هل أنت واعي بما تقول؟ هل أنت واعي بما تفعل؟

ما هو الوعي؟

هل أنت واعي بما تقول؟ هل أنت واعي بما تفعل؟

هل لاحظت من قبل تفاصيل قيادتك للسياره أو طريقة إعدادك للطعام أو طريقة الاكل نفسها
بمعنى هل لاحظت المضغ والبلع ووصول الاكل لمعدتك
هل لاحظت نفسك أثناء الاستحمام أو بينما تحضر مشروبك الصباحي

هل شعرت وكأن هناك شخصين داخلك
شخص مثلا يقود السياره وشخص يفكر في قرار مهم
شخص يعد الطعام وشخص يفكر في امتحانات الاولاد
شخص يأكل بسلاسه وشخص يفكر في دفع القسط المتأخر

لا تخف هذا طبيعي
أنا عن نفسي هناك 4 أشخاص داخلي
أحدهم يقوم بما تبرمج عليه كالمشي مثلا والثاني يقرر فعل الصائب والثالث يختار السيء والرابع يشاهدهم جميعا

الشخص الذي يقوم بالفعل الروتيني المعتاد هو عقلك الباطن والشخص الذي يفعل الأمر الاخر هو عقلك الواعي.
ولكن ماذا تعني كلمه واعي

واعي بمعنى مستيقظ ومدرك ومنتبه وحاضرا الآن

لذلك ما نقوم به وكأنه برنامج يتم تكراره يسمى برمجة العقل الباطن
والعكس تماما لكل ما نقوم به بينما نحن واعين مستيقظين تماما مدركين لأبعاد وتفاصيل ما نفعل
وكأن هناك شخص يجلس خلف مقود ويحرك بدقه يمينا ويسارا

ويمكن لكل شخص أن يختار أن يقوم بالفعل
ببرمجة أو بوعي

فيمكنك إختيار تقطيع الخيار بسرعه كما تعودت بينما تفكر في ماذا ستكتب غدا (أنا افعل ذلك باحتراف)
ويمكنك اختيار تقطيع الخيار وانت منتبه تماما وكل تركيزك منصب على مسكه السكين وحجم قطع الخيار وسرعه التقطيع (وأفعل ذلك أيضا)

…………….

إذا لماذا نختار الوعي

لأنه قد تكون تمت برمجتك بشكل خاطئ
لأن العقل الباطن يتم برمجته منذ الصغر لمجرد تكرار الفعل بشكل مستمر
فلو كانت برمجتك فاسده فبالتالي سينعكس على مستقبلك
فمثلا هناك من تمت برمجته على التعصب لدينه وحزبه ومنهم من تمت برمجته على كره المختلف عنه ومنهم من تمت برمجته على الكذب والغضب والشكوى وغيرها من الأوجه السلبيه التي تستحق الكثير من الألم

الذي تمت برمجته يدور في دوائر ويكرر ما تعود عليه ويعتقد أنه هو ما تبرمج عليه
بينما هو غير ذلك تماما

إختيارك للوعي يعطيك الفرصه لتصحيح المسار الخاطئ وإعاده البرمجة السليمه توفيرا للوقت والجهد وعيش حياه سعيده

كيف تكون واعي
أن تكون حاضرا بذهنك هنا والآن في هذه اللحظه مع هذا الفعل او الشعور

لو كنت واعيا حاضرا قبل الغضب بلحظة واحده واخترت الا تغضب لما حدثت كل هذه المشكله الكبيره
لو كنت واعيا حاضرا قبل الشكوى بلحظة واخترت الامتنان لحصلت على الزياده بدل الفقد
لو وعيت وكنت حاضرا واخترت العطاء بدل البخل لحصلت على اليسر بدل العسر
لو وعيت وكنت حاضرا ودعمت بدون تعاطف لما حصلت على هذا الاستنزاف
لو كنت وعيت لحظة ظلمك لنفسك لما ظلمك غيرك

لذلك كل ما يحدث لنا من ألم وسوء نتيجة عدم وعينا وحضورنا فقط في اللحظه التي تسبق السيء الذي اخترته وفق ما تبرمحت عليه

كل المطلوب منك هو التدرب على الحضور واليقظه في كل لحظة بالتدريج

إختر فعلا واحدا تفعله يوميا وفق برمجة معتاده
وقرر أن تكون يقظا مراقبا منتبها لكل لحظة في هذا الحدث
مثل الاكل، المشي، الطبخ، الاستحمام
وبعد أن تصبح متمرسا في مراقبه اللحظه

راقب أفعالك وكن واعي واختر الصالح منها
بقدر وعيك وإختيارك للصالح بقدر زوال الألم

الأمر يحتاج بعض الجهد والتمرين على اليقظه
ولكنه يستحق

الوعي هو رسالتك على هذه الأرض وهو الفرق الوحيد بينك وبين كل الحيوانات التي تعيش وفق البرمجة

دمتم بوعي

عمرو_أبو_مازن

Laisser un commentaire

Votre adresse de messagerie ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *