سلاسل العقل الواعي و الأنا، العقل البشري الواعي سرعان ما يخلق الأعذار ضمن أنماطه المعتادة المكتسبة كقوالب جاهزة من المجتمع و المحيط الخارجي اللذي نحيط به أنفسنا، فيصير عندك شك و كسل في كل شيء تريد تغييره أو حتى تقوم به و تبدأ « الأنا » بتخويفك و لومك على أشياء من الماضي و تعمل على جلد ذاتك و تعطيك إشارات بأنك فاشل و لن تفلح في التغيير. في اللحضة الراهنة، مهما كانت أعذارك « العقلية » تستطيع تبدأ بالتناغم مع محيطك شيئا فشيئا كأن تتأمل جمال الأشجار عند المشي، أن تُركّز على أصوات خافتة حتى لو كنت في مكان ذو ضجيج عالي، أن لا تؤذي أي كائن حي حيوان كان أو نبات بل تحافظ عليه، كل هذه الافعال المتناغمة مع محيطك و مدارك الطاقي هي في واقع الأمر كَسْرُُ و مُقاومة للنمط التفكيري التقليدي العقلي اللي كان مسيطر عليك و تحدٍّ واضح للأنا، و شيئا فشيئا لما تتناغم مع محيطك سوف يَتبَعُه تناغم لذاتك و هي من أوّل خطوات الوعي. الأكيد أيضا لما تبدأ تتناغم مع ذاتك سوف تظهر نوع من المقاومة لديك فتقبَّل هذا الأمر (مرحلة القبول أمر هام جدا) و دع هذه المقاومة تمر لحالها فليس من السهل أن تتناغم مع ذاتك بهاته السهولة و تفعل أشياءا غير معتادة للأسف للأغلبية ضمن أنماطهم الجمعيّة الخاطئة. لا تنسى تخصيصك لوقت معين لتمتنَّ لنفسك على بوادر التغيير داخلك، الإمتنان أمر ضروري لترسيخ و برمجة عقلك اللاواعي و الباطن و حثه على مواصلة رحلة الوعي الداخلي و قطع الطريق على الأفكار و الأنا و إسكاتها و إخضاعها لمنطق الهدوء و السكينة. أنا ممتن لكوني أتغير، ممتن لكل شي جميل يحدث في يومي، ممتن لإطعامي قطة من فطوري، ممتن بأنني لن ألقي أي شي من السيارة في الطريق، ممتن لأنني لم أغضب في عملي عندما أرادوا إستفزازي، ممتن بأنني ساعدت شيخا كي يشق طريقه في أمان، ممتن بأنني في صحة جيدة و إن كنتُ مريضا فأنا أقبل هذا و كلّي ثقة بأن الله يَشفيني، ممتن لكل لحضة أقضيها مع العائلة، أنا منسجم و أقبل ذاتي كما أنا، أنا ممتن لتخصيصي هذا الوقت الثمين مع نفسي. إبدأ في التغيير
